ثروة حسن راتب , ونبوءة الأديب أنيس منصور, وتوقعاتي لنهاية محاكمته

كتب : صلاح الدين محسن
29-12-2021

عن رجل الأعمال المصري , الذي يحاكم الآن بتهمة تهريب الآثار المصرية للخارج " دكتور حسن راتب " 
(( مصر.. تجديد حبس رجل الأعمال حسن راتب في "قضية الآثار الكبرى"https://arabic.rt.com › middle_east ))

.. سبق أن كتب عنه الأديب الكبير الراحل أنيس منصور .. والذي كان وضاحاً وجود معرفة بينهما - أو ما يشبه الصداقة - وقال في مقاله , ما يعني ان ثروة " راتب " الكبيرة , لا يمكن أن تكون من مصدر مشروع ..

وكنتُ قد اشتريت - في التسعينات من القرن الماضي - بعض الأسهم - لأولادي - في شركة أسمنت سيناء . التي أسسها دكتور حسن راتب -, وكان رئيساً لمجلس ادارتها .. - 400 سهم - .
ورأيته عندما حضرت أول اجتماع للجمعية العمومية للمساهمين , وهو يدير ذاك الاجتماع ( بقاعة فندق ميناهاوس - عند أهرامات الجيزة ) .. أتذكر ان شاركه علي المنصة - كمراقب مالي للشركة - دكتور عبد العزيز حجازي - الذي شغل من قبل , منصب رئيس وزراء مصر - عهد أنور السادات - , و منصب وزير الخزانة - في عهد عبد الناصر - ( مكتب المحاسبة: عبد العزيز حجازي وشركاه محاسبون ومراجعون قانونيون )
 
وتصادف - كما فوجئت - أن الجالس أمامي بالقاعة, هو " دكتور عزيز صدقي " ( شغل منصب رئيس وزراء مصر في عهد أنور السادات , وقبله شغل منصب وزير الصناعة - في عهد عبد الناصر ) .. من الواضح انه كان أحد المساهمين - حيث كان يجلس معنا في قاعة جلوس عموم المساهمين - وكان دكتور راتب , قد نوه عن وجود " د . صدقي " معنا . وهو يشير اليه .  

وفي ذاك اللقاء لاحظت ان دكتور راتب , شخصية زئبقية .. كيف ؟ 
فعندما فتح باب توجيه الاستفسارات أو أسئلة الأعضاء المساهمين .. وبعدما أجاب علي عدد منها , سأله أحد المساهمين الموجودين بالقاعة سؤالاً لم يعجبه .. فوجدته تصرف بمهارة وبنعومة شديدة .. اذ تظاهر بأنه سيجيب علي السؤال , وأشار له بالجلوس , ثم أومأ لمساهم آخر كان قد رفع يده طالباً الكلمة , ليوجه استفساره أو سؤاله ..
وبنعومة تجاوز الرد أو الاجابة علي المستفسر السابق .. ومضت الأمور حتي ختام ونهاية الاجتماع , وكأن السائل الذي تجاوزه دكتور راتب , لم يكن .. وكأن سؤاله لم يُسأل , وكأن الحضور لم يسمعوه .... ! ..
ربما كان صاحب السؤال - أو الاستفسار - مشاغباً .. فالأمر لا يخلو في تلك الحالات من أشخاص مشاغبين مزعجين ..
لكن الطريقة التي تخلص بها دكتور راتب .. من ذاك الشخص ومن سؤاله .. قد أعطتني انطباعاً بانه شخصية زئبقية .. - معروف ان الزئبق من الصعب الامساك به . يفلت من بين اصابعك بسهولة شديدة .  
لذا أتوقع خروج دكتور حسن راتب , من محنة المحاكمة وعودته لأعماله ولأملاكه ..
ولماذا لا يخرج ويعود ؟
هل فعل أكثر مما فعله حسني مبارك - وأعوانه - وأولاده وزوجته !؟

هل فعل أكثر مما فعله الملياردير هشام طلعت مصطفي - المحرض والممول لعملية قتل المطربة السورية سوزان تميم ؟! / و القاتل نفسه أيضاً تم الافراج عنه بالعفو الرئاسي , كما المحرض والممول للقتل / سي ان ان عربي  24-5-2020

اتهام دكتور حسن راتب , بتهريب الآثار - المطروح الآن برهن التحقيق - .. ذكرني بما كتبه عنه من قبل الأديب الراحل الكبير انيس منصور - والمشكك - او المتشكك - في مصدر الثروة الكبيرة التي حققها الأول .
بعيداً عن قضية تهريب الآثار . التي يقشعر لها بدن كل انسان محب لآثار تاريخ بلاده 
شهادة حق لصالح حسن راتب , بمقارنته برجل الاعمال أحمد عز , في حالة عرفتهما فيها بشكل شخصي - كرجال اعمال , لا كمعارف , ولا كصداقات سابقة بيني وبينهما - :
وقت اشتغالي بالتجارة - في مصر - اشتريت عدداً من الأسهم في بعض الشركات . بالاضافة لشركة " أسمنت سيناء / كما ذكرت .. 
كانت توجد شركة , الجميع يراهنون علي انها ستكون الأكثر ربحاً . وهي شركة حديد عز
صاحبها رجل الأعمال " أحمد عز " الذي قفز في التسعينيات من القرن الماضي , في زمن قياسي الي مجال السياسة . في عهد حسني مبارك . وصار من نجوم قيادات الحزب الوطني - الحاكم - !
أكبر عدد من الأسهم اشتريتها كانت في شركة حديد عز .. ( 1100 سهم ) 
 أسهم شركة حسن راتب " أسمنت سيناء " - ال 400 سهم - ربحتُ من ارتفاع سعرها .. 
وخسرت خسارة فادحة في أسهم شركة أحمد عز .. ! اذ راحت أسعارها تتهاوي وتتهاوي حتي فقدت ثلاثة أرباع قيمتها .. ! فسارعت ببيع ما اشتريته قبلما ينحدر سعر السهم الي مليم ! وكانت خسارتي أنا وغيري رهيبة ..
كان المساهمون فقط يخسرون  .. أما " أحمد عز " , فاشتري في نفس الوقت - كما علمنا - شركة حديد اضافية ! مكانها الدخيلة بالاسكندرية !  يبدو انه اشتراها من خسائر المساهمين في شركته - علي حسابهم ! . اذ تردد  وقتذاك انه يعبث في أسعار الأسهم بالبورصة , لنهب أموال المساهمين في شركته ..
للمزيد من المقارنة بين الاستثمار بالأسهم مع حسن راتب , وبين المساهمة مع أحمد عز :( وقتذاك , كشاهد عيان ) من واقع تجربتي الشخصية :
عند الدعوة للاجتماع الأول للجمعية العمومية للمساهمين في شركة حسن راتب - التي تكلمنا عنها - كان الاجتماع في فندق ميناهاوس بالهرم / سهل الوصول اليه بالسيارة أو بالمواصلات - وقتها كانت عندي سيارة خاصة وسائق - وكانت القاعة الكبيرة للاجتماع مملوءة بمئات من الحضور ..
أما بالنسبة لشركة حديد أحمد عز .. فلم يستأجر قاعة في فندق , ولو لساعتين فقط .. بل أعلن ان الاجتماع في مدينة السادات , طريق الاسكندرية الصحراوي . البعيد كثيراً عن القاهرة . ولم يهتم باستئجار أتوبيس لنقل المساهمين - كما تفعل الشركات -.. لذا كان الاجتماع ( للجمعية العمومية ) في غرفة صغيرة لا تتسع لأكثر من عشرين شخصاً هم من حضروا .. !
عندما بدأ مصنع " أسمنت سيناء " الانتاج .. أعلن د . حسن راتب , عن دعوة المساهمين لزيارة المصنع والمشاهدة علي الطبيعة , في الموقع , وعن مكان وجود الأتوبيسات التي ستنقل المساهمين , من القاهرة الي شمال سيناء .. وشاهدنا علي الطبيعة , شغل المصنع وانتاجه .. وبعد ذلك دعانا لتناول الغذاء - مجاناً - بقرية سياحية - علي مستوي عالمي راقي - يمتلكها هو أيضاً في شمال سيناء . علي مسافة قريبة نسبياً من المصنع .

أما " أحمد عز ".. فلم يكلف نفسه بمجرد أن يأخذنا نحن العدد القليل جداً الذي حضر اجتماع باسم جمعية عمومية .. ليطلعنا علي خط سير الانتاج بالمصنع الذي نساهم فيه بأموالنا . خاصة وان الغرفة التي اجتمعنا فيها هي بداخل المصنع ..  .. ! 
( يومذاك , قلت في نفسي , ربما هو يوفر النفقات , لكي تزدهر الشركة وتربح . وترتفع قيمة أسهمنا نحن المساهمين ونربح معه... ولكنه كان يُقتِّر ويبخل و أيضاً يخطط لذبحنا . فخسارتي - أنا وآلاف غيري - في شركة حديد أحمد عز , كانت فادحة . ( وعندما تزوج للمرة الثالثة - عام 2007 - من نائبة في البرلمان وقتذاك , دفع لها مهراً قدره 25 مليون جنيه .. وكان قدوة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة , الذي تزواج بعده , من المغنية اللبنانية هيفاء وهبي ..  دفع حوالي 25 مليون أو 20 مليون جنيه / كما نشرت الصحف.. 
والجدير بالذكر , ان والِديّ الأحمدين - عز , و أبو هشيمة -  من الضباط الكبار , الأول - عز - والده كان ضابط جيش برتبة لواء - عبد العزيز عز - , والثاني - أبو هشيمة - والده كان ضابط شرطة برتبة لواء : اللواء حمدي أبو هشيمة... - علي هامش الموضوع ..
كانت تلك مقارنة بين الرجلين - حسن راتب , و أحمد عز - .. اللذين لا تربطني بهما ثمة علاقة شخصية .. و لكنها شهادة حق .. نقلتها من الذاكرة ..

أما عن جريمة تهريب الآثار , المتهم فيها حسن راتب .. فليت يد العدالة تطول كل المتورطين فيها , دون انتقاء لابتزاز من لديه ما يمكن ابتزازه . 

ما سبق .. جري في تسعينيات القرن الماضي . وقتها كنت أعمل بالتجارة , التي دخلتها دون قصد مني , واضطراراً .. بعد سأمي وكراهيتي للوظيفة وقيودها .. و كنت أخطط لشراء أسهم في بعض الشركات , من ربحي التجاري المتواضع , الذي كنت قد قنعت به - لكي أتفرغ للكتابة وتأليف كُتبي . ولكن حدث ما حدث لي من وراء مؤلفاتي - 3 سنوات سجن + شهر تنكيل , كعب داير - . وقُبيلَ الخروج للحرية , صرخ في وجهي واحد من أخوتنا البُعدا .. في العالم السفلي - يجعل كلامنا خفيف عليهم ! - مهدداً متوعداً إياي : لا تكتب .. لا تكتب . ( ما تكتبش .. ) 
 مما اضطرني لمغادرة مصر الي كندا . قرب نهاية عام 2004 .. وهذا ليس موضوعنا اليوم .. ولكن موضوعنا هو ما قلناه في عنوان هذا المقال.
____________________________

تعليقات