كتابات مختارة - دولة سعيدة حقاً
بدون جيش .. دولة سعيدة حقاً
مقتطف من مقال بالشرق الأوسط للكاتب سمير عطا الله . منشور يوم 19-1-2018 . بعنوان :
- ما هو باللون الأخضر , إضافة من إدارة المدونة
تقديم : لكن من ليس له مصلحة في سعادة شعبه , بقدر ما هي مصلحته في وجود جيش يضر بأكثر مما يفيد , سوف يروي حججاً - باطلة - كثيرة , ليدلل علي ضرورة وأهمية وجود جيش .. !
الأمان شبه الكامل. فالقانون إلى جانبك تماماً، وليس حائراً بين المرتكب والضحية. والقاضي عمله تطبيق القانون، وليس قاعدة النفوذ والرشوة. والأمان هو أيضاً ضمان اجتماعي وصحي، ويحفظ كرامة الشيخوخة. تذهب إلى النوم وأنت مطمئن إلى كرامة والديك وتعليم أبنائك، وإلى أن ما يحسم من راتبك اليوم سوف يحتسب في تقاعدك غداً.
هذه الطمأنينة تجعلك الإنسان الأقل استهلاكاً للمهدئات، والأقل تعرضاً للأمراض التي يسببها اهتراء الأعصاب، والبقاء عامين ونصف من دون انتخاب رئيس للجمهورية (( كما حدث في لبنان , وهذا ليس أكثر سوءا من الاسراع بانتخاب رئيس هو والبلاء سيان ))
منذ عام 1948، ألغت كوستاريكا الجيش . تؤمن الحماية للناس بصرف المال على تطوير أحوال الناس.
دخل الفرد في كوستاريكا 17.500 دولار. نصف شباب العالم العربي بلا عمل، والنصف الآخر بلا أمل، والباقي موزع على جيوش أهم من جيش الدولة.
نسبة المتعلمين في كوستاريكا 97 في المائة.
في الدنمارك، وفي سنغافورة، لا يمكن أن تلمح عسكرياً بلباسه في الشارع. مهمته أن يحرسك، لا أن يخيفك.
الدول الثلاث ( كوستاريكا , الدانمارك , سنغافورة ) قليلة المساحة نسبياً، لا تشكل شيئاً من مساحة ليبيا، أو من ثرواتها الطبيعية. وربما كان سبب السعادة الأول أنها بلا سياسة تقريباً.
ورئيسة وزراء الدنمارك تدعو ضيوفها إلى الغداء في «كافيتيريا» المبنى .
والمستنقع السابق وأرض البعوض، الذي كان اسمه سنغافورة ، أعطاه الله رجلاً يدعى لي كوان يو. ومعه، تحول المستنقع إلى موطن للرخاء والسعادة. الحشد الوحيد فيه هو للعمل والغناء.
وكوستاريكا بلا جيش منذ 1948، العام الذي ضُربنا فيه بالنكبة (( نكبة بجيوش عديدة ! تسمي جيوش عربية , لو لم تكن تلك الجيوش موجودة , واتفق الفلسطينيون والاسرائيليون علي التقسيم , لكان الفلسطينيون حتي اليوم هم الرابحون )) .
====
تعليقات
إرسال تعليق