المُلهَموّن و المُلهَمات

 المُلهَمات والمُلهَموّن

إعداد : صلاح الدين محسن

28-5-2021

كان الاعلام الناصري - عهد عبد الناصر - يقول عنه " الزعيم المُلهم " .. وصفات أخري فخيمة .. / لا أتذكر ان كانت تلك الصفات قد استمرت بعد الهزيمة الفادحة في 1967 .

وهناك نساء مُلهمات - بدون إعلام .. !

ففي عام 1933 كانت الفتاة " لطفية النادي " - 26 سنة . ( مولودة في القاهرة عام 1907 - توفيت عام 2002 ) هي أول امرأة تقود طائرة . بمصر , وثاني امرأة في العالم - تقود طائرة بمفردها - ، بعد الأمريكية أميليا إير هارت . 

وقتذاك كانت الرائدة والزعيمة النسائية والمناضلة السياسية " دريّة شفيق " . عمرها 25 سنة  ( ديسمبر 1908 : 1975 ) فهي أصغر من " لطفية النادي" بعام واحد فقط

 قيادة امرأة لطائرة في ذاك الوقت كان حدثاً عالمياً وليس محلياً وحسب / ولابد وأن يُلهم نساء كثيرات . بل ورجال بكل دول الشرق .

طارت " لطفية النادي " بالطائرة وحلقت في السماء . فطارت المصرية " درية شفيق "  مثلها ولكن فوق الأرض . في فضاء الحقوق والسياسة والتعليم والصحافة , والعمل الاجتماعي بل والعسكري ! .

وكان عمر " نوال السعداوي " : عامان  ( 1931 —  2021) بالطبع عندما كبرت قرأت عن " لطفية النادي " ولابد وأن طائرة " لطفية النادي " قد ألهمت " نوال السعداوي " فطارت بطريقتها . وحققت شهرة عالمية ككاتبة وناشطة حقوقية نسوية . ومناضلة مصرية .- وبالطبع ألهمتها أيضاً , بطولة " دريّة شفيق " - .

عندما طارت " لطفية النادي " عام 1933 , وقتها كان الزعيم المُلهم في السياسة - إعلاميا - عبد الناصر - عمره 15 سنة (  (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970 ) فكيف لم يسمع عن " لطفية النادي " .. وكيف لم تُلهِمَه .. !؟ أكيد أخذته النعرة الصعيدة  ( حُرمة تطير بطيارة !!؟ إلا ولازم أطير أنا كمان , بأية طريقة ) فطار الزعيم المُلهَم , بالهام من بطولة " لطفية النادي "  ولكن في سماء الخطابة واطلاق صواريخ التصريحات والبيانات والقرارات - التاريخية كلها - كما قال الاعلام الناصري وقتذاك - وجلجل صوت الزعيم المُلهَم فوق منبر الأمم المتحدة , ومنابر الكثير من المنتديات الدولية الأخري . و حلَّق في عالم الهزائم التاريخية عام 1967 . مسجلاً رقماً قياسياً في السرعة - حرب الأيام الستة -  .

--- بعد 7 سنوات من قيام " لطفية النادي " بقيادة طائرة . حصلت " درية شفيق " علي الدكتوراة في الفلسفة - عام 1940 -   

عندما قادت " درية شفيق " مظاهرة عام 1951 وتوجهت بها للبرلمان المصري - كان قد مر 18 سنة علي طيران " لطفية النادي " في الجو بطائرة كأول امرأة بالشرق وثاني امرأة بالعالم .. فكيف ل " درية شفيق " ألا تكون مُلهَمة من حدث طيران " لطفية النادي " في الجو بطائرة وبمفردها -  !؟

 وبعد23 سنة من قيادة " لطفية النادي " للطائرة . استطاعت " دُريّة شفيق "  انتزاع حق المرأة في الانتخاب والترشح : بنص في الدستور المصري عام 1956 . وأقامت فرقة عسكرية نسائية مدربة . لمقاومة المحتل البريطاني لمصر.. .. ! انه طيران , من نوع آخر .. انه من توابع الحدث المزلزل .. الذي أقدمت عليه  " لطفية النادي " .. 

يقولون " وراء كل رجل عظيم امرأة " لكن هذه المرأة العظيمة والمُلهِمَة " لطفية النادي " كانت وراءها امرأة عظيمة : أُمّها..

ما كان أبوها ليوافق أبداً علي قيام ابنته بالتدرب في مدرسة للطيران , علي قيادة طائرة ..  وقد حدث هذا بدون علمه . وعندما علم غضب بشدة .. ! / كان يعمل موظفاً بالمطبعة الأميرية .

قبولها بأول مدرسة لتعليم الطيران كان يحتاج إلى تحقيق شرطين اثنين: موافقة الأهل، وتأمين نفقات المدرسة. جاءت لطفية بوالدتها إلى إدارة المدرسة لتلبية الشرط الأول، واحتالت بالعمل سكرتيرة في المدرسة لسداد النفقات ؛ ذلك أن والدها لم يكن يعرف شيئا عن التحاقها بهذه المدرسة. وكانت لطفية تحضر حصتين أسبوعياً في المدرسة، حيث تلقت 67 ساعة من التدريب على يد معلمين أجانب ومصريين.

وفي عام 1933 حصلت لطفية على إجازة الطيران لتكون بذلك أول امرأة في مصر تحصل عليها، وثاني امرأة في العالم .

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 1933 أقيم سباق للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر، وشارك فيه طيارون من أكثر من ستين دولة. وشاركت لطفية في ذلك السباق بين القاهرة والإسكندرية، وفاجأت الجميع بأن كانت الأولى في الوصول إلى نقطة النهاية قبل بقية المتسابقين بدقيقة كاملة.

لكن اللجنة المحكِّمة رفضت الإقرار لها بهذا الفوز بدعوى أنها أغفلت إحدى خيمتين على ساحل البحر المتوسط لم تدر حولها مكتفية بالدوران حول واحدة، ومنحت بذلك الجائزة لمتسابق فرنسي. 

أشاد بها الرائد الثقافي والمفكر سلامة موسي , والأستاذ احمد حسن الزيات - في مجلة الرسالة

 وبعثت الناشطة النسوية هدى شعراوي برقية تهنئة وافتخار إلى لطفية النادي، ولم تكتف شعراوي بذلك وإنما وجهت دعوة عامة للمصريين إلى الاكتتاب لشراء طيارة ل" لطفية النادي " دعمًا لها وللمرأة المصرية الطامحة إلى طرق هذا المجال.... 

وتحكي لطفية أن أباها لما علم بالأمر غضب منها ولم يقتنع بمهارتها إلا بعد أن اصطحبته في رحلة حول الأهرامات بالطائرة في رحلة تقول عنها " لطفية " إنها كانت الأجمل في حياتها .... وفتحت " لطفية " الباب لأجيال بعدها من الفتيات المصريات بينهن ليندا مسعود، وعزيزة محرم، وعايدة تكلا، وأخريات.

مراجع : -  بي بي سي  27-5-2021 .

---------------- 

تعليقات