رحيل الموسيقار الياس الرحباني - الشقيق الأصغر للأخوان رحباني

 إعداد : إدارة المدونة   5-1-2021 



عن صحيفة الشرق الأوسط - لندن - 5-1-2020 بيروت: سوسن الأبطح

لم يُنصف يوماً إلياس الرحباني. رحل الموسيقار

 الكبير من دون أن يعرف كثيرون أن أشهر وأكثر الأغنيات ترداداً على ألسنتهم هي من موسيقاه، وربما من كلماته، وأن أشهر أغنيات الإعلانات التي حفظوها صغاراً، هي من خصب مخيلته، وكذلك أغنيات أفلام حضروها ولم ينسوها أبداً.

هل ظلمت الرجل مواهبه المتعددة الكثيرة، التي كان يتنقل بينها بخفة وسهولة ويسر؟ هل أن ترتيبه كأخ أصغر للأخوين عاصي ومنصور، هو السبب؟ أو أن روحه المرحة، جعلت جمهور الناس لا يقدرون عبقريته حق قدرها؟

توفي إلياس الرحباني، أمس الاثنين، عن عمر ناهز 83 عاماً. بقي ستين عاماً في عطاء فني كثيف ومبهر. واستمر حتى سنوات قليلة خلت، يبدو في عز عطائه، وكأنما العمر لم يتمكن من أن ينال منه. كان يؤكد تكراراً أنه لا يعرف من يمكن أن يكتب الموسيقى بسرعته وأريحيتيه، وأنه في حالة خلق دائمة لا تتوقف، وهذا أمر خارج عن إرادته. كتب آلاف المقطوعات الموسيقية ولحن أغنيات عربية وإنجليزية وفرنسية وإيطالية وحتى إسبانية. متواضع، وربما هذا ما ظلمه أحياناً. بدأ وهو في سنة السادسة عشرة يكتب مقطوعاته. وفي سن التاسعة عشرة، كان يضع موسيقى وأغنيات لأشهر الإعلانات التلفزيونية التي ذاع صيتها. يمكن القول إنه ابتكر أسلوباً جديداً في هذا المجال. في تلك السن الصغيرة، اتفقت معه «بي بي سي» على تأليف 40 أغنية وعدد من موسيقات البرامج.

ولد إلياس الرحباني في أنطلياس، شمال بيروت، توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فتعهده أخواه عاصي ومنصور الرحباني اللذان صارا بمثابة أبوين له. وبعد «المعهد الوطني الموسيقي»، درسه أخواه الموسيقى لمدة 12 عاماً على يد أستاذين فرنسيين. فنشأ إلياس، وقد انطلقت مسيرة الأخوين الكبيرين، وشق درباً صعباً، وتمكن من أن يخط طريقاً استثنائياً بموازاتهما وباستقلالية عنهما، سواء في نوعية موسيقاه وكلمات أغنياته وطبيعة أعماله، أو في شخصيته الدمثة القريبة من القلب، وروحه المرحة، والنكتة الحاضرة أبداً على لسانه.

من ألحان الياس الرحباني " طير الوروار - فيروز  " :


تعليقات