استيراد الزبالة ( السويد تستوردها ! )
دول تستورد القمامة .. ودول , شعوبها تغرق في القمامة , ولا تجد من ينقلها من الشوارع ..!
السويد تستورد 800 ألف طن من قمامة جيرانها
لا بد أن يستغرب أي منا العنوان "السويد تستورد 800 ألف طن من قمامة جيرانها" لكنها الحقيقية، فبينما تعاني معظم دول العالم تقريبا من مشاكل متعلقة بالقمامة وكيفية التخلص منها. على العكس تماما، استطاعت السويد عبر "ثورة إعادة التدوير" حسب تعبير صحيفة "ذا هافنغتون ـ بوست ـ كندا/The Huffington post " قلب المعادلة العالمية ـ إن صح التعبير ـ في هذا المجال.
فكل ما تنتجه السويد من قمامة تتم الاستفادة منه، وينتهي 1 % فقط من محتويات "مزابل" ومخلفات عمليات الإنتاج الصناعي في السويد في المقالب أو المدافن الخاصة.
لا بل أكثر، فرغم أن متوسط إنتاج القمامة للفرد في السويد يبلغ 461 كيلو غرام من القمامة، ما يقل قليلا متوسط إنتاج الفرد في أوروبا بالعموم (500 كغ)، تقوم السويد باستيراد 800 ألف طن سنويا من القمامة من جيرانها في بريطانيا وإيطاليا والنرويج وإيرلندا.
ليس هذا فقط، فقد استطاعت السويد تحويل هذه القضية الشائكة " التخلص من الفضلات البشرية وفضلات المصانع" إلى مصدر دخل يشكل نسبة معقولة في اقتصاد البلاد.
فبالإضافة إلى أعادة استخدام نصف المخلفات التي تنجها السويد في تصنيع بضائع جديدة. تؤمن صناعة تدوير القمامة 20% من طاقة التدفئة المنزلية من خلال تحويل نصف "المحصول" الآخر من القمامة إلى طاقة، أي تأمين جزء هام من استهلاك الطاقة في البلاد بطريقة يمكن وصفها بأنها أرخص ما يمكن ومن مصدر متوفر بشكل دائم.
فحسب تصريح رئيس المكتب الصحفي لـ "AB " لتدوير القمامة جوران سكوغلوند فإن "ثلاثة أطنان من القمامة تحتوي على طاقة تكافئ ما يحتويه طن من النفط (زيت الفيول)... هناك الكثير من الطاقة هنا".
ويعود الفضل في هذا بشكل كبير إلى القوانين السويدية المختصة في هذا المجال، فقد سنت الحكومات السويدية المتعاقبة قوانين وتشريعات صارمة فيما يتعلق بمخلفات المصانع والمخلفات البشرية، وبموجب القانوني السويدي يتحتم على المنتجين السويديين التعامل مع كل التكاليف المتعلقة بجمع وإعادة تدوير والتخلص من بقايا منتجاتهم، فإذا كانت الشركة تبيع زجاجات المشروب مثلا، فيقع العبء المالي لجمع وإعادة تدوير عبوات الزجاج أو الألمونيوم أو الكرتون على الشركة المصنعة.
----------------- عن مونت كارلو الدولية 8-11-2015
تعليقات
إرسال تعليق