ديموقراطية البرزاني مع الأكراد - من الارشيف


ما قبل اغتيال الصحفي الكردي - سردشت عثمان - .

 بنشؤ سلطة كردستان . بعد الحصول علي حكم ذاتي فعلي تلقائي . بحكم سقوط صدام والبعث . وبعد طول كفاح ودماء وضحايا . علي يد ثوريين تحمل أحزابهم اسم الديموقراطية . كنا نأمل وكلنا شوق في قيام نموذج جديد بالمنطقة للديموقراطية والنهوض والتقدم بشكل عام . عسي أن تجد منه الانظمة الفاسدة والديكتاتورية القائمة . قدوة لها تقتدي بها .
ولكن ما قرأناه لغالبية الكتاب الأكراد أنفسهم – ان لم يكن جميعهم - بمختلف الصحف . ولعدة سنوات مضت . كان لا يكشف الا عن العكس تماما .. عن أن القيادة الكردية لا تختلف عن مثيلاتها من قيادات دعاة الثورية بباقي دول المنطقة . الذين قادوا ما يسمي ثورات وحركات تحررية تحولوا بعد الجلوس علي كراسي السلطة الي ما هو أسوأ من الاستعمار واردأ من الانظمة التي ثاروا عليها وأطاحوا بها باسم الشعب وباسم الحرية ، والديموقراطية ، و .. الي آخر الوعود والشعارات الكاذبة .

كما يلاحظ أن القيادة الكردية تستعين بكتاب وصحفيين غير أكراد بل وغير عراقيين – لا داعي لذكر الأسماء - . تستضيفهم وتكرم وفادتهم ، . لكي يبيضوا وجهها .. علي غرار ما كان يفعل صدام – الي حد ما – صدام كان يجند صحافيي وكتاب الداخل ومن الخارج لتزيين سياسته . وبالطبع فان القيادة الكردية . لا تطلع هؤلاء الكتاب والصحفيين الذين تستضيفهم . علي حقائق الأمور بكردستان . التي يعرفها الكتاب والصحفيين الأكراد ويكتبون عنها .
عندما عبرت عن ذلك في مقالي " حركات التحرير الكاذب – من مراكش الي كوردستان " . بادئا بكوردستان العراق . – الحوار المتمدن - العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28
جاءني ردا علي المقال . رسالة حادة . تدل لهجتها علي أن مرسلها من طرف السلطة في كوردستان .
---
وقبل ذلك كنا قد نشرنا مقالا بعنوان " ذكري تركيع كاتب " بالحوار المتمدن  2006 / 12 / 8 . عن كاتب كردي ليبرالي جريء . كان قد أعلن فجأة عن توقفه عن الكتابة . وقلنا في نهاية المقال :
ما لم يعد الكاتب الليبرالي الكردي العراقي . الي الكتابة وما لم ترد اليه حرية الكلمة وابداء الرأي والتعبير ، حسبما يشاء وبلا قيود سوي : حق الرد علي ما يكتبه فقط .. وما لم يتم وقف كافة موانع قهره واسكات قلمه .. فاننا سوف نعود للكتابة ثانية عن جريمة قصف قلم كاتب حر .. وسوف نشير بأصابع الاتهام مباشرة الي السيد مسعود البرازاني والسيد جلال الطالباني ، ونكذب كل ادعاءاتهما عن الديموقراطية ...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=82893
----
وبعد ذلك بستة شهور .عدنا للكتابة عن نفس الكاتب الكردي .الذي منع من الكتابة – وقتذاك – فنشرنا مقالا يوم الحوار المتمدن   2007 / 6 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=98869
( الكاتب اسمه " سهيل أحمد بهجت " وهو الآن في أمريكا , وحصل علي درجة علمية هناك )
بعد المقال الثاني ذاك ، عرفت أن الكاتب الكردي . قد اضطر للتوقف عن الكتابة بسبب تهديد مباشر من السلطة الكردية . بتشريده هو وأهله . ما لم يتوقف عن الكتابة .. فاضطر للتوقف ..( كان ذلك في رسالة أرسلها لي بالايميل , ليشكرني علي الكتابة عنه , بينما نسيه كل الكُتّاب بمن فيهم االعراقيين , ونسيته كل المواقع التي كانت تنشر , او تعيد نشر مقالاته .
  مع رجاء منه بألا أكتب مرة أخري عنه , لأن سلطات كردستان قد توعدته بتشريده هو وعائلته , ان عاد للكتابة , أو صرح لأحد بما تعرض له من المنع والتهديد )
هنا أدركت بأننا لسنا امام قيادات – كردستانية - ثورية نضالية من نوع جديد ، وانما هم نسخ مكررة من " صدام ، وعبد الناصر ، والقذافي ، والأسد .. والباقيين الذين تعرفونهم .. " .
وفي سبتمبر 2009 . جاءتني دعوة . من أحد مراكز البحوث الكردية . لحضور مهرجان ثقافي باقليم كوردستان . تحت رعاية حكومة الاقليم – وزير الثقافة - تخليدا لكاتب ومناضل كردي . وهو صديق قديم . وذكروا أن دعوة رسمية ستصلني من وزارة الثقافة . التي ستتكفل بكل شيء .
وبعدما راجعت الموضوع .. وجدت أن حكومة من هذا النوع وبالحال السابق شرحه . قد لا يوافق جهازها الأمني علي دعوة كاتب يدافع عن الحريات وعن الديموقراطية . . وان وافقوا ، وقمت بالزيارة .. فان مثل تلك السلطة القمعية . ليس من الحكمة أن نأمن شرها ..
لذا رأيت انه من لأفضل أن أبادر بالاعتذار عن حضور المهرجان . ونشرت الاعتذار وأرسلته لمركز الأبحاث – صاحب الدعوة - . مع الكلمة التي كنت أنوي القاءها بالمهرجان بمقالنا المنشور : الحوار المتمدن - العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189464
----
كانت قد وصلتني رسالة يوم 11-5-2010
تحمل " المقالات التي تسببت في مقتل صحفي كوردي(سردشت عثمان)والذي كان ينشر ها في موقع (كوردستانبوست) "
واطلعت علي تلك المقالات . ولذلك فقد اضحكني تعليق طريف . جاء علي مقال . عنوانه :
" الشهيد سردشت..... وذكريات مقالة قديمة " بقلم : " يونس حنون " . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=215253
التعليق رغم سوقية ألفاظة وتعبيره . الا أنه علي قدر من الحكمة الشعبية . وخفة الظل . . – سنترجم بعض كلماته . لقرائنا الذين لا يعرفون اللهجة العراقية -
1 -
2010 / 5 / 13 - 23:13
التحكم: الحوار المتمدن Abu Jassim
التعليق : سردشت عثمان يستاهل اللي جراله
هو اللي يبعبص الزمال ( الزمال = الحمار ) شيتوقع ( ماذا يتوقع ) غير الرفس . جان ( = كان ) عدنا ( عندنا ) صدام واحد هسه ( = الآن ) ما شاء الله عدنا سباعطعش ( سبعة عشر)
-----
وأخيرا :
درس في الديموقراطية . لم يتعلمه دعاة الثورية والنضال والكفاح وزعامات التحرير الكاذب بكل دول المنطقة ومنها كردستان العراق :
كان الزعيم الشعبي والسياسي المصري العظيم ورئيس وزراء مصر – قبل انقلاب العسكر 23 يوليو 1952 . في احدي زياراته لصعيد مصر . فاقترب منه شاب . وسأله قائلا : هل أنت " مصطفي النحاس " ؟
فرد الزعيم : نعم يا ابني .. أنا مصطفي النحاس .
فقام الشاب بصفع زعيم الشعب ورئيس وزراء مصر علي وجهه ..!
فماذا فعل الزعيم مصطفي النحاس باشا – في القرن الماضي – ومنذ أكثر حوالي 70 سنة مضت ؟
لم يفعل النحاس باشا – زعيم الأمة - . أكثر من الامساك بالشاب ، والذهاب معه الي مركز الشرطة . وتحرير بلاغ . ليحال الشاب للتحقيق وليحكم القضاء بما يراه القانون .

ونحن الآن في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ..
لو كان الزعيم الكردي – البرزاني – قد قام هو ، أو ابنته . بتقيم بلاغ للسلطة القضائية . بشأن ما تأذي منه بسبب ما كتبه الصحفي الكردي " سردشت عثمان " ، وترك الامر للقضاء وللقانون ... 
لسجل التاريخ للبرزاني . ذاك الموقف . ولذكرته له الأجيال القادمة . مثلما ذكرنا نحن لكم اليوم موقف عظيم للزعيم السياسي الراحل " مصطفي النحاس باشا " . ولما خسر البرزاني . تلك الخسارة الفادحة . التي عبرت عنها أقلام كثيرة عراقية ، ولاسيما الكردية منها .. 
--- صور  الصحفي الكردي الذي تم اغتياله , وأسفلها صورة مسعود البرزاني :
 ----
سلام لروح الصحفي الكردي الشاب " سردشت عثمان " .
*******  نشرنا هذا في عام 2010  بموقع الحوار المتمدن  - صلاح الدين محسن
----------------                                   

تعليقات