مختارات - اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده

اثيوبيا تؤكد الكارثه المائيه بانشاء ثلاثة سدود جديده

عدلي محمد احمد 
   الحوار المتمدن  2020 / 1 / 13 

سد النهضه اصلا هو احد سدود مشروع امريكي 
الاصل اطلق عليه مشروع النيل الازرق , جرت بلورته من جانب مكتب استصلاح الاراضي الامريكيه في العام في مواجهة مصر الناصريه , وهو مشروع مكون من اربع سدود احداها هو سد النهضه علي الحدود المصريه السودانيه ولذلك اطلقوا عليه سد الحدود, اما الثلاثه سدود الاخري فهي سدود مندايا ومابيل وكارادوبي ,التي اعلنت الحكومه الاثيوبيه مناقصه عالميه لانشائها اليوم , بالتواكب مع تشغيل سد النهضه مع بداية الفيضان في يوليو المقبل.
واجمالي مخزون هذه السدود يعادل تقريبا 71 مليار مترمكعب اي ما يعادل تقريبا مخزون سد النهضه المستهدف من جانب النظام الاثيوبي, واكبرها كارادوبي بحوالي 32 مليار ,ثم مندايا 15مليار,ويليه مابيل 13مليار , ثم سد الحدود او النهضه بحوالي 11 مليار.
النظام الاثيوبي وخلفه الامبرياليه العالميه لم يحولا هدف هذه السدود من الكهرباء الي الزراعه مع توليد الكهرباء فقط, ولكنهم اختزلوا مخزون هذه السدود في مخزون سد النهضه المشئوم , حتي يمكنهم انتزاع حق بناء هذه المشروع علي نهر النيل الازرق علي حساب حصة مصر والسودان , فطرح اربع سدود غير طرح سد واحد بالتاكيد ,رغم استمرار الخطوره بالطبع نظرا لان مخزون السد الذي قررت اثيوبيا طرحه للتنفيذ ( النهضه ) ,معادل لمخزون السدود الاربعه.
ورغم ان ذلك السلوك اثار في وجه اثيوبيا اعتراضات اضافيه , فيما يتعلق بامان السد المقام علي ارتفاع لا يقل عن 1350متر من سطح الارض , وهي اعتراضات فاقمت بالتأكيد من فزع المصريين الاصلي مع ضخامة هذا المخزون الذي لم يكن يعني الا الاستيلاء الاثيوبي علي كامل مياه نهر النيل الازرق .
ولكن لم يكن هناك من وجهة النظر الاثيوبيه من بد , مع ادراكهم ان طرح الاربع سدود لن يحل المشكله طالما انها بهذا المخزون الكبير , بل سيمنح مصر الاصرار الذي قد يحظي بوجاهه اكثر من اقتصار السدود علي سد الحدود وفقا لمخزونه الاصلي المقترح لدي مكتب الاستصلاح اي 11 مليار والذي لم ترفعه اثيوبيا الا قليلا عندما اعلنت عن شروعها في بناء سد النهضه في ابريل 2011 ولم تصل للاعلان عن ال 74 مليار متر مكعب كمخزون للسد الا بالتدريج وبقدر ما كانت تطمئن لتخاذل النظام المصري ورأسماليته التابعه التي اطهرت انها مستعده للاستثمار في سد الموت والعار شأنها شأن اي دوله اخري ,وكأن السد لا يعني افناء معظم المصريين وتشريدهم.
الأن ومع قرب تشغيل السد في يوليو المقبل , آن اوان عوده اثيوبيا مضمون مكتب الاستصلاح الامريكي , الذي لم يقترح الاربعة سدود الا لامكانية توزيع المياه علي كمساحه واسعه نسبيا , خصوصا وان الاراضي التي يمكن زراعتها في منطقة بني شنقول المقام عليها سد النهضه اصلا محدوده.
وهكذا يتضح لنا ان قصة السدود الثلاثه الجديده لن تؤثر علي حصة مصر والسودان المائيه التاريخيه, فهذه الحصه في الحالتين , سد واحد او حتي الف سد " خطفها الغراب وطار ", ولكنها تفضح حقيقة سد النهضه التي تخفيها اثيوبيا بصرامه عن الانظار, فتصميم السد حتي الآن مجهول لدي مصر او السودان ودعك من الحديث المعنون بسنوات الملء , فهوحديث افك, فالخزان الاثيوبي الخاص بسد النهضه وفقا لمخزونه الاجمالي البالغ 15 مليار كما اعلنت عنه اثيوبيا منذ البدايه , والذي هو اقرب لتحديد مكتب الاستصلاح الامريكي, لن يتعدي 20 مليار.
اذن ماهي دوافع تخزين ال 74 مليار التي يدور الخلاف المفتعل حول سنوات تخزينها؟ هي بالتمام والكمال قيمة المخزون الاجمالي للاربع سدود ,اثيوبيا موافقه علي انتزاعها خلال 3الي اربع سنوات, اي تريد ان تكون في امان من زاوية حيازتها لاكبرمقدار من المياه يمكنها من الاستجابه المرنه في تشغيلها للسدود الثلاثه الجديده, وللتوضيح اكثر فان تصريف النيل الازرق يدور حول رقم ال 50مليار ,وهو ما سيوزع سنويا علي الاربعة سدود , ولكن هذه السدود تحتاج الي حدود تخزين ميته , لمره واحده مع تشغيل اي سد , وهي في حالتنا لا تقل عن 15 مليار تقريبا, ومنة هنا فان اثيوبيا طرحت الحصول علي كل هذا المقدار وخلال ثلاثة او اربع سنوات , اي المدي الزمني الذي يسمح تقريبا بالانتهاء من بناء كل السدود, والذي هو بالصدفه لا اكثر ولا اقل ,ما تراه اثيوبيا مدي زمني كافي لحل مصر لكارثتها المائيه بعيدا عن مياه النيل الازرق التي سيحجزها السدود الاربعه بالتمام والكمال.
ان سألت الاثيوبي كيف ذلك ؟ وكيف ينسجم مع حديثكم عن عدم الاضرار ؟سيبتسم ويجيبك : اننا نعطيكم مياه الرهد والدندر وعطبره والسوباط , والمحمله بمياه تبلغ حوالي 30 مليار لتقتسموها مع السودان , اضافة الي حوالي 30 ملياراخري لمدة ثلاثة سنوات ترتبون اموركم بعدها كما تريدون ,اضافة الي حوالي 14مليار تأتيكم من من منطقة البحيرات الاستوائيه , اي انكم تحصلون سنويا علي حوالي 45مليار, ومعكم ما لا يقل عن 75 مليار في بحيرة ناصر!!
من المسئول هنا عن هذه التعاسه ؟موقف النظام المصري والذي تحول مع حكم السيسي الي الخيانه الصريحه التامه للنهر العتيد, العويل الراهن والذي سيتزايد هدفه محاولة انتزاع ولو 10ملياراخري سنويا, واستراتيجيا هدفه التبرير!
ولكن عودة اثيوبيا الي ما حدده مكتب الاستصلاح الامريكي , تهمنا ايضا ويجب ان تستصرخ السودان |, من زاوية فضحها لحدود معايير الامان في سد النهضه , الذي تؤكد وجهة العوده للاربع سدود انه مجرد سد مؤقت بمخزونه الحالي المعلن عنه , فكرته التصميميه اساسا سياسيه قبل ان تكون هندسيه , فالمؤكد ان الاخيره تحمل ثغرات فادحه مع هذا المخزون الرهيب ,علي هذا الارتفاع الشاهق في منطقه بركانيه شهيره كهضبة بني شنقول , حدود خطورة هذه الثغرات مرتبطه بهرولتهم السريعه منذ العام الماضي من اجل استجابة البنك الدولي للمساهمه في التمويل وهو ما اقره بالفعل.
اي اننا ازاء مؤامره لا تقتصر علي نهب المياه بل تمتد للتهديد بطمر السودان وتعريض مصر لمستويات عاليه من الخطر يصعب تحديدها نظرا لاننا سنكون حال انهيار سد النهضه الي شئ لم تمر به مصر من قبل , اخفاء اثيوبيا لتصميم السد يؤكد علي المؤامره , اللجؤ الي الشركه الايطاليه المغموره التي تقوم ببناء السد يشير الي جريمه , فكيف يتصدي لبناء هذا السد الضخم المخزون شركه متواضعه جري التعامل معها بالامر المباشر , بعيدا عن اي مناقصات موجهه لكبريات الشركات العالميه المشهوره , كما جري الامر مع السد العالي.
كما تهمنا ثانيا , من زاوية ما تثيره من علامات استفهام حول الهدف من مشروع النيل الازرق برمته , فتوزيع السدود الاربعه لا هدف له الا ري اوسع مساحه من الاراضي الزراعيه , والقابله للزراعه , وايضا توليد الكهرباء وتوزيعها بتكاليف اقل من نقلها الي هذه المناطق الداخليه المستهدفه للزراعه في اثيوبيا , كما هو الحال مثلا مع السد العالي .
كما تهمنا ثالثا , من زاوية ما سيترتب علي هذه العوده من تأمين خصوصي لجريمة نهب حصتنا التاريخيه , فاثيوبيا تدرك جيدا ان حكم السيسي لن يطول به المقام , ووثيقته يمكن للشعب مع وقوع الكارثه بالفعل ان يدوسها بالاقدام , فمن هنا فان احتمال ضرب سد النهضه عسكريا يظل احتمالا مهددا خصوصا مع ما سيكتشفه الشعب المصري قريبا من شروع في افناؤه , ومن هنا فان توزيع دم الجريمه علي عدة سدود يضعف من تأثير وخطورة هذا الاحتمال , فضرب سد واحد يختلف بالطبع عن استهداف ضرب اربعة سدود.
ومهما يكن من شئ , فان الشعب المصري لن يستطيع ان يوقفه اي شئ عن الدفاع عن حياته ومياهه مهما بلغ اجرام النظام الاثيوبي والمتعاونون معه في مشروعه المشئوم, فالمسأله تتعلق بحياة وموت 100مليون مصري الا قليلا من الخونه المستعدين للمراكمه الملياريه حتي لو تعرضت مصر لاخطار وجوديه لم تمر بها من قبل ومنذ وحد مينا القطرين.
======

تعليقات