صون الحياة , وهواية ومتعة التخريب
كتب : صلاح الدين محسن
4-9-2023
الموضوع الذي سأتكلم عنه اليوم , لم أشأ أكتبه ..إلا بعدما وصلني فيديو , عن حدوث نفس الشيء في الصين أيضاً *..
كنت أسمع عن تكنولوجيا حديثة , يمكن بها نقل مبني كبير من مكان لآخر - انتزاعه من الأرض التي أقيم فوقها . واعادة نصبه فوق أرض أخري بمكان آخر - دون أن يمسسه سؤ !
ولكنني لم أتصور امكانية حدوث ذلك إلا بعد أن حدثتني عنه , جارة صديقة , في مدينة مونتريال الكندية
قالت انها كانت منذ قرابة 20 عاماً , تقيم في مدينة تورونتو - الكندية , والتي تبعد عنا بحوالي 5 ساعات بالقطار - وأرادت الشركة مالكة العمارة السكنية التي تقيم فيها , بيع الأرض المقامة عليها البناية - العمارة - ! . بيع الأرض فقط - دون هدم المبني -
الشركة المالكة أبلغت السكان بالأمر .
فسألوا : متي نتأهب للنقل , لنحزم الأثاث ومحتويات شققنا السكنية !؟
فكانت الاجابة : لا .. لا تفعلوا شيئاً اطلاقاً .. اتركوا كل شيء كما هو , و سيتم نقل العمارة - البناية - بكاملها . بسلامة .
ثم قالت لنا ادارة الشركة : هيا تفضلوا للاقامة في فندق , لبضعة أيام .. اقامة كاملة ومجانا
وتكمل الجارة الصديقة - طاب مثواها - باقي حكايتها :
وبعد أيام , قالوا لنا : هيا لتتسلموا شققكم كما تركتموها ..
ذهبنا للموقع الجديد الذي نصبت فيه العمارة . صعدنا .. كل واحد منا يعرف الطابق الذي تقع فيه شقته , و أخرج مفتاحه وفتحها ودخل ..
كلنا .. وجدنا كل شيء في شققنا , كما تركناه , ولا كوب زحاجي تعرض لكسر , ولا ملعقة سقطت من مكانها !
اذ تم نقل المبني بكل ما فيه من الأثاث , سليمة وكاملة , ودون هدم ! , ودون أية خسائر .. ! .
عند البعض , في بلاد أخري , الهدم والتخريب هواية ممتعة ! . ولاسيما هدم الصروح التاريخية ذات القيمة الفنية العالية ! وتخريب الحدائق العامة - التراثية - , واقتلاع الأشجار من الشوارع ومن الطرق العامة دونما سبب مفهوم .. !
-----
*
نعود لما حدث في الصين , والذي لولاه لما تشجعت علي كتابة ما حكته لي الجارة الصديقة الراحلة - طاب مثواها - وما قرأته عنه من قبل . ولم يكن قد اطمئن قلبي .. هذا ما حدث في الصين , واكد علي ما سبق , وشجعني علي الكتابة في الموضوع :
مدرسة تم انشاؤها في عام ١٩٣٥ في الصين ، ولأن المبنى تراثي وعزيز عليهم , فقد احتفظوا به ، وعندما أرادوا نقله , قاموا بتركيب أرجل صلبة , وأزاحوه من مكانه دون تخريب ! .
فيديو :
=======
المقال منشور بموقع الحوار المتمدن :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=804068
____________________________
تعليقات
إرسال تعليق