كتابات مختارة
الخوف من طرح الأسئلة
المحرمة!
سألت الليل عن نجمى منذ ولدتنى أمي، وقبل الولادة، تنجذب عين الجنين
لضوء يبدد الظلمة، وذبذبة تكسر الجمود، تنجذب عينا الطفل للنجوم فيسأل: من خلقها؟
يرد الأب: ربنا، ويسأل الطفل: ومن خلق السماء والأرض؟ يرد الأب: ربنا خلق الكون
كله.
كانت جدتى تقول: لكل إنسان نجم يولد معه ويموت معه، وأمى قالت: بين دورة القمر ودورة المرأة علاقة عضوية، وقال المدرس: تتحرك الأرواح الخفية فى الليل، وأحملق مع الأطفال فى الظلمة تخوفا وتشوقا لرؤيتها، ثم كبرنا، وعرفنا فى علم الفيزياء أنها ليست خفية ويمكن رؤيتها بالتلسكوب على هيئة ذرات ، وكان من المستحيل أن تنقسم الذرة ، لكن تطور العلم وجعل المستحيل ممكنا، انقسمت الذرة إلى نواة تدور حولها إلكترونات ونيوترونات، ثم بدأ الأصغر ينقسم إلى الأصغر، مفجرا طاقات هائلة: ذرية ، هيدووجينية، نووية، نيوترونية، وكان يمكن للجنس البشرى أن يبنى بهذه الطاقات الهائلة حياة أكثر حرية وعدلا وجمالا، لولا نشوء النظام الطبقى الأبوى السياسى الاقتصادي، الذى تحول الى نظام ديني، تحت سيطرة الكهنة والفلاسفة مثل «أرسطو» ، جعلوا العبودية قانونا إلهيا، تفرضه طبيعة العبد والمرأة.
كسرت ثورات العبيد والنساء شوكة الكنيسة الأوروبية، وافلتت من المقصلة عقول لم تكف عن طرح الأسئلة المحرمة، واستطاع «جاليليو» بالتلسكوب أن يرى حركة الأرض، سقطت نظرية أرسطو عن ثبات المكان والزمان، واستطاع «نيوتن» أن يكتشف قوانين الحركة والجاذبية، لكنه ظل يؤمن بالمطلق وانفصال الزمان عن المكان، وبدأ العلماء يقيسون سرعة الضوء، واكتشاف «موجات الراديو» داخل المجال الكهرومغناطيسي، والموجات القصيرة (المايكروويف) ثم جاء «أينشتاين» وزميله الفرنسى «هنرى بوانكير» بنظرية النسبية، لتقضى على نظرية نيوتن، وتم التحام الزمان بالمكان فى «الزمكان» النسبي، وجاء «إدوين هابل» بالتلسكوب الجديد ليرى مئات الآلاف من الملايين لمجموعات النجوم والشموس، وسقطت نظرية الأرض مركز الكون، واتسع العقل والكون، ولم يعد الكون واحدا، بل أكوان متعددة، وأصبحت الشمس نجما عاديا متوسط الحجم بين البلايين الهائلة من النجوم .
وجاء شنادرا سيخارا الهندى واكتشف «اللحظة الحرجة»، تلقى النقد الموجع الذى يحدث لكل موهوب مبدع ، لكنه استمر يعمل فى صمت خمسة وثلاثين عاما، ثم حصل على جائزة نوبل هذا العام، فانفجر اسمه فى الإعلام وتسلطت عليه الأضواء، يدرك الكثيرون أسرار الجوائز والروابط بين قوى السياسة والسلاح والمال والإعلام والتعليم والثقافة والعلم والفن والدين، وتظل لجائزة نوبل «مصداقية» فى مجال العلوم والفيزياء، التى تبدو أكثر حيادا وعدلا.
اكتشف «سيخارا» الذبذبات الناتجة عن اندماج نجمين هائلين، لكل نجم كتلة أثقل من هرم خوفو ألف مرة، يبعد عن الأرض بأكثر من مليون سنة ضوئية، كتلته أكبر من كتلة الشمس بعدة أضعاف، كثافته هائلة تجعله أثقل من الجبال، فى داخله تتولد حرارة قنبلة هيدروجينية، ناتجة عن حرقه الهيدروجين وتحويله الى هيليوم، قبل لحظة الاندماج انطلقت قوة جاذبية هائلة، تؤدى إلى انضغاط النجم وفقدانه حرارته، فينكمش الى « اللحظة الحرجة» كما سماها «سيخارا» ثم يموت النجم متحولا الى ثقب أسود، ويخرج من الزمكان ليدخل فى المجهول.
لا يكف عقل الإنسان عن طرح الأسئلة المحرمة، تتلاشى الثنائيات، والفواصل بين الحقيقة والخيال، والعلم والفن، والجسد والروح، والزمان والمكان، تتطور علوم الفضاء لندرك التشابه بين أجسامنا والكتل الأخرى بالكون، تمدنا التفاعلات الكيميائية داخلنا بالحرارة ، نتغلب بها على قوة الجاذبية التى تضغط علينا من الخارج، على مدى القرون، فى إنتاج الاكتشافات العلمية، نكتفى باستهلاكها دون تفكير، وتظل عقولنا سجينة الخوف من طرح الأسئلة المحرمة.
كانت جدتى تقول: لكل إنسان نجم يولد معه ويموت معه، وأمى قالت: بين دورة القمر ودورة المرأة علاقة عضوية، وقال المدرس: تتحرك الأرواح الخفية فى الليل، وأحملق مع الأطفال فى الظلمة تخوفا وتشوقا لرؤيتها، ثم كبرنا، وعرفنا فى علم الفيزياء أنها ليست خفية ويمكن رؤيتها بالتلسكوب على هيئة ذرات ، وكان من المستحيل أن تنقسم الذرة ، لكن تطور العلم وجعل المستحيل ممكنا، انقسمت الذرة إلى نواة تدور حولها إلكترونات ونيوترونات، ثم بدأ الأصغر ينقسم إلى الأصغر، مفجرا طاقات هائلة: ذرية ، هيدووجينية، نووية، نيوترونية، وكان يمكن للجنس البشرى أن يبنى بهذه الطاقات الهائلة حياة أكثر حرية وعدلا وجمالا، لولا نشوء النظام الطبقى الأبوى السياسى الاقتصادي، الذى تحول الى نظام ديني، تحت سيطرة الكهنة والفلاسفة مثل «أرسطو» ، جعلوا العبودية قانونا إلهيا، تفرضه طبيعة العبد والمرأة.
كسرت ثورات العبيد والنساء شوكة الكنيسة الأوروبية، وافلتت من المقصلة عقول لم تكف عن طرح الأسئلة المحرمة، واستطاع «جاليليو» بالتلسكوب أن يرى حركة الأرض، سقطت نظرية أرسطو عن ثبات المكان والزمان، واستطاع «نيوتن» أن يكتشف قوانين الحركة والجاذبية، لكنه ظل يؤمن بالمطلق وانفصال الزمان عن المكان، وبدأ العلماء يقيسون سرعة الضوء، واكتشاف «موجات الراديو» داخل المجال الكهرومغناطيسي، والموجات القصيرة (المايكروويف) ثم جاء «أينشتاين» وزميله الفرنسى «هنرى بوانكير» بنظرية النسبية، لتقضى على نظرية نيوتن، وتم التحام الزمان بالمكان فى «الزمكان» النسبي، وجاء «إدوين هابل» بالتلسكوب الجديد ليرى مئات الآلاف من الملايين لمجموعات النجوم والشموس، وسقطت نظرية الأرض مركز الكون، واتسع العقل والكون، ولم يعد الكون واحدا، بل أكوان متعددة، وأصبحت الشمس نجما عاديا متوسط الحجم بين البلايين الهائلة من النجوم .
وجاء شنادرا سيخارا الهندى واكتشف «اللحظة الحرجة»، تلقى النقد الموجع الذى يحدث لكل موهوب مبدع ، لكنه استمر يعمل فى صمت خمسة وثلاثين عاما، ثم حصل على جائزة نوبل هذا العام، فانفجر اسمه فى الإعلام وتسلطت عليه الأضواء، يدرك الكثيرون أسرار الجوائز والروابط بين قوى السياسة والسلاح والمال والإعلام والتعليم والثقافة والعلم والفن والدين، وتظل لجائزة نوبل «مصداقية» فى مجال العلوم والفيزياء، التى تبدو أكثر حيادا وعدلا.
اكتشف «سيخارا» الذبذبات الناتجة عن اندماج نجمين هائلين، لكل نجم كتلة أثقل من هرم خوفو ألف مرة، يبعد عن الأرض بأكثر من مليون سنة ضوئية، كتلته أكبر من كتلة الشمس بعدة أضعاف، كثافته هائلة تجعله أثقل من الجبال، فى داخله تتولد حرارة قنبلة هيدروجينية، ناتجة عن حرقه الهيدروجين وتحويله الى هيليوم، قبل لحظة الاندماج انطلقت قوة جاذبية هائلة، تؤدى إلى انضغاط النجم وفقدانه حرارته، فينكمش الى « اللحظة الحرجة» كما سماها «سيخارا» ثم يموت النجم متحولا الى ثقب أسود، ويخرج من الزمكان ليدخل فى المجهول.
لا يكف عقل الإنسان عن طرح الأسئلة المحرمة، تتلاشى الثنائيات، والفواصل بين الحقيقة والخيال، والعلم والفن، والجسد والروح، والزمان والمكان، تتطور علوم الفضاء لندرك التشابه بين أجسامنا والكتل الأخرى بالكون، تمدنا التفاعلات الكيميائية داخلنا بالحرارة ، نتغلب بها على قوة الجاذبية التى تضغط علينا من الخارج، على مدى القرون، فى إنتاج الاكتشافات العلمية، نكتفى باستهلاكها دون تفكير، وتظل عقولنا سجينة الخوف من طرح الأسئلة المحرمة.
---- تعليق :
التسلسل: 1 | العدد: 752722 - محمود درويش على الرغم من عقل الشاعر |
2017 / 11 / 18 - 11:21 التحكم: الحوار المتمدن | أفنان القاسم |
كان سجين الخوف من طرح الأسئلة المحرمة بخصوص الفرد، فما بالك بخصوص الكون، لهذا لا أحد يتكلم عنه اليوم! أسوق هذا الشاعر مثلاً تحت تأثير كلامك عليّ، دون أن أدري لماذا...
|
تعليقات
إرسال تعليق