أيها المتعصبون للغاتهم .. مهلاً مهلاً .
قطوف من كتاب " مستقبل اللغات "
30-11-2019
الكتاب تأليف صلاح الدين محسن
نُشِر للمرة الأولي عام 2015 . في موقع كُتب جوجل .
ومنشور الآن كذلك بموقع *
الفصل 20 :
شعراء يتغزلون في لغات تستعبد شعوبهم :
رغم انه لا توجد لغة بالعالم تخلو من السذاجات والبدائيات – بطبيعة الحال .. بحكم أعمارها المنتمية لأزمان بعيدة . فان الشعوب تخضع لاستبداد عيوب وحماقات لغاتها.. وكل أمة تقدس لغتها بعيوبها وبحماقاتها – نهج قبلي - ! ... و نجد شعراء يتعزلون في مفاتن وجمال مزعومين للغات بلادهم , ويتغنون بمحاسنها المزعومة !! واليكم هذا الحال أو المثال :
لصعوبة اللغة العربية ..( وهي اللغة الأساسية التي أكتب بها ككاتب . فهي لغة مصر الحالية ومنذ مئات السنين , ومنذ دخلها البدو العرب في القرن السابع الميلادي ) . كنا نتعرض للضرب بقسوة من مدرسي اللغة العربية . عندما كنا تلاميذ بالمدارس الابتدائية وحتي الثانوية . وهذا عبر عنه ببراعة . أحد أشهر الأفلام المصرية " الأرض " في احدي لقطاته . والفيلم عن قصة الأديب والشاعر والصحفي المصري الكبير الراحل" عبد الرحمن الشرقاوي "
حيث يقدم لنا تلميذ طفل صغير . يسعي مدرس اللغة العربية لحشر وحشو فمه وعقله بعبارة عربية فصيحة غليظة يصعب علي الكبير ابتلاعها . بسرعة فكر الصغير في مخرج يهرب به من عقاب المدرس , بعد توقع فشله في اعادة نطق الجملة . فتظاهر بشدة الظمأ , ورفع اصبعه متوسلا للمدرس : " أستاذ .. أروح أشرب ..! " .
انه استعباد لغوي .. رق . لا يجد من يحرر الناس منه
لغات تعيش معنا ونعيش بها . وقد وضعتها عقول اناس كانوا يعيشون منذ من 3 آلاف سنة , وربما من 5 آلاف أو أكثر ( في حلقة سابقة . أوضحنا كيف لعظماء فرنسا مثل سارتر وديجول . أن يخضعوا لاستعباد حماقات موجودة في لغتهم الفرنسية ..! التي يرونها ملكة جمال اللغات ..! - كأن ينطقول عدد 90 بالفرنسية , هكذا : - 4 عشرينيات وعشرة - هكذا يُكتب ويُنطق بالفرنسية : Quatre vingt dix ) . !
أظن أن كل لغة من لغات العالم . مثلها مثل اللغة العربية . لها شعراء من أبنائها . سطروا أجمل قصائد الغزل في حماقاتها العتيقة جداً
يوجد في اللغة العربية قصيدة يتحدث فيها أحد أعظم شعراء مصر في القرن العشرين - حافظ ابراهيم . شاعر النيل -. باسم اللغة العربية , فيقول :
أنا البحر في أحشائه الدُرُ ( اللؤلؤ ) كامن ** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاته
!
بينما شاعر آخر من أشهر شعراء مصر طوال أكثر من نصف قرن مضي - فاروق شوشة -. خصص برنامجاً اذاعياً . عن اللغة العربية . طوال عشرات السنين . كان عنوانه " لغتنا الجميلة " يقصد اللغة العربية .. ! يقدم كل حلقة من برنامجه . بقراءة بيت الشعر السابق لشاعر النيل " حافظ ابراهيم " .. لعل هكذا يوجد شعراء لكل لغة . يتغزلون في حصو وزلط وبعر لغاتهم وكأنها لؤلؤ مكنون . ( ملحوظة : يوجد كتاب هام , يبين في قصله الأخير , كماً من كلمات عربية تؤكد أن تلك اللغة ليست بحراً بأحشائه درُ كامنٌ . بل حصوٌ وزلط , وحجارة , وأقسي . الكتاب " العرب والمرأة " للباحث المصري والمحامي التنويري " خليل عبد الكريم ) " – الطبعة الأولي . عام 1998 . الناشر : دار الانتشار العربي , دار سيناء . الباب الرابع , من ص 193 : 221 -
!!
---
الفصل 33 : خاتمة - الاستعلاء اللغوي ..
كل دول العالم التي ارتقت وتحضرت . قد صارت تؤمن بالمساواة بين البشر , وعدم التمييز بسبب اللون أو الجنس أو الديانة ..
عدا شيء واحد بغيض . ما زال قائما , ولم ترق فوقه , وهو " الاستعلاء اللغوي , والتمييز بين اللغات " .. !!
وكلها لغات قديمة - كما بيننا - , يكسوها الصدأ . من الداخل ومن الخارج .. ! .
فلا ينافس الفرنسيين في تمسكهم بلغتهم , سوي الصينيين .
ولا يفوق الألمان , في الاستعلاء اللغوي , سوي العرب ..
وهناك دول كبري عدة أخري , تخوض سباقاً - منه الظاهر , ومنه الخفي - لأجل أن تتسيد لغتها بين لغات العالم , وربما تطمح كل دولة في أن تكون لغتها هي لغة كل البشر .. هؤلاء البشر الذين يجتمعون جميعاً تحت سقوف لغات كلها عتيقة وانتهي زمانها - كما المحراث الزراعي الخشبي - !
لم يبقي لانتشال الانسان من محنة الاستعلاء اللغوي سوي . أن تنص قوانين الأمم المتحدة . علي نبذ الاستعلاء اللغوي .
والتعصب والتمييز بين اللغات .
ان المجتمع الانساني . الذي باستطاعة كافة شعوبه . بجميع القارات . أن يشاهدوا الدورة الأولبمية الرياضية - ذاك النشاط الانساني العام - في وقت واحد . وبكافة أنحاء كوكب الأرض .. وباستطاعة البشر بجميع أنحاء العالم . أن يشاهدوا . في وقت واحد .. اجتماعاً مذاعاً علي القنوات الفضائية بهيئة الأمم المتحدة . في قضية تهم كل البشر . بمختلف شعوبهم ...
من حق هؤلاء البشر أن تكون لهم لغة عامة موحدة وجديدة , مبرأة من عيوب وحماقات ومضحكات , تتسم بها كافة اللغات الحالية بكل العالم .. بل ان قيام مثل تلك اللغة . هو واجب , وضرورة باتت ملحة . ولاسيما أن كافة لغات العالم , الحالية . قد شاخت , منذ سنوات بعيدة . بعدما مضي علي صناعاتها . آلاف من السنين .. أو مئات . علي أقل تقدير . كما بيننا في هذا الكتاب .
-----
نرجو أن نكون قد قدمناً لكم شيئاً معقولاً ومفيداً
أقنعكم بضرورة اصلاح اللغات . تلك الصناعات القديمة للأجداد الأوائل .
بعدما رأينا معاً . ما باللغات من عيوب وخروقات . لعلها لم تكن ظاهرة لنا من قبل .
ولعلكم تشاركوننا الرأي في أن اصلاح اللغة يساعد الأمم التي تطورت علي المزيد من التطور .. ويسهل للأمم الراغبة في اللحاق بالتقدم . طريق الوصول . بل ان استحداث لغة جديدة تتكلم بها شعوب العالم . قد بات حاجة وضرورة انسانية عامة .
==== هوامش :
* كتاب مستقبل اللغات :
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/YZbOhJfTiq?
==
30-11-2019
الكتاب تأليف صلاح الدين محسن
نُشِر للمرة الأولي عام 2015 . في موقع كُتب جوجل .
ومنشور الآن كذلك بموقع *
الفصل 20 :
شعراء يتغزلون في لغات تستعبد شعوبهم :
رغم انه لا توجد لغة بالعالم تخلو من السذاجات والبدائيات – بطبيعة الحال .. بحكم أعمارها المنتمية لأزمان بعيدة . فان الشعوب تخضع لاستبداد عيوب وحماقات لغاتها.. وكل أمة تقدس لغتها بعيوبها وبحماقاتها – نهج قبلي - ! ... و نجد شعراء يتعزلون في مفاتن وجمال مزعومين للغات بلادهم , ويتغنون بمحاسنها المزعومة !! واليكم هذا الحال أو المثال :
لصعوبة اللغة العربية ..( وهي اللغة الأساسية التي أكتب بها ككاتب . فهي لغة مصر الحالية ومنذ مئات السنين , ومنذ دخلها البدو العرب في القرن السابع الميلادي ) . كنا نتعرض للضرب بقسوة من مدرسي اللغة العربية . عندما كنا تلاميذ بالمدارس الابتدائية وحتي الثانوية . وهذا عبر عنه ببراعة . أحد أشهر الأفلام المصرية " الأرض " في احدي لقطاته . والفيلم عن قصة الأديب والشاعر والصحفي المصري الكبير الراحل" عبد الرحمن الشرقاوي "
حيث يقدم لنا تلميذ طفل صغير . يسعي مدرس اللغة العربية لحشر وحشو فمه وعقله بعبارة عربية فصيحة غليظة يصعب علي الكبير ابتلاعها . بسرعة فكر الصغير في مخرج يهرب به من عقاب المدرس , بعد توقع فشله في اعادة نطق الجملة . فتظاهر بشدة الظمأ , ورفع اصبعه متوسلا للمدرس : " أستاذ .. أروح أشرب ..! " .
انه استعباد لغوي .. رق . لا يجد من يحرر الناس منه
لغات تعيش معنا ونعيش بها . وقد وضعتها عقول اناس كانوا يعيشون منذ من 3 آلاف سنة , وربما من 5 آلاف أو أكثر ( في حلقة سابقة . أوضحنا كيف لعظماء فرنسا مثل سارتر وديجول . أن يخضعوا لاستعباد حماقات موجودة في لغتهم الفرنسية ..! التي يرونها ملكة جمال اللغات ..! - كأن ينطقول عدد 90 بالفرنسية , هكذا : - 4 عشرينيات وعشرة - هكذا يُكتب ويُنطق بالفرنسية : Quatre vingt dix ) . !
أظن أن كل لغة من لغات العالم . مثلها مثل اللغة العربية . لها شعراء من أبنائها . سطروا أجمل قصائد الغزل في حماقاتها العتيقة جداً
يوجد في اللغة العربية قصيدة يتحدث فيها أحد أعظم شعراء مصر في القرن العشرين - حافظ ابراهيم . شاعر النيل -. باسم اللغة العربية , فيقول :
أنا البحر في أحشائه الدُرُ ( اللؤلؤ ) كامن ** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاته
!
بينما شاعر آخر من أشهر شعراء مصر طوال أكثر من نصف قرن مضي - فاروق شوشة -. خصص برنامجاً اذاعياً . عن اللغة العربية . طوال عشرات السنين . كان عنوانه " لغتنا الجميلة " يقصد اللغة العربية .. ! يقدم كل حلقة من برنامجه . بقراءة بيت الشعر السابق لشاعر النيل " حافظ ابراهيم " .. لعل هكذا يوجد شعراء لكل لغة . يتغزلون في حصو وزلط وبعر لغاتهم وكأنها لؤلؤ مكنون . ( ملحوظة : يوجد كتاب هام , يبين في قصله الأخير , كماً من كلمات عربية تؤكد أن تلك اللغة ليست بحراً بأحشائه درُ كامنٌ . بل حصوٌ وزلط , وحجارة , وأقسي . الكتاب " العرب والمرأة " للباحث المصري والمحامي التنويري " خليل عبد الكريم ) " – الطبعة الأولي . عام 1998 . الناشر : دار الانتشار العربي , دار سيناء . الباب الرابع , من ص 193 : 221 -
!!
---
الفصل 33 : خاتمة - الاستعلاء اللغوي ..
كل دول العالم التي ارتقت وتحضرت . قد صارت تؤمن بالمساواة بين البشر , وعدم التمييز بسبب اللون أو الجنس أو الديانة ..
عدا شيء واحد بغيض . ما زال قائما , ولم ترق فوقه , وهو " الاستعلاء اللغوي , والتمييز بين اللغات " .. !!
وكلها لغات قديمة - كما بيننا - , يكسوها الصدأ . من الداخل ومن الخارج .. ! .
فلا ينافس الفرنسيين في تمسكهم بلغتهم , سوي الصينيين .
ولا يفوق الألمان , في الاستعلاء اللغوي , سوي العرب ..
وهناك دول كبري عدة أخري , تخوض سباقاً - منه الظاهر , ومنه الخفي - لأجل أن تتسيد لغتها بين لغات العالم , وربما تطمح كل دولة في أن تكون لغتها هي لغة كل البشر .. هؤلاء البشر الذين يجتمعون جميعاً تحت سقوف لغات كلها عتيقة وانتهي زمانها - كما المحراث الزراعي الخشبي - !
لم يبقي لانتشال الانسان من محنة الاستعلاء اللغوي سوي . أن تنص قوانين الأمم المتحدة . علي نبذ الاستعلاء اللغوي .
والتعصب والتمييز بين اللغات .
ان المجتمع الانساني . الذي باستطاعة كافة شعوبه . بجميع القارات . أن يشاهدوا الدورة الأولبمية الرياضية - ذاك النشاط الانساني العام - في وقت واحد . وبكافة أنحاء كوكب الأرض .. وباستطاعة البشر بجميع أنحاء العالم . أن يشاهدوا . في وقت واحد .. اجتماعاً مذاعاً علي القنوات الفضائية بهيئة الأمم المتحدة . في قضية تهم كل البشر . بمختلف شعوبهم ...
من حق هؤلاء البشر أن تكون لهم لغة عامة موحدة وجديدة , مبرأة من عيوب وحماقات ومضحكات , تتسم بها كافة اللغات الحالية بكل العالم .. بل ان قيام مثل تلك اللغة . هو واجب , وضرورة باتت ملحة . ولاسيما أن كافة لغات العالم , الحالية . قد شاخت , منذ سنوات بعيدة . بعدما مضي علي صناعاتها . آلاف من السنين .. أو مئات . علي أقل تقدير . كما بيننا في هذا الكتاب .
-----
نرجو أن نكون قد قدمناً لكم شيئاً معقولاً ومفيداً
أقنعكم بضرورة اصلاح اللغات . تلك الصناعات القديمة للأجداد الأوائل .
بعدما رأينا معاً . ما باللغات من عيوب وخروقات . لعلها لم تكن ظاهرة لنا من قبل .
ولعلكم تشاركوننا الرأي في أن اصلاح اللغة يساعد الأمم التي تطورت علي المزيد من التطور .. ويسهل للأمم الراغبة في اللحاق بالتقدم . طريق الوصول . بل ان استحداث لغة جديدة تتكلم بها شعوب العالم . قد بات حاجة وضرورة انسانية عامة .
==== هوامش :
* كتاب مستقبل اللغات :
https://www.4shared.com/web/preview/pdf/YZbOhJfTiq?
==
تعليقات
إرسال تعليق