مقالات مختارة - تصحيح التاريخ
تمهيد - صلاح الدين محسن 25-11-2017 :
الي هذه الدرجة يتم تزوير التاريخ وقلب حقائقه . من السؤ والقبح والوحشية , الي الجمال والبطولة الانسانية ؟؟ !؟؟
في المدرسة , بالستينيات من القرن الماضي .. درسوا لنا قصصاً عن بطولة وانسانية " صلاح الدين الأيوبي "
وكذلك كان حال الاعلام ..
بينما الحقيقة التي تحفل بها العديد من المراجع التاريخية , تقول العكس تماماً .. تحدثنا عن وحش ..
كثيرون من الناس , من العراق وحتي المغرب .. أطلقوا علي أولادهم اسم " صلاح الدين " تيمناً ب " صلاح الأيوبي " باعتباره بطلاً وانساناً ... ! اذ صدقوا ما روجته أنظمة التعليم , والإعلام .. في القرن الماضي ..
.. ولم تتصحح معلوماتي عنه الا في نهايات الثمانينيات , وربما في اوائل التسعينيات من القرن الماضي ! .. ومع انتشار الانترنت , وما اتاحه من حريات , امتلأت المواقع بحقائق ما اقترفه ذاك الرجل من الفظائع والوحشيات .. ومؤخراً بدأ مؤرخون يطرحون تلك الحقائق عنه بالفضائيات - كالدكتور يوسف زيدان . الاديب والمؤرخ المصري . فهاج عليه من بقوا علي قصورهم الثقافي والمعرفي عن تلك الشخصية .. !
بات واجباً علي الجهاز التعليمي , ان يعالج ما أفسده قديماً في عقول أجيال .. بأن يقرر علي تلاميذ المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية .. صفحات من المراجع التاريخية الموثوقة , وما أكثر تلك المراجع . عن : صلاح الدين الأيوبي . وقد اخترنا هذا المقال , لانه يبين عدداً كافياً من مراجع أكثر .. عن التاريخ الصحيح , المتعلق بذاك الأيوبي .
-- --
لماذا الربط بين عبدالناصروصلاح الدين الأيوبى؟
لماذا يتغافل المتعلمون عن جرائم صلاح الدين؟
وكيف لم يقرأوا أنه حرق قرى وأحياء سكنية بالقاهرة؟
وأليس تلميع صورته تستهدف إخفاء هزائم عبدالناصر؟
منذ أنْ أدلى د. يوسف زيدان بتصريحاته (فى أكثر من فضائية) عن صلاح الدين الأيوبى، لم تتوقف (صواعق) الهجوم عليه من (المؤمنين) بعبادة (البطل الفرد) وهى العبادة التى توارثها المتعلمون المصريون المحسوبون على الثقافة السائدة، من التراث العربى/ الإسلامى، رغم أنّ أغلب كلام زيدان مذكور فى أمهات كتب التاريخ العربى. فهل قرأ الساجدون فى محراب صلاح الدين تلك الكتب؟
ولأننى (حنبلى متطرف) فى موضوع التأكد من المصادر التراثية، قمتُ بتناول ما فى مكتبتى من كتب لأتذكر ما قرأته منذ ستينيات القرن العشرين، خشية أنْ تكون ذاكرتى قد أصابها العطب، وبعد المراجعة فرحتُ لأنّ ذاكرتى بخير، حيث بها ما استقرّ فى يقينى عن جرائم صلاح الدين، وتلك الكتب التى أرجو قراءتها هى: 1- (الكامل فى التاريخ لابن الأثير) 2- (بدائع الزهور فى وقائع الدهورلابن إياس) 3- (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة- ابن تغربردى) 4- (حواث الدهور فى مدى الأيام والشهور- ابن تغربردى) 5- (رحلات ابن جبير) 6- (ابن خلدون فى كتابه العبر) 7- (بهاء الدين بن شداد فى كتابه سيرة صلاح الدين) 8- (ابن عبدالظاهر فى كتابه الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر) 9- (قوانين الدواوين لابن مماتى) 10- (الروضين فى أخبار الدولتيْن النورية والصلاحية- عبدالرحمن أبوشامة) 11- (الإفادة والاعتبار- عبداللطيف البغدادى) 12- (التبر المسبوك فى ذيل السلوك - محمد بن عبدالرحمن السخاوى) 13- (زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك - خليل الظاهرى) 14- (السلوك لمعرفة دول الملوك - المقريزى) 15- (إغاثة الأمة بكشف الغمة - المقريزى) 16- (تاريخ الفيوم - أبوعباس النابلسى)
وتلك القائمة على سبيل المثال خشية الإطالة. ونظرًا لأنّ الجيل الجديد من الباحثين ربما يصعب عليهم الحصول على الكتب التراثية، فإننى أحيلهم إلى كتاب (د. محمود إسماعيل : سوسيولوجيا الفكر الإسلامى سينا للنشرعام1992) وهذا الكتاب له أهمية خاصة لأنّ مؤلفة ذكر مصادره التراثية. ومن بين ما نقله عن كتب التراث، أنه عندما اعتلى صلاح الدين حكم مصر ((عوّل على إقطاع الأرض للأقارب والأعوان، وأقطع بعض جنوده وبعض شيوخ العرب (قوص وأسوان وعيذاب) كما أقطع أعوانه ضياعـًـا فى بلاد الشام)) ونقل عن المقريزى أنّ صلاح الدين اختصّ لنفسه ولأسرته بأجود الأراضى الزراعية. وأنّ أراضى مصر صارتْ كلها للسلطان ولقواد جيشه. وأقطع والده الإسكندرية ودمياط والبحيرة. وأقطع أخاه بعض قرى مصر (ص37، 38)
أما عن كنوز الفاطميين التى نهبها صلاح الدين وأتباعه ((من الذهب والجواهر والأثاث والتى أفاض المؤرخون فى وصفها)) فهى كما ذكر د. حسن إبراهيم تحتاج إلى مجلدات للحديث عنها (ص111، 124) ونتيجة سياسة النهب والقهر السلطوى الأيوبى ((ازدادتْ أحوال العامة تفاقمًـا، وذلك بسبب سياسة القمع التى اتبعها الأيوبيون)) (ص145)
ولم يكتف صلاح الدين بتوزيع مصرعلى أقاربه، وإنما وصلتْ جرائمه لدرجة حرق القرى والأحياء السكنية ((حيث أنّ القاهرة شهدتْ إبان حكم صلاح الدين شغبـًـا من العوام على العسكر الأيوبى. لكن صلاح الدين محق المشاغبين بإحراق أحيائهم والبطش بنسائهم وأطفالهم)) وعندما نجحتْ بعض قيادات الشيعة الإسماعيلية فى إثارة العوام فى مناطق الأطراف كالإسكندرية والنوبة، حيث قاموا بانتفاضات شعبية قمعها صلاح الدين بوحشية وقسوة، فصلب الثوارعلى الأشجار (ص110، 161، 162) أماعن الشام فقد خرّب صلاح الدين الكثير من مدنه مثل حمص وبعبلك وحماه وعسقلان وقنسرين والرملة وطبرية.. ولعلّ ذلك كان من أسباب هجرة الكثيرين من سكان الشام إلى مصر. وكذلك عـمّ الخراب معظم مدن العراق. وقد وصف ابن جبير الكوفة بقوله ((استولى الخراب على أكثرها. فالغامر منها أكثر من العامر)) وعن بغداد قال (ذهب أثر رسمها ولم يبق منها إلاّ شهير اسمها، فهى كالطلل الدارس والأثر الطامس)) (ص112، 113)
كما لم تسلم الأثار المصرية ((من عبث صلاح الدين - لأسباب دينية - حيث هدم بعض الأهرامات للإفادة من أحجارها فى تأسيس القلعة)) (112) ولا يخفى ما فعله الأيوبيون السنة من تدمير المؤسسات الدينية الفاطمية، حتى أنّ الأزهر نفسه تهـدّمتْ بعض منشآته. واستولى صلاح الدين على الأوقاف المحبوسة (ص111)
والنيجة التى توصل إليها د. إسماعيل أنّ النظام العسكرى (مثل نظام الأيوبيين) افتقد المشروعية والتأييد الجماهيرى. ولأنّ الكثير من موارد الدولة تم توظيفها لتغطية النفقات الباهظة للحكام الذين عاشوا حياة الترف فى القصور. واقتناء المزيد من الجوارى والغلمان. كما تعرّض (أهل الذمة) أى اليهود والمسيحيين للإضطهاد، وكذلك الفرق الدينية المُعارضة للمذهب السنى للإضطهاد والتغريم والمصادرة (ص108، 109) ومصادرة أراضى المسيحيين. ولم يكتف صلاح الدين بإضطهاد الشيعة، وإنما تعرّضتْ مراكز العلم والدعاية الشيعية للقضاء عليها، مثل دار العلم ودار الحكمة، بخلاف تخريب المكتبة الفاطمية الشهيرة فى القاهرة. وقد ذكر أبوشامه أنّ المكتبة الفاطمية ((كانت إحدى عجائب العالم. ولا توجد فى كل بلاد الإسلام مكتبة أكبر منها. وكانت تحتوى على أكثر من مليون مخطوط منها 1220مخطوطــًـا فى التاريخ. وهذه المخطوطات ألقيتْ فى الشوارع. ومن جرائم صلاح الدين الشهيرة إعدام الفيلسوف (الحلبى) السهروردى. أما الفيلسوف الأندلسى ابن سابين (1216- 1270) فقد تعرّض للمطاردة فاضطر للهرب إلى مكة.
ما تقدم موجز عن جرائم صلاح الدين الأيوبى، فكيف تغيّرتْ صورته : من قاتل ومشعل النيران فى القرى، إلى (صورة البطل المقـدّس) وهل السبب لربطه بصورة عبدالناصر للتشويش على جرائمه وهزيمة جيشنا وقتل أولادنا فى حرب1956واليمن (من1962-67) ويونيو67؟ ومن هنا كان الانتاج الضخم لفيلم صلاح الدين؟ المليىء بالأخطاء التاريخية (المعلوماتية) الكارثية. وهل كان (من الممكن) أنْ تـُـنتج مؤسسة السينما فيلمًـا عن مينا ابن بقيره (الفلاح المصرى) الذى قاد ثورة البشموريين ضد الخليفة المأمون؟
وكلما تذكرتُ شعار (بالروح بالدم نفديك يا فلان) تذكــّـرتُ مقولة الفيلسوف الألمانى هيجل ((ملعون الشعب الذى يعبد البطل.. حتى ولو كانتْ له بطولات حقيقية)) وصدق الفيلسوف فى قوله الحكيم.
*** --- ملحوظة : الصور أعلاه اضفناها , نقلاً من الانترنت
الي هذه الدرجة يتم تزوير التاريخ وقلب حقائقه . من السؤ والقبح والوحشية , الي الجمال والبطولة الانسانية ؟؟ !؟؟
في المدرسة , بالستينيات من القرن الماضي .. درسوا لنا قصصاً عن بطولة وانسانية " صلاح الدين الأيوبي "
وكذلك كان حال الاعلام ..
بينما الحقيقة التي تحفل بها العديد من المراجع التاريخية , تقول العكس تماماً .. تحدثنا عن وحش ..
كثيرون من الناس , من العراق وحتي المغرب .. أطلقوا علي أولادهم اسم " صلاح الدين " تيمناً ب " صلاح الأيوبي " باعتباره بطلاً وانساناً ... ! اذ صدقوا ما روجته أنظمة التعليم , والإعلام .. في القرن الماضي ..
.. ولم تتصحح معلوماتي عنه الا في نهايات الثمانينيات , وربما في اوائل التسعينيات من القرن الماضي ! .. ومع انتشار الانترنت , وما اتاحه من حريات , امتلأت المواقع بحقائق ما اقترفه ذاك الرجل من الفظائع والوحشيات .. ومؤخراً بدأ مؤرخون يطرحون تلك الحقائق عنه بالفضائيات - كالدكتور يوسف زيدان . الاديب والمؤرخ المصري . فهاج عليه من بقوا علي قصورهم الثقافي والمعرفي عن تلك الشخصية .. !
بات واجباً علي الجهاز التعليمي , ان يعالج ما أفسده قديماً في عقول أجيال .. بأن يقرر علي تلاميذ المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية .. صفحات من المراجع التاريخية الموثوقة , وما أكثر تلك المراجع . عن : صلاح الدين الأيوبي . وقد اخترنا هذا المقال , لانه يبين عدداً كافياً من مراجع أكثر .. عن التاريخ الصحيح , المتعلق بذاك الأيوبي .
-- --
لماذا الربط بين عبدالناصروصلاح الدين الأيوبى؟
وكيف لم يقرأوا أنه حرق قرى وأحياء سكنية بالقاهرة؟
وأليس تلميع صورته تستهدف إخفاء هزائم عبدالناصر؟
منذ أنْ أدلى د. يوسف زيدان بتصريحاته (فى أكثر من فضائية) عن صلاح الدين الأيوبى، لم تتوقف (صواعق) الهجوم عليه من (المؤمنين) بعبادة (البطل الفرد) وهى العبادة التى توارثها المتعلمون المصريون المحسوبون على الثقافة السائدة، من التراث العربى/ الإسلامى، رغم أنّ أغلب كلام زيدان مذكور فى أمهات كتب التاريخ العربى. فهل قرأ الساجدون فى محراب صلاح الدين تلك الكتب؟
ولأننى (حنبلى متطرف) فى موضوع التأكد من المصادر التراثية، قمتُ بتناول ما فى مكتبتى من كتب لأتذكر ما قرأته منذ ستينيات القرن العشرين، خشية أنْ تكون ذاكرتى قد أصابها العطب، وبعد المراجعة فرحتُ لأنّ ذاكرتى بخير، حيث بها ما استقرّ فى يقينى عن جرائم صلاح الدين، وتلك الكتب التى أرجو قراءتها هى: 1- (الكامل فى التاريخ لابن الأثير) 2- (بدائع الزهور فى وقائع الدهورلابن إياس) 3- (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة- ابن تغربردى) 4- (حواث الدهور فى مدى الأيام والشهور- ابن تغربردى) 5- (رحلات ابن جبير) 6- (ابن خلدون فى كتابه العبر) 7- (بهاء الدين بن شداد فى كتابه سيرة صلاح الدين) 8- (ابن عبدالظاهر فى كتابه الروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر) 9- (قوانين الدواوين لابن مماتى) 10- (الروضين فى أخبار الدولتيْن النورية والصلاحية- عبدالرحمن أبوشامة) 11- (الإفادة والاعتبار- عبداللطيف البغدادى) 12- (التبر المسبوك فى ذيل السلوك - محمد بن عبدالرحمن السخاوى) 13- (زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك - خليل الظاهرى) 14- (السلوك لمعرفة دول الملوك - المقريزى) 15- (إغاثة الأمة بكشف الغمة - المقريزى) 16- (تاريخ الفيوم - أبوعباس النابلسى)
وتلك القائمة على سبيل المثال خشية الإطالة. ونظرًا لأنّ الجيل الجديد من الباحثين ربما يصعب عليهم الحصول على الكتب التراثية، فإننى أحيلهم إلى كتاب (د. محمود إسماعيل : سوسيولوجيا الفكر الإسلامى سينا للنشرعام1992) وهذا الكتاب له أهمية خاصة لأنّ مؤلفة ذكر مصادره التراثية. ومن بين ما نقله عن كتب التراث، أنه عندما اعتلى صلاح الدين حكم مصر ((عوّل على إقطاع الأرض للأقارب والأعوان، وأقطع بعض جنوده وبعض شيوخ العرب (قوص وأسوان وعيذاب) كما أقطع أعوانه ضياعـًـا فى بلاد الشام)) ونقل عن المقريزى أنّ صلاح الدين اختصّ لنفسه ولأسرته بأجود الأراضى الزراعية. وأنّ أراضى مصر صارتْ كلها للسلطان ولقواد جيشه. وأقطع والده الإسكندرية ودمياط والبحيرة. وأقطع أخاه بعض قرى مصر (ص37، 38)
أما عن كنوز الفاطميين التى نهبها صلاح الدين وأتباعه ((من الذهب والجواهر والأثاث والتى أفاض المؤرخون فى وصفها)) فهى كما ذكر د. حسن إبراهيم تحتاج إلى مجلدات للحديث عنها (ص111، 124) ونتيجة سياسة النهب والقهر السلطوى الأيوبى ((ازدادتْ أحوال العامة تفاقمًـا، وذلك بسبب سياسة القمع التى اتبعها الأيوبيون)) (ص145)
ولم يكتف صلاح الدين بتوزيع مصرعلى أقاربه، وإنما وصلتْ جرائمه لدرجة حرق القرى والأحياء السكنية ((حيث أنّ القاهرة شهدتْ إبان حكم صلاح الدين شغبـًـا من العوام على العسكر الأيوبى. لكن صلاح الدين محق المشاغبين بإحراق أحيائهم والبطش بنسائهم وأطفالهم)) وعندما نجحتْ بعض قيادات الشيعة الإسماعيلية فى إثارة العوام فى مناطق الأطراف كالإسكندرية والنوبة، حيث قاموا بانتفاضات شعبية قمعها صلاح الدين بوحشية وقسوة، فصلب الثوارعلى الأشجار (ص110، 161، 162) أماعن الشام فقد خرّب صلاح الدين الكثير من مدنه مثل حمص وبعبلك وحماه وعسقلان وقنسرين والرملة وطبرية.. ولعلّ ذلك كان من أسباب هجرة الكثيرين من سكان الشام إلى مصر. وكذلك عـمّ الخراب معظم مدن العراق. وقد وصف ابن جبير الكوفة بقوله ((استولى الخراب على أكثرها. فالغامر منها أكثر من العامر)) وعن بغداد قال (ذهب أثر رسمها ولم يبق منها إلاّ شهير اسمها، فهى كالطلل الدارس والأثر الطامس)) (ص112، 113)
كما لم تسلم الأثار المصرية ((من عبث صلاح الدين - لأسباب دينية - حيث هدم بعض الأهرامات للإفادة من أحجارها فى تأسيس القلعة)) (112) ولا يخفى ما فعله الأيوبيون السنة من تدمير المؤسسات الدينية الفاطمية، حتى أنّ الأزهر نفسه تهـدّمتْ بعض منشآته. واستولى صلاح الدين على الأوقاف المحبوسة (ص111)
والنيجة التى توصل إليها د. إسماعيل أنّ النظام العسكرى (مثل نظام الأيوبيين) افتقد المشروعية والتأييد الجماهيرى. ولأنّ الكثير من موارد الدولة تم توظيفها لتغطية النفقات الباهظة للحكام الذين عاشوا حياة الترف فى القصور. واقتناء المزيد من الجوارى والغلمان. كما تعرّض (أهل الذمة) أى اليهود والمسيحيين للإضطهاد، وكذلك الفرق الدينية المُعارضة للمذهب السنى للإضطهاد والتغريم والمصادرة (ص108، 109) ومصادرة أراضى المسيحيين. ولم يكتف صلاح الدين بإضطهاد الشيعة، وإنما تعرّضتْ مراكز العلم والدعاية الشيعية للقضاء عليها، مثل دار العلم ودار الحكمة، بخلاف تخريب المكتبة الفاطمية الشهيرة فى القاهرة. وقد ذكر أبوشامه أنّ المكتبة الفاطمية ((كانت إحدى عجائب العالم. ولا توجد فى كل بلاد الإسلام مكتبة أكبر منها. وكانت تحتوى على أكثر من مليون مخطوط منها 1220مخطوطــًـا فى التاريخ. وهذه المخطوطات ألقيتْ فى الشوارع. ومن جرائم صلاح الدين الشهيرة إعدام الفيلسوف (الحلبى) السهروردى. أما الفيلسوف الأندلسى ابن سابين (1216- 1270) فقد تعرّض للمطاردة فاضطر للهرب إلى مكة.
ما تقدم موجز عن جرائم صلاح الدين الأيوبى، فكيف تغيّرتْ صورته : من قاتل ومشعل النيران فى القرى، إلى (صورة البطل المقـدّس) وهل السبب لربطه بصورة عبدالناصر للتشويش على جرائمه وهزيمة جيشنا وقتل أولادنا فى حرب1956واليمن (من1962-67) ويونيو67؟ ومن هنا كان الانتاج الضخم لفيلم صلاح الدين؟ المليىء بالأخطاء التاريخية (المعلوماتية) الكارثية. وهل كان (من الممكن) أنْ تـُـنتج مؤسسة السينما فيلمًـا عن مينا ابن بقيره (الفلاح المصرى) الذى قاد ثورة البشموريين ضد الخليفة المأمون؟
وكلما تذكرتُ شعار (بالروح بالدم نفديك يا فلان) تذكــّـرتُ مقولة الفيلسوف الألمانى هيجل ((ملعون الشعب الذى يعبد البطل.. حتى ولو كانتْ له بطولات حقيقية)) وصدق الفيلسوف فى قوله الحكيم.
*** --- ملحوظة : الصور أعلاه اضفناها , نقلاً من الانترنت
تعليقات
إرسال تعليق