سردينيا... جزيرة كشفت جمالها الطبيعي منذ زمن وأخفت أسراراً تاريخية ومآثر جاذبيتها تتعدى الماء والخضرة والعيش الرغيد
إدارة المدونة
لندن: «الشرق الأوسط»
أول ما تُذكر سردينيا تتراءى للعين صور البحر الفيروزي والشواطئ الذهبية في «كوستا سميرالدا»، ومنظر اليخوت المتراصة على سواحلها. لكن ما يتفاجأ به السائح، أنها تكتنز بين جوانبها ما هو أكثر من ذلك بكثير. فالحياة فيها تتنوع من منطقة إلى أخرى، بما في ذلك مطبخها المتوسطي اللذيذ والصحي، الذي يدعو البعض إلى القول إن سكانها يعيشون أطول وأكثر صحة من أي مكان آخر على سطح الكوكب، فضلاً عن معالمها الأثرية الكثيرة.
فقلة تعرف أن سردينيا واحدة من أكثر الأماكن غموضاً على وجه الأرض، وبأنها أقدم كتلة أرضية معروفة في قارة أوروبا. لهذا سيتفاجأ السائح بالكم الهائل من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى 730 قبل الميلاد، ولم تُكتشف سوى في سبعينات القرن الماضي، منها نحو سبعة آلاف حصن حجري ومجموعة من التماثيل العملاقة، يبلغ طول بعضها أكثر من 8 أقدام، مما عزز الاعتقاد بأن جزيرة سردينيا كانت «موطن العمالقة» في قديم الزمان. ونتيجة للهجرات القديمة والثقافات المتنوعة التي توافدت عليها، أصبحت مزيجاً جميلاً من المواقع الأثرية المتنوعة، مثل قرية «ثاروس» الفينيقية القديمة على الساحل الغربي، والمتحف الأثري الوطني في العاصمة كالياري، حيث المقتنيات الأثرية العتيقة لحقبة ما قبل التاريخ، أو متحف الأزياء في بلدة نيورو الداخلية، وهو من أبرز معالم الجزيرة السياحية، حيث يسلط الأضواء على التقاليد الفولكلورية عبر التاريخ.
الآن يرتبط اسم سردينيا بالوجهاء والأثرياء الذين يفضلونها على جزر الكاريبي، لكن قضاء، ولو يوماً واحداً، فيها، إذا لم تكن الميزانية تسمح بأكثر من ذلك، يجعل السائح العادي يُقدر جمالها عن قُرب، ويتمتع بمناخها وتضاريسها وبحرها، إضافة إلى الأنشطة الكثيرة التي تُوفرها. فلكل منطقة تقريباً تقاليدها الخاصة، كونها لا تزال من الأماكن الإيطالية القليلة التي يحرص الرجال والنساء فيها على ارتداء الأزياء التقليدية في حفلات الزفاف والمناسبات والعطلات الخاصة. وهي عبارة عن أزياء وحلي غنية بتفاصيل تتغير تطريزاتها وألوانها كل 10 كيلومترات. التنوع ينطبق أيضاً على مطبخها. مثلاً تشتهر منطقة كوستا سميرالدا الواقعة على الجانب الشمالي الشرقي من الجزيرة بجبن وألبان الماعز والخراف، فضلاً عن اللحم المقدد الذي يأتي من الجبال المحيطة بها، وبنكهات المعكرونة التقليدية التي تدخل فيها اللحوم أيضاً، مثل «الأوركيت» مع لحم «الراغو» المقدد، و«الرافيولي» المحشو بالبطاطا والجبن، بينما تشتهر كابراس، التي توجد على الجانب الغربي من جزيرة سردينيا، وهي بحيرة ملحية كبيرة تخرج منها بطارخ سمك «البورتاغا» الشهيرة، بالأسماك والأطباق التي تعتمد على فواكه البحر. كذلك ألغيرو، الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة، بحكم وجود الصيادين المتخصصين في اصطياد سرطان البحر وسمك التونة. والمثير في هذا الجزء من سردينيا والجزر المجاورة لها مثل سان بيترو، التأثير الإسباني، إلى جانب ثقافات أخرى توافدت عليها وأثرت مطبخها وحياتها بشكل ملموس. لكن تبقى ألغيرو في الساحل الشمالي الغربي، من أكثر هذه الأماكن تأثراً بالثقافة الإسبانية، إذ لا يزال بعض سكانها يتحدثون لهجة «الغيريز»، وهي إحدى لكنات كاتالونيا المتعددة، كما لا يزال مركز البلدة التاريخي يحمل اسم «برشلونيتا».
لندن: «الشرق الأوسط»
أول ما تُذكر سردينيا تتراءى للعين صور البحر الفيروزي والشواطئ الذهبية في «كوستا سميرالدا»، ومنظر اليخوت المتراصة على سواحلها. لكن ما يتفاجأ به السائح، أنها تكتنز بين جوانبها ما هو أكثر من ذلك بكثير. فالحياة فيها تتنوع من منطقة إلى أخرى، بما في ذلك مطبخها المتوسطي اللذيذ والصحي، الذي يدعو البعض إلى القول إن سكانها يعيشون أطول وأكثر صحة من أي مكان آخر على سطح الكوكب، فضلاً عن معالمها الأثرية الكثيرة.
فقلة تعرف أن سردينيا واحدة من أكثر الأماكن غموضاً على وجه الأرض، وبأنها أقدم كتلة أرضية معروفة في قارة أوروبا. لهذا سيتفاجأ السائح بالكم الهائل من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى 730 قبل الميلاد، ولم تُكتشف سوى في سبعينات القرن الماضي، منها نحو سبعة آلاف حصن حجري ومجموعة من التماثيل العملاقة، يبلغ طول بعضها أكثر من 8 أقدام، مما عزز الاعتقاد بأن جزيرة سردينيا كانت «موطن العمالقة» في قديم الزمان. ونتيجة للهجرات القديمة والثقافات المتنوعة التي توافدت عليها، أصبحت مزيجاً جميلاً من المواقع الأثرية المتنوعة، مثل قرية «ثاروس» الفينيقية القديمة على الساحل الغربي، والمتحف الأثري الوطني في العاصمة كالياري، حيث المقتنيات الأثرية العتيقة لحقبة ما قبل التاريخ، أو متحف الأزياء في بلدة نيورو الداخلية، وهو من أبرز معالم الجزيرة السياحية، حيث يسلط الأضواء على التقاليد الفولكلورية عبر التاريخ.
الآن يرتبط اسم سردينيا بالوجهاء والأثرياء الذين يفضلونها على جزر الكاريبي، لكن قضاء، ولو يوماً واحداً، فيها، إذا لم تكن الميزانية تسمح بأكثر من ذلك، يجعل السائح العادي يُقدر جمالها عن قُرب، ويتمتع بمناخها وتضاريسها وبحرها، إضافة إلى الأنشطة الكثيرة التي تُوفرها. فلكل منطقة تقريباً تقاليدها الخاصة، كونها لا تزال من الأماكن الإيطالية القليلة التي يحرص الرجال والنساء فيها على ارتداء الأزياء التقليدية في حفلات الزفاف والمناسبات والعطلات الخاصة. وهي عبارة عن أزياء وحلي غنية بتفاصيل تتغير تطريزاتها وألوانها كل 10 كيلومترات. التنوع ينطبق أيضاً على مطبخها. مثلاً تشتهر منطقة كوستا سميرالدا الواقعة على الجانب الشمالي الشرقي من الجزيرة بجبن وألبان الماعز والخراف، فضلاً عن اللحم المقدد الذي يأتي من الجبال المحيطة بها، وبنكهات المعكرونة التقليدية التي تدخل فيها اللحوم أيضاً، مثل «الأوركيت» مع لحم «الراغو» المقدد، و«الرافيولي» المحشو بالبطاطا والجبن، بينما تشتهر كابراس، التي توجد على الجانب الغربي من جزيرة سردينيا، وهي بحيرة ملحية كبيرة تخرج منها بطارخ سمك «البورتاغا» الشهيرة، بالأسماك والأطباق التي تعتمد على فواكه البحر. كذلك ألغيرو، الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة، بحكم وجود الصيادين المتخصصين في اصطياد سرطان البحر وسمك التونة. والمثير في هذا الجزء من سردينيا والجزر المجاورة لها مثل سان بيترو، التأثير الإسباني، إلى جانب ثقافات أخرى توافدت عليها وأثرت مطبخها وحياتها بشكل ملموس. لكن تبقى ألغيرو في الساحل الشمالي الغربي، من أكثر هذه الأماكن تأثراً بالثقافة الإسبانية، إذ لا يزال بعض سكانها يتحدثون لهجة «الغيريز»، وهي إحدى لكنات كاتالونيا المتعددة، كما لا يزال مركز البلدة التاريخي يحمل اسم «برشلونيتا».
تعليقات
إرسال تعليق