الرئيس يسأل : أعمل ايه !؟ 2/2
( نشر في موقع الحوار المتمدن يوم 15-9-2022 )
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768586
اولاً .. سنتكلم عن الاصلاح - لو .. صح وجود نيّة وجدية وفرصة وامكانية لذلك .
ثم سنتكلم عن التغيير- السلمي / ان امكن - والذي تقول كل الشواهد ان التغيير هو المطلوب / وبأي نوع وبأي شكل ..!
عن الاصلاح :
السيد الرئيس الجنرال " السيسي " كرر علناً بالداخل وبالخارج . ان مشكلة الفقر وجوع الملايين , وقمع السلطة للحريات , سببها كثرة تعداد المصريين لاكثر من 100 مليون , أعمل ايه ؟ أعمل ايه ؟! ...
و وراء غياب الحريات , والإختفاء القسري - أمنياً - , والتعذيب للمعارضين السلميين .. ان مصر بها مائة مليون نسمة / أعمل ايه ؟ أعمل ايه ؟ .
و مشكلة ارتفاع نسبة الانتحار بين الشباب .. / الرئيس يقول : ناس بنتتحر ! نعمل لهم ايه ؟
!!
وحول كثرة تعداد المصريين ( 100 مليون ) , توجد دول اكثر تعداداً ولكن زعماءها لا يربطون مشاكل بلادهم بكثرة التعداد السكاني . مثلا :
في افريقيا : نيجيريا - ضعف تعداد شعب مصر - أكثر من 217 مليون نسمة . رئيسها لا يتساءل بالداخل وبالخارج : تعداد السكان كبير .. أعمل ايه ؟ اعمل إيه !؟ ..
وآخر تعداد لسكان اثيوبيا , حوالي ١١٨ مليون / رئيسها لا يتساءل بالداخل وبالخارج : أعمل ايه ؟ أعمل ايه ؟
الهند - تعدادها مثل سكان مصر 14 مرة - .. !
ولكن رئيسها لا يردد كثيرا معبراً عن قلة حيلته وعجزه بسبب كثرة السكان / تلك مسؤلية الحاكم ، وان كان غير قاد علي تحمل تلك المسؤولية فليتركها لغيره
وناهيكم عن الرئيس الصيني " شي " - لا يتساءل : اعمل ايه ؟
وأخيراً : اليابان تعداد سكانها يزيد عن تعداد المصريين , بحوالي 20 مليون . ومساحتها ثلث مساحة مصر . وليست لديها ما لدي مصر من ثروات الطبيعة !
------
في الفيديو التالي ، الرئيس يتكلم عن سيدة تعاني من الجوع هي وأولادها .. بسبب قلة الدخل والغلاء .. وهو يقول لها : وأنا أعمل أيه ؟ أنا عندي مائة مليون مواطن مصري مسؤلين مني . أعمل ايه ؟
https://fb.watch/fdN9Tfwkcg/
----------
لعل السيد الرئيس هو كما غالبية المصريين يحفظون عن عمر ابن الخطاب قوله : " لو تعثرت دابة بشط العراق ، لخشيت أن أسأل عنها يوم القيامة : لماذا لم أمهد لها الطريق ؟ "
فكيف اذا جاعت ( وليس تعثرت ) بل جاعت امرأة هي وأولادها ( وليست دابة ) أفلا يكون عمر - أو السيسي - مسؤولاً عنها ؟
وكيف اذا كثر انتحار الشباب بسبب كثرة تعثراتهم في طريق المعيشة الحرجة ودهاليز الحياة العامة غير الممهدة ، ومن يتحمل المسؤلية عن انتحارهم , وعدم تمهيد طرق الحياة أمامهم ؟؟
نعود لما قلناه في الجزء السابق من هذا المقال : من قبل قالوا للرئيس ( في حديث له شخصيا ) ناس كتير يقدمون علي الانتحار ..
وهو يرد باندهاش وبهدؤ وببساطة : ناس تنتحر .. ! .. طيب حنعمل لهم أيه ؟
بسيطة بدون تجاوز منا وبدون إساءة ، سنقول لك ماذا تفعل ، ليس بكلام من عندنا ، بل من عند مسئولين عندك بالدولة ، متخصصين ويأخذون رواتباً ، ويقومون بعملهم كما يجب ،
عندك " المركز القومي للبحوث " اسأله : ما أسباب كثرة الانتحار بين الشباب ، وما علاج المشكلة ؟
ستجد عندهم الإجابة جاهزة وحاضرة
عن مشكلة زيادة السكان - الانفجار السكاني - :
اسأل علماء الاجتماع بمعاهد البحوث ( غير الموظفين اللي حواليك . المبتسمين طوال الوقت لكل ما تقوله ) :
لماذا فشلت كل حملات ومحاولات تحديد او تنظيم النسل . منذ عهد عبد الناصر والسادات وحسني مبارك وحتي الآن .. ؟!
ستجد عندهم الاجابة ، وستجد عندهم الحلول الأكيدة والمفيدة لمشكلة زيادة السكان
مافيش حل قلته من عندي .. لا . ولا أنا عامل فيها أبو العريف .. لا , كل حل أنا ذكرته موجود عندك داخل مصر . أنا بس شاورت عليه
انا رجل كبير السن , قاعد بعيد في كندا .. وطبيعي ان قلبي في مصر ككل من اضطروا للعيش بالخارج/ وان تنوعت الاسباب .
عن الاقتصاد :
إذا كنت يا سيادة الرئيس عاوز حقا يعرف تعمل ايه للمائة مليون مصري :
استمع يا سيدنا الجنرال , لخبير اقتصاد مصري ( أكيد شوهوا سمعته أمامك ، وصوروه عدوا لك ولمصر ! وعموما هو مات ! مات واستراح .. لكن تسجيلاته وآراءه الناجعة للنهوض بمصر , موجودة علي الانترنت فيديوهات ، يمكنك أن تسمعها وتعمل بما فيها ، ان شئت الخير لبلدك ، ولتكف عن القول : أعمل ايه؟ المصريين عددهم 100 مليون , أعمل ايه ؟ )
تأكد يا سيادة رئيس مصر الجنرال المحترم ، ان هذا الرجل - الذي لم أعرفه من قبل - " الخبير الاقتصادي د . صلاح جودة " يقول ربما ما لم ولن تسمعه من أحد في الحاشية الرئاسية
(( من ضمن ما سمعته من فيديوهاته - ان مصر لها سفارات وقنصليات بالخارج أكثر مما لدي أمريكا - أغني دولة بالعالم ! - والكثير من تلك السفارات والقنصليات المصرية لا لزوم لها .
(( و بالطبع أغلب موظفي تلك السفارات والقنصليات : لواءات جيش وضباط أمن دولة , ومخبرين )) .. - اهدار للأموال - ماهي قتّة محلولة ! - كما يقول المصريون -.
ثم نبكي من كثرة الديون ونقترض ونقترض , ونبيع أصول البلد )) .
استمع لفيديوهات ذاك الخبير " د . صلاح جودة " - الذي مات - ويمكنك العمل بما فيها . فعنده حلول لكل مشاكل الاقتصاد .
الفساد يستل لقمة الخبز من أفواه الفقراء :
الشباب الذين ينتحرون ، من الذي أخذ لقمة خبزهم ، - وحرمهم من مسكن لائق , وحرمهم من فرصة عمل شريف بمرتب يضمن لهم عيشاً معقولاً - من قضي علي آمالهم في حياة كريمة ؟
الجواب : انه الفساد والفاسدون المفسدون
المرأة اللي بتشتكي للسيد الرئيس : لانها وأولادها جوعي .. من الذي حبس لقمة الخبز عن أفواههم ؟
انه الفساد
فماذا فعل سيادة الرئيس في الفساد ؟
هل أوقفه ؟ هل يرعاه ؟ هل يقوده ؟ هل هو شريك متضامن فيه ؟ هل يتستر عليه ويشجعه فقط ؟
هل ستكون الإجابة هي :
أعمل ايه ؟ أعمل ايه ؟ فعدد سكان مصر فاق ال 100 مليون ! ,, أعمل ايه ؟!
—
ثانياً - نتكلم عن التغيير:
تذكر يا سيادة الرئيس " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ - سورة النساء / آية 78"
ويأتيكم غضب الشعب ولو كنتم في عاصمة جديدة بعيدة ..
وان كثرة الكباري والمحاور بالعاصمة , لن تكون حاجزاً لاعاقة اعصار شعب مظلوم غاضب مقهور , و وطن منهوب .
تذكر يا سيدي أن الذي قتل ديكتاتور رومانيا - شاوشيسكو , هم جنود الجيش - وليس خروج الشعب في انتفاضة ! - أحضروه وزوجته وأوقفوهما داخل دائرة من الجنود , والبنادق مصوبة اليهما , ثم أمطروهما بوابل من الرصاص حتي الموت . وهذا حدث بالمدينة التي هي معقل مؤيديه ( نعم .. بالمدينة التي هي معقل مؤيديه !! )
تذكر يا سيدي أن الرئيس السادات , لم تقتله الانتفاضة الشعبية العارمة ( في 18 و 19 يناير 1977 ) بل قتله جنوده المشاركون في احتفاله وفرحته في ذكري العبور 6 أكتوبر ( أبناؤه الجنود ! ) .. عبَّروا عن غضب الشعب الذي قام - السادات - بزج كل رموزه المعارضة
السياسية والدينية ( من اليمين لليسار للوسط ) , بالمعتقلات والسجون .. !
تذكر يا سيدي أن الذي اغتال يوليوس قيصر - عام 44 قبل الميلاد - ليست انتفاضة شعبية , كان يحتاط لها ببناء عاصمة جديدة بعيدة , أو بكباري ومحاور كثيرة , في عاصمة قديمة ! , أو بقواعد عسكرية هنا وهناك لا أحد يعرف السبب الحقيقي لبنائها ! أحقاً هي لمواجهة أعداء بالخارج ؟ أم لمواجهة العدو اللدود للنظام : الشعب .. !؟ -
كلا .. بل الذي قتل " يوليوس قيصر " هو : العديد من أعضاء مجلس الشيوخ , انهالوا عليه طعناً , وعندما التفت ليري من الذي سدد له طعنة في ظهره , وجده أحب أصدقائه " بروتس " ! فقال قولته الشهيرة : حتي أنت يا بروتس .. !؟
( و لم تقتله انتفاضة شعبية يخشاها . ويبني عاصمة جديدة للاحتماء بها !! )
لا تنسي يا فخامة الرئيس الجنرال .. ان رجل أمريكا في الشرق الأوسط , حتي عام 1978- شاه ايران , لقي منها الخذلان لصالح الخوميني ! وعندما هرب الشاه للخارج بطائرته , هدد الخوميني أية دولة تمنحه الاقامة , وطالب بتسليمه لمحاكمته ,, فخافت كل الدول علي مصالحها بما فيها حليفته السابقة أمريكا ! - عدا الرئيس السادات! لم تعنيه مصالح بلاده , لأجل مصلحته الشخصية مع شاه ايران - .. وسقط عرش الشاهنشاه ومعه جنرالات جيشه وزبانية التعذيب في أقبية جهاز السافاك , وفي السجون , كلهم حوكموا ونالوا جزاء ما فعلوه في الشعب ..
ان في التاريخ عبرة لمن يتعظ / يا أولي الألباب .
فلا تأمن يا فخامة الرئيس , لا لأمريكا , ولا لإعلام يسير مع كل حاكم يجلس علي كرسي الحكم , ولا تعتمد علي الذباب الاليكتروني - ولا علي من يحركونهم - لمناوشة المعارضين في السوشيال ميديا .. فأجهزة أمن أعتي الطغاة , عبر التاريخ , تحولت في يوم ما , في ساعة ما , الي ما يشبه عش العنكبوت ..
لأن الغضب الناتج عن الظلم والقهر الواقع علي الشعوب , له أشعة سحرية نفاذة , تخترق وتصل لعمق ضمائر أقرب المقربين من الحكام الطغاة , ولقلوب أوثق حلفائهم .. فتتحول خناجر وبنادق الجميع تجاه صدور ورؤوس الزعماء المستبدين الظلمة . !!
فاحذر يا سيدي , من مصير وقوفك أنت والسيدة قرينتك , في وضع " نيقولاي شاوشيسكو " وزوجته !. واختر حكمة بوريس يلتسن - الروسي . أو حتي " زين العابدين بن علي - التونسي - . أو فاروق الأول - ملك مصر السابق - الذي قدم العرش ثمن تجنب سفك الدماء .
لا تظن أن مهزلة تغوّل الجيش علي كل شيء في مصر وعلي كافة أنواع الانشطة المدنية الصغير قبل الكبيرة , هو حديث واستنكار المعارضين المصريين بالخارج فقط .
كلا بل ان ذاك السلوك المعيب في حق جيش , قد هز ضمائر وحرق قلوب مواطنين غير مصريين - يلبسون العقال ! ها هو انسان غير مصري - خليجي أو سعودي - يعني شبعان ومرتاح في بلده , لكن ضميره غضبان - شاهد الفيديو التالي واحزن معي وإبكي خجلاً :
هذي آخرتها #الجيش_المصري يبيع #الكبدة والله #هزلت :
https://fb.watch/fwq-8bgH4t/
-------
فخامة الرئيس الجنرال : البلد قد صار مستنقعاً كبيراً وقُبح الفساد يحيط بكل ما فيه من الجمال ,, و أفضل حل للجميع , كمحاولة للانقاذ , والخروج الآمن لك - علي غرار ما فعله الرئيس الروسي السابق " بوريس يلتسين " عندما غاص في الوحل السياسي , وطلب خروجاً آمناً , مقابل تسليم السلطة بهدؤ - وكان له ما طلبه ( وكفي روسيا وكفي نفسه وكفي شعبه شر الثورة والدماء والخراب ) .. فيمكنك يا سيدي الرئيس الاستفادة مما فعله " يلتسين " :
بأن تعلن عن انتخابات مبكرة , لا ترشح نفسك فيها, ولا تدعو أحداً من المقربين منك لترشيح نفسه .. - وتقوم فقط بحماية وضمان نزاهة الانتخابات -
فخامة الرئيس الجنرال .. ان كعكة السلطة قد اكتساها العفن , فعليك يا سيدي ببعض من عفة الجنرال الذهبي السوداني الراحل " عبد الرحمن سوار الذهب " - 1934 : 2018 - . بأن تدع الشعب يختار , ويتحمل مسؤولية اختياره . وتبتعد أنت بكرامة . هذا في حد ذاته - طوق نجاة - وسيكتب لك كانجاز هام .
والسلام ختام
-----
تعليق للكاتب يرد فيه علي تعليق للقاري والصديق دكتور مجدي سامي زكي :
صلاح الدين محسن :
التعليق رقم 5
مقولة سورة النساء 78 هي الآن مقولة عامة - لا يهم كثيراً لمن كانت موجهة - / فأي انسان قد يدركه الموت في أي وقت , وفي أي مكان - سواء كان في قلعة حصينة , أو في سفينة وسط البحر أو في طائرة بعيداً عن الارض
ما كان عندي أمل كبير في ان يستجيب حسني مبارك , لما قلته له في كتابي الصغير " لا أحب البيعة " ويجري اصلاحاً - بل تعرضت للسجن
و بالنسبة للسيسي , أملي في أن يستجيب لما دعوته اليه , ليس كبيراً . واتمني ان يخيب ظني ويستجيب ويجري اصلاحات كما ذكرنا
و أري انه علي الكاتب ابراء ذمته والدعوة للاصلاح والتغيير السلمي , أولاً / أو الحل الثوري
وهذا واضح في أول سطرين بالمقال
لكي لا يتهم الكاتب بأنه يدعو للعنف وحسب
مآسي الأقلية الدينية في مصر , فاقت الوصف وفوق احتمال عقل أو قلب اي انسان يضع انسانيته فوق معتقده الديني أو اللاديني
أما ماذا بعد السيسي - لو ترك السلطة - أو لو أُزيح عنها ؟
فأري مصر أشبه بسفينة وسط بحر تتقاذفها الأمواج والأعاصير . وقراصنة السلطة المتربصون كثيرون , وأغلب ركاب السفينة متعاطفين مع هؤلاء القراصنة , ويعتبرونهم طواقم انقاذ و ملائكة رحمة
تحية وسلام
==========
تعليقات
إرسال تعليق