مما يذكرنا به الأصدقاء - مقال
صلاح الدين محسن
5-3-2021
قاريء قديم وصديق عزيز - يقيم في مونتريال - . اتصل بالتليفون وقال لي انه عند تقليبه في أوراق قديمة لديه اكتشف وجود مقالات تعود لأعوام 2005 : وسنوات أخري بعدها . مما كان يقرأها لي وقتذاك - اذ كان يقوم بطباعتها ويأخذها معه ليقرأها في القطار عندما يقتضي عمله سفره من مونتريال الي تورنتو ..
وأضاف : " ربما لا تكون محتفظاً بتلك المقالات , وتحتاج اليها " ..
وراح يقرأ لي عناوين من تلك المقالات .. أغلبها تذكرته . وبعضها تذكرت العناوين , واحتجت لمعرفة التفاصيل , ولو من السطور الأولي , لأتذكر الباقي ..
اخترت واحداً من تلك المقالات لاعادة نشره اليوم بعد مرور 15 سنة من النشر للمرة الأولي .. :
هل يوجد اعجاز بلاغي بالقرآن حقا ؟؟؟
الحوار المتمدن 1-4- 2006
الاهداء :
الي الجماعة المسماة " المناصرون لرسول الله ، وأميرها المدعو " أبو در المقديشي "
التي هددتني ضمن قائمة تضم 31 مفكرا وكاتبا من مختلف الدول المنكوبة : بالاسلام والعروبة .. من المقيمين بالداخل أو بالخارج .. بالقتل والدبح وجز الرقاب ..
تمهيد : لم يكن في حسابنا نشر المقال التالي في تلك الأيام ولكن عندما بلغنا بالتهديد من تلك الجماعة المزعومة رأينا ضرورة تقديمه كهدية ، داعين الله أن ينير لهم عقولهم ، ويزيل غشاوات أبصارهم ..
ونقول لتلك الجماعة وزعيمها : قبل أن تسارعوا بجز رقاب الناس وقتلها .. ولكي لا يندم أحدكم يوما ويقتله الندم .. عليكم بالتأني وتفتيح عقولكم وتشغيلها لمعرفة حقيقة من تدللونه أكبر تدليل بوصف " الكريم " ، وتزيدون من تدليله باستمرار : التصلية والتسليم عليه ..بمناسبة وبدون مناسبة ، وتعرفوا حقيقة كتاب تدلعوه أكبر دلع ب صفة الكريم ، والشريف ...
----
البلاغة التي عرف بها العرب قبل محمد والاسلام ، هي كلام قليل ودليل ، أو بتعبير آخر " ما قل ودل " ، وبالتعبير الشعبي : كلام قليل لكن فيه بركة .. موش رغي ولت وعجن ، ووجع دماغ ..
وقد شاع قول فقهاء الاسلام أن القرآن هو اعجاز بلاغي عربي لتحدي بلاغة العرب ، وأنه قمة البلاغة العربية ... ومن حق هؤلاء الفقهاء الاسلاماويون أن يقولوا ما يشاءوا عن القرآن .. ففيه مصدر رزقهم .. وكل انسان يروج ويجمل سبوبة رزقه .. أكل عيشه ..
فما هي الحقيقة ؟ هل صحيح ما يقوله الفقهاء عن القرآن ؟ أم المسألة مجرد تحلية بضاعة ..؟
أولا : سوف نعطي مثالا كدليل علي البلاغة العربية بعيدا عن القرآن :
والمثال عن أحد خلفاء الاستعمار العربي الاسلامي بعث برسالة تهديد لأحد عماله وكان واليا علي احدي الدول ، و قد بلغه الكثير من الشكاوي عن انحرافاته وظلمه ..
لم يقل له الخليفة أنت فعلت وفعلت وفعلت .. كلا .. فربما ما فعله أكثر مما بلغ الخليفة .. ولكنه قال له :
" كثر شاكوك ، وقل شاكروك .. اما اعتدلت أو اعتزلت "
حوالي سبع كلمات .. تجعل رأس الوالي في حالة دوخة مما وصل للخليفة .. فربما وصلته أشياء كاذبة
أخري كثيرة بخلاف ما فعله ..!!
انه مثال للبلاغة العربية الحقة ..
ونحن لا نقول أن القرآن الموصوف بالكريم تارة والموصوف بالشريف كمصحف تارة أخري يخلو تماما من ثمة بلاغة وانما نقول أن به سقطات بلاغية عديدة تشين أي أديب متوسط القيمة ، وتعيب أي نبي أن ينسب اليه كتاب يحمل سقطات كتلك ، وينزه الله القدير العظيم عن أن ينسب له أقوال من تلك النوعية ..ولنري معا مجرد سقطة من السقطات البلاغية العديدة الموجودة بالكتاب المدلل والمكرم والمشرف ( هو وصاحبه ..! ) .. وأرجو من الجماعة وزعيمها ألا تطير عقولهم ولا يفقدوا كل صوابهم .. وانما ينظروا ويتفرجوا ولا يتعصبوا ويفتحوا عقولهم كما طالبتهم من قبل ..
في: سورة النور : 35 ، جاء
" الله نور السموات والأرض " هنا يكفي جدا لكي نفهم أن نور الله كبير جدا جدا .. خلاص .. لا نحتاج لأي شرح زائد ولا لت وعجن ودش كثير ..
و لكن بعد ذلك مباشرة يشرح لنا القرآن ما لا داعي لشرحه ويشبه لنا النور الالهي بغرض تقريب الصورة لنا بينما الصورة قريبة ولا تحتاج لتقريب ! فتكون النتيجة أن التشبيه يجعل النور الكبير جدا صغير جداجدا جدا ..حيث يقول : " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله بنوره من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم "
كل الكلام السابق من السورة المشار اليها عدد 42 كلمة وحرف استخدمها القرآن ليمثل ويشبه ويوضح شيئا كبيرا جدا لا حاجة له كما قلنا للتوضيح .. فيصغره ويضئله بعد أن كان كبيرا : " نور السموات والأرض " يشبهه لنا بمصباح ، وزجاجة ، وزيتونه ... ... فأين تلك الصورة 42 كلمة ، من البلآغة ؟؟؟..
عزيزي القاريء : ألا لديك أنت تصوير وتعبير آخر أكثر بلاغة من 42 كلمة وحرف قرآناوية شريفة ....؟ ألا لديك مثل آخر بكلمات قليلة ودليلة .. بلاغة حقيقية ؟؟؟
ما رأيك لو قلنا مثلاً من عندنا , نصور به نور الله بأنه :
" كألف بدر مما ترون ...."
أي التشبيهين أفضل وأسرع وأسهل في تصوير نور الله ، وأقل كلاما : أي أكثر بلاغة ؟؟؟؟
أن نصور نور الله كنور ألف قمر ، كذاك القمر الذي نراه ونعرفه جميعا ..؟ ! (( أنا شخصيا لم أر نورا موقدا من زيت الزيتون - كان يستخدم قديما في الاضاءة - ، ولكن كلنا رأينا نور القمر عندما يكون بدرا )) ..
أم نشبه نور الله ، بمصباح وزجاجة وزيتون ونار وشرقية وغربية .. وموال طويل طوله 42 كلمة ؟؟؟؟؟ مما لا علاقة له بالبلاغة .. فالبلاغة كما قلنا هي " ما قل ودل " ، بينما الموال أبو 42 كلمة قد : طال وضل ...
مع تحياتي للجماعة صاحبة التهديد ولزعيمها ، وتمنياتي الطيبة لهم بأن ينير الله عقولهم ويفتح أبصارهم بنور من عند الله ، بنوره هو ، الحقيقي .. وليس بنور زيتونة شرقية أو غربية ..
------------------
تعليقات
إرسال تعليق