من الارشيف - بين الغش الجماعي والاغتصاب الجماعي
هذا المقال نشرته منذ 14 عاماً , تذكرته فقط عندما أظهر لي إحصاء جوجل - بهذه المدونة - اليوم 17-7-2020 أن أحد القراء من إحدي الدول يطالعه .. وكنت قد أعدت نشره بمدونتي هذه منذ عامين . قرأته من جديد . لأنني كنت قد نسيت موضوعه , فرأيت إعادة نشره لقرائي الأعزاء - مع الود والتحية .
بين الغش الجماعي و الاغتصاب الجماعي/حكم العسكر
صلاح الدين محسن
2006 / 11 / 9
لا أتذكر أنني قد قرأت أو سمعت من قبل شيئا بالتاريخ الانساني كله عن شيء اسمه غش جماعي بالتعليم يقوم به المدرسون بالمدارس وبعلم ناظر المدرسة ، ويقوم به أساتذة بالجامعات وبعلم العميد .. !
لا أتذكر ولا أتخيل امكانية حدوث ذلك أبدا..
ولكن ما عرفته وعرفناه جميعا .. وعرفناه تماما .. هو أنه حدث ولا يزال يحدث بمصر .. بلد الأهرامات احدي معجزات العالم منذ القديم ..
كذلك لا أتذكر أنني قرأت في التاريخ القديم أو الحديث بالعالم كله ولم أسمع بعد عن عملية اغتصاب جماعي للفتيات بالطريق العام – ليس خطفا واغتصابا بمكان بعيد مغلق .. كلا .. وانما بالطريق العام ، وليس في جنح الظلام – في ليلة لا قمر فيها .. كلا وانما في وضح النهار .. وليسوا ثلاثة أو خمسة أشخاص هم من يقوموا بعملية الأغتصاب الجماعي تلك ، كلا وانما : عشرات بل يقال انهم مئات ( حوالي ألف شاب ..) !!! لم أسمع عن حدوث ذلك من قبل بتاريخ كل أمم الأرض ، ولم أقرأ أنه حدث في مصر في هوجة وانفاضة شعبية عامة في عصر ببي الأول – عصر انحطاط – من قبل الميلاد بحوالي 2270 عام ! رغم ما حدث بتلك الانتفاضة العشوائية من فوضوية لا مثيل لها يحدثنا عنها التاريخ .. وكذلك لم يحدث في أعتي انتفاضة وهوجة شعبية مصرية حديثة يناير عام 1977 – عصر الرئيس المؤمن ! السادات – .. تلك الانتفاضة التي شهدتها بنفسي ، ووصفها السادات كذبا بأنها انتفاضة حرامية لما حدث فيها بطبيعة الحال واستغلال للظروف من قبل المنحرفين في مثل تلك الحالات ، للنهب والسلب والحرق والتدمير .. ولكن لا السادات زعم حدوث اغتصابات جماعية ولا غيره ولا رأينا ولا سمعنا عن عن حالات اغتصاب جماعي للفتيات بالطريق العام وبالعاصمة (!) ، ويشترك فيه المئات من الشباب .. !!
ولكن هذا ما حدث ولا يزال يحدث في مصر الآن !! ..
فكيف حدث وكيف يحدث ؟؟؟!!!
الخلاصة .. وبدون اطالة لاثبات أن المسئول عن ترتيب حوادث اغتصاب الصحفيات المعارضات أمام باب النقابة ابان الانتخابات واغتصاب شباب المعارضة بعد حبسهم ، هم أيضا الفاعل المسئول ، ولا لغرض اثبات أن مأساة الاغتصاب الجماعي تلك انما تتدبر للتمويه والتعتيم علي عملية خطف واغتصاب بنات الأقليات الدينية – المرتبة والمدبرة أمنيا كما هو بات مؤكدا ..
كلا .. لا نريد الاطالة وانما ملخص القضية باختصار هو :
أنه من عام 1952 ومنذ أطبق العسكريون الضباط علي رقبة مصر وعلي رقاب شعبها .. وكل شيء في حياة مصر والمصريين يسير نحو السيء ، فالأسوأ ، فالأسوأ ، فالأسوأ .. حتي وصلت مصر لذاك الحال الذي لا مثيل له في تاريخ البشرية كله ...
فمنذ أن أرسي الضابط عبد الناصر نظام حكم العسكر لمصر ، والحال كما عبر عنه الشاعر الشعبي : " والبيه حاطط لي في كل مكان ظابط ..لو حتي حمار ..! "
اذ يحدث ما يحدث لمصر وشعبها الآن علي كافة المستويات بينما :
رئيس الجمهورية : لواء عسكري ..
وكل محافظة من محافظات مصر يجثم فوق قلبها : لواء عسكري ..
وكل مجلس مدينة من مدن مصر يبرك فوق صدرها : لواء
ورئيس المطار : لواء عسكري
ورئيس قناة السويس : لواء ..
وأغلب المؤسسات والهيئات الحكومية يتبختر فوق جثتها : لواء ..
وحتي شركات النظافة ( تلك النظافة المفقودة ! ) بالمدن الجديدة – شركات جمع الزبالة ! بالمدن الجديدة – حتي الزبالة ..! فان المقاول الذي يغتصب هذا الحق لأجل التربح الفاحش لا لأجل النظافة هو : لواء .. ( سيادة اللواء .. !) .
والمسئول عن حياة وأمن وأمان مصر وشعبها : أي وزير الداخلية .. ليس مثل أحمد لطفي السيد باشا المفكر والرائد – الذي كان وزيرا للداخلية في أوا ئل القرن الماضي في العصر الملكي .. ولا مثل مصطفي النحاس باشا – السياسي العظيم الذي تولي وزار الداخلية أيضا في العصر الملكي قبل عصر ضباط 23 يوليو ...
لا لا ليس المسئول عن أمن مصر وشعبها الآن واحدا من مثل هؤلاء وانما هو أيضا : لواء ..
كل المواقع والمناصب بالدولة .. كلها يركب فوق قلبها ويجثم علي صدرها : لواء ...
حتي نكسوا كل ألوية مصر ..
نكسوا لواء الوطنية و الانتماء ، انتماء المصري لمصريته واعتزازه بها ، بل صار المصري يبحث عن منفذ للفرار ولو الي ايطاليا علي ظهر مركب قديم يعلم بأنه قد يغرق به في عرض البحر ويموت ولكن ذلك أرحم وأحن مما آلت اليه الحياة في مصر علي أيادي اللواءات ..
نكسوا لواء الأمن والأمان .. فلم يعد المصري يأمن علي شرفه وعرضه ولا علي رزقه في مصر ان كان مواطنا شريفا وأمينا ..
ونكسوا لواء العزة والكرامة بهزائم تلو هزائم ونكسات وأشباه انتصارات - كاذبة .. – لا يكفوف عن الاحتفال بها !
ونكسوا لواء ريادة مصر الاقليمية ..
ونكسواء لواء مكانة مصر الدولية ..
كل تلك الألوية المصرية الغالية نكسوها ولم يبق لمصر سوي : سيادة اللواءات ..
شكرا لكم حضرات اللواءات ..
شكرا لكل سيادة لواء ..
نرجوكم ..
نرجوكم :
أما آن لمصر أن تستريح ؟ !
الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9
صلاح الدين محسن
2006 / 11 / 9
لا أتذكر أنني قد قرأت أو سمعت من قبل شيئا بالتاريخ الانساني كله عن شيء اسمه غش جماعي بالتعليم يقوم به المدرسون بالمدارس وبعلم ناظر المدرسة ، ويقوم به أساتذة بالجامعات وبعلم العميد .. !
لا أتذكر ولا أتخيل امكانية حدوث ذلك أبدا..
ولكن ما عرفته وعرفناه جميعا .. وعرفناه تماما .. هو أنه حدث ولا يزال يحدث بمصر .. بلد الأهرامات احدي معجزات العالم منذ القديم ..
كذلك لا أتذكر أنني قرأت في التاريخ القديم أو الحديث بالعالم كله ولم أسمع بعد عن عملية اغتصاب جماعي للفتيات بالطريق العام – ليس خطفا واغتصابا بمكان بعيد مغلق .. كلا .. وانما بالطريق العام ، وليس في جنح الظلام – في ليلة لا قمر فيها .. كلا وانما في وضح النهار .. وليسوا ثلاثة أو خمسة أشخاص هم من يقوموا بعملية الأغتصاب الجماعي تلك ، كلا وانما : عشرات بل يقال انهم مئات ( حوالي ألف شاب ..) !!! لم أسمع عن حدوث ذلك من قبل بتاريخ كل أمم الأرض ، ولم أقرأ أنه حدث في مصر في هوجة وانفاضة شعبية عامة في عصر ببي الأول – عصر انحطاط – من قبل الميلاد بحوالي 2270 عام ! رغم ما حدث بتلك الانتفاضة العشوائية من فوضوية لا مثيل لها يحدثنا عنها التاريخ .. وكذلك لم يحدث في أعتي انتفاضة وهوجة شعبية مصرية حديثة يناير عام 1977 – عصر الرئيس المؤمن ! السادات – .. تلك الانتفاضة التي شهدتها بنفسي ، ووصفها السادات كذبا بأنها انتفاضة حرامية لما حدث فيها بطبيعة الحال واستغلال للظروف من قبل المنحرفين في مثل تلك الحالات ، للنهب والسلب والحرق والتدمير .. ولكن لا السادات زعم حدوث اغتصابات جماعية ولا غيره ولا رأينا ولا سمعنا عن عن حالات اغتصاب جماعي للفتيات بالطريق العام وبالعاصمة (!) ، ويشترك فيه المئات من الشباب .. !!
ولكن هذا ما حدث ولا يزال يحدث في مصر الآن !! ..
فكيف حدث وكيف يحدث ؟؟؟!!!
الخلاصة .. وبدون اطالة لاثبات أن المسئول عن ترتيب حوادث اغتصاب الصحفيات المعارضات أمام باب النقابة ابان الانتخابات واغتصاب شباب المعارضة بعد حبسهم ، هم أيضا الفاعل المسئول ، ولا لغرض اثبات أن مأساة الاغتصاب الجماعي تلك انما تتدبر للتمويه والتعتيم علي عملية خطف واغتصاب بنات الأقليات الدينية – المرتبة والمدبرة أمنيا كما هو بات مؤكدا ..
كلا .. لا نريد الاطالة وانما ملخص القضية باختصار هو :
أنه من عام 1952 ومنذ أطبق العسكريون الضباط علي رقبة مصر وعلي رقاب شعبها .. وكل شيء في حياة مصر والمصريين يسير نحو السيء ، فالأسوأ ، فالأسوأ ، فالأسوأ .. حتي وصلت مصر لذاك الحال الذي لا مثيل له في تاريخ البشرية كله ...
فمنذ أن أرسي الضابط عبد الناصر نظام حكم العسكر لمصر ، والحال كما عبر عنه الشاعر الشعبي : " والبيه حاطط لي في كل مكان ظابط ..لو حتي حمار ..! "
اذ يحدث ما يحدث لمصر وشعبها الآن علي كافة المستويات بينما :
رئيس الجمهورية : لواء عسكري ..
وكل محافظة من محافظات مصر يجثم فوق قلبها : لواء عسكري ..
وكل مجلس مدينة من مدن مصر يبرك فوق صدرها : لواء
ورئيس المطار : لواء عسكري
ورئيس قناة السويس : لواء ..
وأغلب المؤسسات والهيئات الحكومية يتبختر فوق جثتها : لواء ..
وحتي شركات النظافة ( تلك النظافة المفقودة ! ) بالمدن الجديدة – شركات جمع الزبالة ! بالمدن الجديدة – حتي الزبالة ..! فان المقاول الذي يغتصب هذا الحق لأجل التربح الفاحش لا لأجل النظافة هو : لواء .. ( سيادة اللواء .. !) .
والمسئول عن حياة وأمن وأمان مصر وشعبها : أي وزير الداخلية .. ليس مثل أحمد لطفي السيد باشا المفكر والرائد – الذي كان وزيرا للداخلية في أوا ئل القرن الماضي في العصر الملكي .. ولا مثل مصطفي النحاس باشا – السياسي العظيم الذي تولي وزار الداخلية أيضا في العصر الملكي قبل عصر ضباط 23 يوليو ...
لا لا ليس المسئول عن أمن مصر وشعبها الآن واحدا من مثل هؤلاء وانما هو أيضا : لواء ..
كل المواقع والمناصب بالدولة .. كلها يركب فوق قلبها ويجثم علي صدرها : لواء ...
حتي نكسوا كل ألوية مصر ..
نكسوا لواء الوطنية و الانتماء ، انتماء المصري لمصريته واعتزازه بها ، بل صار المصري يبحث عن منفذ للفرار ولو الي ايطاليا علي ظهر مركب قديم يعلم بأنه قد يغرق به في عرض البحر ويموت ولكن ذلك أرحم وأحن مما آلت اليه الحياة في مصر علي أيادي اللواءات ..
نكسوا لواء الأمن والأمان .. فلم يعد المصري يأمن علي شرفه وعرضه ولا علي رزقه في مصر ان كان مواطنا شريفا وأمينا ..
ونكسوا لواء العزة والكرامة بهزائم تلو هزائم ونكسات وأشباه انتصارات - كاذبة .. – لا يكفوف عن الاحتفال بها !
ونكسوا لواء ريادة مصر الاقليمية ..
ونكسواء لواء مكانة مصر الدولية ..
كل تلك الألوية المصرية الغالية نكسوها ولم يبق لمصر سوي : سيادة اللواءات ..
شكرا لكم حضرات اللواءات ..
شكرا لكل سيادة لواء ..
نرجوكم ..
نرجوكم :
أما آن لمصر أن تستريح ؟ !
الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9
=======
تعليقات
إرسال تعليق