حوار ومقارنات ونقد - حول الشعر و الشعراء

 صلاح الدين محسن

27-12-2020 

حوار حول أبي نؤاس  , والمتنبي .. ومقارنات بين شعراء وأدباء

حدثتني الصديقة , عن شاعر أعجبها شعره : حط المتنبي وأبو نواس بجيبتو 😆 

(  لا أعرف ان كانت جادة , أم تسخر  .. لكن لم يعجبني جمع المتنبي مع أبي نؤاس .. )

سألتها : لماذا جمعتي المتنبي مع العكروت أبو نؤاس  ؟

 هي ( ضاحكة ) : لأن شعر ابو النواس لايقل أهمية عن معظم الشعراء العباسيين المرموقين ..حتى ولو كان عكروتأ سكيرأ

قلت : من ناحية الصنعة هو فعلا شاعر تخين .. لكنًه عكروت  وأُفَضِل عليه " بشّار  بن برد "  فهو  بالنسبة لأبي نؤاس محترم 

من شعر بشار   تلميحا علي قول الكتاب اللئيم (  خلق الإنسان من طين وخلق الجان من مارج من نار ) ولانه زرادشتي أصلا. من عباد النار , قال بشار : الطين ظلمة  والنار نور  

ردّت بمقولة لأبي نؤاس : دعِ المساجد للعباد تسكنها وطف بنا حول خمارٍ  ليسقينا...ماقال ربك ويل للذين كفروا  بل قال ويل للمصلًينا ..

(أري ان  أحمد شوقي عندما تكلم عن الخمر في شعره . كان صريحاً وجاداً - بعكس العكروت المهرج - أبو نؤاس - اذ قال شوقي " رمضان ولي هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعي الي مشتاقِ . )

أجبت : لانه عكروت - أبو نؤاس .  فقد اجتزأ  القول  " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " هذا شُغل الحشاشين. في مصر . لهم مقولة مماثلة عن الحشيش " اذا كان الحشيش حراماً فنحن نحرقه - بالتدخين - وان كان حلالاً فنحن ندخنه " منطق عكاريت  .. 

هي : نعم  بشار بن برد كان شاعرأ مرموقأ رغم أنه لم يكن يعبي عين ( جرير ) الذي كان يتعالى عليه والمسكين رغم عماه وتعتره ضرب بالسوط حتى الموت لإتهامه بالذندقة رغم عماه . 

ثم أضافت : ومن شعر ابو نواس - أو بشار بن برد -  :  لو كنت أعلم أن الحب يقتلني ،،أعددت له قبل لقياكِ أكفانا

أنا : تلك مبالغات سِكِّيّر , أيا كان القائل . 

---

أضيف : تقول الرواية عن قتل بشار : لانه سّكَر وطلع فوق السطح يهلل وتصادف مرور الخليفة. ارتبك و راح يؤذن.  في غير وقت الصلاة ( حاول يكحلها فأعماها ) فحكموا عليه بالقتل بتهمة الزندقة  : الآذان في غيرً ميعاد وشرب الخمر . ازداء أديان بلغة زماننا , لكن السبب الحقيقي انه كان يؤمن بعبادة النار.   كما بين في بيت الشعر الذي ذكرته . وفيه حقيقة وفلسفة . لكنً ابو نواس كله تهريج وعكرتة

هي : لقد ذكره ( المعري ) في كتابه رسالة الغفران ...إذ رآه في النار وسأل الرحمن الغير عادل الايكفي مادفع في الدنيا من ظلم وتعتبر وفقدان نظر والضرب حتى الموت !!! فكيف يكون في جهنم بعد كل هذا

أنا : وما في ذلك ؟ هذا في محله لكنه ادانة للمدعو الله  وليس حباً أو إحتراما لأبي نؤاس .لا يمكن لأبي العلاء أن يحب أو يحترم أبا نؤاس ... وإما ان أحب أبا العلاء ... او أحترم أبا نواس. المهرج العكروت .. 

يمكنني ان اذكر  الشاعر فاروق شوشة , في مذكراتي.  أو في كتابي " مستقبل اللغات " ولكنني لا أحب شعره ولا أحب قراءته .. ولكن في ذِكره  إشارة تؤكد  شيئًا ما في كتابي   وليس دليلاً علي اعجابي به كشاعر  ..

( لاحظت احتدم الجدال  وصار أشبه بشجار , أردت تخفيفه فحسب   فقلت : ويمكنني ان امتدح أبا نؤاس .. فقط كرما لعيونك يا جميل .. مع لينك أغنية " انزل يا جميل ع الساحة . للمطرب وليد توفيق ) فاستراح قلب الأنثي ....

وأضيف : لكن اذا كان  أبو نؤاس هو من شعراء العربية المعدودين .. فلا غرو في ان يكون هكذا. .. أوليس كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني ، هو أيضا من عيون الأدب العربي .. !؟  وان ذاك الكتاب كان من مآثر الكتب التي أهداها الشاعر أحمد رامي  لأم كلثوم !.. ذاك الكتاب الذي اندفعت أنا لقراءته بفعل شهرته في عالم الأدب والأدباء ، ولكنني لم أحتمل إكمال القراءة لشدة بذاءة مافيه !  ( وهو معدود باعتباره من عيون الأدب العربي ! ) فما العجب في أن يكون شاعرًا  مهرجًا عكروتا مثل أبي نؤاس ، هو من شعراء لعربية المعدودين !؟ عند من يعتبرونه كذلك !؟

وأضيف أيضاً : ( أبو نؤاس ، له شارع باسمه  وفيه تمثال له  وفي يده قدح الخمر. علي شاطيء نهر دجلة في بغداد ،  - شاهدته  وتنزهت في الشارع , في السبعينيات من القرن الماضي - وهو أنسب وأجمل شارع للتنزه ببغداد ، ولاسيما للعشاق والمحبين . )

عن العكرتة والعكاريت .. في التراث الأدبي والشعري العربي بشكل عام , يوجد مقال لأحد الكُتّاب , نشرته بمدونتي هذه من قبل , فلقي اقبالاً كبيراً جداً من القراء . أعطيته عنوان " كتابات صريحة جداً جداً "  وعنوانه كما وضعه كاتبه " بكالريوس في البذاءة وقلة الأدب " - يقصد ما درسه بالجامعة , في الأدب العربي - ! . المقال موجود علي الرابط التالي :

https://salah48freedom.blogspot.com/2015/07/blog-post_78.html

---------------