مقتطفات مختارة - إيران وأمريكا وإسرائيل صراع ظاهري وتخادم فعلي
إعداد : صلاح الدين محسن
27-3-2021
مقتطف من مقال دكتور عبد الخالق حسين - طبيب جراح , وكاتب سياسي عراقي . يقيم في لندن
منشور بعنوان " إيران وأمريكا وإسرائيل صراع ظاهري وتخادم فعلي " منشور يوم 22-3-2021 بالحوار المتمدن
اقتطفنا من المقال السطور التالية :
" ... فما هي المصالح التي حققتها إيران لإسرائيل ولأمريكا؟
أولاً، ما قدمته إيران لإسرائيل: لقد خدمت إيران إسرائيل على ثلاث جبهات:
الأولى، ومنذ بداية الثورة، رفع الإمام الخميني شعار ديماغوجي مفاده إزالة إسرائيل من الخارطة، وأن الطريق لتحرير فلسطين يمر بكربلاء (في إشارة لإسقاط حكم البعث الصدامي)، والذي أكده الولي الفقيه الحالي السيد علي خامنئي. نعم هذا الشعار لقي القبول لدى البسطاء من العرب والمسلمين، ولكنه شعار شعبوي، والكل يعرف أنه غير قابل للتطبيق، بل قدم خدمة كبيرة لإسرائيل، وبالأخص لليمين الإسرائيلي في كسب الرأي العام العالمي، و الداخلي، حيث أعلنوا أن إيران تريد إبادة الشعب الإسرائيلي كما فعلت النازية الالمانية. وبذلك فهذا الشعار عمل على تقوية مواقع اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو الذي بقي رئيساً للحكومة الإسرائيلية لأطول فترة في تاريخ إسرائيل ولحد الآن.
والثانية، عندما أعلنت إيران عداءها للدول العربية الخليجية، وخاصة السعودية، الأمر الذي دفع هذه الحكومات إلى التحالف مع إسرائيل حسب مبدأ (عدو عدوي صديقي)، وتبنت سياسة التطبيع معها خوفاً من إيران.
والثالثة، إن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية الرافضة للتطبيع (العراق، سوريا، لبنان، واليمن)، أدى إلى تعرض هذه الدول إلى عمليات إرهابية، وحروب داخلية أدت إلى تدمير طاقاتها البشرية والمادية، وهذه خدمة لا تقدر لإسرائيل.
هل تعاونت إيران مع إسرائيل؟
ذكرنا أعلاه أن هناك معلومات من مصادر عليمة، وموثقة، تؤكد أن الحكومة الإيرانية الإسلامية، ورغم عدائها المستفحل ضد أمريكا وإسرائيل، إلا إنها تعاونت مع إسرائيل خلال الحرب العراقية الإيرانية.
وفي هذا الصدد كشف جاك سترو، وزير الخارجية الأسبق لبريطانيا في كتابه الموسوم:(The English Job)، حجم التعاون بين إسرائيل وإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأكد ذلك في مقابلة تلفزيونية أيضاً، أن إسرائيل زودت إيران بالأسلحة، وإيران زودت إسرائيل بخارطة المفاعل النووي العراقي، فقامت إسرائيل بضربه عام 1981. كذلك إيران سمحت بانتقال 70 ألف يهودي إيراني إلى إسرائيل، وهذا مكَّن إسرائيل من التعرف على كل ما يخص إيران من اقتصاد وسياسة وعلوم وقوة عسكرية ووو..الخ.(2، 3، 4)
وهكذا نعرف أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتحشيد الرأي العام الإسلامي إلى جانبها في التوسع في العراق واليمن وسوريا ولبنان... بينما في الحقيقة هي لا تهتم لا لفلسطين ولا للإسلام بل لهيمنتها في دول المنطقة.
ثانياً، خدمات إيران لأمريكا:
لقد وظفت أمريكا التهديد الإيراني للدول الخليجية الغنية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومساعيها في برنامجها النووي، لإثارة مخاوف هذه الدول من إيران، دفعتها إلى المزيد من الاعتماد على أمريكا في حماية نفسها من التهديد الإيراني. لذلك دخلت هذه الدول في سباق التسلح، ودفع معظم مواردها النفطية إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا لشراء الأسلحة، والتي تُقدر بترليونات من الدولارات، خاصة وأن هذه الأسلحة المتطورة تحتاج إلى إدامة وقطع الغيار، وخبراء لتدريب الكوادر المحلية على استعمالها، وبعد سنوات قليلة تصبح هذه الأسلحة قديمة غير صالحة للاستعمال ، وتظهر أجيال جديدة منها لا بد من شرائها وصرف المزيد عليها..وهكذا دواليك. وهذه نعمة لأمريكا وإسرائيل، ونقمة على شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني.
ما هي فائدة إيران من كل هذا؟
بالنسبة للشعب الإيراني، فهو الخاسر الأكبر، إذ لم يكسب أي فائدة من هذه السياسة العبثية، بل الأضرار الفادحة، حيث العزلة والمقاطعة الاقتصادية، ومقتل نحو نصف مليون إيراني في سوريا، وتبذير ثرواته الهائلة على التدخل في شؤون الدول الأخرى، وحرمانه من ثرواته وحريته.
الفائدة التي كسبتها الحكومة الإيرانية مقابل تعاونها مع إسرائيل، وكما ذكرنا أعلاه أن إسرائيل زودت إيران بالأسلحة مقابل إيران زودت إسرائيل بخارطة المفاعل النووي العراقي خلال الحرب العراقية-الإيرامنية. لأن إيران كان غرضها تدمير العراق وبأي ثمن.
و الفائدة الأخرى التي كسبتها حكومة الملالي في إيران من سياستها الديماغوجية العبثية هي خلق التبريرات في التدخل في شؤون دول المنطقة بذريعة حماية الشيعة، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني عن طريق دغدغة عواطف قطاعات غير قليلة من العرب والمسلمين في سياستها المعادية الظاهرية لأمريكا وإسرائيل. بينما عملياً، فلم تلحق أي ضرر بهاتين الدولتين، بل العكس هو الصحيح، إذ قدمت لهما خدمات وفوائد لا تقدر كما ذكرنا آنفاً.
خلاصة القول
وهكذا إذا عرفنا أن إيران الآن بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً لأمريكا وإسرائيل، فهل يُعقل أنهما ستشنان حرباً عليها؟ بالتأكيد كلا، وألف كلا، ما لم تقم إيران بمحاولة جدية تهدد بها إسرائيل، أو دول المنطقة الحليفة لأمريكا، أو تتأكد أمريكا أن إيران على وشك امتلاكها للسلاح النووي، ففي هذه الحالة لا بد وأن يحصل لها ما حصل لعراق صدام. وأنا أشك أن حكومة الملالي تجازف بوجودها.
نعم، ستكتفي أمريكا بمواصلة فرض الضغوط الاقتصادية على إيران، ومنعها من امتلاك السلاح النووي، كما ستستمر إسرائيل بضرب بعض المنشآت الإستراتيجية في داخل إيران، واغتيال شخصيات مهمة في النظام الحاكم، وحتى ضرب بعض البواخر الإيرانية في البحار كما أفادت الأنباء مؤخراً (إسرائيل تضرب ناقلات نفط إيرانية منذ عامين.. وطهران تتكتم)(6)، ولكن ليس شن حرب تقليدية مدمرة كما حصل لعراق صدام.
وأخيراً، أرى أن هذا الوضع المأساوي سيستمر في منطقتنا البائسة، إلى أن يظهر غورباتشوف إيراني إسلامي بعد وفاة السيد علي خامنئي، ليقود النظام بشكل وآخر، وتدريجياً إلى نظام مدني مسالم يستطيع أن يتعايش مع العالم وخاصة مع دول المنطقة بسلام. "
( المقال كاملاً - علي اللينك ) :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713043
--------
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710544
تعليقات
إرسال تعليق