تَط - بدون - بِيِّع

كتب : صلاح الدين محسن
31-1-2022 
اغرب معاهدة في التاريخ هي معاهدة تطبيع العلاقات بين مصر واسرائيل , التي وقعها الرئيس العسكري الراحل أنور السادات ..
ففي تلك المعاهدة العجيبة لا تسمح الحكومة سوي لنفسها فقط بالتطبيع مع اسرائيل .. 5 رؤساء مصريون قابلوا نظراءهم الاسرائيليين.. وقتحت سفارات هنا وهناك وذهب سفراء وجاء سفراء من الطرفين , أو تبادل الرؤساء الرسائل ذات العبارات الودية .. ابتداءً من السادات , ومروراً بحسني مبارك , ثم الرئيس الاخواني  الشيخ الدكتور محمد مرسي .. الذي خاطب رئيس وزراء الاسرائيلي بتعبير " الصديق " , والرئيس الانتقال عدلي منصور ,  وحتي الرئيس الجنرال السيسي .. ولكن الحكومات المصرية - منذ السادات للآن لا تريد اشراك الشعب والاعلام معها في ذلك إلا ما ندر .. وخاصة القومجيين العروبيين والاسلاماويين .. ويبدو ان كل هؤلاء الرؤساء المصريين السابق ذكرهم , يوجد عقد غير مكتوب بينهم وبين غير الحكوميين - وبعض السلطات الحكومية - يقضي بعدم التطبيع مع اسرائيل , وعدم التعامل معها الا كعدو .. !
كل المعارضين السياسيين المصريين لو عرفوا ان جهاز الأمن سيحاسبهم لو استخدموا تعبير " الكيان الصهيوني " بقصد اسرائيل . لما تجرؤا علي قولها لفظاً او كتابة .. ولكنهم يقولونها بكل اطمئنان ويجاهروا بابداء العداء لاسرائيل .. واسرائيل من ناحيتها ترد علي هؤلاء بدور حيوي في انشاء : سد النهضة الاثيوبي .. ! لقتل كل المصريين جوعاً وعطشاً .
وفي ازمة زيارة سفير اسرائيل للنائب البرلماني السابق توفيق عكاشة .. لو عرف النائب الناصري ان الأمن المصري سيحاسبه بشدة علي اعتدائه بالحذاء - داخل البرلمان - علي توفيق عكاشة , بسبب ذاك اللقاء .. لما اقدم علي فعلته .. لكنه فعلها وهو مطمئن . ولم يكن عكاشة هو أول مصري يزور اسرائيل غير الرؤساء والسفراء .
وعندما قام الكاتب المسرحي الراحل علي سالم بزيارة شخصية لاسرائيل , بعدما تطبيع سياسي رسمي مصري معها , قام اتحاد كتاب مصر- الرسمي-  بانهاء عضويته ! ولو علم الاتحاد , ان جهاز الأمن والسلطات الثقافية العليا ستعاقبه علي موقفه المعاكس للتطبيع الذي هو سياسة رسمية للدولة والنظام .. لما أقدم علي اسقاط عضوية الكاتب علي سالم .. ولكن القائمين علي رئاسة الاتحاد وقتذاك فعلوها وهم مطمئنون ..
وها هو موقف مسرحي .. تعرض فيه اعلامي شهير - رحل مؤخراً - لخدعة , عندما تظاهر برنامج فضائي انه موفد من اسرائيل ويجري لقاءً معه .. فانزعج بشدة ووجد نفسه في ورطة - ليس لقناعاته وحدها - .. بل وخوفاً من عقاب يقع عليه من الوسط الثقافي والسياسي غير الرسمي .. مثلما عوقب الكاتب المسرحي علي سالم .. وهوجم كثيراً ..
لنشاهد :

كتبت من قبل أكثر من مرة أقول ان مشكلة عدم قيام سلام حقيقي سببها الأديان . هناك نصوص دينية عند الطرفين تشجع علي ألا يقوم سلام بين المسلمين - عرب وعجم - واليهود .. هذا في الاسلام , ونصوص في الديانة اليهودية تقول ان حضرة صاحب الجلالة والفخامة والسمو " الرب الإله " وعد بني اسرائيل بامتلاك أراضي وبلاد غيرهم .. !
وتلك النصوص الدينية المقدسة , تدرس للناس منذ نشأتهم .. فتظل موجودة في قرارات النفوس ..
وببقاء الأديان .. فانه لو تقرر هجر كوكب الأرض بعد ثبوت عدم صلاحيته للحياة , وهاجر البشر للحياة في المريخ - مثلاً - فسوف تتواصل الحرب ويستمر العداء بين الفلسطينيين - والعرب والمعوربين عامة , وعموم المسلمين .. من ناحية , وبين اليهود من ناحية أخري .. طالما حمل هؤلاء وأؤلئك أديانهم معهم الي الكوكب الآخر بعيداً عن كوكب الأرض .
____________________________

تعليقات