الاستشهاد عند الدواب والطيور والحشرات2-3

الاستشهاد عند الدواب والطيور والحشرات2-3

9-4-2015

أيضاً , توجد حشرات وطيور وحيوانات كثيرة . لا تشترط , ولا تطمع في ثمن للموت تضحية وفداء , ثمناً للاستشهاد .. 

  بالحي الذي أسكن فيه , يحاول الحمام البري  أن يعشش بالبلكونات . 

وممنوع علي السكان تركه ليعشش , ولا تقديم الطعام أو الشراب له .. حرصاً علي نظافة المبني . وعلي الصحة العامة .

 كلما فتحت باب بلكونة مسكني , طارت الحمامة وزوجها بسرعة خوفاً علي حياتهما من غدر الانسان .

أشفق عليهما من كثرة محاولتهما الاستقرار بالبلكونة  . رغم كثرة مطاردتي لهما . وكدت أن أتركهما . ولكن لي جارة  انجليزية الأصل , تكشف بلكونتي , ولن تتردد لحظة في الابلاغ عني لو وجدتني قد تركت زوج الحمام يعششان ببلكونتي – اشفاقاً –

وذات يوم فتحت البلكونة فوجدت حمامة راقدة لا تتحرك . ظننتها مريضة أو مكسورة . اقتربت منها . فلم تتحرك . مددت يدي  نحوها , فضربتني بجناحها بقوة وزامت مهددة  

!!

رجحت ان تحتها بيضة

تركتها لما بعد .. فلما طارت لتبحث عن غذائها ومائها

  ثم تعود لاحتضان بيضتها .. اضطررت لأخذ البيضة ورميها بكيس الزبالة – وأنا حزين جداً –

فلما عادت الحمامة ولم تجد بيضتها .. وجدتها تقف فوق  سور البكونة وتنظر اليّ بتحدي وتنمر . ووجهها مملؤ بعداوة الثأر تماما كما وجه الانسان ..! وتعابير وجهها مكتظة بكل معاني الشتائم المصوبة من نظراتها تجاهي , وأحسست بانها توشك علي أن تنقض علي وجهي ضربا بجناحيها ونقراً بمنقارها

!!

هي تعرف ان معركتها مع الانسان غير متكافئة بالمرة , وقد تعرضها للذبح .. وتكلفها حياتها ..

  . لكن رخصت حياتها دفاعاً عن حقها المنتهك المسفوح 

دون طلب للشهادة والاستشهاد ولا طمعاً في دخول جنة للحوريات والغلمان       

( استشهاد بلا دناءة أو طفاسة .. ! ) وبدون وعد من إله , بغنائم كثيرة تأخذها...! :

لفتح	48	19	وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا
لفتح	48	20	وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا

هكذا الفداء والاستشهاد عند طائر صغير  ..

ونفس الشيء بالنسبة لغيرها من الطيور , والحيوانات , بل والحشرت الصغيرة

استشهادها.. كريم بلا ثمن . بلا طمع في جنة نساء وغلمان وطعام وشراب جناتي ..

ولكن ..

ولكن أستاذ بمعهد بحوث الصحراء . كان قد حارب في أفغانستان وعاد بساق واحدة ..  في حديث معه.  منذ سنوات . باحدي الصحف (   جريدة العربي الناصري – كما أتذكر -  ) , سألوه من ضمن ما سألوه : ألا تخشي أن تأتي أمريكا لاحتلال مصر كما أفغانستان , فتدمرها ؟.

فأجاب بلهفة : يا ليت .. لكي أنال الشهادة

!!

يتمني قدوم محتل لبلده , يتسبب في دماره . فقط : لكي ينال هو

الشهادة . – مثله في ذلك مثل كل أعضاء الجماعات الجهادية .

فالشهادة عند كل عضو بجماعة جهادية , تعني بالتحديد نساء كثيرات وغلمان وانهار عسل ولبن وخمر 

!!

فأي نوع من الكائنات هذا .. وأية شهادة تلك ؟؟

أية دناءة تلك ؟! , وأية طفاسة ..!؟

لكل الكائنات العفيفة , من حيوانات وطيور وحشرات أو بشر  ..

الذين يرون الاستشهاد , عند وجوبه , هو التضحية والفداء بلا ثمن

لهؤلاء .. اعظم تحية . وكل الاجلال .

-- 

والي الحلقة الثالثة والأخيرة

---