إيران فيما بعد - 1
إيران فيما بعد
13-4-2015
صلاح الدين محسن
لوكان قد تم ضرب ايران مبكراً .. لربما تبخر
حزب الله اللبناني في الحال
. ولسقط – في الغالب – نظام البعث وبشار الأسد
, في سوريا
لكن أمريكا وأوربا صبروا - وثابروا - علي ايران كثيراً . لأن ايران
هي الجهة الوحيدة التي يمكنها المساعدة علي اسقاط
النظام السعودي
وتقسيم السعودية. وبالتالي كان يجب ولا يزال
واجباً علي المعنيين برسم
وتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد – الابقاء
علي ايران سليمة . لحين
اتمام دورها – بسذاجة الراديكاليين الاسلاميين
, وبغبائهم السياسي ,
ورعونتهم – في انهاء حكم آل سعود – أو تدمير
وتقسيم السعودية .
وحصر العائلة السعودية في ركن محدد , بعد التقسيم
وبعدها.. تلتفت
أمريكا واسرائيل وباقي حلفائهما . نحو ايران ,,
لضربها وسحقها وتقسيمها بين : كرد , وفرس و,
ترك , وعرب , وأذربيجان , وأوزبك . ..
كل أنظمة الحكم
بكل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا . لا تستحق
البكاء عليها , ولكننا نبكي مُر البكاء , علي
شعوبهم التي تدفع الثمن باهظاً
أمريكا وحلفاؤها
. يعرفون أن الخراتيت ( القوميون العرب ,
والراديكاليون الاسلاميون ).. كل منهم هو أكفأ
من يدمر الآخر , وكلاهما
أكفأ من يدمر شعبه ووطنه . ويدمر نفسه أيضاً
.
وتلك الخراتيت
العروبية والاسلامية .. بتطلعاتها الفاشية وبأحلامها في
استعادة امبراطوريات استعمارية قديمة , هم خطر
علي العالم , ( مثلما
هما
خطرعلي دول وشعوب المنطقة , وكما خطرهم علي شعوبهم ) .
(( وكذلك الاسلاميون
الراديكاليون , بطوائفهم وبجماعاتهم وتنظيماتهم
– سنة وشيعة .. حماس وفتح .. داعش وجبهة النصرة
وأمثال جبهة
النصرة
وكتائب قسام , وكتائب علام !.. سلفيون واخوان .. الخ , هم
الأقدر علي تدمير بعضهم وأنفسهم . أقدرمن أية
قوي أجنبية – فكيف لا
تساعدهم القوي الأجنبية علي ذلك , ما دامت
لها مصلحة !!؟ ))
عندما وصل القوميون
العرب – البعث – لحكم العراق. في الستينيات
من القرن الماضي .. كان لابد من راديكالية اسلامية
تدمرهم ويدمرونها
ولم يكن شاه ايران راديكالياً اسلامياً , فتبنت
أمريكا وحلفاؤها . الخوميني
. كبديل لشاه ايران . وساعدته علي الوصول للسلطة
..
وفي أسرع وقت
.. دارت الحرب بين الخوميني , وبين البعث العراقي
الصدامي .. لمدة 8 ثماني سنوات : دمار دمار دمار , علي كافة
المستويات !. لبلاد فارس , وبلاد بابل وآشور
( صاحب التخطيط استهدف
ثأرا قديما ,بينه وبين كل من الامبراطوريتين
معاً .. ثأر يعود لما قبل التاريخ الميلادي
) .
القوميون العرب
والراديكاليون الاسلاميون , يبتلعون بسرعة , طعم مخططات الدول التي تخشي فاشيتهم
..
ولا يتعلمون .. فعبد الناصر ابتلع الطعم في عام
1967 – كما خطط له
الرئيس الأمريكي " ليندون جونسون
" - . وذاقت مصر وشعبها أبشع هزيمة وكارثة
. جراحها لا تزال مفتوحة للآن !
وصدام حسين ابتلع
الطعم . عندما وسوست له السفيرة الأمريكية
في بغداد " غابرييل غلاسبي " , بما
يفتح شهيته لاحتلال الكويت .. وسرعان ما ابتلع الطعم ..
مات صدام , ولكن
تعويضات الكويت عن الاحتلال , لا يزال شعب
العراق , وهو في أسوأ حالاته . يدفع أقساط تلك
التعويضات
!!
واليوم .. ايران
– الاسلامية الحكم - قد ابتلعت الطعم .. اذ زينت لها
أمريكا , خدعة اطلاق سراحها في المنطقة لتكون
قوة عظمي (
امبراطورية فارس , تعود من جديد في ثوب اسلامي
) فراحت ايران تتمدد
في العراق , وفي لبنان , وفي سوريا .. ثم في
اليمن الملاصقة للسعودية , وعينها علي السعودية ..
وحاولت ايران
– الشيعية النظام -, التمدد في مصر , ( فمصر ظلت
شيعية لأكثر من 200 عام . والجامع الأزهر بناه
الشيعة الفاطميون )..
ولن تفقد ايران أملها في التمدد في مصر , الا
لو تم ضربها – بيد
اسرائيل أو أمريكا وحلفائها - ضربة دمار , كما
انضربت العراق وسوريا وليبيا واليمن
الشواهد تقول ان
دمار وتقسيم السعودية – علي ما يبدو – يمضي في طريقه ..
قد تحدث
داخل السعودية , مفاجأة هي غاية في الغرابة . مثل مفاجأة
استيلاء الحوثيين علي السلطة في اليمن . واكتساحهم
للجيش , وقصر
الرئاسة , وكافة القواعد العسكرية , والمقرات
الرسمية ..! والعالم في دهشة لا يصدق ما حدث
!
وكمفاجأة انسحاب
قادة جيش العراق في الموصل وافساحهم الطريق
لداعش . فجأة . ( أول مرة ) ..! والدنيا كلها مذهولة مما جري
أعداء النظام السعودي
بالداخل كثيرون , لكن لاسقاطه لابد من قوي
من الخارج . وليس أفضل من ايران , من يقوم بذلك
أوسط جديد . هما
مصر والسعودية ..
ويبدو أن الداعشيون
– وأمثالهم - موجودون بداخل جيوش الدولتين
.. – مصر والسعودية – وسيقومون بمثل ما قاموا
به في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان
...*
نجاح السعودية
في عمل تحالف عسكري لعدد من دول المنطقة , منها
مصر , والتدخل في اليمن , بالتأكيد سيثير حفيظة أمريكا وأوربا –
واسرائيل – ومخاوفها, فهذا التحالف سابقة غير
مطمئنة لهم . فحرب
تحرير الكويت من صدام , كانت بقيادة أمريكا
.. وليست السعودية .
وكانت السعودية
بمفردها عندما تدخل جيشها في البحرين لانقاذ النظام
من السقوط . أما أن تقيم السعودية تحالفا عسكرياً
من عدة دول منها
مصر . وتتدخل في اليمن .. فهذا ما لن تدعه أمريكا
واسرائيل –
وحلفاؤهما يمر بسلام . لأن مثل ذاك التحالف العسكري
, قد يطول أمن
اسرائيل , الذي تعتبره أمريكا وحلفاؤها جزءاً
من أمنهم القومي .
فهل ستضاعف وتسارع
أمريكا وحلفاؤها بجهودهم , لأجل اكمال تنفيذ
مخطط ضرب وتقسيم السعودية .. !؟
أم ستساعد علي
توريط ايران في معمعة حرب كبيرة ضد التحالف الذي
تقوده السعودية , ثم تترك لاسرائيل الفرصة لتوجه
ضربتها لايران ..!؟
لعل الأرجح هو
حدوث الاحتمال الأول .
من المستفيد من
خارطة الشرق الأوسط الجديد ؟
انهم أصحاب الثأر التاريخي مع كل دول المنطقة
– أكثر من ثأر ..
ثأرعتيق قبل التاريخ , وثأر في منتصف القرن السابع
الميلادي , وثأر في الخمسينيات من القرن الماضي
وثأر متواصل – متبادل - لا يتوقف بينهم وبين
باقي شعوب المنطقة –
وخاصة
مع الفلسطينيين , المرتبطين بعاطفة الدين واللغة بكل دول المنطقة
- .
حِيل وفنون التخطيط
والتآمر .. هي عبقرية , لا يضاهيها سوي عبقريات علماء اليهود في مختلف العلوم
!!
لكن الشعوب في
المغارب والمشارق , ليست بغافلة عمن يحيك تلك المخططات والموامرات الشريرة
والثأر يولد ثأر
, ولو بعد حين
!!
" . ما حدث لليهود
في ألمانيا النازية هو " هولوكست
و ما حدث لشعب
العراق , وشعب سوريا , وشعب ليبيا , وشعب اليمن . ربما هو أسوأ من الهولوكست
وما يحدث لمصريين في سيناء من يوم لآخر . ضد
جنود وضباط بالجيش
وبالشرطة . وفي داخل مدن مصر من تفجيرات يومية
– هولوكست بالبطيء .. .
وما يحدث في صعيد مصر للأقلية العقائدية – من
دواعش وأمثال
الدواعش . وعدم مبالاة الحكام أو تؤاطئهم -.
هو " هولوكست " بالبطيء , و أسوأ من الهولوكست السريع
وكل ضحية هولوكست
. لا ينسي ثأره , ولو بعد حين , فقد يسلمه
لأجيال تلو أجيال , لتأخذ ذاك الثأر من أجيال
بريئة سوف تأتي بعد
عشرات كثيرة وربما بعد مئات من السنين
!!
(
ان هولوكيستات أخري
كثيرة . متنوعة الأشكال .. سوف تتكرر .
وستطول الجميع . كثأر بين الشعوب , لكننا لا ندري ستكون من نصيب
أية أجيال .. حالية أم قادمة .. بعد شهور أم
بعد سنوات . بعد عشرات
السنين أم بعد مئات .. ان الثأر بين الشعوب يبقي
كالبراكين الخامدة التي
تثور فجأة . ولكن يمكن اطفاء تلك البراكين بخطط
متحضرة للسلام .. بدلاً من خطط ومؤامرات وتفانين
الانتقام التاريخي ) . .
ومن يشجع هؤلاء
المتوحشون الراديكاليون ,, ويعترض علي اعتبارهم
ارهابيين ! ويدعمهم بالمال ويلقي لهم بالسلاح
( خفية ! وانكشف أمره )
في العراق وفي ليبيا وفي سوريا وغيرها – و من
ناحية أخري يشارك
في ضربهم بالطائرات..! فاعل ذاك الشر الخبيث
, بات معروفاً للدنيا كلها ..
أمريكا وحلفاؤها
, تدخلوا في ليبيا بعد الثورة علي القذافي , بزعم
حماية المدنيين .. ولكنهم كانوا يضبطوا تدخلاتهم
وطلعات طائراتهم .
بحيث لا تسمح لطرف بالانتصار علي الآخر الا بعد
أن تتدمر كل الأطراف , وتدمير كل ليبيا أسوأ تدمير
وتكرر نفس الشيء
في العراق وفي سوريا .. صنعوا داعش بالترتيب
مع تركيا وقطر .. ثم تظاهروا بالمشاركة في محاربة
داعش .. وكانت ت
صريحاتهم في البداية .. ان القضاء علي داعش وهزيمتهم
في العراق
سيكون سريعاً .. ( وراحوا يزودونهم بالأسلحة
والأغذية باسقاطها بالطائرات من ناحية أخري .. !! ).
ارجعوا لتصريحات أمريكا – وحلفائها - حول مقاومة داعش بالعراق
وسوريا .. تجدونها تخاذلية , ثم تصاعدية في تحديد
المدة . حتي كادت
تصريحاتهم في وقت ما أن تقول بوضوح . ان المواجهة
مع داعش , قد تستمر الي مدي لا يعلمه الا الله .. !..
حتي قيام القيامة ....
يبدو أن أمريكا
ستحاول تكرار نفس السيناريو في اليمن , تزعم عمل
تحالف دولي بقيادتها لمقاومة الحوثيين باليمن
.. لتكرر ما فعلته في ليبيا , والعراق و سوريا ..
وستكرر أمريكا
نفس السيناريو في السعودية , عندما تشتعل الحرب
الأهلية في السعودية – ان نجح المخطط المرسوم
لتدمير وتقسيم السعودية كما العراق وسوريا وليبيا واليمن
وربما سعت أمريكا ( وأضع يدي علي قلبي ) لتكرار ذات السيناريو
في مصر. التي تجري محاولات لف حبال المخطط حول
رقبتها , بكل الطرق , ومن كل النواحي .. وفي ظل قيادات مشبوهة
---
من يوجه تلك السياسة
الأمريكية الأوربية الشريرة ؟
لعله من البديهي
, أن من يسيطر علي الاقتصاد , يمكنه السيطرة علي
السياسة – بطرق شتي - .. ليأخذ ثأره التاريخي
, ويشفي غليله من عدة
شعوب ومن العديد من الدول – ويدمر التراث
الانساني ممثلا في الآثار
التاريخية .. ويزعزع أمن العالم , وهو في طريقه
لاستخدام الارهاب
لضرب الارهاب , فتكون الدول والشعوب – والتراث
الانساني - ملعباً
وساحة للمعارك بين الارهاب والارهاب .. ولا يستثني
من أهوالها أحد , لا من الغرب , ولا من الشرق ...ً.
لو كانت سياسة
أمريكا وأوربا , من داخل رؤوس رجال سياساتها , لا من رؤوس من يسيطرون علي الاقتصاد
..
لأمكن لهم حل مشكلتهم ومشكلة العالم مع الارهاب
, بطريقة متحضرة . وسهلة . نلخصها في الآتي – الممكن جداً
–
فرض العلمانية والديموقراطية فرضاً علي دول وشعوب
الشرق الأوسط
وشمال افريقيا – وجعل مواثيق حقوق الانسان الدولية
الصادرة عن الأمم المتحدة . هي المصدر الوحيد للتشريع . بتلك الدول
.
هنا ... اذا تعلمنت
وتمقرطت نظم الحكم بدول تلك المنطقة ( وتم طرد
الأديان خارج السياسة . سيمكن حل كل مشاكل الصراع
علي الأرض
وغير الأرض ) . سوف تفتح كل تلك الدول بما فيها
اسرائيل , حدودها بين بعضها في أمان .. مثلما دول أوربا ..
وسوف يعيش الفسطينيون
واليهود معاً , مثلما يعيش غالبية اليهود
والفلسطينيين بالخارج معاً في سلام . ويمارسون التجارة سوياً .
بلا حساسيات .
الحل الانساني
لوقف الارهاب , وخدمة سلام العالم .. أمر ممكن جداً
لكن ما يحدث .
هو للأسف , أعمال شريرة لا تليق بدول عظمي , ولا تجيزها أخلاق سياسيين شرفاء
.
--- مقال معاكس , بعد تحول الأوضاع السياسية " هل ايران أولاً . وليس فيما بعد ؟ " : http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_43.html
--- مقال معاكس , بعد تحول الأوضاع السياسية " هل ايران أولاً . وليس فيما بعد ؟ " : http://salah48freedom.blogspot.ca/2016/04/blog-post_43.html
******** هوامش
*
الاستشهاد عند
الدواب والطيور والحشرات 3-3 ( داعش .. بداخل
جيش دولة , هي علي قائمة التدمير والتقسيم )
موجود بنفس البلوج – المقال السابق لهذا المقال - .
******************************
تعليقات
إرسال تعليق