الاصلاح في السعودية بين العُمق والسطحية . بين الجِدّيّة و المناورة

الاصلاح في السعودية , بين العُمق والسطحية . بين الجِدّيّة و المناورة 

بكيبورد : صلاح الدين محسن
29-12-2019
للأمانة .. توجد اصلاحات كثيرة جادة وشجاعة حدثت بالسعودية  , ولكن توجد أخري غير ذلك .. 
فيمكن وصف ما صدر مؤخراً , بخصوص رفع سن الزواج ل   18 سنة . بانه لا يخلو    من المناورة . ولم يدخل الي قلب الخلل المراد اصلاحه . بل اكتفي المُشرِّع بالخطو خطوة واحدة بعد عتبة المشكلة !

 الاصلاح الجديد نشرته منذ حوالي أسبوعين .عدة صحف . منها " الشرق الأوسط " - لندن 23-12-2019 , وصحيفة اليوم السابع - المصرية -  2019/12/23  . وصحيفة  , و" العربي " - لندن - https://www.alaraby.co.uk     24-12-2019

  بعنوان : " السعودية تمنع عقد زواج من هم دون 18 سنة  " .
---
 وتعليقنا :  
أولاً : العنوان وموضوع القضية , وكافة تفاصيله , كان يجب أن يخص الاناث بالذات وبالتحديد . ولكنه جاء عمومياً - ذكور و اناث -  وأورد الذكور قبل الاناث . وهذا خلل كبير , فالقضية والمشكلة المقصودة هي أولاً وأخيراً لا تمس سوي الاناث فقط "  تزويج القاصرات . لما فيه من اعتداء علي الطفولة "  .. واضافة الذكور , يعتبر تمييعاً وشيء من التضييع للهدف الرئيسي ..  
  لأنه لا يوجد بالنسبة للذكور مشكلة اسمها " زواج القاصرين " .. بل هي مشكلة اناث وحسب . " زواج القاصرات " ..
  فهل سمعتم من قبل عن امرأة عمرها 80 , 70 أو حتي 40 سنة ,, تزوجت من صبي عمره 9 سنوات أو حتي عمره 18 أو 20 سنة .. بعدما منحت الأب مهراً كبيراً نظير الزواج من طِفلِه ؟! . كما يحدث من الذكور تجاه الاناث .. رجل شايب كهل عمره 80 سنة يتزوج من طفلة عمرها 9 سنوات أو  15 سنة . أو بالكثير ما بين 18 , 20 سنة !؟   هذا موجود بين ذكور شعوب الشرق الأوسط وشمال افريقيا - وبصفة خاصة دول : السعودية والخليج - ..
أي ان المشكلة -  كما قلنا وكما يجب أن يعلم الجميع - مشكلة اناث أولاً وأخيراً .. بعكس ما صدر بخصوصه القرار أو القانون السعودي الذي نتحدث عنه.
ثانيا :  جاء أيضاً ما يلي - نقلاً عن الشرق الأوسط " - : عدم إجراء أي عقود زواج لمن يقل عمره عن 18 سنة، مروراً بموافقة مجلس الشورى بالأغلبية على الضوابط المنظمة لزواج القاصرات.
هنا نقول : إمسك .. :  يوجد شيء اسمه " ضوابط مُنظِمَة لزواج القاصرات " !
يعني سيبقي هناك زواج للقاصرات , أقل من 18 سنة  .. !! بضوابط  !! هنا الثغرة أو النافذة المفتوحة في جدار القانون - باب خلفي - , والتي بواسطتها يتم التهرب منه .. فكلمة ضوابط ستجعل منع زواج القاصرات مطَاطاً .. وغالباً ستكون حجة تزويج الأنثي القاصر  وفق ما يقوله فقهاء الشُوّم : " اذا كانت الأنثي تحتمل الوطء ( الركُوّب ) " ... ! . 

ثالثاً :  ننقل أيضاً عن نفس الصحيفة السعودية الكبري - الشرق الأوسط - " وأكدت وزارة العدل - السعودية - ... أنّه «يلزم قبل إبرام عقد الزواج التأكد بأن تزويج من قلّ عمره عن 18 سنة ، لن يلحق به الضرر ويحقق مصالحه الفضلى ذكراً كان أو أنثى» ..

(( تعليق : تلك لجاجة تشريعية , أية مصالح فُضلي !؟ .. وكيف تقدم الذكور قبل الاناث والمشكلة لا صلة للذكور بها ؟؟ المشكلة مشكلة الأنثي والمُشرِّع يذكرها علي الهامش , بالجملة  , المُشرّع في قرارة نفسه " ذكوري " , والقليل الذي أعطاه للاناث , انما علي مضض منه  )) . 

ثم نجد التأرجح التشريعي : بعدما حدد سن الزواج ب 18 سنة .. تدحرج باقي النص ونزل ل 15 سنة . حسبما جاء :
" .. موافقة الأغلبية على الضوابط المنظمة لزواج القاصرات، من خلال قصر عقد النكاح لمن هم دون 18 سنة (ذكراً أو أنثى)، على المحكمة المختصة، ومنع عقد النكاح تماماً لمن لم يتم 15 سنة " 
كما نري .. في البداية حدد سن الزواج ب 18 سنة , ثم ناور  .. لتقليل السن 3 سنوات بالقول : " ومنع تماماً الزواج لأقل من 15 سنة " .. 
بمثل ذاك التأرجح وتلك اللجاجة كان القرار السعودي الأخير : عن منع الزواج  
 لعمر أقل من 18 سنة.. !
صحيح كما جاء بالخبر " انه يعتبر انفراجة كبيرة في ملف زواج القاصرات .. " 
 هذا صحيح , ولكن ستظل 80 % من مأساة الاناث مع الزواج الظالم , كما هي , بدون حل . والتقدم الذي جري , لا يزيد عن 20% - ( المنع التام لزواج من هم أقل من 15 سنة ) ..

ولو شاء المُشرِّع السعودي حماية الإناث بشكل عادل و بجِديّة وبعمق , لنص علي منع تزويج من كان فارق السن بينهما يزيد عن 5 سنوات .. 
بدون هذا المنع وفي ظل القانون الأخير , سوف يستمر تزويج إناث أعمارهن 18 سنة , رغماً عنهن من رجال كُهُوّل شيوخ , أعمارهم تزيد عن الاناث ب 40 و 50 سنة , وربما بأكثر من  60 سنة ! .لأجل مصالح وأطماع الآباء .
والواجب انه مثلما منحوا مؤخراً - منذ 5 شهور فقط -  , للمرأة السعودية حق استخراج جواز سفر , والسفر . دون الرجوع لولي أمر  .. ولها الحق في حضانة أولادها .. كما بالدول المتحضرة  وكما عند الشعوب الحرّة ... - وهو ما نشرته الصحافة العالمية : " فرانس 24 " 2-8-2019 - , موقع الحرة - الأمريكي - , و  بي بي سي  عربي . بالاضافة الي : يوتيوب  - بي بي سي . بتاريخ 2-8 - 2019 
وكذلك يوتيوب : امرأة بدون حجاب ترقص في مركز تسوق في #السعودية  #مول_الياسمين # بي_بي_سي_ترندينغ

كما مثل تلك الخطوات الاصلاحية الشجاعة ..  كان يجب منح المرأة عند بلوغها سن 18 سنة . الحق في الزواج ممن تحب , دون تدخل أحد من الأقارب .. وحق الاقامة بمفردها أو مع من تختار ..  كما بالدول المتحضرة وكما عند الشعوب الحرّة أيضاً *

  ( لو حدث ذلك .. - ونظنه سوف يحدث قريباً .. - فهكذا ستكون الدولة السعودية قد غادرت القرون الوسطي , ولحقت بالقرن الواحد والعشرين ووقفت في صف العالم المتمدن .. ) ..

السعوديون ينهضون ويتقدمون الي قلب القرن الواحد والعشرين الميلادي .. ويلحقوا بدول العالم الأول .. 

وآخرون .. يزدادون تشبثاً بتعاليم من القرن السابع الميلادي  !! ويربطون بلادهم وشعوبهم بعصور ما قبل اختراع الدراجة العادية . وفي نفس الوقت يعيشون في قلب عصر الموبايل والالكترون . والطائرات المسيّرة بدون طيار .وانارة الشوارع بالطاقة الشمسية , ووسائل المواصلات التي بدأت تعمل بالسونار .. !
---
 * ( عولجت تلك المشكلة في قصة " سونسون " . وهي قصة ضمن مجموعة قصص " تحرير الرجل " المطبوعة عام 1997 . قصة سونسون , منشورة بالانترنت في موقعين :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=114136 

https://salah48freedom.blogspot.com/2015/06/blog-post_22.html 

-- 
سعوديات بدون الحجاب :
=========== 

تعليقات