الاستشهاد عند الدواب والطيور والحشرات 1-3



  الاستشهاد عند الدواب والطيور والحشرات 3-1  

6-4-2015

كل الكائنات الاخري غير الانسان   . يضحي فيها الفرد أو الأفراد لأجل الجماعة .. من الأفيال والكباش - مروراً بالقرود - وحتي النحلة والدبور , والنملة ..
وهي كائنات لا تعرف هتاف : الله اكبر .. ولا تطمع في جنات فيها خمر وفسق حلال
ومع ذلك فهم يُقدمون علي التضحية بالنفس ( بلا طفاسة ..  ولا دناوة )  



 مثل تلك الكائنات , توجد أيضاً أمم وشعوب  ببني الانسان – كريمة عفيفة - تعرف التضحية بالنفس لأجل الأوطان. أو دفاعاً عن النفس والأهل والحق . سواء كانوا شيوعيين لا يؤمنون بدين , أو وجوديين أو علمانيين أو ملاحدة . أو يقدسون البقرة , وغير ذلك ..
كل هؤلاء يعرفون الفداء والتضحية بالنفس  بدون ان يسيل اللعاب علي صدورهم ( طفاسة ) توقاً للقاء الحوريات والغلمان   
ولا رغبة في طعام وشراب بالجنة – دناوة -
( استشهاد مبرأ من الغرض , بل الاستشهاد عندهم , هو واجب وفداء - وحسب 

فكرة ان التضحية والفداء بالروح . لا يمكن ان تكون الا بثمن : شهادة وجنة وحوريات وغلمان وأنهار من اللبن والخمر والعسل ( استشهاد تجاري , نفعي , مصلحجي ! . طفس )  هي فكرة يمكن أن يتفتق عنها عقل تاجر .. ,  ترك التجارة لينصب نفسه , ويحترف مهنة :  وكيل للسماء - وكالة تجارية – كما جاء في :
سورة الصف  61 آية 10-11 :
" يا أيها الذين آمنوا . هل أدلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنوا بالله ورسوله . وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم . ذلكم خير لكم "   
 !!

لكن من بين البشر يوجد كِرام ..   يوجد من يأبون ان يكونوا اقل أخلاقاً وكرماً ونبلاً من حشرات وطيور  وحيوانات , تضحي بحياتها لأجل الحق , ودفاعاً عن النفس وعن الوطن والمجتمع ..  بلا ثمن ,  وهم منزهون عن الرغبات , ومبرأون من الشهوات

ففي الحرب العالمية الثانية , كان اغلب سكان  روسيا 

شيوعيين . لا يؤمنون بالجنة ولانسوانها ولا غلمانها .  .. 

ولكن بمجرد أن وجدوا وطنهم وأهاليهم وكرامتهم في 

خطر وبلادهم تُحتل . ضحوا ليس بمليون واحد وانما بحياة 

عشرين مليون  فدائي = ماتوا لأجل الواجب .. وليس أكثر .. 
انه فداء واجب . وحسب  . وترفعوا عن تقاضي ثمن لآداء 

واجبهم نحو اهلهم ووطنهم ومستقبل أولادهم واحفادهم  


.واجب فقط , وليس أكثر . ولم يدخلوا بدمائهم وبأنفسهم 

في تجارة مع أحد . لا مع الله ولا مع الشيطان . ولا مع 

الملائكة .. ! بل بذلوا أرواحهم , كراماً , أطهاراً أنقياء ( 

دون شهوات طفسة ولا رغبات دنية )  


  وعندما ثار شعب بورما ضد حكم الطغيان  العسكري عام 2007 , كان رهبان البوذية  في الصدارة بجانب الشعب . وسقط منهم شهداء . في سبيل الواجب  ولا شيء غير الواجب .. لا طمعا في جنة وعدهم بها بوذا , ولا أي شيء ... بل استشهدوا كرماً منهم .. بلا ثمن , بلا مقابل ...

ألا ما أروعهم من شهداء . وما أكرمهم , وما أنبل أخلاقهم

وهل يتساوي الشهيد العفيف النزيه الكريم , بالشهيد الطفس ..!؟

وما أكرم الطيور والحيوانات والحشرات التي تقبل علي الشهادة في سبيل واجب وحسب . دون طمع في الحصول علي جزاء هو إرواء جنوني ومتواصل للشهوات والملذات , وهذا الثمن لا يمكن وجوده الا بعقول ( مُصلعمة ) ليست مثبتة في رؤوس أصحابها , بل قابعة بين الأفخاذ .  
 !!..
---  والي الحلقة الثانية من هذا المقال

* *********** *



تعليقات