الغناء والنقد / الغناء للفلاحة بين لبنان ومصر



                               
غناء ونقد  

صلاح الدين محسن 

4-6-2018

مرة اخري مع الأغنية اللبنانية : ابوها فلاح وامها فلاحة. للمطربة الراحلة صباح كما تمنيت لو كانت تلك الأغنية مفصلة عن نموذج عن بنت الفلاحة المصرية
فقد شاهدت بنات فلاحات مصريات ، بتلك المواصفات
لكن لم تصادفني أغنية مصرية تصفها هكذا بما هو فيها وبما تستحقه
فاغنية عبد الوهاب : مين زيك عندي يا خضرة  يا غصن ألبان 
وأغنية " عدوية " غناء محمد رشدي , تأليف الأبنودي ولحن بليغ حمدي , كلها غزل وحسب في جمالها ورموشها التي تشبه شط ..
وأغنية مانتيش عرفاني ازاي يا نجاة ... فارغة
واغنية : سوق الحلاوة جبر. لفايد محمد فايد لا تتكلم سوي عن الظلم الذي وقع علي فتاة ريفية خانها الحبيب. وحسب
وأغنية سيد درويش. يا حلاوة أم اسماعيل في وسط عيالها. وتحلب جاموستها ، وتربي كتاكيتها ، وياختي عليها وعلي بطتها ( البطة ! ) ويجامل الفلاحات بالتقليل من شأن بنات المدينة بالقول : بنات البندر لا. ويقسم : لو يقطعوا رقبته ما يتزوج غير شلبية ... 
وحتى ضمن أغنية شادية ( آه يا لموني ) تقول وحسب " ولولا البسمة ع الفلاح ما نأكل من أيد امينة " .. وحسب .. 
وفِي أغنية بنت البلد ، التي غناها إيمان البحر درويش ، يقول ما لا ندري ان كان مديحا أم هو استخفاف : أحب بنت البلد من حسن عشرتها ، لو يوم شكيت الفلس ، ترهن لي حَلِّتها ( وعاء الطبيخ ، وكان زمان من النحاس ، قبل اكتشاف الألومنيوم ... كانت ثروة بالنسبة للمواطنة العادية البسيطة )

وأغنية " تحت السجر يا وهيبة " غناء " محمد رشدي " وتأليف  الأبنودي .. عبارة عن غزل وحسب ..
كذلك أغنية " بهية وعيون بهية " للمطرب محمد العزبي : غزل وحسب 
--- وكذلك في أغنية سيد درويش " طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة " لا تتكلم عن الفلاحة المصرية الا بالقول " يالاه بنا نملا ونحلب لبن الجاموسية "  ثم يتحول الي : قاعد ع الساقية يا خلي أسمر وحليوة , عاوج الطاقية وقال لي .. ( غزل , وحسب ) ...

وأغنية الملحن أحمد صدقي - غناء وتلحين - " يجعل صباحك ربنا فل ونادي " غزل وحسب ..
مثل هذا الشموخ بهذا التمثال لمصرية الفرعونية " ميريت آمون "  كثيراً ما رأيت مثله بنات للفلاحة المصرية المعاصرة - شكلاً ومضموناً -  . ولم أجد مواصفاتها بالأغنية المصرية ! ..
أما الأغنية اللبنانية - التي هي موضوع حديثنا -  ، فقد وجدتُ فيها جمع شامل لكل ما تستحقه الفلاحة المصرية ( وبنت البلد ،،،، الفتاة البسيطة من عامة الشعب ) 
أول شيء في الاغنية انها تربط بين بنت الفلاحة وبين حضارة لبنان القديمة ( الفينيقية ) فتقول : بيّا  فلاح وإمّا فلاحة ( ابوها فلاح وامها فلاحة )
وقلعة بعلبك بايدها مفتاحها

صورتان لقلعة بعلبك
                             الفلاحة المصرية في تمثال - مختار - نهضة مصر
علي الطبيعة رأيت من بنات الفلاحة المصرية من هُنَّ أفضل مما في تمثال محمود مختار .. 
ثم تتكلم الأغنية اللبنانية ذاتها عن جمال عيون ابنة الفلاحة فتصفها بأنها كعيون مسدس ( تصيب قلب الرجل العاشق ) :وعيونها جوز براويد ( بارود ) معدل ، تنشال تنهد وتنزل ع الساحة
وتواصل الأغنية وصف جمال ابنة الفلاحة :
بنت الفلاحة مثل الغزالة 
مثل العنقود اللي بين الدوالي
ومن شعرها الأسود غاروا الليالي

ومن ايدها الحلوة أكلنا التفاحة
—— وعن جمال ابتسامتها وفطريتها وتلقائيتها وصِدق حديثها :
بنت الفلاحة الطفل يعشقها
والبسم الحلو ما بيفارقها
وكل يوم الصبح بتشكر خالقها
ومع كل الناس بتحكي الصراحة

——. وعن قيامها بعملها باقتدار ، و قوة شخصيتها تقول الاغنية :
بنت الفلاحة عارفة واجبها
ولا حد في بيته يقدر يغلبها
ولما تتمشي لبيت قرايبها
تركض الشمس ( تجري ) وتترك لها براحة ( او تترك لها الساحة )


  وهكذا لم تتوقف الأغنية اللبنانية عند الغزل في بنت الفلاحة .. بل كانت جامعة 

شاملة لكل محاسنها الشكلية والشخصية والتاريخية والانسانية 

--- ثم أخيراً .. الأغنية مغناة بصوت الصبوحة الشحرورة :



===

تعليقات