مختارات - ذهول العباقرة والتياثهم النفسي
الإعداد , والصُوَر المرفقة من اختيارات :
10-5-2021
دع الشعور يغفو قليلًا ليستيقظ الإبداع: هل سمعت بذهول العباقرة والتياثهم النفسي🙃
والتياثهم النفسي🙃
عن موقع مجلة آراجيك 2021/05/04
محمد الشيخ خضر
في: المعرفة
العبقرية
العبقرية عند العرب القدماء لها قصة طريفة، فقد كانوا يعتقدون أن هناك “جني” يعيش في وادٍ سحيق من وديان شبه الجزيرة العربية، وأن هذا الجني هو الذي يملي على الشعراء ما يقولون، وكان شعراء العرب مؤمنين بهذه الفكرة لدرجة أنهم كانوا يزورون هذا الوادي ليحظوا بالإلهام الشعري
!
وادي عبقر
هذا الوادي كان يسمى بالأصل (وادي عبقر) ومن هنا جاءت كلمة (العبقرية) في لغتنا الجميلة.
في علم النفس: العبقرية مدعومة بالالتياث الالنفسي
!
يميل علماء النفس إلى قبول أن العبقرية هي نوع من الالتياث النفسي والقلق الفطري الذي يولد مع المبدعين، ويذكر كتاب (بناء القدرات الدماغية) الذي صدر في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن الماضي أن أدمغة المبدعين وبعد أن تسنى دراستها وتشريحها، تملك كيميائيات خاصة تتشابه مع كيميائيات المصابين بانفصام الشخصية!
مواقف لعباقرة كنيوتن وآينشتاين لو كانت معنا لاتُهمنا بالغباء
!
وربما هذا ما يفسر بعض التصرفات الغريبة والمضحكة التي اشتُهر بها بعض العباقرة، ونذكر منها في هذا المقال قصة طريفة حدثت مع الفيزيائي البريطاني الشهير إسحق نيوتن، حيث كان في ذاك الزمان تُستعمل ساعة مدورة توضع في الجيب لمعرفة الوقت، والقصة أن نيوتن كان جائعًا ويريد سلق بيضة، فوضع الساعة في الماء المغلي وراح يحدق في البيضة طويلًا ليعرف متى يتم سلق الساعة
!!!
من القصص الغريبة مع العلماء أيضًا هي قصة مخترع آلة الخياطة، حيث أنهى من الناحية الهندسية كل شيء وبقي شكل الإبرة لمكنة الخياطة، و قد أمضى الساعات الطويلة وهو يرسم على الورق النماذج المحتملة لشكل الإبرة دون جدوى، لدرجة أنه غفى ورأسه على الورق المبعثر هنا وهناك. لحد الآن لا غرابة، ولكن القصة تبدأ بأن هذا المخترع عندما غفى من شدة التعب، رأى حلمًا غريبًا حيث وجد نفسه في مجاهل إفريقيا وأن قبيلة بدائية تحاصره بالرماح بشكل دائري وهو يقف في مركز الدائرة فاستيقظ مذعورًا للحظة، ثم فهم أن هذا هو الشكل المناسب و الوحيد للإبرة في آلة الخياطة، وبالفعل فقد تم تصميم الإبرة وتم اختراع آلة الحياكة بهذا الشكل، وتغير تاريخ واقتصاد البشرية بهذا الاختراع الثوري في ذلك الزمان
بالعودة إلى إسحق نيوتن، فقد دعا أصدقاءه مرة إلى الغداء. بالفعل فقد وصل الأصدقاء على الموعد فوجدوا نيوتن شاردًا ذاهلًا وكأنه في عالم آخر، وكما تجري العادة فقد ألقوا التحية عليه ثم جلسوا ينتظرون الطعام لساعة.. ساعتين.. دون أن يتحرك نيوتن أو أن يتكلم ولو كلمة واحدة، وعندما ملوا من الجلوس على هذه الحالة نهضوا وقالوا له: “نحن ذاهبون! هل تريد شيئًا؟” فرد نيوتن ببرود: مع السلامة!!!🙄
من طرائف ألبرت آينشتاين أنه كان على موعد مع صديقه فوق أحد الجسور، وكان آينشتاين بانتظاره على الجسر وهو يمشي جيئة وذهابًا، وبقي ساعتين على هذه الحال، وعندها قدم الصديق راكضًا معتذرًا لانه تأخر ساعتين عن الموعد وفوجئ بأن آينشتاين ما زال ينتظره على الجسر، وعندما ألح في الاعتذار، قال له آينشتاين: لا تعتذر، لقد منحتني وقتًا للتفكير!
دع الشعور يغفو😴
نحن هنا لا نستطيع أن نغفل دور “اللاشعور” أو ما يسميه البعض خطأً بالعقل الباطن، دوره في الإبداع والاكتشاف، ويميل العلماء إلى أن “الشعور” أو العقل الواعي يقف حارسًا وسجانًا على اللاشعور، وعندما يغفو هذا الحارس تكون اللحظة الإبداعية، ويكون معها تغيير مجرى التاريخ.
الشاعر أحمد شوقي , والموسيقار بليغ حمدي - في حالة ذهول فنيوهذا ما يفسر ميل الكثير من المبدعين إلى الإفراط في تناول القهوة أو الكحول، وأحيانًا المخدرات، فكلها تجعل من “الشعور” او العقل الواعي أقل يقظة فتبدأ رحلة الإبداع!
يقال أن الكاتب السوري الراحل ممدوح عدوان كان لا يترك كأس القهوة من يده على مدار اليوم، كما أن صديقه الكاتب الراحل محمد الماغوط كان لا يستغني أبدًا عن الويسكي والتبغ..
ممدوح عدوان , محمد الماغوط
في نهاية هذا المقال نود أن نقول بأن اللاشعور هو الكنز الحقيقي الذي يمتلكه الإنسان، وكل شخص تقريبًا في هذه الحياة يملك جانبًا إبداعيًا في شخصيته سواء خفت أم علا هذا الجانب، ولكن الأهم أن نبحر في ذواتنا ونفهم أين توجد هذه الأحجار الثمينة لنعرف من نحن فعلًا.
------------------
تعليقات
إرسال تعليق