سقطة أممية

صلاح الدين محسن
21-1-2021
هتلر الذي تسبب في مقتل قرابة 80 مليون انسان من مختلف الجنسيات - في الحرب العالمية الثانية - لا نستبعد أن يكون قد أقام محرقة أو محارق لبضعة ملايين يهودي .. 
لكن منع الانكار النظري ( النظري .. ! ) للمحرقة هو محرقة من نوع آخر  .. هو محرقة لحرية الرأي وحرية التعبير . فصاحب الرأي الخاطيء , له حق طرحه والتعبير عنه ... والا ضاعت الآراء الصائبة تحت أرجل غيرها .. ومُنِعت .. خوفاً من ظهور الآراء الطائشة بينها.. !

هل يجوز اصدارقرار من الأمم المتحدة بمكافحة انكار دوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس ..  ؟؟
تلك حقيقة علمية يدرسها التلاميذ بالمدارس .. !
ولكن اصدار قرار من ذاك النوع معناه وضع مغاليق علي الحقائق , ومنع الاقتراب منها أو البحث والمراجعة أو ابداء الرأي .. 
معناه لو صدر قرار من الأمم المتحدة بهذا الشكل .. فقريباً سيصدر قرار آخر بمكافحة انتقاد الأديان - ما يسميه المتعصبون الارهابيون : ازدراء أديان !  ويطالبون بتحريمه دولياً - !!
ثم يصدر قرار بمكافحة انتقاد الحكّام - لأجل الديكتاتوريين بالذات !.. !
ثم يصدر قرار بمكافحة حريات الرأي والتعبير لخطورتها ولاساءة استخدامها من قبل البعض ..
نقول هذا بمناسبة ما نشر  بموقع بي بي سي  عربي / يوم 21-1-2022 بعنوان :
  تبنت الأمم المتحدة قرارا يهدف إلى محاربة مكافحة إنكار المحارق النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أو ما يعرف اختصارا باسم الهولوكوست.
ويحث القرار الدول الأعضاء وشركات التواصل الاجتماعي على المساعدة في مكافحة معاداة السامية.
وتمت الموافقة على القرار الذي قدمته إسرائيل وألمانيا، من دون تصويت فى الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا.
وقالت الأمم المتحدة إن هذه الخطوة تبعث "برسالة قوية... ضد إنكار أو تشويه هذه الحقائق التاريخية".
(( تعليقنا : تلك سابقة خطيرة .. لأن فيها مصادرة لحرية الرأي والتعبير . 
وعلي كل صاحب قضية , وكل مؤمن بها , أن يدافعوا عنها بالكلمة وبالاعلام .. ان .. كانت مهددة اعلامياً  أو تعليمياً .. 

ان العالم ومنذ آلاف السنين يعج بأكاذيب مقدسة . قد لا ينجو من ينكرها .. فمثلاً منذ 1400 عام .. تحتفل 57 دولة بالعالم .. عداد سكانها قرابة مليار وربع مليار من البشر بشيء اسمه مولد نبوي شريف ... 
فهل هو نبوي بحق ؟! أو هو شريف بحق !؟
الجواب : فلنترك باب الرأي مفتوحاً دائماً .. لمن يؤمن , ومن لا يؤمن بنبوته وبشرفه ..

في زمننا حيث تم غزو القمر والمريخ .. غالبية سكان الكرة الأرضية - علماؤها وجهلاؤها - يحتفلون بميلاد رجل قيل انه لم يولد من علاقة أنثي بذكر , بل بدون أب , وان الله هو النافخ بأمه ! .. وقرابة 2 مليار انسان , يؤمنون بانه ربّ - إله - .. وابن الرب .. !
وأن الإله يمكن له أن " يُضام و يُصلب حياً ولا ينتصر - كقول أبي العلاء المعرِّي .. !
وأشياء كثيرة مقدسة .. خرافات وأساطير .. وصارت مسلمات وعقائد لا يجوز الجدل حولها .. ! 
فهل ستضاف اليها - في عصرنا هذا - ضرورة الاقرار بوقوع المحرقة , وعدم انكارها .. !!؟؟
____________________________

تعليقات