بعد سقوط البشير بالسودان هل سيتوب الاخوان عن تحالفاتهم الخاسرة ؟؟

بعد سقوط البشير بالسودان هل سيتوب الاخوان عن التحالف مع العسكر ؟؟

بكيبورد : صلاح الدين محسن 
25-4-2019

منذ أكثر من 70 عاماً وجماعة الاخوان  , تعلق علي العسكر أمل ايصالهم للسلطة.. فيخترقوا الجيش , ويستقطبوا من ضباطه من يضموهم للجماعة .. ليقوموا بالانقلاب ويسلموا السلطة لمرشد الجماعة ..
ولكن دوماً في مصر وغيرها .. كان نصيب جماعة الاخوان لي يد حلفائهم العسكر, إما المشانق ! أو السجون والمعتقلات . أو التهميش .. والهروب للعيش خارج البلاد ..
في مصر استقطبوا الضابط جمال عبد الناصر , وحسين الشافعي وأنور السادات وغيرهم .. وبعد انقلاب عبد الناصر وجماعته من ضباط الجيش في 23 يويو 1952 .. كان أول شيء فعلوه أن ذهب قادة الانقلاب لقبر مؤسس جماعة الاخوان " حسن البنا " وقدموا واجب الولاء , وقرأوا الفاتحة لروحه .. وعينوا فيلسوف الجماعة مستشاراً للثورة " سيد قطب " ..
وعندما لم تقتنع الجماعة الا بتسليمها السلطة كاملة أرادوا قتل عبد الناصر في ميدان المنشية بالاسكندرية - الحادث الشهير عام 1954 .. فنصب لهم المشانق , وأول من شنقهم كان مستشار الثورة " سيد قطب " .. ! فدخلوا الجحور والتزموا الصمت . حتي جاء الضابط أنور السادات للسلطة  .. وأخرجهم من الجحور ليكونوا بجانبه ضد اليساريين - ناصريون وغيرهم - فتحالفوا معه .. وعندما شعر السادات بانهم يتحركون كما ثعبان لالتهام طبق الحُكم من أمامه .. زج بقياداتهم في المعتقلات .. فأسرعوا باغتياله .. بأيادي أبنائهم من التنظيمات المنسلّة من جماعتهم ..
تعرضوا للاعتقال .. ثم تحالفوا مع الحاكم العسكري الجديد الضابط الطيار حسني مبارك ..  وأدخلهم للبرلمان بالعشرات ( 80 عضواً ) .. وعندما شعر بانهم يتحركون لاختطاف السُلطة من يده .. لم يدعهم يحصوا علي كرسي واحد في البرلمان , بالانتخابات التالية !

وعندما قامت الثورة - 25 يناير 2011 - ضد مبارك .. تحالفوا مع العسكر ضد الثورة .. فسلموهم السُلطة لمدة عام .. وكان في نية العسك - الحلفاء - ألا يدعوهم يمكثوا في السلطة أكثر من عام .. ولن يعرفوها بعد ذلك .. .. وقد كان .فالضابط العسكري الذي اختاروه وقتما تسلموا السلطة - رجلهم . عضو الجماعة " عبد الفتاح السيسي " اختاروه بأنفسهم ليكون وزيراً للدفاع , ومنحوه الترقية , وعندما ثار الشعب عليهم .. وكانت الخطة معدة من قبل جهاز أمن العسكر , بألا يبقي الاخوان بكرسي السلطة لأكثر من عام .. انحاز رجل الاخوان " وزير الدفاع , السيسي ) ضد الجماعة .. وفض اعتصامهم بميداني رابعة والنهضة بشدة .. ورمي بالسجون والمعتقلات , مختلف قياداتهم .. وقدمهم للمحاكمات . وهرب منهم من هرب خارج البلاد ..

وفي السودان .. تحالف الزعيم الاخواني " حسن الترابي " مع الضابط عمر البشير " .. ولما حدث الخلاف بينهما لعدم تمكين الترابي . من السلطة كاملة .. قام الضابط " البشير " باعتقال الترابي . ثم تهميشه . واستأثر العسكر بالسلطة لمدة 30 سنة . حتي ثار الشعب وأطاح به .. 
وفي تونس .. تحالفوا مع الضابط " زين العابدين " وزير دفاع بورقيبة , الذي عزله , وتولي السلطة . وجامل جماعة الاخوان , بالتساهل معهم في مسألة نشر حجاب ونفاب المرأة .. وتراخت علمانية النظام الذي كان بورقيبة قد أرساه .. وعم الفساد بحكم العسكر بقيادة زين العابدين .. وثار الشعب , وهرب زين العابدين للسعودية .. وبقدوم رئيس منتخب جديد " السبسي - بالباء  لا بالياء - " عادت البلاد للاتجاه للعلمانية فكانت تونس أول بلد تحكم بميراث كامل للأنثي كما للذكر ..

تحالف الاخوان المسلمون في مصر مع النظام السعودي .. وفتح لهم السعودية ليقيموا ويعملوا ويتاجروا ويربحوا وتمتلء بطونهم بالأموال , فنقلوا من الي مصر كافة مظاهر الانغلاق والتعصب الديني - لحية وحجاب ونقاب , وتبديل التة عند الشعب لتصبح " السلام عليكم " حتي في التليفون !  بعكس ما اعتاد عليه الشعب .. وتغيرت ملابس الرجال ذوي اللحي , وانتشرت .. وكثرت عمليات الاتجار بالدين 
وفجأة اكتشف آل سعود ان جماعة الاخوان يخططوا لازاحتهم من الحكم واسقاط عرشهم  .. ! فانقلبوا عليهم , وطردوهم . وهم الآن موزعين بين قطر وتركيا .. والأخيرة - تركيا - تردد انها بدأت ترحل العشرات منهم الي مصر , الهاربين من أحكام قضائية صادرة ضدهم بمصر عن أعمال ارهابية اقترفوها ...
فهل سيتوب الاخوان المسلمون , عن تحالفاتهم تلك ولاسيما مع العسكر بكل بلد .. ضد مصلحة الشعوب وضد ثوراتها الطاهرة المدنية .. وهوما ينقلب أيضاً علي جماعة الاخوان بالخسران والسجون والشتات , ويوقع فوق رؤوس بلادهم الديكتاتورية العسكرتارية  والفساد , لعشرات من السنين !؟؟
ألا يتوبوا عن تلك التحالفات الشريرة ؟؟؟؟

تعليقات