كتابات مختارة - إلى البرهان: إذا كنت وطنيا، ...
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
إلى البرهان: إذا كنت وطنيا، أسحب الجنود السودانيين من اليمن
الحوار المتمدن 29-4-2019
في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة العربية في 27 أبريل 2019 طلب المذيع من عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري السوداني، أن يوجه كلمة للمعتصمين، واختار الجنرال تقديم نصح للمذكورين فحواه أن "الحصة وطن". اكتفى الجنرال بهذا التعبير الدارج وبدت المسألة غريبة وغير منطقية، وغرابتها وعدم منطقيتها هي: هل لدى الجنرال، الخارج من نخبة الصف الأول من العسكريين الداعمين للرئيس المخلوع، الأهلية للتحدث عن الوطنية؟ إن الجنرال البرهان، الذي استلم السلطة مع رفيقه حميدتى عن طريق الانقلاب على حكومة عمر البشير في 11 ابريل، عمل في القوات المسلحة الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين حتى ترقى ووصل إلى الرتبة الرفيعة: مفتش عام الجيش، وأهم مهامها هي مراقبة ولاء العسكريين أصحاب الرتب العليا. وخلال مساره المهني عاصر جنرالنا طرد الألاف من زملائه العسكريين من الخدمة؛ كما شهد السودان تحت مراقبته أحيانا (under his watch) مذابح رهيبة ارتكبها الجيش السوداني في حروب في أطراف البلاد راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين وتجاوزت قوانين الحرب الأساسية (Just in bello) هذا بافتراض عدالة مسوغات تلك الحروب. كذلك كان الجنرال خلال ترقيه من وظيفة أدنى لوظيفة أعلى شاهدا على فظاعات من قتل وتعذيب ترتكب ضد المواطنين المدنيين..
إن المجلس العسكري المتقلد زمام الامور يمثل النخبة العسكرية التي كنت تمثل النظام المخلوع وفى هذا الخصوص فإن المطالبة التي جاءت عقب الانتفاضة بتنحي الفريق عوض ابن عوف وشملت لاحقا الفريق عمر زين العابدين وجلال الدين الشيخ والفريق شرطة بابكر الطيب من المجلس العسكري، بحجة ارتباطهم القوى بالحركة الإسلامية، جاءت صحيحة ولا غبار ولكنها لم تربط بالصورة الكبيرة وهي أن النخب العسكرية البيروقراطية ظلت تخضع الجيش السوداني، منذ تأسيس الدولة الوطنية في النصف الثاني من القرن الماضي، ليكون أداة تحكم بها القوى التقليدية البلاد وبالتالي تكريس الدولة السودانية المعادية للشعب.
كرر الجنرال في المقابلة المشار اليها الإشادة بدول السعودية والامارات ومصر ضاربا عرض الحائط بالراي الغالب وسط الثائرين المتسم بالتحرز من تدخل هذه البلدان في الشأن السوداني، وهذا الموقف اتخذته جماهير المنتفضين بعدما وردت إشارات كثيرة عن ضلوع البلدان الثلاث في انقلاب 11 أبريل؛ كما زادت شكوك الناس بعدما راوا البرهان يستقبل الخائن المطلوب للعدالة السودانية الفريق طه عثمان الحسين الذي منحته السعودية مواطنة بلدها ووظيفة في الديوان الملكي السعودي مكافأة له على تجسسه في السودان لصالح المملكة ضمن دول أخرى. وأخيرا فإن الشعب السوداني ملم ومدرك بما فعلته دولتي الامارات والسعودية في تمكين عبد الفتاح السيسي من السلطة في مصر ومحو كل أثر لانتفاضة الشعب المصري العظيمة في يناير 2011.
إن الجنرال البرهان منذ استلامه للسلطة ظل يتجاهل إجماع جماهير الشعب السوداني على رفض اشتراك السودان في حرب اليمن. ومنذ مارس 2015، تاريخ مشاركته في حرب اليمن، فقد السودان المئات من جنوده الذين ماتوا قهرا في تلك البلاد. وما زالت القوات السودانية تقاتل في اليمن ضمن " التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية" الذي لم يعد فيه إلى جانب السعودية والامارات إلا السودان.
ونختتم برسالة إلى الجنرال عبد الفتاح البرهان: إذا كنت وطنيا، أوقف مقايضة الدم النازف من أجساد الجنود السودانيين في اليمن بحفنة من الدولارات وبضعة براميل من البترول. أسحب الجنود السودانيين من اليمن.
وإلى جماهير انتفاضة 19 ديسمبر نقول لكم ما زال: "السيف عند جبانه والمال عند بخيله"، وان المعركة على طريق الثورة الوطنية الديمقراطية طويلة فتمسكوا بالشعار العبقري الذى رفعه شباب الانتفاضة: “سقطت ما سقطت صابنها"
إن المجلس العسكري المتقلد زمام الامور يمثل النخبة العسكرية التي كنت تمثل النظام المخلوع وفى هذا الخصوص فإن المطالبة التي جاءت عقب الانتفاضة بتنحي الفريق عوض ابن عوف وشملت لاحقا الفريق عمر زين العابدين وجلال الدين الشيخ والفريق شرطة بابكر الطيب من المجلس العسكري، بحجة ارتباطهم القوى بالحركة الإسلامية، جاءت صحيحة ولا غبار ولكنها لم تربط بالصورة الكبيرة وهي أن النخب العسكرية البيروقراطية ظلت تخضع الجيش السوداني، منذ تأسيس الدولة الوطنية في النصف الثاني من القرن الماضي، ليكون أداة تحكم بها القوى التقليدية البلاد وبالتالي تكريس الدولة السودانية المعادية للشعب.
كرر الجنرال في المقابلة المشار اليها الإشادة بدول السعودية والامارات ومصر ضاربا عرض الحائط بالراي الغالب وسط الثائرين المتسم بالتحرز من تدخل هذه البلدان في الشأن السوداني، وهذا الموقف اتخذته جماهير المنتفضين بعدما وردت إشارات كثيرة عن ضلوع البلدان الثلاث في انقلاب 11 أبريل؛ كما زادت شكوك الناس بعدما راوا البرهان يستقبل الخائن المطلوب للعدالة السودانية الفريق طه عثمان الحسين الذي منحته السعودية مواطنة بلدها ووظيفة في الديوان الملكي السعودي مكافأة له على تجسسه في السودان لصالح المملكة ضمن دول أخرى. وأخيرا فإن الشعب السوداني ملم ومدرك بما فعلته دولتي الامارات والسعودية في تمكين عبد الفتاح السيسي من السلطة في مصر ومحو كل أثر لانتفاضة الشعب المصري العظيمة في يناير 2011.
إن الجنرال البرهان منذ استلامه للسلطة ظل يتجاهل إجماع جماهير الشعب السوداني على رفض اشتراك السودان في حرب اليمن. ومنذ مارس 2015، تاريخ مشاركته في حرب اليمن، فقد السودان المئات من جنوده الذين ماتوا قهرا في تلك البلاد. وما زالت القوات السودانية تقاتل في اليمن ضمن " التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية" الذي لم يعد فيه إلى جانب السعودية والامارات إلا السودان.
ونختتم برسالة إلى الجنرال عبد الفتاح البرهان: إذا كنت وطنيا، أوقف مقايضة الدم النازف من أجساد الجنود السودانيين في اليمن بحفنة من الدولارات وبضعة براميل من البترول. أسحب الجنود السودانيين من اليمن.
وإلى جماهير انتفاضة 19 ديسمبر نقول لكم ما زال: "السيف عند جبانه والمال عند بخيله"، وان المعركة على طريق الثورة الوطنية الديمقراطية طويلة فتمسكوا بالشعار العبقري الذى رفعه شباب الانتفاضة: “سقطت ما سقطت صابنها"
==========================
تعليقات
إرسال تعليق