مقالات مختارة - مستقبل اللغة العربية

 صلاح الدين محسن    17-3-2012

تمهيد - وفي النهاية لنا تعقيب علي مقال الكاتب - : هذا المقال لمفكر سعودي , يُحوِّم حول حقيقة مستقبلية , ولا يريد - ومن الصعب - التصريح بها مباشرة .. وهي أن مستقبل اللغة في السعودية سيكون للغات الحية - الانجليزية بالذات - .. 

وهذا ما أستشعره منذ سنوات . ( وللنائمين من دول الشعوب الأخري العربفونية , نقول : السعوديون فيهم الآن كُتّاب وصحافيون ومفكرون وعلماء ومهندسون وأطباء , ومثقفون , علي مستوي رفيع . ليسوا هم السعوديون في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ) فلنقرأ ماذا يقول هذا المفكر السعودي :

هل تختار مدرسة أجنبية؟

توفيق السيف - كاتب ومفكر سعودي

نقلاًَ عن صحيفة الشرق الأوسط - لندن - 17-3-2021

دعنا نفترض أن لديك 3 مدارس، إحداها تقدّم دروسها باللغة العربية فقط، والثانية باللغة الإنجليزية فقط، والثالثة تقدم العلوم بالإنجليزية والآداب بالعربية. ثم سألت 100 من الآباء كي يختاروا لأبنائهم المدرسة التي يرونها مناسبة. فما الذي تتوقع؟

أعلم أنَّ الجواب حاضر لديك. وهو على الشكل التالي؛ 45 في المائة سيختارون المدرسة التي تستخدم اللغة الإنجليزية فقط، و35 في المائة سيختارون المدرسة التي تستخدم اللغتين، أما المدرسة التي تقتصر على اللغة العربية، فالمرجح أن يختارها 10 في المائة أو أقل.

أصحاب الخيار الأول (الإنجليزية فقط) يرون أن التعليم باللغة الإنجليزية سيضمن لأبنائهم وظائف ممتازة. وبعضهم سيقول أيضاً إنَّ الإنجليزية هي لغة العلم الحديث. وآخرون سيقولون إنَّها لغة التواصل مع العالم. فمن أراد العلم أو أراد التواصل مع العالم، فلا بدَّ أن يتقن الإنجليزية.

أما أصحاب الخيار الثاني (المختلط) فهم في الغالب من المحافظين، الذين يخشون انقطاع أبنائهم عن التراث الإسلامي ومصادره الثقافية. لكنَّهم في الوقت نفسه يعتقدون أن الإنجليزية ضرورية لضمان الارتقاء الوظيفي أو النجاح في الحقل العلمي.


أصحاب الخيار الثالث، هم في الغالب ممن يخشى تبعات دينية أو سلوكية للانفتاح على العالم. وسوف أضيف إلى أصحاب الخيار الثاني شريحة صغيرة نسبياً لكنَّها مؤثرة، أعني بها هؤلاء الذين يركزون على حاجة البلد كله للارتقاء في مجالات العلوم والتقنية، التي تتطلَّب – حسب اعتقادهم – أن يكون الشباب كافة قادرين على متابعة ما يشهده العالم من تطورات علمية أو تقنية.

دعنا الآن نطرق الموضوع من زاوية ثانية، لو قسمت طلاب الثانوية أو الجامعة إلى قسمين، الأول يدرس مادة علمية في الطب أو الهندسة أو الفيزياء باللغة الإنجليزية فقط، والثاني يدرس المادة نفسها باللغة العربية فقط. فأي القسمين سيكون أفضل استيعاباً للمادة العلمية؟

أعلم أيضاً أنَّ الجواب حاضر لديك. وهو أنَّ القسم الثاني، أي الدارسين بالعربية هم الأكثر استيعاباً. الحقيقة أنَّ هذا القول تدعمه أيضاً دراسات كثيرة، أذكر منها دراسة البروفسورة ريما الجرف، ودراسة البروفسور يعقوب نامق، وكلاهما استند إلى بحوث ميدانية حديثة.

لكن بعض القراء قد يعتبر هذا مخادعة. لأنَّ المشكلة ليست في إلقاء الدرس (أي مدرس جيد سيقدم المادة بصورة جيدة، سواء تحدث بالعربية أو الإنجليزية). المشكلة كما يقول هذا الزميل أنَّ الطالب محتاج للمراجع العلمية والأبحاث الجديدة، وهذه كلها تتوفر بالإنجليزية فقط. ولهذا فمن الأفضل أن يبدأ بها، كي لا يواجه صعوبة في الطريق.

وهناك مشكلة أخرى، دعنا نفترض أنَّ الطلبة درسوا الهندسة باللغة العربية، وأتقنوها كل الإتقان. لكنَّهم بعد ذلك انضموا لشركة أجنبية. فكيف سيتفاهمون مع المهندسين والموظفين الأجانب، كيف سيفهمون مصطلحاتهم وأساليبهم؟

هذه إذن مشكلة تتعلق بالوظيفة، وليس بالتعليم نفسه. لأنَّه يمكن للطالب أن يتعلمَ الإنجليزية لغةً ثانية، هذا لا يتطلب أن يدرس بها.

الحقيقة أنَّه لا ينبغي أن نبدأ هذا النقاش بسؤال؛ أي من اللغتين أفضل في مجال التعليم؟ السؤال الصحيح هو؛ ما الأغراض الكبرى للتعليم الوطني؟ مثلاً؛ ما طبيعة سوق العمل الذي نريد إعداد الشباب له؟ بل كيف نجعل التعليم صانعاً لسوق العمل، بدل أن يكون منفعلاً به؟ ومنها أيضاً؛ هل نريد توطين العلم وإنتاجه وتشبيكه في نسيجنا الثقافي؟ ومنها؛ هل نريد استخدام التعليم في توحيد الثقافة الوطنية والهوية الوطنية التي تنبثق منها؟ مناقشة هذه الأسئلة ستساعدنا في تحديد الخيار الأنسب للبلد ولمستقبلها كله. ولو بدأنا بها فلعل النقاش يأخذنا لمسار آخر.

------------ تعقيب لصلاح الدين محسن :

كم مرة أريد أن أقول للمتعصبين للاسلام من الدول التي احتلها العرب منذ 1400 عام , من الشعوب التي ذاق أجدادهم ذُلّ المهانة علي يد المستعمر العربي الاسلامي .. ونسوا التاريخ ! أو لا يريدوا فهم التاريخ .. أو يفضلون العيش بدون تاريخ ! .. أو تزعجهم حقائق التاريخ .. كم مرة أود القول لهؤلاء .. ان العرب أنفسهم . السعوديون - احفاد المستعمرين العرب الذين احتلوا دول المنطقة منذ 14 قرن .. سوف يتحضرون .. سيهجروا اللغة العربية .. بحكم رغبتهم العملية في التمدن . وتعلم لغات حيّة عالمية .. لغات علوم وفنون وآداب عصر الصاروخ والدرون وغزو القمر والمريخ والسيارة والطيارة والموبايل والانترنت .. ان السعوديين جادون في التحضر , وبشكل تلقائي وتدريجي سيجدوا أنفسهم قد غادروا لغة الناقة والحجامة والتداوي ببول البعير .. ومِكِرٍ مِفِرِّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ معاً - كما قال امرؤ القيس - . سيغادروا لغة " الخيل والليل والبيداء تعرفني , والسيف والرمح والقرطاس والقلم " - المتنبي - .. أي سيف !؟ وأي رمح !؟ بينما طائرات الدرون فاقت " طير الأبابيل  - الذي تكلم عنه القرآن !- وتدك وتُدمّر أكثر مؤسساتهم حيوية ! وأي قرطاس  وأي قلم .. !؟ في عصر الكتابة بكيبورد الكمبيوتر . والانترنت !؟ .. ان لغة ذاك العصر القديم يجب أن تنتهي بانتهاء أدواتها 

 

امرؤ القيس , و المتنبي

وللمتعصبين للاسلام , وما أجدادهم كانوا من أهل مكة أو المدينة منذ 1400سنة . بل أجدادهم ممن جاء المكيون والمدينيون واحتلوها بعدما فعلوا فيها وفي أهاليها الأفاعيل - نهب وسلب وحرق وأسر نساء . وفرض العقيدة فرضاً بالسيف .. ثم فرضوا اللغة بعد ذلك بالسيف أيضاً .. 

كم مرة قلت فيها ان العرب السعوديين , سوف يخرجوا من ظلام الاسلام لنور العصر الحديث , وسيتركوه للشعوب البلهاء التي فُرِضَ بالسيف وبالمهانة علي أجدادهم , وهم يدافعون عنه بالأرواح وبالدماء .. !

ولعل من لديه ولو قليل من العقل من أبناء الشعوب المؤسلمة اجدادهم ودفعوا الجزية وهم صاغرون أذلاء .. , قد فهم من الاصلاحات الجسورة التي أجراها محمد بن سلمان . أن العرب الحقيقين - السعوديين - قد دخلوا في دين جديد . هو دين الحضارة الحديثة .. قطعوا فيه شوطاً كبيراً وجسوراً للغاية , والباقي من الشوط لم يعد بالكثير ..

فيا معشر النيام بالدول المتخلفة .. من الخليج للمحيط .. دراويش اللغة العربية , ومخابيل الاسلام .. استيقظوا .. أفيقوا أيها النيام أيها المخمورين بعرق بلح العروبة والاسلام . ( عرق البلح مَشرُوّب مُسكِر ) . العرب يصعدون ويتقدمون للعالم الأول . وسيتركوكم وحدكم في العالم الثالث . مع الخيمة , والناقة , وثقافة الحجامة ونكاح الصغيرات القاصرات , وما يجوز وما لا يجوز في نكاح العجوز ... ! , وقتل غير المسلمين في سبيل الله ! طمعاً في وهم الحوريات بمنحكة الله , التي أعدها للقتلة المجاهدين بالقتل في سبيله ! ... ! 

---- هوامش - مقال  " دراويش اللغة العربية " :

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=524185

--------------------- 

تعليقات