كتابات مختاراة - اضواء بعدة الوان عن استقبال الكاظمي في طهران !

أضواء بعدة الوان عن استقبال الكاظمي في طهران !


رائد عمرو العيدروسي   كاتب عراقيالحوار المتمدن  22-7-2020<< بعد انتهاء حرب ايلول الشرسة بين الجيش الأردني والمقاتلين الفلسطينين الذين تمركزوا في الأردن بعد حرب حزيران " 1967والتي انتهت بالقضاء وطرد هؤلاء المقاتلين من الأراضي الأردنية " حصلتْ قطيعة مطلقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية واستمرت لسنواتٍ طوال .. في نهاية سبعينيات القرن الماضي جرى انعقاد مؤتمر قمة عربي في عمّان , وكان من المفترض توجيه الدعوة للرئيس الراحل ياسرعرفات لحضور المؤتمر, واثناء وجود طائرة عرفات في الجو ومع اقتراب وصولها الى مطار عمّان , إتّصل طاقم عرفات " عبر لاسلكي الطائرة " ببرج المراقبة الأردني يسألون عمّن سيكون في استقبال الرئيس الفلسطيني في المطار ؟ , بعد نحو دقيقتين جاءت الإجابة بأنّ وزير الخارجية الأردني سيكون في استقباله , ردَّ عليهم عرفات بأنه سيعود من حيث أتى < حيث ذلك الأستقبال لا يليق بمكانته وأنه كنوع من ال Diplomatic Snub - الإزدراء بمكانته > , بعد لحظاتٍ من ذلك جاءَ ردٌّ آخر من السلطات الأردنية بأنّ رئيس الوزراء الأردني سيكون في استقبال عرفات , فوافق الأخير 
للقدوم الى عمّان , سيّما أنه ليس رئيس دولة كي يغدو الملك حسين الراحل فياستقباله >> , ونعتقد أنّ أبعاد هذه الرواية قابلة للإدراك .!تنبغي إشارةٌ اخرى هنا , الى أنّ كافة رؤساء الوزراء العراقيين السابقين " بأستثناء السيد اياد علاوي الذي لم يقم بأيّ زيارةٍ الى ايران " , والذين زاروا طهران لأكثر من مرّة , فَلَم تجرِ لهم مراسم استعراض حرس الشرف وملحقاته , كما حصل مع السيد مصطفي الكاظمي يوم امس الثلاثاء .! وبدا أنّ ذلك كانَ مقصوداً من الجانب الإيراني , وربما لإشعارهم بأنهم تابعين لأيران تحت اية مسميات ! او انهم يجري تنصيبهم او ازاحتهم بقرارٍ ايرانيٍ بحتْ .ومنذ اوّل امس جرى تسريبٌ متعمّد عبر مواقعٍ الكترونيةٍ محددة , بأنّ مَن سيكون في استقبال الكاظمي في مطار مهراباد الدولي هو وزير الطاقة الأيراني " رضا اردكانيان " , ولعلّه من غير الواضح تماماً لماذا وزير الطاقة تحديداً دون سواه من الوزراء .؟ << وممّا مثيرٌ للسخرية أنّ الصحفي المحسوب على الصحافة المدعو نجاح محمد علي قد سارع منذ صبيحة امس , وقبل مغادرة السيد الكاظمي لمطار بغداد , بنشر " بوست " بالحجم الكبير وبالخط العريض , بأنّ وزير الطاقة الأيراني سيكون على رأس مستقبلي الكاظمي لدى وصوله المطار في ايران , ولم يكن مستغرباً ذلك من هذا التابع ! >> , لكنّ ما وراء كلّ ذلك هو الإعلان المسبق بأنّ الرئيس الأيراني ولا نائبه سيكونا في استقبال الكاظمي ! , وكأنّ هنالك شبه انتقائيّة في استقبال قادة الدول لدى الأيرانيين .من جانبٍ آخرٍ ذي صلة , فإنّ اعلان او تصريح " مساعد " رئيس قسم العلاقات والإتصال في الرئاسة الأيرانية , وليس رئيس القسم بحدّ ذاته ! , بأنّ مراسم استقبال واستعراض حرس الشرف للسيد الكاظمي ستكون داخل صالة المؤتمرات " المسقّفة " وليس على ارض المطار , فإنها لدواعٍ تتعلّق بالكورونا ! , ودونما تشكيكٍ مفترض بهذا الطرح , لكنه على مستوى المراقبين والمتابعين في الإعلام , بالإضافة الى الرأي العام في العراق , فأنّ الإعتقاد العام السائد " من الزاوية الصحية " بأنّ مراسم استعراض حرس الشرف وعزف السلام الجمهوري لكلا البلدين في الهواء الطلق هي الأنسب وقائياً بقدر تعلّق الأمر بالكوفيد 19 .!ومن خلال المتابعة الإعلامية , فأنّ وزارة الخارجية الأيرانية لديها اهتماماتٍ خاصة في تجيير وتوظيف الجوانب الشكلية والجزئيات البروتوكولية لأغراضٍ دبلوماسية وإعلامية .! , لكنه ومع ذلك وسواه سوف تظهر نتائج مباحثات الكاظمي مع الجانب الإيراني سواءً في وقتٍ قريبٍ , او بطريقةٍ متدرّجة او حتى عبرَ تسريباتْ .! بما يسمح ويسنح الظرف السياسي .!
========

تعليقات