مذكرات جندي فرنسي نابوليوني بمصر عن الاحتفال بمولد صلعم
الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق
٨ نوفمبر 2019
🌿🌿 احتفالات المولد النبوي عام 1798 و رواية أحد جنود الحملة الفرنسية على مصر ..
جندي فرنسي يدعى "بورجورت" من جنود الحملة الفرنسية يروي احتفالات المصريين بالمولد النبوي عام 1798 ، و هنا ترجمة لرسالته و قد قال فيها :
" صدرت الينا الاوامر امس بأن نكون على استعداد لحضور حفلة عيد النبي محمد عند المسلمين المصريين و الاتراك ،و هذا العيد هو اكبر اعياد القوم هنا و يقول القائد العام " اي بونابرت " انه يجب علينا ان نحترم عقائد المسلمين في مصر لان النبي محمد رجل عظيم يخضع له ملايين من الناس في بلاد الشرق التي نزحف عليها لاخضاعها و قد ارتدينا اليوم افخر ملابسنا و خرجنا الى الاماكن المعدة لنا حاملين اسلحتنا اما الضباط الكبار و اركان حرب القائد العام فقد ذهبوا معه الى القصر الذي يجتمع فيه علماء الدين و المشايخ لمشاهدة الموكب العظيم الذي يمر في الشوارع و على رأسه الاعلام النبوية .
و قد سرنا في الشوارع التي كانت الجماهير تعج فيها و الكل يهرعون الى مكان الاحتفال و الموكب الذي وقع عليه نظري في ذلك اليوم لا يمكن وصفه و لا يمكن ان يدرك الانسان عظمته الا اذا رآه بعينه .
فضلا عن النظام كان معدوما في ذلك الموكب الذي اشترك فيه العلماء و المشايخ و الجنود و الضباط و الفرسان و المشاة و طائفة لا تحصى من الشعب و كانوا جميعا ينشدون الاناشيد الدينية و يهللون و يصفقون و كنا نسمع اسم الله و اسم النبي محمد ترددهما الالسنة و هو ينتهي بكلمتي "الله اكبر" .
و رايت حلقات من المشايخ و العلماء يحيط بهم جماعة من الناس في الميادين و الشوارع و قد جلس اولئك المشايخ و العلماء على سجاجيد فرشت على الارض و جعلوا يصلون و يبتهلون الى الله و يذكرون اسم النبي محمد و هذا العيد الذي يحتفلون به مثل عيد الميلاد عندنا في "اوفرنيا" و لكنه يختلف من حيث مظاهر الاحتفال و هي هنا تمتاز عن اعيادنا بالضوضاء و الجلبة و اشتراك الجماهير الغفيرة و فيها انشاد الصلوات في الشارع و اهتمام الناس صغارا و كبارا و اغنياء و فقراء بهذا العيد العظيم .
لقد اشتركت في معارك دموية و حضرت دخول القائد العام منتصرا الى المدن التي فتحناها و لكنني لم اشعر قط بفرح كالفرح الذي اشعر به اليوم و انا اشاهد هذا العيد الوطني في هذه البلاد الاسلامية" .
يقول الجبرتي عن هذا الاحتفال " جاء ذلك القائد مع اركان حربه في مكان الاحتفال و اكد لرجال الدين في ذلك الوقت انه يحترم عقائدهم و انه يريد منهم الاحتفال كل سنة بذلك العيد و يدعو اليه ممثلي الدولة الفرنسية " .
Nesma
Nesma
تعليقات
إرسال تعليق