في سيكولوجية الانتصار ... التحليل النفسي للهزيمه والنصر
العرب من أكثر أمم الأرض قدره على تحويل هزائمهم لنصر .. ومنذ خروجهم من الأندلس لم يحقق العرب أي نصر .. ليس فقط في المجال العسكري بل ايضاً في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والصناعي ... وبسبب تراكم الهزائم والخيبات فقد صنع الانسان العربي لنفسه نصراً وهمياً استوطن في عقله اللاشعوري .. unconscious mind ... واصبح يتوهم أن اي انجاز مهما كان بسيطاً هو انتصار فإذا اسقطنا طائرة انتصار .. واذا دمرنا دبابة انتصار .. واذا قتلنا خمس جنود انتصار ... وحتى يحقق العقل العربي درجة من الاتزان النفسي او الرضى الذاتي .. self satisfaction .. فقد اخترع عمليه تعويضيه .. compensation process .. استبدل فيها النصر الحقيقي بالنصر المُتخيّل او النصر الوهمي .. وذلك لعدم قدرته على الانتصار الفعلي ... من هنا وفي جميع الحروب الأخيرة التي خاضها العرب فقد اعلنوا انتصارهم .. فبعد توقف الحرب العراقية الايرانية اعلن العراق انتصاره بالحرب .. وبعد حرب ١٩٧٣ حيث حقق العرب انتصاراً مؤقتاً في بداية الحرب لكنهم خسروها في النهاية .. اعلنت مصر وسوريا الانتصار .. وفي سنة ١٩٨٢ عندما اجتاحت اسرائيل بيروت وطردت المنظمات الفدائية وخرجوا الى اليمن وتونس والجزائر وليبيا ... اعلنت هذه الفصائل انتصارها على اسرائيل .. وفي ٢٠٠٦ عندما ضربت اسرائيل حزب الله ضربة موجعة واجبرته على التراجع لما وراء الليطاني .. اعلن حزب الله النصر المقدس .. وفي حرب ال ١٩٦٧ والتي كانت اكبر هزيمة مُني بها العرب في تاريخهم الحديث .. وحتى يخففوا من آثارها النفسية على الوجدان العربي سموها ب ( النكسة ) .. ونفس الشيء يحدث الآن في غزة حيث اعلنوا الانتصار .. فقد اصبح مجرد قبول اسرائيل بوقف اطلاق النار انتصاراً ... ولا افهم بعد كل هذا الدمار .. كيف نسمي هذا الدمار انتصاراً ... انها ايها السادة العقلية العربية التي من اهم ميزاتها عدم الاعتراف بالحقيقة والقفز عنها لتعيش في الوهم .. ثم تغرق بعد ذلك بأحلام اليقظة التي تمدها بشيء من الاتزان النفسي الناتج عن عدم قدرتها على مواجهة الواقع .... سنسمع اكثر العبارات بلاغةً .. وشعارات رنانه .. ومفردات طنانة .. وافراح وليالي الملاح ..... ولكن الواقع الذي لا يريد احد أن يعترف به هو ( أنه بعد كل هذا الخراب والدمار والضحايا و ٥٠ الف عائله فقدت مساكنها .. ومئات الأمهات الثكلى .... فلم تنسحب اسرائيل من سم٢ واحد من الارض .. والوضع في القدس لا يزال على حاله لم يتغير ) ... فهل نتعظ .... يا ليت قومي يعقلون ؟!
تعليقات
إرسال تعليق