مقالات مختارة - الكتاب المعجزة
إعداد إدارة المدونة - الصورة من اختياراتنا , مقلاً من الانترنت - .
----
معجزة القرآن
الكاتبة : منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14
يعتقد المسلمون على اختلاف مذاهبهم وعلى مر العصور في أن الأنبياء كانوا مؤيدين بالمعجزات وأن معجزة محمد كانت القرآن.
فالقرآن ببلاغته التي لا تضاهيها بلاغة – كما يعتقد المسلمون – كان تحدياً تعجيزياً من الله للعرب عامةً ولقريش خاصةً وهم أهل البلاغة واللغة، وبكلمات أخري: أتاح القرآن لمحمد أن يبيع المياه في حارة الساقيين بأن يستعرض أمامهم مهارات الله اللغوية وهم البلغاء والخطباء المفوهين والشعراء الذين لا يُشق لهم غبار.
ويتفق أتباع الأديان بصفة عامة ونحن معهم على أن المعجزة (إن كانت موجودة) هي الإتيان بفعل خارق لقوانين الطبيعة ويستحيل علي البشر الإتيان بمثله ومجاراته في خرق قوانين الطبيعة، ومن ذلك على سبيل المثال نقل جبل من مكانه في غمضة عين والمشي على الماء والتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت، فهكذا أفعال خارقة لا يستطيع البشر الإتيان بها لا كلياً ولا جزئياً لأن قوانين الطبيعة تحول دون ذلك.
أما أن نطلق علي عداء جاء في المرتبة الأولي في مسابقة للعدو لقب المعجزة لأنه يجري أسرع من أقرانه فذاك من قبيل المبالغة التي تهدف إلى مدح إمكانيات هذا العداء وسرعته ولا ينفي هذا وجود بشر أخرين يستطيعون العدو أيضاً ولكنهم لم يكونوا بسرعة العداء المعجزة.
وفي كل المجالات هناك الماهر والأمهر ولكن الأمهر لم يخرق قوانين الطبيعة رغم مهارته وذلك لأن هناك أخرون يستطيعون القيام بنفس ما قام به هذا الأخير مع فارق تفوقه عليهم.
فإن مشي أحدهم على الماء مسافة كيلو ثم جاء أخر فمشي على الماء مسافة عشرة أمتار فقط ثم ثالث فمشي على الماء خطوتين ثم سقط في الماء، لن يعُد المشي على الماء بعدها معجزة ولا يجوز أن نعتبر الشخص الأول صاحب معجزة لمجرد أنه صمد أكثر واستطاع أن يقطع مسافة أكبر من سواه مشياً على الماء، بل بالأحرى نقول إنه الأمهر أو الأفضل في المشي على الماء.
وتنطبق القاعدة علي محمد وقرآنه – هذا إن افترضنا أن القرآن كان بالفعل أبلغ من الإنتاج الأدبي لمعاصري محمد والسابقين عليه – فقرآن محمد ليس معجزة لأن أخرون غيره كان لهم باع في الشعر والنثر، أي أن محمد لم يخرق قوانين الطبيعة ولم يجئ بشيء يعجز عنه البشر وفي أحسن الأحوال قد نقول إن محمد كان أبلغ بلغاء عصره وأكثرهم تفوقاُ لغوياً.
قد نقول إن إنتاج محمد الأدبي كان أكثر بلاغة وتفوقاً من إنتاج المتنبي والأخطل وزهير بن أبي سلمي وزيد بن عمرو ولكن مجرد مقارنة انتاج هؤلاء الأدبي بإنتاج محمد الأدبي أو بقرآنه بأن نقول بأنه كان أبلغهم ينزع عن قرآنه الصفة الإعجازية في الحال، تماما كمن استطاع أن يمشي على الماء لمسافات أطول من أقرانه.
فإن تركنا التنظير جانباً وناقشنا مسألة إعجازية القرآن لاصطدمت تلك الإعجازية بواحدة من أهم الثوابت الإسلامية، الا وهي أن محمد بُعث نبياً للبشر أجمعين في كل زمان ومكان، فإذا كان إله محمد قد أيده بمعجزة القرآن أمام فطاحل العرب أصحاب اللسان العربي والذين من المفترض فيهم أنهم سيقدرون ما بالقرآن من جواهر لغوية وسينبهرون على ما به من إعجاز فقد تركه هذا الإله عارياً تماماً أمام غير الناطقين بالعربية وقد أرسله إليهم بيد فارغة وبلا معجزة ولا يحزنون!
فالقرآن المترجم خالي من البلاغة المزعومة في نسخته العربية وحتى وإن وُجِدت أي بلاغة فهي بلاغة المترجم الذي ينتقي من المترادفات بحرية ويصيغ الجمل بأسلوبه هو، بدليل عدم وجود ترجمة واحدة وحيدة للقرآن بالإنجليزية مثلاً.
ثم إن أي نص أدبي أصلي، أي مكتوب باللغة الأم للكاتب، هو أبلغ من أي نص أدبي مترجم، وإلا فهل يوجد من يتحدى تولستوي بأن يكتب رواية بالروسية أعظم من أنا كاريننا على الرغم من أن الروسية ليست لغته الأم!!!
وبالتالي، فقرآن محمد - لو افترضنا أنه معجزة - هو معجزة للناطقين بالعربية فقط، لأنها – أي المعجزة – جاءت لتتحدي هؤلاء فقط وتثبت لهم تفوقها واعجازها وعجزهم عن مجاراتها رغم كونهم أهل اللغة المتباهين ببلاغتهم، تلك هي القواعد التي وضعها المروجين لمعجزة محمد القرآنية، فإذا كان الحال فلا معني أبداً لاعتبار القرآن معجزة بالنسبة لغير الناطقين بالعربية، وإلا فالقول بنبوة شكسبير لا غبار عليه، فإن كفر أتباع محمد بنبوة شكسبير فالمجال مفتوح أمامهم ليأتوا ولو بسطر واحد من مثل ما كتب شكسبير.
والان فلننظر في مسألة بلاغة القرآن.
معلوم أن الموهبة تبدأ متواضعة ثم يتم صقلها بالممارسة و التمرين و جميع الشعراء و الأدباء يكون انتاجهم الأدبي متواضع في البدايات، و حتي هؤلاء الذين عرفناهم منذ البداية بأعمال أدبية عظيمة، كانت لهم محاولات ساذجة و متواضعة سابقة علي تلك التي عرفناهم بفضلها ، فنضج الكاتب يتناسب طردياً مع كثرة المحاولات، و قرآن محمد ليس استثناءً و يتجلى ذلك بوضوح عند مقارنة السور الطويلة بالسور القصيرة حيث ركاكة البدايات، فلو كان قرآن محمد من عند إله لجاء كله علي نفس المستوي، إذ يستحيل أن تسري قاعدة التدرج و صقل الموهبة علي الإله كما تسري علي البشر.
فإذا كان بعض القرآن ركيك، لكان ذلك لسببين لا ثالث لهما: إما أن القرآن إنتاج بشري، أو أن بعض ما في القرآن ليس من القرآن وأُقحم عليه.
يقول محمد: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
تلك السطور لم يكن لها أي نصيب من البلاغة عند معاصري محمد، بل كانت هي الركاكة عينها، أما مسلمي اليوم من بتوع سكر محلي محطوط عليه كريمة، فهي في عينهم كلام إلهي يعجز البشر مجتمعين على أن يأتوا بمثله وما يعضد اعتقادهم في إعجاز سطور محمد الركيكة السابقة ليس فقط كونهم لا يتحدثون العربية الفصحى كما كان يفعل معاصري محمد، وإنما أيضاً لتنشئتهم منذ الصغر على هكذا اعتقاد وترتيل القرآن على مسامعهم بأصوات المقرأين العذبة وبهيئة وطقوس فيهم من الوقار الكثير.
وختاماً أقول: إن محاكاة قرآن محمد الركيك ليس أمراً صعباً كما غرس المضللون في عقولنا، وعن نفسي فهو عليً هين
يقول محمد........: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
وأكمل له أنا.........: الذي بغي وتجبر
وحاد عن الحق وأنكر
ويحيا في جهنم أبجر
والأبجر هو عظيم البطن. والذي خرجت سرته عن موضعها وهو الذي امتلأ بطنه من الماء ونحوه ولم يرو.
أما الكوثر فهو نهر عظيم في الجنة يتفرع عنه سائر الأنهار حافتاه قباب من در مجوف وذهب وفضة وطينه مسك وحصباؤه ياقوت در، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلي من العسل وريحه أطيب من المسك أعطاه الله نبيه محمد حين لقيه أثناء المعراج ويشرب منه النبي في الجنة.
والسورة نزلت في العاص بن وائل الذي نعت الرسول بالأبتر أي الذي ليس له عقب أي ليس له ولد فقال الله عز وجل: إن شانئك يا محمد هو الأبتر أي مبغضك هو الأبتر، ففي حين وهب الله تعالي للنبي نهر الكوثر وهو أعظم أنهار الجنة وأطيبها، فقد توعد العاص بن وائل بأن يحيا في جهنم أبجر، فلا يرويه ماء مهما نهل منه وذلك بأنه يُسقي ماء كالمهل يشوي الوجوه وساءت مرتفقا. قال بن عباس: المهل، ماء غليظ مثل دردري الزيت، وقال الضحاك: ماء جهنم أسود غليظ منتن وحار لا يروي ظمأ أهل النار مهما نهلوا منه.
وليس لدي أي شك في إن العقول التي استساغت هراء نهر الكوثر وصدقت فيه كانت لتصدق بمنتهي السهولة هراء الأبجر منتفخ البطن الذي لا يرويه ماء مهما شرب منه، و الفرق الوحيد هو أنهم لم يعتادوا علي ترديد آياتي كببغاوات منذ طفولتهم، بينما فعلوا مع آيات محمد فصار كوثره عندهم و ابتره عندهم كلام إلهي مُعجِز.
----
من تعليقات قراء الحوار المتمدن :
العدد: 822905 - يا ابنتي : كيف لا يكون معجزة ؟
2020 / 7 / 14 - 21:33
تعليق الكاتب : صلاح الدين محسن
كتاب فرض بالسيف والجزية وبالحروب واراقة الدماء , وقطع الطريق علي القوافل , وأسر واغتصاب - والاتجار في - النساء .. ولا يزال باقياً بعد مرور أكثر من 1400 سنة ؟؟ ! أوليس هذا في حد ذاته معجزة ؟؟
كتاب يحفل بكافة أنواع المعايب والخروقات . أخطاء املائية ونحوية ولغوية وبلاغية , وخرافات وتناقضات , وأحكام وتشاريع أقرب للمساخر والقبائح , ورغم انفضاحها كلها بفضل عصر الانترنت , وكلها منشورة بالتفاصيل في آلاف المقالات - والكُتُب والدراسات - لكاتبات محترمات وكُتّاب وباحثين محترمين .. إلا ان هذا الكتاب لا يزال مقدساً عند إناس محسوبين علي جنس البشر وأعدادهم بمئات الملايين ( منهم كثيرون نبّاحون , وفحّاحون .. دفاعاً عنه ! ) ويُطبَع في أفخر الطبعات , منها ما هو مكتوب بماء الذهب وبأغلفة قيّمة مطعمة بالصَدَفّ .. أوليس هذا في حد ذاته معجزة ؟؟؟
بل حقاً يا ابنتي , انه كتاب معجزة
----
التسلسل: 2 العدد: 822924 - بلاغة القرآن في العقول الخاوية
2020 / 7 / 15 - 04:48
تعليق دكتور : كامل النجار
مقال متميز. بلاغة القرآن لا وجود لها إلا في العقول الضحلة المليئة بالخرافة. شابة تونسية كتبت سورة عن كوفيد 19 (كورونا) فحكموا عليها بالسجن. هذه هي بلاغة القرآن الذي يتحدى كاتبه . .. الناس أن يأتوا بمثله وعندما يتجرأ أحدهم ويأتي بمثله يكون السجن مصيره
التسلسل 3 - 2020 / 7 / 15 - 05:52
تعليق الأستاذ - على سالم
انا اتفق تماما مع الاستاذ صلاح الدين محسن فى الرأى , العالم يعيش فى كارثه كونيه وتهديد دائم ومصائب متصله وارهاب فى كل مكان بسبب عقيده الاسلام الاجراميه وتمددها السرطانى فى العالم , الا يتيقظ هذا العالم النائم الغير سوى والذى يتغافل دائما عن توابع هذا الدين الصحراوى الدموى , احيانا اكاد افقد عقلى من هذا العالم والذى يتبع سياسه لاارى ولااسمع ولااشاهد , امن وسلامه العالم على المحك , نحن نريد سياسه مختلفه تماما للتعامل مع هذا الدين البدوى الفظ اللاانسانى ولجمه وشكمه , الساسه فى العالم فاسدين وجشعين ومجرمين والذى يدفع الثمن الناس الابرياء فى كل بلدان العالم المسالم , نحن الان فى بلاء شديد ومستقبل اسود بسبب دين الاسلام الرهيب
التسلسل: 4 العدد: 822930 - هو فعلا معجزة !
2020 / 7 / 15 - 07:57
تعليق الأستاذ : محمد بن زكري
كشكول من التخاريف المستنسخة - في أغلبها - من كتاب التناخ اليهودي ، المستنسخ بدوره - في أغلبه - من التراث البابلو آشوري ، مع سرقات أدبية من التراث الفارسي ، زائدا الطقوسيات المستنسخة من البوذية ، مصاغة بأسلوب عيَيّ ، يكتظ بالأخطاء الإملائية و اللغوية - نحوا و صرفا و اشتقاقا - و الهنات البلاغية ، فضلا عن الروايات التاريخية المؤسطرة لوقائع مختلقة وهمية ؛ و مع ذلك لا زال الملايين يعتبرونه معجزة ! أليس ذلك في حد ذاته معجزة ؟ كتاب يحرض على غزو الأوطان ، و كراهية الآخر . و يمجد سفك دماء الأبرياء ، و نهب الأموال ، و سبي النساء و اغتصابهن بحق ملك اليمين ، و الاتجار في البشر . و يشرعن العقوبات الهمجية من جلد و بتر للأطراف ، و التمييز الطبقي ، و التمييز ضد النساء ؛ و مع كل ذلك لا زال الملايين يعتبرونه معجزة ! أفليس ذلك في حد ذاته معجزة ؟ كشكول من الأخبار الغرائبية الخرافية ، و العقائد البدائية الساذجة ، و الهلوسات السمعية البصرية ؛ و مع ذلك لا زال مئات الملايين من الكائنات البشرية - رغم الانترنت و ثورة المعلومات - يعتبرونه معجزة ! أليس ذلك حقا معجزة ؟ من لنا بإقناع الكاتبة أنه الكتاب المعجزة ؟
5 - تعليق الأستاذ عبد العزيز سيد علي :
التسلسل: 5 العدد: 822966 - بدون كتاب وبدون قرآن
2020 / 7 / 16 - 04:30
الي Ibrahim Thalji بالفيسبوك :
أما الامبراطور المغولي جنكيز خان فبدون كتاب وبدون قرآن يهديه إحتل كوريا والصين وكل دول آسبا الوسطى وروسيا والهند وايران والعرآق والشام في أقل من عشرين سنة....فأيهما أكثر إعجازآ محمد ام جنكيزخان
Ibrahim Thalji إلى
أما الامبراطور المغولي جنكيز خان فبدون كتاب وبدون قرآن يهديه إحتل كوريا والصين وكل دول آسبا الوسطى وروسيا والهند وايران والعرآق والشام في أقل من عشرين سنة....فأيهما أكثر إعجازآ محمد ام جنكيزخان
============
----
معجزة القرآن
الكاتبة : منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14
يعتقد المسلمون على اختلاف مذاهبهم وعلى مر العصور في أن الأنبياء كانوا مؤيدين بالمعجزات وأن معجزة محمد كانت القرآن.
فالقرآن ببلاغته التي لا تضاهيها بلاغة – كما يعتقد المسلمون – كان تحدياً تعجيزياً من الله للعرب عامةً ولقريش خاصةً وهم أهل البلاغة واللغة، وبكلمات أخري: أتاح القرآن لمحمد أن يبيع المياه في حارة الساقيين بأن يستعرض أمامهم مهارات الله اللغوية وهم البلغاء والخطباء المفوهين والشعراء الذين لا يُشق لهم غبار.
ويتفق أتباع الأديان بصفة عامة ونحن معهم على أن المعجزة (إن كانت موجودة) هي الإتيان بفعل خارق لقوانين الطبيعة ويستحيل علي البشر الإتيان بمثله ومجاراته في خرق قوانين الطبيعة، ومن ذلك على سبيل المثال نقل جبل من مكانه في غمضة عين والمشي على الماء والتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت، فهكذا أفعال خارقة لا يستطيع البشر الإتيان بها لا كلياً ولا جزئياً لأن قوانين الطبيعة تحول دون ذلك.
أما أن نطلق علي عداء جاء في المرتبة الأولي في مسابقة للعدو لقب المعجزة لأنه يجري أسرع من أقرانه فذاك من قبيل المبالغة التي تهدف إلى مدح إمكانيات هذا العداء وسرعته ولا ينفي هذا وجود بشر أخرين يستطيعون العدو أيضاً ولكنهم لم يكونوا بسرعة العداء المعجزة.
وفي كل المجالات هناك الماهر والأمهر ولكن الأمهر لم يخرق قوانين الطبيعة رغم مهارته وذلك لأن هناك أخرون يستطيعون القيام بنفس ما قام به هذا الأخير مع فارق تفوقه عليهم.
فإن مشي أحدهم على الماء مسافة كيلو ثم جاء أخر فمشي على الماء مسافة عشرة أمتار فقط ثم ثالث فمشي على الماء خطوتين ثم سقط في الماء، لن يعُد المشي على الماء بعدها معجزة ولا يجوز أن نعتبر الشخص الأول صاحب معجزة لمجرد أنه صمد أكثر واستطاع أن يقطع مسافة أكبر من سواه مشياً على الماء، بل بالأحرى نقول إنه الأمهر أو الأفضل في المشي على الماء.
وتنطبق القاعدة علي محمد وقرآنه – هذا إن افترضنا أن القرآن كان بالفعل أبلغ من الإنتاج الأدبي لمعاصري محمد والسابقين عليه – فقرآن محمد ليس معجزة لأن أخرون غيره كان لهم باع في الشعر والنثر، أي أن محمد لم يخرق قوانين الطبيعة ولم يجئ بشيء يعجز عنه البشر وفي أحسن الأحوال قد نقول إن محمد كان أبلغ بلغاء عصره وأكثرهم تفوقاُ لغوياً.
قد نقول إن إنتاج محمد الأدبي كان أكثر بلاغة وتفوقاً من إنتاج المتنبي والأخطل وزهير بن أبي سلمي وزيد بن عمرو ولكن مجرد مقارنة انتاج هؤلاء الأدبي بإنتاج محمد الأدبي أو بقرآنه بأن نقول بأنه كان أبلغهم ينزع عن قرآنه الصفة الإعجازية في الحال، تماما كمن استطاع أن يمشي على الماء لمسافات أطول من أقرانه.
فإن تركنا التنظير جانباً وناقشنا مسألة إعجازية القرآن لاصطدمت تلك الإعجازية بواحدة من أهم الثوابت الإسلامية، الا وهي أن محمد بُعث نبياً للبشر أجمعين في كل زمان ومكان، فإذا كان إله محمد قد أيده بمعجزة القرآن أمام فطاحل العرب أصحاب اللسان العربي والذين من المفترض فيهم أنهم سيقدرون ما بالقرآن من جواهر لغوية وسينبهرون على ما به من إعجاز فقد تركه هذا الإله عارياً تماماً أمام غير الناطقين بالعربية وقد أرسله إليهم بيد فارغة وبلا معجزة ولا يحزنون!
فالقرآن المترجم خالي من البلاغة المزعومة في نسخته العربية وحتى وإن وُجِدت أي بلاغة فهي بلاغة المترجم الذي ينتقي من المترادفات بحرية ويصيغ الجمل بأسلوبه هو، بدليل عدم وجود ترجمة واحدة وحيدة للقرآن بالإنجليزية مثلاً.
ثم إن أي نص أدبي أصلي، أي مكتوب باللغة الأم للكاتب، هو أبلغ من أي نص أدبي مترجم، وإلا فهل يوجد من يتحدى تولستوي بأن يكتب رواية بالروسية أعظم من أنا كاريننا على الرغم من أن الروسية ليست لغته الأم!!!
وبالتالي، فقرآن محمد - لو افترضنا أنه معجزة - هو معجزة للناطقين بالعربية فقط، لأنها – أي المعجزة – جاءت لتتحدي هؤلاء فقط وتثبت لهم تفوقها واعجازها وعجزهم عن مجاراتها رغم كونهم أهل اللغة المتباهين ببلاغتهم، تلك هي القواعد التي وضعها المروجين لمعجزة محمد القرآنية، فإذا كان الحال فلا معني أبداً لاعتبار القرآن معجزة بالنسبة لغير الناطقين بالعربية، وإلا فالقول بنبوة شكسبير لا غبار عليه، فإن كفر أتباع محمد بنبوة شكسبير فالمجال مفتوح أمامهم ليأتوا ولو بسطر واحد من مثل ما كتب شكسبير.
والان فلننظر في مسألة بلاغة القرآن.
معلوم أن الموهبة تبدأ متواضعة ثم يتم صقلها بالممارسة و التمرين و جميع الشعراء و الأدباء يكون انتاجهم الأدبي متواضع في البدايات، و حتي هؤلاء الذين عرفناهم منذ البداية بأعمال أدبية عظيمة، كانت لهم محاولات ساذجة و متواضعة سابقة علي تلك التي عرفناهم بفضلها ، فنضج الكاتب يتناسب طردياً مع كثرة المحاولات، و قرآن محمد ليس استثناءً و يتجلى ذلك بوضوح عند مقارنة السور الطويلة بالسور القصيرة حيث ركاكة البدايات، فلو كان قرآن محمد من عند إله لجاء كله علي نفس المستوي، إذ يستحيل أن تسري قاعدة التدرج و صقل الموهبة علي الإله كما تسري علي البشر.
فإذا كان بعض القرآن ركيك، لكان ذلك لسببين لا ثالث لهما: إما أن القرآن إنتاج بشري، أو أن بعض ما في القرآن ليس من القرآن وأُقحم عليه.
يقول محمد: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
تلك السطور لم يكن لها أي نصيب من البلاغة عند معاصري محمد، بل كانت هي الركاكة عينها، أما مسلمي اليوم من بتوع سكر محلي محطوط عليه كريمة، فهي في عينهم كلام إلهي يعجز البشر مجتمعين على أن يأتوا بمثله وما يعضد اعتقادهم في إعجاز سطور محمد الركيكة السابقة ليس فقط كونهم لا يتحدثون العربية الفصحى كما كان يفعل معاصري محمد، وإنما أيضاً لتنشئتهم منذ الصغر على هكذا اعتقاد وترتيل القرآن على مسامعهم بأصوات المقرأين العذبة وبهيئة وطقوس فيهم من الوقار الكثير.
وختاماً أقول: إن محاكاة قرآن محمد الركيك ليس أمراً صعباً كما غرس المضللون في عقولنا، وعن نفسي فهو عليً هين
يقول محمد........: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
وأكمل له أنا.........: الذي بغي وتجبر
وحاد عن الحق وأنكر
ويحيا في جهنم أبجر
والأبجر هو عظيم البطن. والذي خرجت سرته عن موضعها وهو الذي امتلأ بطنه من الماء ونحوه ولم يرو.
أما الكوثر فهو نهر عظيم في الجنة يتفرع عنه سائر الأنهار حافتاه قباب من در مجوف وذهب وفضة وطينه مسك وحصباؤه ياقوت در، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلي من العسل وريحه أطيب من المسك أعطاه الله نبيه محمد حين لقيه أثناء المعراج ويشرب منه النبي في الجنة.
والسورة نزلت في العاص بن وائل الذي نعت الرسول بالأبتر أي الذي ليس له عقب أي ليس له ولد فقال الله عز وجل: إن شانئك يا محمد هو الأبتر أي مبغضك هو الأبتر، ففي حين وهب الله تعالي للنبي نهر الكوثر وهو أعظم أنهار الجنة وأطيبها، فقد توعد العاص بن وائل بأن يحيا في جهنم أبجر، فلا يرويه ماء مهما نهل منه وذلك بأنه يُسقي ماء كالمهل يشوي الوجوه وساءت مرتفقا. قال بن عباس: المهل، ماء غليظ مثل دردري الزيت، وقال الضحاك: ماء جهنم أسود غليظ منتن وحار لا يروي ظمأ أهل النار مهما نهلوا منه.
وليس لدي أي شك في إن العقول التي استساغت هراء نهر الكوثر وصدقت فيه كانت لتصدق بمنتهي السهولة هراء الأبجر منتفخ البطن الذي لا يرويه ماء مهما شرب منه، و الفرق الوحيد هو أنهم لم يعتادوا علي ترديد آياتي كببغاوات منذ طفولتهم، بينما فعلوا مع آيات محمد فصار كوثره عندهم و ابتره عندهم كلام إلهي مُعجِز.
----
من تعليقات قراء الحوار المتمدن :
العدد: 822905 - يا ابنتي : كيف لا يكون معجزة ؟
2020 / 7 / 14 - 21:33
تعليق الكاتب : صلاح الدين محسن
كتاب فرض بالسيف والجزية وبالحروب واراقة الدماء , وقطع الطريق علي القوافل , وأسر واغتصاب - والاتجار في - النساء .. ولا يزال باقياً بعد مرور أكثر من 1400 سنة ؟؟ ! أوليس هذا في حد ذاته معجزة ؟؟
كتاب يحفل بكافة أنواع المعايب والخروقات . أخطاء املائية ونحوية ولغوية وبلاغية , وخرافات وتناقضات , وأحكام وتشاريع أقرب للمساخر والقبائح , ورغم انفضاحها كلها بفضل عصر الانترنت , وكلها منشورة بالتفاصيل في آلاف المقالات - والكُتُب والدراسات - لكاتبات محترمات وكُتّاب وباحثين محترمين .. إلا ان هذا الكتاب لا يزال مقدساً عند إناس محسوبين علي جنس البشر وأعدادهم بمئات الملايين ( منهم كثيرون نبّاحون , وفحّاحون .. دفاعاً عنه ! ) ويُطبَع في أفخر الطبعات , منها ما هو مكتوب بماء الذهب وبأغلفة قيّمة مطعمة بالصَدَفّ .. أوليس هذا في حد ذاته معجزة ؟؟؟
بل حقاً يا ابنتي , انه كتاب معجزة
----
التسلسل: 2 العدد: 822924 - بلاغة القرآن في العقول الخاوية
2020 / 7 / 15 - 04:48
تعليق دكتور : كامل النجار
مقال متميز. بلاغة القرآن لا وجود لها إلا في العقول الضحلة المليئة بالخرافة. شابة تونسية كتبت سورة عن كوفيد 19 (كورونا) فحكموا عليها بالسجن. هذه هي بلاغة القرآن الذي يتحدى كاتبه . .. الناس أن يأتوا بمثله وعندما يتجرأ أحدهم ويأتي بمثله يكون السجن مصيره
التسلسل 3 - 2020 / 7 / 15 - 05:52
تعليق الأستاذ - على سالم
انا اتفق تماما مع الاستاذ صلاح الدين محسن فى الرأى , العالم يعيش فى كارثه كونيه وتهديد دائم ومصائب متصله وارهاب فى كل مكان بسبب عقيده الاسلام الاجراميه وتمددها السرطانى فى العالم , الا يتيقظ هذا العالم النائم الغير سوى والذى يتغافل دائما عن توابع هذا الدين الصحراوى الدموى , احيانا اكاد افقد عقلى من هذا العالم والذى يتبع سياسه لاارى ولااسمع ولااشاهد , امن وسلامه العالم على المحك , نحن نريد سياسه مختلفه تماما للتعامل مع هذا الدين البدوى الفظ اللاانسانى ولجمه وشكمه , الساسه فى العالم فاسدين وجشعين ومجرمين والذى يدفع الثمن الناس الابرياء فى كل بلدان العالم المسالم , نحن الان فى بلاء شديد ومستقبل اسود بسبب دين الاسلام الرهيب
التسلسل: 4 العدد: 822930 - هو فعلا معجزة !
2020 / 7 / 15 - 07:57
تعليق الأستاذ : محمد بن زكري
كشكول من التخاريف المستنسخة - في أغلبها - من كتاب التناخ اليهودي ، المستنسخ بدوره - في أغلبه - من التراث البابلو آشوري ، مع سرقات أدبية من التراث الفارسي ، زائدا الطقوسيات المستنسخة من البوذية ، مصاغة بأسلوب عيَيّ ، يكتظ بالأخطاء الإملائية و اللغوية - نحوا و صرفا و اشتقاقا - و الهنات البلاغية ، فضلا عن الروايات التاريخية المؤسطرة لوقائع مختلقة وهمية ؛ و مع ذلك لا زال الملايين يعتبرونه معجزة ! أليس ذلك في حد ذاته معجزة ؟ كتاب يحرض على غزو الأوطان ، و كراهية الآخر . و يمجد سفك دماء الأبرياء ، و نهب الأموال ، و سبي النساء و اغتصابهن بحق ملك اليمين ، و الاتجار في البشر . و يشرعن العقوبات الهمجية من جلد و بتر للأطراف ، و التمييز الطبقي ، و التمييز ضد النساء ؛ و مع كل ذلك لا زال الملايين يعتبرونه معجزة ! أفليس ذلك في حد ذاته معجزة ؟ كشكول من الأخبار الغرائبية الخرافية ، و العقائد البدائية الساذجة ، و الهلوسات السمعية البصرية ؛ و مع ذلك لا زال مئات الملايين من الكائنات البشرية - رغم الانترنت و ثورة المعلومات - يعتبرونه معجزة ! أليس ذلك حقا معجزة ؟ من لنا بإقناع الكاتبة أنه الكتاب المعجزة ؟
5 - تعليق الأستاذ عبد العزيز سيد علي :
التسلسل: 5 العدد: 822966 - بدون كتاب وبدون قرآن
2020 / 7 / 16 - 04:30
الي Ibrahim Thalji بالفيسبوك :
أما الامبراطور المغولي جنكيز خان فبدون كتاب وبدون قرآن يهديه إحتل كوريا والصين وكل دول آسبا الوسطى وروسيا والهند وايران والعرآق والشام في أقل من عشرين سنة....فأيهما أكثر إعجازآ محمد ام جنكيزخان
Ibrahim Thalji إلى
أما الامبراطور المغولي جنكيز خان فبدون كتاب وبدون قرآن يهديه إحتل كوريا والصين وكل دول آسبا الوسطى وروسيا والهند وايران والعرآق والشام في أقل من عشرين سنة....فأيهما أكثر إعجازآ محمد ام جنكيزخان
============
تعليقات
إرسال تعليق