جميع أمراض الشعوب قابلة للعلاج حتي المزمنة، والتاريخية / كلاكيت
صلاح الدين محسن
18-5-2023
----
تمهيد :
تذكرت عنوان المقال , وبحث عنه لاعادة نشره - حيث تقتضي الضرورة ذلك - فوجدته منشورا بالموقع الشهير " ايلاف " .منذ 18 عام ! - 3-7-2005 - ولم يظهره جوجل منشوراً في موقع الحوار المتمدن , ولأنني أتذكر اني نشرته , بحثت في الموقع فوجدته منشوراً ولكن في اليوم التالي لنشره في " ايلاف " .
* هوامش : لينكات النشر في نهاية الصفحة .
---
كتبت المقال وقتذاك كرد علي من يرون حال وطنهم : سيء وميؤوس من نهوضه وتقدمه .. ليس فقط بسبب حكام طغاة جهلاء أغبياء , بل وأيضاً لأمراض وعيوب كثيرة تسكن في الشعب ذاته .. واعتبروا ان خروج حكام بتلك الطينة والعجينة من الشعب وليسوا بالاستيراد من الخارج , لدليل علي ان الشعب نفسه لا أمل فيه ولا رجاء منه .. !
!!
لا يصح للانسان أن يبلغ به اليأس الي تلك الدرجة .. فلا يأس مع الحياة .. ان دب اليأس في انسان لذاك الحد , فلعله قد أعد نفسه للموت أو للانتحار . ولا يجوز له تشجيع وطناً وشعباً علي هذا النوع من اليأس المميت ..
كلمة شعب عندي = وطن .. أرض الوطن .
و كما في جوف أرض كل وطن , ما فد يفاجيء الجميع - ولو هو صحراء قاحلة . تتدفق منها فجأة : عيون ماء باردة , وساخنة ! اكتشاف منجم ذهب , حقل غاز طبيعي ضخم تتمناه أوروبا لينير شوارعها ومبانيها ويشغل مصانعها , منجم يورانيوم ..
كذلك في جوف كل شعب فقير مقهور مسلوب الارادة , ما لم يكتشف بعد ... من القادة النافعين المصلحين - والعباقرة في كل المجالات - , وليس فقط الجهلاء الأغبياء الفاسدين .. والتاريخ القديم والحديث والوسيط يحمل لنا أدلة كثيرة علي وجود شعوب .. نهضت من رقدة العدمِ .. كقول شوقي :
هَــبَّــتْ شُــعُــوبٌ مِــنْ مَـنِـيَّـتِـهَـا. وَاسْــتَــيْــقَــظَــتْ أُمَـمٌ مِـنْ رَقْـدَةِ الْـعَـدَمِ.
من كان يتصور شعباً مثل شعب سنجابور أو كشعب ماليزيا . كان من الممكن في يوم من الأيام أن ينهض كل تلك النهضة ؟ لم يأتهم زعماء من المريخ .. بل من بطن نفس الشعب ..
من كان يتصور ان شعب الصين , الذي كانت اليابان تحتل بلاده .. !! سينهض وستكون صناعاته في يوم من الأيام تغزو كل دول العالم ؟؟ وستكون له سفينة فضاء تصل للمريخ وأخري تصل للوجه المظلم للقمر , وتكون الصين الدولة الأولي التي تخشاها أمريكا ؟؟ ومن الذين انتشلوها و أوصلوها لذاك المستوي ؟ انهم زعماء خرجوا من جوف الشعب . من حيث لا يتصور أحد بالعالم امكانية حدوث ذلك ..
ومن ذا الذي كان يتصور أن الهند التي كانت مستعمرة بريطانية ! ويعيش شعبها في درجة 60 تحت خط الفقر ! أن تنهض .. وتكون رائدة العالم في البرمجيات .. ونفاجأ بأن رئيس وزراء بريطانيا رجل من أصل هندي .. ! ونائبة رئيس أمريكا , امرأة من أصل هندي ! فمن الذي أخذ بيد الهند وبيد شعبها وأنهضه لذاك المستوي .. ليسوا قادة جاءوا من كوكب آخر .. بل خرجوا من بطن الشعب , من حيث لا يدري انسان ولا يحتسب امكانية حدوث ذلك .. !
---- نعم .. هذا يحدث , في كل العصور . فلماذا نفقد الأمل في الشعوب ؟!
والي نص مقالنا المنشور عام 2005 :
جميع أمراض الشعوب قابلة للعلاج – حتي المزمنة، والتاريخية
شعب مصر لديه قابلية النهوض، ويحمل بذور التحضر . لا أختلف مع القائلين بأن الصبر الطويل جدا.. رزيلة من رزائل شعبنا المصري..وقد عبر عن ذلك أحد شعراء الشعب – نجم – قائلا ولائما في كلمات غناها فنان الشعب – المطرب السياسي الراحل – الشيخ امام عيسي :"
يا موضر شبابك بسنين العذاب
بين وهم الأماني والصبر اللي شاب .
صبرك ع المساوي
بيزيد البلاوي
تبقي انت المصيبة يا ولدي
وتبقي انت المصاب "
------
وكذلك ثار الشاعر المصري الكبير الراحل " عزيز أباظة " في وجه أهله - شعب مصر - معنفا أشد تعنيف حين قال :
ليس شعبا.. شعبُ ينام علي الضيم ويشفي غليله في نكاته..!
وأنا ككاتب مصري لا أنكر أيا من رزائلنا كشعب .. ابتداء من الصبر الطويل للغاية الذي لا يعطي سوي ثمار الحنظل التي تكبر وتتنوع وتتكاثر وتتلون في مرارتها، وكذلك رزيلة مقاومة الضيم وشفي الغليل بالنكات التي اذا تأملنا أيا منها سواء كانت نكاتا سياسية أو نكاتا جنسية من النوع الشديدة البذاءة - وما أكثرها مع الأسف – فاننا سوف ندهش مما تحمله تركيبتها من فلسفة عميقة وفنية عجيبة، وحكمة فريدة.. مما يجعلني أجزم بأن عبقرية الانسان المصري القديم في صناعة بناء وهندسة الأهرامات والمعابد والمسلات، وعلم الطب الفرعوني وخلافه، قد وضعت كلها في صناعة النكتة سواء كانت سياسية ساخرة متهكمة لاذعة، أم جنسية موغلة في البذاءة – مع الأسف -... ويجعلني ذلك أيضا أوقن بأن تلك العبقرية لو عادت لمجراها الأول : صناعة الحضارة، بدلا من صناعة النكتة.. لعاد لمصر مجدها الحضاري القديم - في ثوب عصري جديد - ..
ومن يتابع بعناية تواريخ الأمم والشعوب والحضارات.. صعودها وهبوطها،ثم صعودها ثانية – أو العكس – فانه سوف يتأكد من أنه لا يوجد شيء اسمه قدر مكتوب معقود علي جبين أمة أو شعب ما , ولا فكاك له من قدره هذا..
بل ان أي شعب ميت لو أراد الحياة فلابد من أن يستجيب له القدر - كما قال " الشابي " شاعر تونس .
ومثلما أرصد كواحد من أبناء مصر , الكثير من الأمراض الأخري لشعبنا بالاضافة لمرض الصبر الطويل الرزيل، والنوم في سرير الضيم علي مخدة النكات المسكنة للأوجاع !! كذلك أرصد العديد من الشواهد والمواقف التي تؤكد أن هذا الشعب قابل للنهوض ولا يزال يحمل بذور الرقيّ والتحضر، الصالحة للانبات..، ويمكنني أن ألخص ذلك في الآتي : إعط الانسان المصري عن عمله عائدا مجزيا ومرضيا وحاسبه بحسم وصرامة اذا قصر أو أهمل أو لم يتقن، ثم انتظر بعد ذلك أروع النتائج .. دقة وانضباط وأمانة لم تكن تتوقعها منه !!
وقد كانت هناك تجارب غير جادة من النظام الحالي ( عهد مبارك - وقت كتابة المقال ) – غير الجاد – لاعادة الانضباط لدي الشارع المصري – هكذا أسماه من تسببوا في ضياع كل شيء وليس الانضباط فقط -، وذلك علي سبيل المثال..، وبالرغم من أن التجربة في كل مرة كانت تفتقر , بطبيعة حال , النظام القائم والقائمين عليه .. الي الرؤية العميقة والبعيدة – والنية الصادقة – للعلاج.. الا أن الشعب في كل مرة كان يستجيب وينضبط...
ولكن ماهي سوي أيام قليلة حتي يري أن القائمين علي ضبط الانضباط لم يسهروا علي عملهم وانما : " كانت مجرد تهويشة ".. فيعود المواطن الي ما كان عليه.. مادام قد رأي أن أبواب التسيب قد فتحت علي مصراعيها وبعناية رجال النظام ..ّّ!!
مثال آخر لقد كان- ولا يزال الي حد كبير – من الصعب أن تقنع مواطنا مصريا بعدم التدخين في المواصلات أو الأماكن العامة، وقد تعرض نفسك لما لاترضاه اذا أصريت علي حقك في منع مدخن.. وقد لا تجد من ينصفك أو يؤازرك حتي لو وصل الأمر للشرطة التي ستعبر لك عن دهشتها الشديدة – أي الشرطة !! وغالبا سوف تحثك علي التعاطف مع المدخن وتقدير ظروفه – ان كنت سعيد الحظ ، ان لم تُزجر ولم يَذكر الضابط أو الشرطي والدتك بالسؤ !
ورغم وجود قانون في صفك..!!
ولكن : عندما طبق القانون بحزم وصرامة وجدية في مترو الأنفاق بالقاهرة – وقت الادارة الفرنسية - المرحلية – كانت الاستجابة من المواطن لعدم التدخين : لا مثيل لها..!
وعرفت وأعرف شركات ومصانع في مصر - كانت، أو لا تزال توجد – اذا دخلتها لوجدت فيها دقة وانضباط وحسن خدمة للعميل وحسن انتاج أيضا يجعلك يخيل اليك أنك في أمريكا أو اليابان، بينما الجميع – من المالك أو المدير الي العامل والخفير – كلهم مصريون ...! وكل ما في الأمر أن توفر لهم المناخ الذي يكونوا به هكذا : فكانوا...
وليس شعب مصر هو الشعب الوحيد الذي يصبر 50 سنة ويقول انها فكة.. فالشعب الصيني ربما أكثر صبرا.. ومما يؤكد لي ثراء ونقاء بذرة الانسان المصري : ( من الأقدم الي الأحدث ) :أن الشعوب المحبوسة في قفص العروبة والتي لم تتفق قط علي ثمة قضية، استطاعت امرأة مصرية أن تجمعهم في محراب الفن الراقي – سيدة الغناء العربي.. أم كلثوم -.
ولم يردد معظم أبناء تلك الشعوب الناطقة بالعربية الآذان الشوفيني العربي مثلما رددوه وراء ديك مصري هو : ( عبد الناصر). وأن عبد الحليم - الشعوب الناطقة بالعربية – ذاك الحاضر الغائب – هو : مصري، وعادل امامهم، وأحمد زكيّهم – السينمائي -وكذلك عبد الوهابهم، ومحفوظهم النجيب
و،،و (شعبان عبد الرحيم.. التحفة الفنية المصرية في عصر مبارك، والذي لم تنجب مثله كل شعوب الأرض مذ عرف الانسان الغناء ! سوف يذكره التاريخ كأصدق وأوضح شاهد علي عصر مبارك ) وحتي نصل الي نانسي عجرم.. التي لم تتعجرم ولم تكن لها ثمة شهرة تذكر.. حتي جاءت الي مصر، والشعب المصري هو الذي عجرمها ... (!!)
ولعل المصريين هم الشعب الوحيد في الشرق الذي حصل اثنان من أبنائه علي جائزة نوبل - في الآداب وفي العلوم - في بحر 10 سنوات تقريبا - محفوظ ، زويل -، وناهيك عن نصف جائزة نوبلية أخري حصل عليها الحاج أنور- الرئيس المؤمن – رحمنا الله , وإيّاه
… اذ حصل علي جائزة نوبل في السلام مناصفة مع صديقه " مناحيم بيجن "
ومن أبرز علماء وكالة الفضاء الأمريكية مصري معروف " فاروق الباز "
ومن أشهر من عالجوا قلوب أطفال العالم .. المصري " مجدي يعقوب " جراح القلب العالمي..
وكلما شاهدت صورة في الصحف أو التليفزيون لذاك الرجل الأسمر الأجعد الشعر الذي أعلنت الدول التي غزت الفضاء أنه "اينشتاين القرن الواحد والعشرين "
.. من قبل أن يبدأ هذا القرن، وبعدها حصل علي جائزة نوبل (( في العلوم ))، ويوم تسلمه للجائزة قال للجنة بثقة العلماء " انتظروني مرة أخري مع الجائزة "...
ذاك المصري الشكل والمضمون " أحمد زويل" كلما رأيته فان أملي وثقتي في نهوض مصر وشعبها يتجدد ويبقي كما هو كبير..
--- انتهي ----
نذكِّر ان المقال منشور منذ 18 سنة .. ولم ندخل عليه تنقيحاً يُذكر .. المهم أن نكون قد أوصلنا الفكرة . نتمني ذلك
------
تعليق وصلنا بالايميل علي مقالنا الأسبق : " قضايا بلا حلول , والجدل حولها لا ينتهي - 4 " ..
من د. مجدي سامي زكي
الصديق صلاح الدين محسن رائد التنوير
أبدعت فى وصف حالة أصحاب البلد ( أقباط ، أمازيغ ، سريان ، أكراد ..موالى - من فرض عليهم الأسلام بحد السيف ) تحت وطأة الأحتلال العربى الذى لا يزال جاثما على الصدور.
مارتن لوثر كنج ( 1953- 1968) كان حالما .العالم كله يعرف مقولته الشهيرة:
I have a dream
ونحن أيضا نحلم بأزالة ظاهرة أسلمة أسماء الشوارع التى لا تزال تحمل أسماء الغزاة (محور عمر أبن العاص ، الخليفة المأمون ، سليم الأول ..) ليحل محلها أسماء أبناء البلدان : مينا بن بقيرة قائد ثورة البشموريين ( انظر مقال : الحضارة الأسلامية أكبر خدعة ..ت83 ومابعده ) ، أبن خلدون ، ، د. طة حسين ، خليل عبد الكريم ، د.مجدى يعقوب..
لاتزال اللغة العامية تضم آلاف المفردات الفرعونية بل أن جمل بأكملها فرعونية مثل : أدينى شوية فول مدمس .أنظر ايوب فرج ابراهيم ، التحليل العام للغة العوام ، الفجالة ( القاهرة) 1978
أشرت إليه فى الرابط التالى :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=780206
سبق أن كتبت تحت مقال : الحضارة الأسلامية..ت 130 أن لغة الأمازيغ مصنفة ضمن لغات
( Chimite)
القريبة من الديموطيقية - لغة الشعب - القبطية.
درج السلاطين على أستبعاد غير المسلمين من المناصب القيادية أستنادا لقاعدة شرعية : لا ولاية لغير المسلم على المسلم.
مثلا فى عام 1995 رشح حزب الوفد أحد الأقباط فى أنتخابات مجلس الشعب فى دائرة الوايلى (القاهرة ) وحصل على أعلى الأصوات فى الجولة الاولى واصبح واضحا أن سوف يفوز فى أنتخابات الأعادة فغرق ( أغرق ) مرشح الحزب االوطنى الحاكم هذه الدائرة بمنشورات تقول:
لا للمجوس ..لا للأقباط ..لا للنصارى .فقمت بالرد عليه بمقال طويل:
لا ولاية لعربى على مصرى ..لا ولاية لبدوى على فرعونى ..لاولاية لعمر أبن العاص على رمسيس الثانى
( نشر المقال فى أمريكا فى The copts - يناير 2000 )
مع مودتى .مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki
------------------------------
* هوامش :
لينك موقع ايلاف editor@elaph.com :
https://elaph.com/Web/AsdaElaph/2005/7/73607.htm
لينك موقع الحوار المتمدن :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=40512
تعليقات
إرسال تعليق