عن سيد القمني و كيفية العزاء في كبار التنويريين

 
كتب : صلاح الدين محسن 
9-2-2022 
تذكرت عزاء شهيد التنوير دكتور فرج فودة  .. عندما عرفت من الفيسبوك بميعاد ومكان العزاء في رحيل دكتور سيد القمنى  -٩ فبراير بمسجد المشير بالتجمع الخامس 
قبل أن أستعرض ما حدث في العزاء برحيل د. فرج ..
أراهن علي أن العزاء في القمني - والذي سيكون داخل مسجد ! ( من سخرية القدر .. مسجد من المساجد التي كانت تلعن القمني , وبالميكروفون  , وليس بعيداً أن يكون ذاك المسجد هو ممن لُعِن سيد القمني من فوق منبره , ومن خلال ميكروفونه .. ! ) والمسجد باسم المشير طنطاوي ! - سفاح وجزار ثورة 25 يناير 2011 الذي حكم بالمكر والخديعة , بعد تنحي مبارك ..!! 
أراهن علي أن نجم العزاء في القمني , سيذهب المعزون ليجدوه رجلاً يجلس علي كرسي متميز ويتلو قراءة من الكتاب الذي من نصوصه كان " القمني " يتلقي تهديدات القتل .

ذكرني المكان غير اللائق بالعزاء في رحيل القمني - مسجد ! - وأي مسجد ؟ مسجد المشير السفاح الجزار !- ... ذكرني هذا بيوم حضوري للعزاء في رحيل فرج فودة . أنا وصديق مشترك كان من أحب أصدقاء د . فرج - هو الراحل الكريم الأستاذ علي العروسي - كان العزاء في مسجد عمر مكرم , الواقع بميدان التحرير بالقاهرة . و من ضمن من شاهدتهم من كبار المثقفين المصريين , في سرادق العزاء , الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي .. ولكن نجم السرادق كان شخصاً يجلس فوق مقعد متميز عن كل المقاعد , ويتلو ما تيسر من كتاب الارهاب / الزنيم . ! والذي بموجب ما جاء فيه , تم اغتيال فرج فودة ! (في كتابي " مذكرات مسلم " مطبوع بالقاهرة عام 1998 . طلبت من أهلي ألا يُتلي في سرادق عزائي عندما أموت شيئاً بخلاف : بعض الأغاني القديمة لمحمد عبد الوهاب , بعض أغاني فيروز , والشيخ إمام , والشيخ سيد درويش - ولا شيء آخر )
كدت أقوم وأنتزع الميكروفون من أمام ذاك الشيخ الفقي , وأدعوه للتوقف والانصراف . وأطالب المثقفين الكبار , بأن يُلقي من يشاء منهم , كلمة تأبين للفقيد . ولكنني تنبهت الي أنني لو تصرفت هكذا , لتعرضت لملامة وربما توبيخ الجميع .. واتُهمت بالرعونة والحماقة !!
المعادلة الغريبة :
عيب ان يقام عزاء لتنويري كبير مثل فرج فودة أو سيد القمني , في مسجد .. 
طيب لو أقيم العزاء في منزل الفقيد .. هل من يضمن , مرور اليوم بسلام دونما اعتداء علي البيت وعلي الحضور ؟
أجيب بنفسي : بصراحة : لا ..
واذا أقيم العزاء في مقر الجمعية المصرية للتنوير بدلاً من المسجد .. فهل من المؤكد أن يوم العزاء سوف يمر بسلام ؟
أجاوب : هذا ليس مضموناً مرور العزاء بسلام دونما اعتداء علي المكان وعلي المعزين .. !
واذا أقيم العزاء في مسجد .. هل بالضرورة أن يكون في مسجد المشير الجزار سفاح ثورة 25 يناير 2011
الجواب : لا ليس بالضرورة أن يكون العزاء في مسجد يحمل اسم ذاك المشير النكير .
وهل لو أقيم العزاء في مسجد آخر , هل من الضروري والحتمي الاستعانة بشيخ فقي , يتلو ما تيسر من الكتاب الارهابي الزنيم ؟؟
أجيب : لا .. بل يمكن تجنب ذلك ..
وأيهما أفضل ؟ اقامة العزاء بمقر الجمعية المصرية للتنوير - كمجازفة أمنية - أم اقامته في مسجد , ضماناً للأمان ؟
الجواب - في رأيي ان الأفضل هو المجازفة , واقامة العزاء بمقر الجمعية المصرية للتنوير .. والأفضل والأكثر أمناً هوأن يقام عزاء اليكتروني فيديو يظهر فيه دخول المعزين واحداً واحد - وينشر باليوتيوب وبالفيسبوك - .. أفضل من اقامته في مسجد . وأأمن من الحالتين . وأوفر لوقت ولجهد الجميع .

قديماً قال المتنبي : كم بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء
أما اليوم .. فلم تعد بها مضحكات تبعث علي البكاء كما قال المتنبي . بل مبكيات لا تبعث علي الضحك ..

طاب مثوي د. سيد القمني 
وطابت ذكراه 
وعزاؤنا لأهله وأصدقائه ومحبيه .
---------
___________________________

تعليقات