دول غير صالحة للحياة!

عثمان ميرغني  - كاتب سوداني -

عن الشرق الأوسط - لندن - 22-7-2020

هل لك أن تتخيل أن هناك دولاً قد لا تعود صالحة للحياة بشكل طبيعي في مستقبل غير بعيد. هذا ما يحذر منه العلماء، والسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات غير مألوفة، بما يؤثر على حياة الناس وقدرتهم على أداء أعمالهم. ففي دراسة علمية نشرت في ظل الانشغال بأزمة الكورونا وتداعياتها، لذلك لم يتنبه لها كثيرون، ورد أن أكثر من 3 مليارات من البشرية سيوجدون في مناطق تكاد تكون غير قابلة للحياة بشكل طبيعي بسبب الحر الشديد بحلول عام 2070. واستندت الدراسة التي أجرتها جامعة إكستر البريطانية بمشاركة علماء من أميركا وأوروبا والصين، إلى توقعات الأمم المتحدة بأنه حتى لو التزمت الدول بتعهداتها في اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2015، فإن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى رفع حرارة الأرض بثلاث درجات. وبما أن درجة حرارة اليابسة ترتفع بسرعة أكبر من المحيطات، فإن هذه الدرجات الثلاث ستعني أن كثيرين من البشر سيواجهون ارتفاعاً في الحرارة بما يعادل سبع درجات.
يذكر أن ارتفاع حرارة الأرض بمعدل 1.5 درجة مئوية يعني أن 14% من سكان الأرض سيكونون معرضين لموجات حر قياسية مرة كل خمس سنوات على الأقل. أما إذا بلغ الارتفاع درجتين مئوتين، فإن ذلك يعني أن نسبة المتأثرين من موجات الحر ستصل إلى 37% من البشرية.
في تقرير لـ«بي سي سي» الأسبوع الماضي تحدث مختصون عن ظاهرة «الإجهاد الحراري» التي تنجم عن التعرض لدرجات حرارة عالية في شهور الصيف، بما قد يؤدي إلى توقف أعضاء حيوية في جسم الإنسان عن العمل. والناس الأكثر تعرضاً لذلك هم الذين يتعرضون للشمس ساعات طويلة بحكم عملهم في المزارع أو مواقع البناء أو أي عمل آخر يستدعي بقاء الإنسان في العراء.
ويحدث «الإجهاد الحراري» لأن مزيج الحرارة والرطوبة في بعض المناطق يمنع تبخر العرق وهي الطريقة التي يبرد بها الجسم. وعندما يحدث ذلك تستمر درجة حرارة الجسم في الارتفاع حتى تصل إلى مرحلة الخطر، ويبدأ الإنسان يشعر بالدوار وحالة من الغثيان، وإذا واصل بقاءه في الشمس يصبح عرضة لـ «الإجهاد الحراري» وخطر توقف بعض أعضاء الجسم عن العمل.
وقد أدرج اللامساواة الاقتصادية كواحدة من المشاكل التي تسبب طفرة في القضايا الاجتماعية.
وبعد الأحداث العنيفة، قال إن فترة الراحة من 20 إلى 30 سنة تحدث مع الأشخاص الذين يحاولون قمع العنف قبل أن تتصاعد الأمور مرة أخرى.
ومع ذلك، جادل كثير من الأكاديميين في نظرية الخمسين سنة هذه ولا يعتقدون أن هناك أدلة تاريخية كافية لإثبات ذلك.
وقال تورشين لـ«لايف ساينس» إن «التنبؤ بالعنف يأتي من ملاحظة الاتجاهات التي تجعل الاضطراب العنيف محتملاً بشكل متزايد، مثل انخفاض مستويات المعيشة لغالبية السكان، وتزايد المنافسة بين النخبة والصراع... هذه الاتجاهات لم تختف وتواصل التطور».
وأضاف: «هذا يعني أنه سيكون هناك مزيد من الاضطراب، مدفوعاً بمحفزات فورية أخرى».
كما قال جاك جولدستون، عالم الاجتماع بجامعة جورج ميسون في الولايات المتحدة: «تفشي الوباء ووحشية الشرطة هذا العام يعتبران محفزات لتطور ضغوط العنف التي كانت تتصاعد منذ فترة».
وتابع: «ما يتوقعه النموذج هو أن 2020 ستكون خطيرة، وأنه ما لم يتم تقليل الضغوط الكامنة، قد تكون أواخر هذا العقد أو العقد المقبل أسوأ».
--------------

تعليقات