كتابات مختارة
السوفسطائي سقراط وصغاره
"دعني أخبرك... لكن لا تَبُحْ بالسر؛ إذ إنَّ العالم كله لم يكتشفني بعد بشكل تامّ. إنني أغرب المخلوقات، وباعث البلبلة في عقول الرجال"
سقراط مُخاطِبًا ثياتيتوس
د.الطيب بوعزة
أستاذ التعليم العالي المغرب
-1-
كان الصباح باكرًا لحظة تجوالي في أزقة أثينا، وكان الصمت مخيمًا على المكان، وإذا بصرير باب يفتح من بيت أشبه بكوخ لا نوافذ له، كأنه كوة محفورة في جوف الصخر!
وإذا بشخص قصير القامة، طويل الشعر([2])، دميم الخلقة يخرج ممسكًا في يده بصلة، يتنادى من خلفه صوت امرأة ناهرة له بكلمات لم أتبين ملفوظها، لم يعرها الرجل اهتمامًا وإنما استمر في خطوه السريع مرتقيًا الهضبة، أخذ يرمي بين الفينة والأخرى نويات الزيتون، ثم يقضم من البصلة قضمة تلو قضمة...
إنه لا ينتعل أي شيء بل يمشي حافيًا([3])، لا يعوقه سِنُّ حجر، ولا يُؤلمه غَرز شوك!
آه عرفته إنَّه سقراط!
إذ كانت مدينة الأكروبوليس في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، قد بلغت شأوًا عظيمًا في الاهتمام بأناقة الملبس وملاحة المظهر، حتى قيل بأنَّ العبيد كانوا هم أيضًا ينتعلون!
والظاهر أيضًا أنَّ المرأة التي سمعتها تنهره من خلف الباب هي زوجه كزانثيب، ومن حقها مجاهرة هذا الكائن الطيب بأقذع الكلمات([4])؛ إذ كان ديدنه اليومي أن يخرج منذ باكر الصبح، ليقضي سحابة يومه في المجادلة الفكرية، ثم يعود إلى البيت خالي الوفاض بلا مؤونة ولا مال... بل غالب ظني أنَّه كان يعود تعبًا حتى من الكلام، وما أقسى الصمت على طبيعة المرأة، وهي التي تنتعش بالإنصات إلى رقة الكلم، وترتاح بالتَّمَلِي في المرأى الحسن!
وكان سقراط يقابل غضبها بالحِلم واللامبالاة، قائلًا: "إنَّ كزانثيب مثل السماء عندما ترعد سرعان ما تبكي"([5])!
وحبات الزيتون التي أراه الآن ينثرها خلفه كانت فطوره اليومي([6])، مع بصلة يقضمها وهو يخطو بين الأزقة([7])؛ متلفتًا لعله يرى أحدًا من محبيه أو يبادره أحد من خصومه باستفهام يفتح حوارًا معرفيًا ينسيه نكد([8]) زوجه التي بلاه الله بها وبلاها به.
حاولت اللحاق به، لكنني لم أقوَ على بزه في سرعة الخطو! إذ كان أسرع مني في الوصول إلى قمة الهضبة المكسوة بالضباب، فلما اعتليتها لم أجد له أثرًا.
كأنه تبخر وارتقى إلى الأعالي!
لكن لم يخالجني ريب في أنَّ الشخص الذي رأيت للتو هو سقراط. ولم تكنْ أنتَ أيضًا، لتخطئ معرفته إذا ما قُدر لك أن تسافر في الزمن، كما سافرت، وتلتقي به صدفة في زقاق من أزقة أثينا؛ إذ لا شك سيسهل عليك التعرف إليه من كثرة تلك التوصيفات المتداولة في مختلف الكتب الفلسفية، التي اتفقت على وصف ملمحه الدميم وملبسه الرث.
أجل، "من بين كل رجال العصور القديمة، نحتفظ لسقراط بالصورة الأكثر أمانة ويقينًا... صورة محفوظة بشهادات كتاب عاصروه"([9]). وهكذا إذا كنتَ ممن يحسنون الرسم أو النحت، فإنَّه سيسهل عليك توقيع الصورة الجسدية لسقراط؛ إذ لديك عنه في النصوص القديمة توصيف دقيق لأنفه الأفطس، الذي إذا صادف أن سال، فإنَّ صاحبنا الفيلسوف لم يكن يعتني حتى بمسح نخامته([10])، كما لديك وصف لشفتيه الغليظتين وعينيه الجاحظتين، وكرشه البارز، ورأسه الذي اكتسح الصلع مقدمته([11]). مع إجماع الرسامين - ومنهم محبوه - على قبحه الجسدي البَيِّن!
بل حتى توصيفه الروحي لك عنه أكثر من مستمسك؛ إذ أفاض الرواة في وسم طيبة نفسه وسمو أخلاقه، فأجمعوا بذلك على تقديمه كشخص بالغ الدمامة والدماثة معًا!
-2-
لكن المفارقة هي أنَّه إذا كان كل قارئ لمكتوبات الفلسفة اليونانية يعرف جيدًا الملمح الخَلْقي والخُلُقي لسقراط، فإنَّ ملمحه المعرفي عليه غبش كبير!
ولا شك أنَّ صاحبنا نفسه مسؤول عن هذا الالتباس والغبش؛ لأنَّه أصر على أن لا يكتب فلسفته، بل كان كارهًا للكتابة وحذرًا منها، حتى أنَّه نعت الشخص الذي يثق في سكب فكره في الصحيفة بأنَّه غريرٌ ساذج([12])؛ لأنَّ إيداع الفكر في الكتاب خطر عليه أيما خطر([13])؛ إذ يصير بفعل ذلك عرضة للوقوع بين يدي مَن يقدّره ومن لا يقدّره، بين من يثمّنه وبين من يقسو عليه. ولذا بدل إيداع الأفكار في الصحائف فيتلقاها من لا يستحقها ومن ليس بمكنته فهمها وتقديرها، يدعونا سقراط إلى الوثوق في الكلمة الصائتة، التي نتخير لها من يُقَدِّرُ الإنصات إليها، إذ يقول: "هناك نوع آخر من أنواع الكلمة أو الكلام... أعني كلمة عقلية محفورة في روح المتعلم، التي تقدر على أن تدافع عن نفسها، وتعرف مع من تتكلم، ومع من تكون صامتة"([14]). ثم يصف في موضع آخر طبيعة الكلمة بكونها أشبه بالبذرة التي يجب على الحكيم أن ينتقي محل غرسها، ويشبه الفيلسوف بالزارع الماهر الذي يتخير الأرض المناسبة للبذور، والوقت الصالح للغرس([15])؛ لذا كان يفتخر بأنَّه يزرع أفكاره في نفوس الرجال بدل أن يخطها على جلد الماعز([16]). ولعلنا نضيف أيضًا بأنَّ استهجانه للكتابة راجع إلى أن المنهج الفلسفي في تقديره يتطلب جدلًا بين عقلين فأكثر، وهذا ما يوفره الملفوظ لا المكتوب.
ولنا أن نقول باعتبار اللاحق لسقراط، أنَّه يحق له أن يفتخر بفعالية الملفوظ؛ فقد أحسن الزرع، ويكفي أنَّ من تلامذته أفلاطون وأوقليد([17]).
-3-
لكن هل فعلًا حفظ من أنصتوا إليه درسه الفلسفي؟
أم صوروه لنا بما شاؤوا من تخييل وتغيير؟
نرى أنَّ مكر التاريخ أَوقع هذا الذي احترس من الكتابة ونعت من يثق فيها بالسذاجة في شر عمله، حيث سرعان ما صار هو نفسه تحت رحمة المكتوب. فغدت صحائف أفلاطون وكزينوفون وأرسطوفان مدخلًا إلى "معرفة" سقراط، ذاك المستهجن للورق ومسطوره. بل بالإضافة إلى نصوص أولئك الكتبة المعاصرين له، تكاثرت المكتوبات متخذة من شخصه موضوعًا لها. والناظر في مقدارها الكبير ينتهي إلى أنَّ فيلسوفنا الذي ترفع على القلم، صار موضوعًا تتلاعب به الأقلام؛ حتى أصبح مخصوصًا بنوع أدبي منثور عليه([18])، خلص التقليد التاريخي إلى تسميته بـ"اللوغوا سقراطيكوا"Logoi Sokratikoi([19]).
فما السر الذي يفسر هذا المقدار من الاهتمام بالكتابة عن هذا الذي ترفع على الكتابة ومسطورها؟
نعتقد أنَّ الذي صنع سقراط ابتداء، ليس أفلاطون ولا كزينوفون ولا أرسطو؛ بل الذي صنعه وأسّس لشهرته في تاريخ الفكر هم: ميليتوس Meletus وليقون Lycon وأنيتوس Anytus، أي متهموه الذين تسببوا في الحكم عليه بالإعدام! إذ بامتثاله لحكم المحكمة سجل سقراط اسمه في التاريخ بالدم([20]) لا بالمداد.
وموته الدرامي هذا هو الذي جعله يرتفع إلى مقام شهيد الفلسفة الأول وقديسها الأكبر. إذ مباشرة بعد وفاته اتجه عديد من تلامذته إلى تأسيس مدارس، وكتابة نصوص فلسفية جاعلين منه الشخصية المحورية في متونهم. وإذا كان أفلاطون أشهرهم، فإنَّ زملاءه لم يكونوا أقل منه حماسة للتنادي إلى إرث سقراط وتخليد رسالته. وعليه، فإنَّ ذاك الموت صنع لسقراط حياة خالدة، حتى صار محظوظًا بذلك الجنس الأدبي، الذي قلنا بأنَّه صُنِعَ له خصيصًا.
لكن حاصل هذا الحظ هو أنَّه تراكمت بعد موته نصوص كثيرة أنطقت لسانه بألوف من الأحاديث، مؤسسة بذلك لإشكالية تعيين ماهية فكره. حيث إنَّ الملامح التي رسمتها تلك الكتب عن موقفه الفلسفي ليست متماثلة السمت، بل مخترقة بتباين واختلاف ظاهرين؛ الأمر الذي جعل تعيين فلسفته أمرًا بالغ الاستشكال.
-4-
لكن الأمر الذي يستحق أن نلفت الانتباه إليه هو أن هذا الاختلاف في ترسيم الملمح الفكري لسقراط ظل كامنا في تلك المصادر القديمة ، دونما مقايسة تبتغي المفاضلة والترجيح . ثم في بداية القرن التاسع عشر آل الفيلسوف الألماني شلايماخر على نفسه أن يعالج هذا التباين من أجل الخلوص إلى سقراط الحقيقي. وهكذا وازن بين تلك الموارد الأولى - أي كتابات أرسطوفان وكزينوفون وأفلاطون -، فصارت موازنته تلك بداية تأسيس ما صار يسمى بـ"المشكلة السقراطية".
ومدلول هذا التعبير هو تعيين لطريقة في البحث تروم حسم الموقف من تباين المصادر الأولى التي عاصرت سقراط، من أجل التحقق من الصورة المطابقة لحقيقته.
ولذا كان لا بدَّ لنا في هذا الكتاب من الابتداء بفصل نحدد فيه موقفنا من "المشكلة السقراطية". بيد أنَّ الفرضية التي سنشتغل بها هي على العكس تمامًا من مقصود شلايماخر؛ إذ نفترض أنَّ نظريته في تأسيس تلك المشكلة لا حاصل منها؛ لأنَّ الخلوص إلى سقراط التاريخي مشروع مسدود الأفق. أما البديل الذي نقترحه لهذه المشكلة فهو بحث الصورة التي هيمنت، وأعني بها تلك التي رسمها له أفلاطون. بمعنى أنَّ مسار البحث لا ينبغي أن يطمح إلى الإمساك بسقراط كما كان في حاضر حياته، بل كما صار بعد مماته. ومن ثمَّ سندرس في هذا الكتاب صورة فيلسوفنا كما بدت داخل المتن الأفلاطوني ([21]) تحديدًا؛ لأنَّه المحدد للملمح السقراطي الذي هيمن خلال تاريخ الفكر.
غير أنَّه يحق للقارئ أن يعترض قائلًا:
كيف تزعم تسييج حقل البحث بين حدود المتن الأفلاطوني، بينما تعنون كتابك بـ"السوفسطائي سقراط..."؟ ألا تعلم أنَّ كل المشروع الأفلاطوني هو توكيد على أنَّ سقراط هو خصيم للسفسطة؟
أجل، ثمة بينونة صريحة بين عنوان الكتاب وبين زعمنا بأنَّنا نتجاوز "المشكلة السقراطية " بحصر البحث في الصورة الأفلاطونية. لكن الفرضية التي نعتمدها حلًّا لهذا التعارض هي أنَّه بالإمكان توكيد صفة السفسطة لسقراط من داخل المتن الأفلاطوني ذاته!
وعليه، فإنَّ مشروع هذه الدراسة هو قراءة نقدية تتوسل أفلاطون ضدًا على أفلاطون.
-5-
لكن دراستنا لسقراط تستوجب الانتقال إلى تلك المدارس التي تناسلت بعد موته، وشاعت تسميتها بـ"المدراس السقراطية"، وتوصيف رجالاتها بـ"صغار" السقراطيين؛ إذ إنَّ ذلك استكمال واجب للصورة.
بيد أنَّ القارئ سيلاحظ أننا وضعنا لفظ "صغار"، في عنوان الكتاب، بين مزدوجتين. وذلك إيحاء منا بعدم تقبل تلك الأعراف السائدة في وسم تاريخ الفكر اليوناني. حيث مايزت تلك الأعراف بين أتباع سقراط بمقياس المفاضلة، فجلعت جميعهم "صغارًا" باستثناء أفلاطون الذي أمسى السقراطي الكبير!
وضرورة الاحتراس آتية من كون جميع مكتوبات أولئك "الصغار" قد ضاعت، بينما تبقت تقريبًا جميع كتابات أفلاطون؛ فهل من العدل أن تُحْسَمَ المفاضلة بين من توافر منتوجه وبين من ضاع؟!
والمقارنة بين التأويل الذي قدّمه"التقليد الأثيني"، أي تأويل إرث سقراط من قبل أفلاطون وأرسطو، وبين التأويل الذي قدّمه "الصغار"، تكشف وجود تباعد جوهري في فهم دلالة السقراطية وتعيين ماهية موقفها الفلسفي.
فـ"الصغار" حرصوا جميعهم - أي "ميغاريهم"([22]) و"كلبيهم"([23])، و"قورينائيهم"([24])، و"إليسيهم"([25]) - على حصر الفلسفة السقراطية في الأخلاق، وتسفيه أي تأويل إبستيمولوجي. بينما حرص التقليد الأثيني على التوكيد على أنَّ أهم ميسم يميز التفلسف السقراطي، هو ميسم "الفلسفة المفهومية" كنزوع نحو طلب الحد الكليّ.
فهل يمكن للموازنة بين التأويلين أن تقدّم لنا تعليلًا لأسباب ذلك الخلاف في فهم الكائن السقراطي؟
-6-
ثم إنَّ كتابنا هذا ("السوفسطائي سقراط وصغاره")، هو جزء ثامن موصول بأجزاء سلسلة "تاريخ الفكر الفلسفي الغربي.. قراءة نقدية"، تلك السلسلة التي أصدرنا منها عبر مركز نماء للبحوث والدارسات، سبعة أجزاء، كان:
- أولها: كتاب "في دلالة الفلسفة وسؤال النشأة" (2012).
- وثانيها: كتاب "الفلسفة الملطية، أو لحظة التأسيس" (2013).
- وثالثها: كتاب "فيثاغور والفيثاغورية.. بين سحر الرياضيات ولغز الوجود" (2014).
- ورابعها: كتاب "هيراقليط فيلسوف اللوغوس" (2015).
- وخامسها: كتاب "كزينوفان والفلسفة الإيلية :قراءة في أطاريح كزينوفان ، برمنيد ، زينون ، ميليسوس" (2016).
- وسادسها: كتاب "أفول التفلسف الأيوني: قراءة في أطاريح أمبادوقليس، أنكساغور، لوقيبوس، ديموقريط، ديوجين، أرخيلاوس، هيبو، ميطرودور" (2016).
- وسابعها: كتاب "دفاعًا عن السوفسطائيين: دراسة في أطاريح بروتاغوراس، جورجياس، ليكوفرون، بروديقوس، هيبياس، ثراسيماخوس، أنتيفون، كريتياس" (2017).
ولذا فاندراج هذا الكتاب الثامن ضمن هذه السلسلة، ليس مجرد انضمام كمٍّ نثري إليها، بل ثمة وصل منهجي أيضًا، حيث لا نشاز بين هذا المتن والكتب السبعة المذكورة سابقًا، بل هناك ناظم جامع تَلْقَاهُ في كيفية الاشتغال وبناء الفرضيات وطرائق اختبارها.
لكن رغم ذلك التناغم، لكتابنا هذا خصوصية فارقة. حيث إذا كنا في الكتب السابقة اشتغلنا على ما تبقى من نصوص الفلاسفة الذين تناولناهم بالبحث، فإنَّ سقراط - كما أسلفنا القول - لم يخلف أي نص مكتوب. وعليه، فعملنا هنا هو التركيز على دراسة المكتوبات التي عاصرته. ومعلوم أنَّ المصادر التي زامنت سقراط هي تلك التي كتبها أرسطوفان، وكزينوفون، وأفلاطون. وهي المصادر التي قدمت صورة متباينة عنه؛ حتى جعلت شلايماخر، كما سبقت الإشارة، يحاول معالجة التباين، فأسس ما صار يسمى بـ"المشكلة السقراطية".
وسندلل على أنها مشكلة موهومة لا حل لها؛ لذا سنستبدل بها حقلًا بحثيًا مغايرًا وهو البحث في الصورة التي شاعت عن سقراط، أي الصورة التي خلفها التأويل الأفلاطوني.
لكن إذا قسنا اللحاظ المنهجي الذي سنستعمله في كتابنا هذا بذاك الذي استعملناه في كتاب "دفاعًا عن السوفسطائيين"؛ فإنَّ ثمة مشتركًا هو محاولة استعمال مادة المتن الأفلاطوني في منحى مغاير للبناء التأويلي الذي قدّمه أفلاطون ذاته. وهو الرهان الأكبر من هذا البحث، حيث أصرَّ أفلاطون على تقديم سقراط بوصفه مشخصن ماهية التفلسف المناقض للسفسطة، بينما نفترض أنَّه أحد سوفسطائيي القرن الخامس قبل الميلاد.
فهل إلى توكيد ذلك من سبيل؟
الطيب بوعزة
tayebbouazza@yahoo.fr
طنجة في 13 ربيع الأول 1438هـ
12 ديسمبر 2016م
[1] - هذا مدخل كتابي " السوفسطائي سقراط وصغاره "، وهو الجزء الثامن من سلسلتي "تاريخ الفكر الفلسفي الغربي" مركز نماء للبحوث والدراسات، بيروت 2017.
[2] - لم يكن سقراط يحلق شعر رأسه، بل كان يبدو بشعره المسدل أشبه بالإسبرطيين منه بالأثينيين.
[3] - وصف سقراط بأنَّه يمشي حافيًا، وارد على لسان تلميذه ألسيبياد في محاورة "المأدبة"، كما يرد في محاورة "فيدرس".
[4] - كانت كزانثيب كثيرا ما تنادي سقراط بوصفين اثنين هما : الثرثار والكسول!
[5] -Xenophon,Memo,II,2.
[6] - Dupré Raoul,Socrate. In: Bulletin de l Association Guillaume Budé,n°5, juin 1948.p78.
[7] - يمكن أن نزعم بأنَّ سقراط كان نباتيًا في غذائه، وذلك بناء على الوارد في متن "الجمهورية" خلال حواره مع غلوكون.
[8] - ربط سقراط بين النكد والتفلسف، حيث قيل بأنَّه كان ينصح تلامذته بالزواج قائلًا: "تزوجوا فإما أن تصبحوا سعداء أو تصيروا فلاسفة"؛ ومقصوده أنَّ نكد المرأة على زوجها يُصَيِّرُه فيلسوفًا. وفي ذلك كان يشير إلى سلوك كزانثيب معه.
[9] - Pierre Montée , La philosophie de socrate,édA.Durand et Pédone-Lauriel,Libraires-Editeurs,Paris 1869, p5
[10] - التقطتُ هذه الصورة من حوارية ثراسيماخوس مع سقراط في الكتاب الأول من متن "الجمهورية"، حيث سخر ثراسيماخوس من سقراط قائلًا له: إنَّ مربيتك لم تعلمك حتى مسح أنفك!
Platon,Repulic,343 d.
[11] - اتخذ بعض الكتاب من الشكل الجسدي لسقراط دليلًا للقول بأنَّه لم يكن أصله يونانيًا بل إفريقيًا.
[12] - يقول سقراط في محورة فيدروس: "إنَّه سيكون شخصًا بسيطًا جدًا ... من أَمَّل أنَّ الكلمة المكتوبة سوف تعطي أي شيء مفهوم أو مؤكد...".
أفلاطون، المحاورات الكاملة، المجلد الخامس، محاورة فيدروس، ترجمة شوقي داود تمراز، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت 1994، ص99.
[13] - يقول سقراط معبرًا عن حذره من الكتابة: "لا أستطيع إلا أن أشعر يا فيدروس، بأنَّ الكتابة تمتلك خطأ خطيرًا ... عند كتابتها لمرة على الورق فإنها تتعثر في أي مكان، وتكون كلها سواء، بين أولئك الذين يفهمونها وبين الغرباء، ولا يعرفون لمن سيجيبون ولمن لن يجيبوا؛ وأنها عوملت بقسوة وشتمت، وهي ليس لديها آباء كي يحموها؛ لأنَّ الكتاب لا يستطيع أن يحمي نفسه أو يدافع عنها".
أفلاطون محاورة فيدروس، ترجمة شوقي داود تمراز، م س، ص97.
[14] - أفلاطون، محاورة فيدروس، ترجمة شوقي داود تمراز، م س، ص98.
[15] - يقول سقراط بعد أن شبه الفيلسوف بالزارع: "يوظف [الزارع] فنه الزراعي ويبذر تلك البذور في الأرض المناسبة...".
أفلاطون، محاورة فيدروس، ترجمة شوقي داود تمراز، م س، ص98.
[16]- كان جلد الماعز هو الصفحة التي يُكتب عليها زمن سقراط.
[17] - مقصودي بأوقليد هنا مؤسس المدرسة الميغارية لا أوقليد الرياضي.
[18] - بمجرد إعدام سقراط بدأت تظهر مجموعة من الكتابات المدافعة عنه، صيغت في شكل محاورات كان فيها سقراط شخصية مساجلة ضد مخالفيه، كتابات خطها أفلاطون وكزينوفون وأنتيستين Antisthène وإيشين Eschine وفيدون Phédon. غير أنها مكتوبات ضاعت ولم يتبق منها في حالتها المكتملة، سوى ما كتبه أفلاطون وكزينوفون، أما ما كتبه أنتيستين ، وإيشين ، وفيدون ، فلم يتبق منها سوى عبارات وشذرات وجيزة، أو توصيفات لها منثورة في بعض الكتب الفلسفية القديمة.
[19] - Louis-Andre Dorion, The Rise and Fall of the Socratic Problem, Translated from the French by Melissa Bailar. Donald R. Morrison-The Cambridge Companion to Socrates (Cambridge Companions to Philosophy) ,Cambridge University Press 2011,p6
وللتنويه فإنَّ دوريون هو من بين الباحثين الذين أكدوا وهمية "المشكلة السقراطية" وأنها غير قابلة للحل، باعتبار أنَّ "اللوغوا سقراطيكوا" جنس أدبي مدخول بالخيال. ومن ثمَّ لا سبيل إلى استمداد الحقيقة التاريخية منه. ودوريون في موقفه هذا يلتقي مع كارل جويل Karl Joël الذي كان قد أشار، منذ القرن التاسع عشر، إلى فكرة التخييل الحاضرة في ذلك الجنس الأدبي الذي صاغ شخصية سقراط.
[20] - أستعمل لفظ الدم هنا للدلالة على خيار الموت، أما عن كيفيته فمعلوم أنَّ إعدام سقراط كان بشربه للسم.
[21] - يظهر سقراط في جميع المحاورات الأفلاطونية ، باستثناء "القوانين".
[22] - نسبة إلى المدرسة الميغارية.
[23] - نسبة إلى المدرسة الكلبية.
[24] - نسبة إلى المدرسة القورينائية.
[25] - نسبة إلى المدرسة الإيليسية.
=====================
تعليقات
إرسال تعليق