استخدام النباتات الغنية بالحديد للكشف عن المتفجرات والألغام.. كأحد تطبيقات تكنولوجيا النانو
استخدام النباتات الغنية بالحديد للكشف عن المتفجرات والألغام.. كأحد تطبيقات تكنولوجيا النانو
محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha )
الحوار المتمدن 2020 / 1 / 1
عند ظهور أكثر من علم حديث، ومع تفكير العلماء بشكل إبداعي، تظهر تخصصات بينيه بين العلوم الحديثة المختلفة، فمع اتساع أبحاث النانوتكنولوجي ودمجها في علم النبات، ووجود مشاكل في تنمية المناطق والمساحات التي كانت ساحات للمعارك والقتال، الصحراء الغربية في مصر والتي كانت جزء من الحرب العالمية الثانية، والتي تعد من أكبر حقل الألغام في العالم، والتي تستطيع مصر استثمارها وتنميتها بسبب زراعتها بالألغام،
فبدأ العلماء بزراعة مثل هذه الأراضي ببعض المحاصيل الورقية بأكثر من غرض أهمها الكشف عن مثل هذه المتفجرات الموجودة تحت سطح التربة. علوم النانو وتقنية النانو إحدى مجالات علوم المواد واتصالات هذه العلوم مع الفيزياء، الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية والهندسة الكيميائية تشكل تفرعات واختصاصات فرعية متعددة ضمن هذه العلوم وجميعها يتعلق ببحث خواص المادة على هذا المستوى الصغير.
نشر موقع "بي بي سي" يوم 1 نوفمبر 2016، خبر بعنوان (استخدام «السبانخ» للكشف عن «المتفجرات»)، تمكن علماء من تحويل نبتة السبانخ إلى كاشف عن المتفجرات. والتجأ العلماء، إلى حقن أوراق السبانخ بجزيئات صغيرة قادرة على التقاط "نيترو آروماتيكس Nitro Aromatics" وهي مواد كيمائية موجودة في الألغام والذخائر المدفونة. ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية "نيتشر ماتيريليز" في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة. وحقن فريق من العلماء أوراق السبانخ بجزئيات نانونية وأسطوانات كربون صغيرة. والانابيب الكربونية نانو، هي عبارة مواد خفيفة يمكن ان تحدث ثورة في تصميم السيارات بسبب قوتها وقدرتها على توصيل الكهرباء والحرارة.
ينتمي نبات السبانخ للفصيلة القُطَيفية، وهو نبات زهري حولي، نبات حولي من الخضراوات الحقلية المألوفة، موطنه الأصلي آسيا وهو منخفض الطول ويبلغ طوله 30 سم، وينتج مجموعة سميكة من الأوراق العريضة الطرية. ويأكل الناس أوراقه نيئة أو مطبوخة. وينتمي السبانخ إلى البنجر أو الشمندر السويسري وإلى العديد من الأعشاب الشائعة، والاسم العلمي للسبانخ هو (Spinacia oleracea).
وتحتاج نبتة السبانخ إلى نحو عشر دقائق لنقل الماء إلى أوراقها. ولتتبع الإشارة، سلط الباحثون شعاع ليزر على الأوراق التي امتصت المواد المحقونة فأضاءت بلون يشبه ضوء الفلورسنت. ويمكن لأي جهاز كمبيوتر مزود بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء التقاط تلك الإشارة كما يمكن التقاطها عن طريق أجهزة الهواتف الذكية.
وقال البروفيسور مايكل سترانو، أحد المشرفين على البحث من معهد "ماساشوستس"، إن "اكتشافنا بين كيف يمكن استخدام النباتات كالسبانخ للكشف عن أي شيء تقريباً؟!". وكان مختبر ستارنو، قد طور في السابق أسطوانات للكربون استخدمت للكشف عن مادة "تي أن تي" المتفجرة وغاز السارين السام.
وأشار ستارنو، إلى أنه "يمكن استخدام النباتات كتطبيقات دفاعية كما بإمكانها مراقبة الأماكن العامة للحماية من النشاطات المتعلقة بالإرهاب". وأضاف، أن هذه النباتات يمكن استخدامها لمراقبة المياه الجوفية المتسربة في تربة بداخلها ذخائر مدفونة أو نفايات تحتوي على مواد "نيترو آروماتيكس". ونيترو آروماتيكس هي المركبات العطرية التي لديها مجموعة نيترو -NO2. وتعتبر هذه المركبات من مشتقات البنزين، وأبسط مشتق في هذه الفئة هي نترات البنزين الثلاثة (1,2-, ortho´-or-o-dinitrobenzene 1,3-, meta´-or-m- dinitrobenzene and the 1,4-, para´-or-p-dinitrobenzene).
وفي النهاية نختتم بمقولة عباس محمود العقاد: "نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم".
----
تعليقات
إرسال تعليق