كيف يتعاملوا مع السفور والتعري في دولة متقدمة


كتب : صلاح الدين محسن
25-12-2021
كندا - حيث أعيش منذ 17 سنة - هي من البلاد الديموقراطية العلمانية المتقدمة ..
كتبت من قبل عدت مرات , عن الانتخابات هنا . وكيف تسير بنظام وبهدؤ , ولم اسمع ابداً عن طعون بالتزوير يقدمها المهزوم .. لانه لا يوجد شيء اسمه تزوير ..  والحزب الذي يكون في السلطة , وفي يده الداخلية والمباحث والجيش والمالية , والعدالة وجهاز القضاء . و و - سلطات البلد كلها - اذا خسر الانتخابات الحرة النزيهة بحق .. فانه يهنيء الفائز . ويسلمه مقاليد الحكم بأدب وبهدؤ ..
كتبت عن هذا الموضوع كثيراً .. وقلت أيضاً , ان رئيس الحكومة يعينه الشعب بالانتخاب .. ورئيس المقاطعة - أو الولاية أو المحافظة - , أيضاً يعينه الشعب بالانتخاب .. وعُمدة مدينة مونتريال الكبري , أيضاً بالانتخاب . ورئيس الحي - وكل حي في مونتريال - وباقي أعضاء رئاسة الحي ,, أيضاً بالانتخاب الشعبي ,, وليس بالتعيين .. كله بالانتخابات
فماذا عن موضوعنا - عنوان مقالنا اليوم -   " كيف يتعاملوا مع السفور ( أو ما نسميه ببلادنا الشرقية السعيدة جداً : الخلاعة والفجور وعدم الاحتشام والتعري و  و الخ )  ؟؟ 
الجواب : اذا رأيت امرأة بالشارع تمشي وهي تلبس ما يكسف عن أكتافها ومعظم أثدائها , وتلبس القصير فوق الركبة . وتضيقه من عند الأرداف والبطن .. ( وماشية تتقصع )  .. فهذا شانها لا شأنك أنت .. وعليك ألا تنظر اليها أوتطيل النظر , ولا تتلفظ بكلمة استنكار أو احتجاج . أو اساءة , والا طلبت لك البوليس , الذي سيحاسبك بتهمة التدخل في حريتها الشخصية .. وهذا يخضعك لعقوبة قانونية ..
واذا فتحت بلكونتك ووجدت بالبلكونة القريبة المقابلة أو المجاورة .. فتاة أو سيدة تلبس المايوه البكيني والسوتيان ..ولا شيء سواهما وتقف أو تستلقي في الشمس .. فليس لك أن تنظر اليها , أو  تسمعها ما يجرحها .. فما تفعله هي , ليس من شأنك . بل شأنها وحريتها الشخصية , ولا أحد يرغمك علي النظر اليها , ان كان لبسها لا يعجبك , لا تنظر اليها .. لماذا تنظر اليها ؟!! ومن حقها اذا أنت تفوهت بكلمة وتدخلت في شأنها الخاص .. أن تطلب لك البوليس ليحاسبك علي تدخلك في حرية غيرك . اذ يجب عليك غض بصرك عما لا يعجبك. وتدع غيرك وشأنه , وأنت في حالك ... 
ولا أحد يصيح : الشباب .. الشباب حيتدمر بسبب سفور البنات والسيدات ..
لا أحد يصرخ بتلك الكلمات .. علماً بأن كندا بلد يضم بداخله جاليات من كل أديان الكرة الأرضية .. بالاضافة للمسلمين - سنة وشيعة - , بل ودواعش تسللوا مع اللاجئين من الشرق الأوسط .!. وسلفيون مسلمون متشددون , ومثلهم يهود متشددون - حريديم - ومسيحيون - طوائف مختلفة - وهندوس, وسيخ , وبهائيون , و   و الخ .. الا أن أحداً من كل هؤلاء .. إلا وهو يعرف القانون , الذي لابد من احترامه : الحرية الشخصية .. ممنوع التدخل فيها .. وكن وشأنك ودع الآخرين وشأنهم . ولا تتطلع لمن لا تعجبك ملابسه أو سلوكه الشخصي , والا فالقانون سيحاسبك 
وكل واحد يعلم ابنه الشاب , ما يقوله القانون . فلا ينظر لامرأة أو فتاة لا يعجبه لبسها . فذاك شأنها .. ولا ينظر ويطيل النظر لشاب وشابة أو رجل وامرأة غارقان في حالة احتضان وقبلات بالمترو أو الباص - الأتوبيس - .. أو بالحديقة العامة .. 
ونفس الشيء - عن الحرية الشخصية - يتم تدريسه بالمدارس للتلاميذ .. 
هنا لا خوف علي الشباب .. 
ولا ارهابي يصرخ : الشباب .. الشباب سيتدمر بسبب سفور البنات والنساء . والخلاعة. 
الشباب يعرف القانون . وكل شاب يعرف حقه وحريته , وحرية غيره الواجب احترامها .. فلا أحد يتدمر, ولا أحد يتزمر . ولا أحد يتنمر . ولا أحد يتأفف من رؤية امرأة سافرة .. ذاك شأنها . وشأن كل واحد أن يغض بصره , وعليه بنفسه , هو حر , وغيره حر .
هنا توجد نساء سافرات , ونساء محجبات .. 
( ان شئت كرجل .. أن تكون سافراً مثلها .. فأنت حر , لا أحد يمنعك , وان كنت تريد الاحتشام فأنت حر )
ولا يوجد درويش - داعية ارهابي - ينادي بالمترو والأتوبيس ليبث الخوف والتهديد للنساء بالقول : الحجاب يا أختاه .. الحجاب قبل يوم الحساب ..

عام 2005 .. نشرت مقالاً *.. ذكرت فيه كيف يتعانق شاب وشابة ويغيبان في قبلة طويلة .. في وسائل المواصلات العامة .. كنت حديث الاقامة في كندا , وكان كل همي أن أحصي كم عدد من يراقبونهم ؟ وكم عدد المتعصبين , وكم عدد المتأففين أو المتزمرين ؟ 
وكانت النتيجة : لا أحد .. كأنهما غير موجودين . أو كأن عربة المترو أو الأتوبيس , أو الحديقة العامة , لا يوجد بها سوي هذين العاشقين وحدهما .. !

فكيف يكون ذاك الفعل كارثة  ومصيبة كبري في دولة ما !؟ , قد تفضي لجريمة قتل في الحال .. ! أو القبض علي العاشقين واحالتهما للمحكمة ورميهما بالسجن .. 
بينما في دولة أخري - كندا أو مثلها من الدول - نفس الفعل لا يعني شيئاً الا للاثنين العاشقين وحدهما فقط .. ولا غيرهما .. ؟؟ لا قتل , ولا صياح  بان الشباب سوف يتدمر ! ولا اعتداء ولا محاكمة ولا سجن .. !
السبب هو وجود قانون يقدس الحرية الشخصية .. ويلزم الجميع باحترامها : بالقانون ..
بهذا القانون .. تعاملت الدول العلمانية المتحضرة . مع السفور .. تلك المشكلة العظمي عند معظم دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا .. 
المشكلة التي جعل منها قانون الحرية الشخصية بالدول العلمانية : لا شيء ...
وأمام القانون ينحني كل الشعب .. تنحني كل الطوائف وكل الجاليات ومعها كل أديانها تنحني أمام القانون .. فيسود الوئام ..
--- هامش :
* مقال عام 2005 " رأيت حلم نزار قباني الذي لم يتحقق " : لينكات المقال :
https://salah48freedom.blogspot.com/2016/03/2005-7.html 

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=39945
____________________________

تعليقات