رقصة حمورابي

إعداد  صلاح الدين محسن
23-3-2019
ما هكذا كان يرقص حمورابي . ولا هكذا كان يرقص العراقيون القدماء في زمانه
بل رقص الحصان , رقص الفراش.. رقص العصفور .. رقص الزهور للنسيم .. رقص البجعة والأوزة عندما تكون نشوانة ؟؟
رقص راقِ كرقي حضارة قامت في عصره 

كل الكائنات ترقص برقي وسمو  . انها لا ترقص بأعضائها الجنسية . لا برقاعة وخلاعة . بل بسمو وبارتقاء يشع رفعة وارتقاءً

أما رقص العراقية المعاصرة , الذي أرسله لنا صديق عراقي ضمن قائمة بالايميل . واصفاً اياه ب " رقص عراقي بديع " ! فليس من عند حمورابي . ليس من  . العراق .. بل أتي به جرابيع الصحراء الملاصقة غرب العراق . منذ 14 قرن مضي فقط . 

ما هكذا كان حمورابي منحطا , حتي يرقص مثل تلك الرقصة البالغة السفالة

----

 : ببغاء يرقص  

                       
  :رقص الحصان  



 دبكة لبنانية شعبية . في حفل زواج  


 : رقص افريقي نظيف للأطفال   
                                                                                                                                                                      
  •           
 رقص يحمل بصمات قصور الخلافة الاسلامية - العرب - في العصر العباسي , الأموي , أوعصر المماليك . أو العثمانلي . حيث الغواني والقيان والشعراء والخمور . لامتاع الخليفة أو السلطان . هذا النوع من الرقص . ومعه الرقص البلدي المصري . يلقي اقبالا وحباً من مختلف الشرقييين - االناطقين بالعربية بشكل خاص - من وبدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا - بكافة درجاتهم الاجتماعية
  تلك الراقصة العراقية - ويا فضيحتاه .. تؤدي رقصها في الصين ! , ومن أدب ومجاملات الصينيين . أن قامت فتاة صينية بتحية الراقصة العراقية - الضيفة - عقب انتهائها  . وقدمت لها باقة كبيرة من الورد - تحية لها كضيفة - !
ما هذا الذي أراه أمامي ؟ ! راقصة تلك من بنات بابل وآشور وسومر - العراق , بلاد الحضارات التي تفوق حضارة الصين القديمة !؟ أم هي أنثي تتلوي - كأنها ترقص لهارون الرشيد أو بأحد قصور أمراء الخليج الحاليين . بشُحٍ فني , ناكشة شعرها, كمن تتعري  في حضرة الخليفة العباسي أو العثمانلي , أمام  مخدعه , علها تغريه وتسعده
فتفوز بقلبه دوناً عن مئات الجواري والغواني .
لو قارنت ما رأيته من الراقصة العراقية - التي ترقص في الصين . في مهرجان . كما يبدو , أو في اطار تبادل فني بين البلدين - لو قارنته بالرقص الصيني . الذي نراه بالتليفزيون . بحفلات ومهرجانات الفن الصيني , أو بما رأيته في الحديقة العامة الفسيحة . امام مسكني في مونتريال .. حيث فتاة صينية تدرب أخري . علي الرقص بالمروحة الملونة - ممسكة كل منهما بمروحتين في اليدين -  وتؤدي أمامها بحركات   ابداعية , تعلمها اياها. تشعرك بأن من ترقص أمامك هي فراشة , أو بجعة بيضاء ترقص فرحاً في بحيرتها ,  كأنها حمامة أو عصفورة جميلة تتراقص وهي نشوانة .. رقص نظيف يشعرك بالفرح والسمو والارتقاء . أما أنوثة الفتاة .  فتلمحها وتشعر بها , داخلة في نسيج الابداع الراقص ككل , أو الرقص البديع الرائع حقاً , بعكس ذاك الرقص الذي أمامي للراقصة العراقية - حفيدة من هندسوا جنائن بابل المعلقة ! - , فان الأنيميا الفنية فيه , أشعر بها داخلة في نسيج عرض جسدي جنسي أنثوي في المقام الأول . مبتذل , غرضه الاثارة , ومكانه الأفضل هو غرفة النوم .  
لو قلت ذلك لأخينا  الذي أرسل هذا الفيديو للراقصة العراقية - ضمن قائمة بريدية بالايميل  - . كما سبق وأرسل باعتزاز وانبهار شديد , فيديو لرقصة عراقية أخري . شاهدته فكدت أن أتقيأ . من شدة الفجاجة غير المعقولة. - وأخونا هذا , هو مثقف , ويكتب مقالات ,  و يقرض الشعر أحياناً .  .  والذي وصف ذاك الرقص ب " بديع " ! لو قلت له رأيي فمن المؤكد انه سوف يغضب , ويندهش . تماماً مثل غالبية - ما لم يكن كافة - من عرفتهم من المثقفين المصريين . يعجبهم جداً الرقص البلدي - الذي غني له الفنان الشعبي " محمد عبد المطلب " أغنيته الشهيرة - إعمل معروف يا بو عود ملفوف -  . ويندهشون جداً ان عبرت لهم عن صريح رأيي في هذا الرقص ,  الذي أراه من الأشياء التي تعوق نهوض تلك الشعوب . فهو ان حوي ابداعاً فبقدر فقير . وفي داخل نسيج عام من الاثارة الجنسية . - كما قلنا - استعراض لأعضاء الجسد . بأكثر منه ابداع حركي .  والراقصات يختلفن فقط في درجات الابتذال , ويتفنن في نفس الاطار - اطار الابتزال  -.
كيف يمكن ألا تكون هناك علاقة بين الرقص المنحط . وبين انحطاط عام بأحوال العراق  , وكذلك انحطاط كافة أحوال المصريين !؟
وكيف يمكن ألا  توجد علاقة بين السمو والرقة والارتقاء في الرقص الصيني , وبين ما بلغوه من الرقي الحضاري العام الذي تعيشه الصين وشعب الصين . علي كافة الأصعدة !؟
أقدر ما قدمته من قبل . فرقة رضا - المصرية - للرقص الشعبي . كم كان رقصاً نظيفاً وراقياً  جميلاً . الي حد معقول . وأحترم جداً رقصة الدبكة - الجماعية . في سوريا ولبنان والدول المجاورة لهما-


ان اتجاه روسيات وأوربيات وأمريكيات نحو الرقص الشرقي - او البلدي . كما نسميه في مصر - لا يمكن اعتباره شهادة جودة لذاك النوع من الرقص - الا لو اعتبرنا دخول اوربيين وامريكان في عقيدة القتل  وتفجير الانسان لنفسه وسط عشرات من الآمنين
 . هو شهادة جودة تعلق في رقبة عقيدة القتل والارهاب
والصحيح هو ان أموال النفط .تغري فتيات من دول العالم المتمدين - بأمل طلبها للرقص بقصور الأمراء وتحقيق الثراء .
واعلام النفط يضلل بسطاء بأوربا وامريكا ويزين لهم سوءات عقيدة الارهاب
منذ 3 سنوات .عرضت احدي القنوات المصرية لقاء مع ظاهرة غريبة لم تعرفها مصر من قبل  - ظهور رجال يرقصون بملابس الراقصات  النسائية ! * - وعندما أبدي ضيف للبرنامج استنكاره لذلك . كان دفاع الراقص عن نفسه وعن نجاحه بالقول " أنا رقصت في قصور أمراء " :
- نعم . نعم .. هنا يكمن السر . الوصول لقصور أمراء النفط والغرف من ذهبهم الأسود . كان الدافع , وراء ارتداء رجل لملابس امرأة راقصة . ومنافستها في رقصها ... !
وكذلك فان - تخرج راقصات للرقص الشرقي . - وارهابيين أيضاً - من امريكا واوروبا - بل وروسيا - . ليس شهادة جودة  للرقص الشرقي و لا شهادة لعقيدة الارهاب - السمحاء ! - .. وانما هو : نفط اسود
. أمواله تنساب وتجري بايادٍ غير رشيدة فتفسد كل شيء . العقول و الفنون 


لعله من واجب الشعوب " العرب-نكاحية " التي يعتبر شيوخ الدين فيها , أن التفريج الجنسي عن المحاربين . هو جهاد مقدس . في سبيل الله . وفرض عين علي كل امرأة وان كانت متزوجة ( مضاجعة أعداد من الرجال المحاربين - وجعل نفسها " مبولة منوية " لهم  ..

علي مثل تلك الشعوب أن تعي : هيهات ثم هيهات أن تنهض من تخلفها . وهي تحيا بصحبة تلك الأشياء :
 الرقص البلدي - المسمي بالشرقي - المصري والعراقي  - والأسوا منهما رقص الفتاة السعودية -  , والجلباب والعمامة والطاقية والعقال .


واستبعاد تلك الأشياء , سوف يساعد كثيراً علي نهوض جاد , وتحديث وتقدم تلك الشعوب
  ------ 
فن الرقص العراقي - الحديث - في مهرجان للرقص بالصين .. كما وصلنا بزهو من  . أحد الأخوة العراقيين في  10 أكتوبر  2013           
سبق أن عبرنا عن رأينا هذا في الرقص البلدي - أو الشرقي . كما يسميه البعض - بمقال نشرناه منذ 3 سنوات . وجاءت تعليقات غاضبة تقول " أنت تجرح مشاعر الملايين من عشاق هذا الرقص
 *
الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9
 كلما خسرت صديقاً جديداً . لأنني ما زلت  أتكلم  بصراحة. دون مجاملات أو تنازلات . فانني أشعر بالاطمئنان , بقدر ما أشعر بالحزن والأسف 
 =======



-


   

تعليقات