الاحتفال بالذهاب للموت (الرحيم , والاختياري)
كتب : صلاح الدين محسن
27-7-2021
تقليد جديد , في تقديرنا انه سوف ينتشر في الأعوام القادمة / حفل الذهاب للموت
هذا موضوع يختلف عن احتفال المطربة الراحلة صباح بتشييع جنازتها بالطبل والمزمار. والرقص . وهو تقليد
لم تبتدعه صباح - وان هي البادئه به في لبنان وباقي دول المنطقة - بل هو موجود عند بعض قبائل افريقيا .واختيار الموت الرحيم , بدلاً من الموت بعد صراع طويل سقيم عقيم مع الأمراض , ورحلات طويلة سخيفة بين الأطباء وغرف العمليات الجراحية, ومعامل التحاليل وعيادات الراديولوجي - الأشعة - , والخضوع لجدول وساعات أوقات تناول أنواع عديدة من العلاج ! .. وعمل حظر ذاتي علي أنواع محببة من الطعام بأمر الأطباء !!
فلا جدوي من كل ذاك العذاب والمرار , وخاصة اذا كان الشخص مصابا بالسرطان (حالة متأخرة ) ولا جدوي من عذاب العلاج الكيميائي وغيره . أو عاش من السنين ما يكفيه ويغنيه عن مزيد منها في عذاب وشقاء ..
الدول المتقدمة المتحضرة اعتمدت قانون حق الانسان في الموت الرحيم الاختياري - كما أمريكا وكندا - ليتجنب رحلة العذاب التي شرحناها من قبل ..
هناك من أقاموا بالفعل حفل وداع لأهاليهم . بالفرح والمرح والغناء والرقص , بعدما حصلوا علي التصريح الطبي بالموت الرحيم .
ربما يري البعض ذاك النهج تطبيع للعلاقة مع الموت
وربما يراه البعض الآخر مكايدة ومعاندة وتحدي للقدر ( قدر أحمق الخطي , سحقت هامتي خطاه - الشاعر كامل الشناوي )
ولعل بعض مدمني شراب بول البعير يعتبرونه كفرا وزندقة, لان الإنسان يعجل بموته ويحرم الله من الاستمتاع بمشاهدته وهو يشقي ويتعذب لأطول مدة ممكنة ! .
وقد يعده فريق رابع : يأس من رحمة الإله وفقدان للصبر الذي هو مفتاح الفرج !!
وقد يعتبره بعض خامس : تعاون و مساعدة لله وللسيد عزرائيل . في تأدية مهمة إنهاء الحياة ..
لكن تلك الاعتبارات السابقة لا أهمية لها ولا حساب سوي عند شعوب نائمة وقائمة بالصلاة علي الحبيب
أما أمم العالم المتقدم . فلها حساباتها بالعقل الذي اخترع الكمبيوتر والموبايل وصنع الأشياء الحديثة التي صارت بين أيادي الجميع. الأغبياء كما الأذكياء ، والمدروشين المصلعمة عقولهم ، كما النوابغ
تلك هي الحياة .. في نهايتها تموت كل الكائنات .
الموت الرحيم نعمة حضارية اعتمدتها كندا في عهد حزب الليبرال . لا أدري ان كان يرفضها حزب المحافظين
أن يموت الإنسان برغبته أفضل
هناك اناس يتمنون الموت , بعدما بلغوا سن الكهولة بأمراضها العديدة , وشَحَّ السمعُ وقلّ الابصار , ووهنت العظام , ويودوا لو بعثوا برسالة للموت في كل ساعة , يسألونه لماذا تأخر ؟ ومتي سيجيء ؟ . والموت الرحيم ممنوع في بلادهم بأمر إله رحيم ! وبتعاليم أديان رحيمة وكهنتها وفقهائها الرحماء . - ممنوع الموت الرحيم - . !
بالموت الرحيم يدري الإنسان تماماً متي وبأي أرض يموت ( بعكس : " وما تدري نفس بأي أرض تموت " / سورة لقمان . آية 34 )
وبالموت الرحيم , يرتب الانسان كل أموره ويغادر وهو مرتاح
إنما هذا الثري من أعين ساحرة الاحورار - الشاعر الفارسي عمر الخيام -
كم حوي التراب .. من حسانٍ وعقول ونفوس تحوي علوما وفنونًا وآداب ؟
سبيلُ الموتِ غايةَ كلِ حيِّ *** فداعيه لأهلِ الأرضِ داعي ( الشاعر قُطَرِيّ بن الفجاءة / من شعراء العصرالأُموي )
طالما لا نملك ان نغير قضاء الموت - كنهاية حتمية - لماذا لا نحدد ميعاده , عند اللزوم , و وقتما نستطيع !؟
و أوليست مواجهته بالفرح والمرح وبالغناء . أفضل ؟؟ ان في ذلك حكمة جميلة , ورحيمة كما الموت الرحيم .
-----------------
تعليقات
إرسال تعليق