من ارشيف عام 2007 - هل نعدم عقوبة الاعدام ؟

( بمناسبة صدور حكم نهائي في أمريكا باعدام أحد القتلة المجرمين - كما جاء في قناة Rt  في 13-7-2020 : أول حكم إعدام - فيدرالي - بأمريكا منذ 17 عاماً ) نعيد نشر هذا المقال :

صلاح الدين محسن
موقع الحوار المتمدن19-1-2007

زاد عدد الأصوات التي تطالب بالغاء عقوبة الاعدام بعد فقد الأمة البعرية .. لزعيمها البطل الأشوس النشامي " صدام حسين " فارس الأمة .
واستنكار وجود عقوبة الاعدام ليس قاصرا علي أصوات من الغرب فقط حيث شدة المغالاة والرفاهية الحقوق انسانية .. بل في الشرق أيضا ..
وفي رأينا أن هؤلاء وأولئك قد غفلوا عن أن الغاء عقوبة الاعدام بأغلب دول الغرب المتحضرة لم يتم في يوم وليلة ..


وانما بعد رحلة طويلة وشاقة من أجل التقدم والتحضر والرقي بدأت مع الثورة الفرنسية التي عمت مبادئها المتمدينة كل أوربا .. وتلك الثورة فور قيامها لم تبدأ الرقي والمتمدين بالغاء عقوبة الاعدام وانما بدأت بالعكس ..!
نعم بدأت بنصب المقصلة لقطع رقاب الأفاعي والعقارب والثعالب والفئران البشرية ، لـأجل تطهير كان أكثر من ضروري ( وان لحقه مظالم وضحايا أبرياء كما يحدث عادة في هوجة كل الثورات .. )
ويغفل هؤلاء الذين ما ان يروا شخصا يقف فوق قمة شجرة أو بأعلي قمة مبني .. حتي يخيل لعقولهم أن هذا الشخص قد صعد للقمة من فوق ..!! وليس من أول جذع الشجرة من الأرض ، من أول درجة بسلم المبني !

دولة الصين بدأت استقلالها ورحلة النهوض والتطور مع دولة مصر - تقريبا – وكانت مصر أفضل حالا من الصين ..
فتري : هل الصين التي صارت دولة عظمي الآن بكل مقاييس العظمة الحديثة للدول .. قد بدأت العظمة بأن ألغت عقوبة الاعدام ؟؟؟ !!!!
كلا ولو أنها بدأت هكذا بالغاء عقوبة الاعدام لأعدمت كل محاولات نهوضها ولما نهضت ..
لا نغالي اذا قلنا أن من أسباب نهوض الصين أن المسئول الذي كان يسرق من المال العام كانت عقوبته الاعدام .. وليس السجن ... بل الاعدددددددام ..
أما في مصر : فان المدير المسئول عن الشركة أو المؤسسة العامة كان ومنذ 1952 عندما يسرق المال العام – وغالبا ما يكون ضابطا من الحكام .. (( سيادة : لواء ! ))– فان عقوبته لم تكن الاعدام وانما عقوبته كانت : استبعاده : ليتولي ادارة شركة أو مؤسسة أكبر وأهم (!!!!)
أما اذا كان المسئول اللص : – سيادة اللواء ..! - يجثم فوق منصب احدي المحافظات النائية البعيدة كالمنفي .. وسرق وعبث وأفسد بالمال والصالح العام .. فلم تكن عقوبته كما في الصين بالاعدام .. وانما كان يعاقب بنقله من المحافظة البعيدة النائي : ليشغل نفس المنصب " محافظا لاحدي المحافظات الساحلية الجميلة الواقعة علي شاطيء البحر ... " !!!
ولهذا أصبحت الصين الآن دولة صناعية عظمي مرشحة لقيادة الاقتصاد العالمي وصناعتاتها تغزو العالم ..
أما مصر التي كانت أفضل حالا من الصين وقت بداية استقلالهما معا ، فانها تستورد الآن من الصين : الدبوس ، والفانوس ( فانوس رمضان الذي يلهو به الأطفال ) ... !
بعد اعدام الشهيد البطل صدام – قاتل المليون شهيد - .. كان أنصاره ومحبوه المعترضون علي عقوبة اعدامه يقولون : " ليس هناك في الدنيا أبدا ما يستحق أن نعدم انسانا من الحياة بسببه .. "
ولم يسأل هؤلاء أنفسهم : حتي وان كان قد قضي علي حياة انسان آخر ..؟؟!! –بل مئات الآلاف من بني الانسان =- ؟؟؟ !!!
ولكن يبدو أن هؤلاء يرون أن حياة الناس اذا ما قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية ...! هينة ورخيصة ...
أما حياة بطلهم الشهيد صدام فهي علي قلوبهم : غالية ونفيسة .. .. (!!) .
أحد القراء كتب تعقيبا علي مقال : " ان الله هو خالق روح الانسان وهو وحده صاحب الحق في أن يميته وعقوبة الاعدام قاسية ولا انسانية "
وكما قلنا له في رد لنا : " ان الله لا ينزل للأرض بنفسه ليأخذ الأرواح التي خلقها وانما هويفوض الشرع والقانون والعدالة بأن تأخذها وقد أخذت العدالة روح صدام ، بينما أرواح مئات الآلاف من ضحاياه أخذها الظلم وبلا محاكمات لا عادلة ولا غيرها .. !
وهناك من قال : ان الله لا يقبل تلك القسوة وتلك العقوبة القاسية للبطل صدام .. ..
والرد هو : ان القرآن الذي ظل صدام يحمله ويتمسح به لآخر لحظة في حياته .. يحكم بالقصاص ويقول " ولكم في القصاص حياة " ولو أنه كان قد قتل شخصا واحدا فقط .. وليس مليونا .. لكان اعدامه هوقصاص حق عليه بدم الشخص الذي قتله بحكم الكتاب الذي مات وهو يحمله بيده ..
ان فرنسا بعدما طهرتها الثورة من الثعابين والعقارب الآدمية بالاعدام بالمقصلة .. راحت ترتقي وتترتقي وشعبها يرتقي ويرتقي ومع كل خطوة ارتقاء للبلاد وللانسان كانت قوانين العقوبات أيضا ترتقي : خطوة .. خطوة .. وكذلك باقي أغلب دول أوربا ، وكان وقت الغائها لعقوبة الاعدام هو ضمن مرحلة من مراحل الارتقاء العام ومنه الارتقاء التشريعي في قانون العقوبات ...
والصين بعدما تقدمت وتحضرت وبنت الانسان الصيني وارتقت بالبلاد والعباد .. راحت تجري انفتاحا .. اقتصاديا واجتماعيا وعلي كافة الأصعدة - بعد تشدد وتزمت وانغلاق ، وكان انفتاحها ليس كانفتاح السادات الاعتباطي في مصر ! وانما انفتاحا محسوبا : – خطوة .. خطوة ...
وحتي الدول التي ارتقت وارتقي فيها قانون العقوبات وألغت عقوبة الاعدام .. لو بعد سنوات اتضح أن معدل الجريمة قد ارتفع بشكل غير معهود ويهدد أمن الوطن والمواطن .. فان المشرع القانوني – والسلطة التشريعية - يجب أن يتدخل ليعيد عقوبة الاعدام مرة أخري والتي قد يكون قد مر علي الغائها ربع قرن أو أكثر ..
وبعد اعادة عقوبة الاعدام ثانية .. فانه اذا لاحظ المشرع – والسلطة التشريعية - أن معدل الجريمة قد انخفض وعاد الممجتمع الي سابق عهده .. فان من حقه التدخل لاعادة الغاء عقوبة الاعدام ...
هكذا الحياة : ديناميكا ... وليست استاتيكا ...
متحركات وليست ثوابت : أنار الله عقول من يعبدون : الثوابت ...!!!

=======

تعليقات