رحلتي من الايمان الي العلمانية واللادينية

رحلتي من الايمان الي العلمانية
صلاح الدين محسن
27-4-2020


مررت بأديان ومعابد .. بحثاً عن الصواب . وكنت أتمني الاستقرار بدين منها  . يمكنني الاقتناع به .
بدأت كطفل , متديناً . أمي كانت مثالية – رغم أُميتها - , تميل للتدين . تصلي من وقت لآخر . كنت أصلي منذ سنوات مبكرة من عمري .  فقد علمونا الصلاة  بالمدرسة الابتدائية . في حصة الدين .
يوم الجمعة كنت أذهب وحدي للمسجد . أستمع لخطبة الجمعة , وأصلي . وأشارك الكبار في تحية ما بعد صلاة الجمعة . بالمصافحة والقول : حرماً ( أي دعوة للفوز ببركة الصلاة بالمسجد الحرام  بالحجاز , لم يكن اسم السعودية قد ظهر بعد . كان اسمها " بلاد الحجاز )ً
والرد : جمعاً انشاء الله
عندما تسلمت وظيفة كان عمري أقل من 20 سنة . في قرية يسودها الفكر الاسلامي المتصوف . انجذبت لذاك الجو أو جذبوني اليهم . كان يأتيهم شيوخ من الصوفية . لالقاء دروس ومواعظ دينية . فأحضرعندما أتلقي دعوة . وأستمع , وحفظت أحاديث محمدية كثيرة . بمجرد سماعها . بسبب اللغة ,  والحكمة بالمفهوم الاسلامي .
صارت لي صداقات مع متدينين اسلاميين أغلبهم من عمر أبي , أو جدي – فقط كنت في وظيفة مرموقة في قرية ... ومنهم اناس أفاضل كتبت عن بعضهم في كتابي " مذكرات مسلم " المطبوع عام 1998 بالقاهرة . وكتبت عن أحدهم بكتابي " من حديقة البشر " .
منذ وعيت علي وجود أديان متعددة , ووجود أغنياء وفقراء , حكام ومحكومين , أصحاء ومرضي , سعداء وتعساء , جمال وقبح , رحمة وقسوة , لين وعنف .. كنت أفكر كثيراً : لماذا هذا التناقض والتضارب والتخابط ؟ وما الصواب في الأديان ؟ وهل يوجد إله حقا , مع وجود تلك التناقضات ..
تعلمت من نشأتي وتعليمي الديني ان الاسلام هو الدين الحق .
وفي المدرسة الثانوية وجدت زميلاً لي , مسيحي يحدثني في الدين .. ويفتخر بدينه
رحت أسأل : اذ كل واحد معتز بدينه ويعتقد انه الصواب .. فما هي الحقيقة ؟؟
وجدت أن أقرأ في الأديان .. رحت دار الكتب القومية المصرية – وقتما كان مقرها , منطقة بالقاهرة تدعي " باب الخلق " .. وقرأت في أديان متنوعة
لاحظت ان أغلب مؤلفي أو مترجمي الكتب عن الأديان الأخري هم من خلفيةٍ اسلامية . فما يدريني انهم ليسوا منحازين ؟؟
فكرت في ان الحل للوصول للحقيقة أن أعرف رأي كل دين من أهل الدين الآخر المنافس له
وجدت ان ذلك لن يتأتي الا بالمعايشة , فأهل الأديان – الأقليات من حيث العدد , بالذات – لن يجازفوا بقول رأيهم بصراحة في دين الأغلبية . الا اذا أنِسوا اليك واطمأنوا . أي لابد من المعايشة والاندماج
في حوالي سن 21 تعرفت علي واحد شيوعي .. يدرس في السنة النهائية بكلية الحقوق . أبوه مدير مدرسة وخطيب الجمعة بأحد مساجد قريتهم .. كان ذاك الشيوعي – ابن خطيب الجمعة - هو أول من وضعوا بداخلي بذور الشك في العقيدة الاسلامية
بعد ذلك سافرت الي لبنان بحثاً عن عمل , لسؤ مرتبات الموظفين أمثالي .
هناك في لبنان وجدت كل التيارات الفكرية والسياسية والدينية طليقة بحرية تامة . وكانوا يقدمون نُبذ مطبوعة تبين توجهاتهم
علي كورنيش البحر في بيروت . وأنا سارح في تأمل الموج . منحني الدعاة منشورات مختلفة تمثل تلك التيارات . من بينها عن المسيح  , وشهود يهوة , والامام علي – الشيعة - ..
قرأت تلك النشرات وكنت أشتري صحفاً مختلفة لأتعرف عليها
بعد أيام قابلني نفس الشخص الذي  يوزع نشرات مسيحية . ألقي التحية , وبعد السلام وتبادل كلمات المجاملة , سألته عن بعض ما قرأته في نشرته . فراح يشرح لي .. وأنا أستمع .
قال لي , بعدما طال النقاش , ألا تأتي معي لنكمل حوارنا في الطريق , أنا أدرس بالكلية . تعالي معي نتناقش في الطريق . لن أقضي هناك وقتاً طويلاً . ثم نعود معاً
مضيناً معاً نتحاور في الطريق , اتضح انه يدرس في كلية اللاهوت المسيحية .
هناك قابلني بزملاء له . وفوجئت به يقول لهم " الأخ فلان ,, تجدّد وعرف الرب يسوع المسيح " انعقد لساني ولم أتدخل للنفي , كنت مذهولاً وبطبيعتي في الاستحياء لم أكذبه وأحرجه .. كنت مذهولاً . كيف له أن يدعي ذلك . بينما صداقتنا لا تزيد عن ساعات قليلة !؟
(( ذكرني بأحد رجال الصوفية عندما كنت في مصر – صار صديقاً – عندما تقابلنا في القاهرة دعاني لأن يعرفني باناس طيبين بتوع ربنا . ووجدت نفسي في بيت شيخ طريقة صوفية . حسبما أتذكر " الطريقة العزمية " لمؤسسها الشيخ ماضي أبو العزائم . استمعنا للشيخ وقال له انني رجل طيب وصالح وأريد أخذ عهد !.. علي طريقة الطرق الصوفية . مد الشيخ يده لي فمددت له يدي . ودعا لي وتواعدنا لا أتذكر علي ماذا تعاهدنا . ربما كان علي التقوي والصلاح والولاء للطريقة وشيخ الطريقة . ولكنني لم أذهب اليه مرة أخري ..
لم تكن بداخلي ثمة قناعة بأن تكون في دين ما طرق وليست طريقة واحداة .. وتوجد طرق صوفية عديدة في الاسلام .
ولكنني أبحث .. أبحث ليس فقط عن استقرار روحي , بل استقرار يستريح له عقلي الذي أراه مدخلاً لروحي  ))
أعود للأخوة المسيحيين طلاب كلية اللاهوت :
أعطوني بعض الكتب
في السكن بالفندق , رحت أقرأها .. منها كتب لمستشرقين , في تبيان حقيقة الاسلام . قلت لنفسي " هذا ما أريد أن أعرفه .. الاسلام في رأي الآخرين .. لا من أفواه الخطباء ومدرسي التربية الدينية بالمدرسة . أريد أن أعرف ان كانت هناك حقائق مخفية عنّا حول الاسلام .. أريد أن أعرف لماذا لايؤمن آخرون بالاسلام ؟ ما السبب ؟ أريد أن أعرف حقيقة الأديان وأيها الصواب لأستقر علي صواب
ذهلت عندما قرأت بكتب اثنين من المستشرقين , نقد لأخطاء متنوعة موجودة بالقرآن – املائية , نحوية , أخطاء تاريخية , أخطاء في الأسماء .. وغير ذلك من المعايب
وقرأت كتيباً آخر . منحوني كانوا قد اياه , لمؤلف مصري مسيحي , يرد فيه علي كتاب " خالد محمد خالد " – دين الله واحد , محمد والمسيح أخوان – وكان عنوان المؤلف المسيحي " لكي لا ننكر المسيح " تأليف " يسّ منصور " أغلب ما جاء فيه كان من آيات القرآن نفسه . مقارنات ومقابلات . قرأتها فقلت : هكذا يكون القرآن : كتاب مغفل .. يضم آيات تشهد للمسيح , وللمسيحية بأكثر مما يشهد لمحمد وللاسلام .. ! ( فماذا ينتظر بعد !؟ ) وتجعل دواعي اعتناق المسيحية واتباع المسيح أقوي من دواعي اتباع محمد .. فقد شهد القرآن لصفات وقدرات للمسيح , ليست لدي أحد غير الله .. كإحياء الموتي وشفاء المرضي و .. و .. الخ . - وهي قدرات ليست عند محمد ولا غير محمد من الأنبياء ..  
ففي سورة آلِ عمران  الآية ٥٥ . من القرآن . ان الله يقول للمسيح : 
" أني متوفيك ورافعك اليّ ، ومطهرك من الذين كفروا . وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الي يوم القيامة "
( أي أتباع المسيح , وديانته - بشهادة القرآن - هم القادة والسادة ، أي المسيحيين او العيساوية , هم الدين الحق والواجب الاتباع الي يوم القيامة ، اَي لا نبوة بعده ولا أنبياء . وعلي من يريدون وجه الله أن يتبعوا عيسي بن مريم ( الكلام واضح وصريح ...  ولا مكان للتفسير أوالتأويل , ولا التبرير و لا لناسخ أو المنسوخ )  .

لذا قلت لنفسي : لابد لي من اعادة قراءة القرآن  
بدأت إعادة قراءة القرآن .. وفي نفس الوقت , كنت أقرآ الأناجيل – من نسخة كانوا قد أعطوني اياها ..
استمرت صداقتي لذاك الانسان – سوري يعمل ويقيم في لبنان , ويدرس بها اللاهوت - . وكنت أتناقش معه كثيراً , وكانت عقليته مفتوحة الي حد جيد . حتي وجدت نفسي - عن طريقه - في كنيسة . فسمعت الموعظة وعرفني ببعض الناس . وكانت فرصة لأري علي الطبيعة حياة المسيحيين . مثلما عشت علي الطبيعة مع الاسلاميين – كمسلم بالوراثة – وخاصة المتصوفين . وأحتفظ لعدد من هؤلاء وأولئك بكثير من الحب والاحترام . - من الطرفين -  مسلمين ومسيحيين - واستفدت منهم .. في رحلتي للبحث عن الحقيقة
قرأت الأناجيل في نفس الوقت الذي كنت أعيد فيه قراءة القرآن .. فوجدت فيه آيات مثلما وجدت بالقرآن آيات استوقفتني . وبصفة خاصة آية في الانجيل وآية في القرآن .. كلما تذكرت واحدة منهما .. أكون في حيرة : هل أضحك ؟ أم أبكي علي بشر لهم عقول ولا يتوقفوا ويرفضوها ؟
آيتان كل منهما تثير أمامي العديد من الأسئلة  .. وأقول : لكي أقبل أيا منهما لابد وأن أكون بلا عقل .. لابد  وأن أغلق عقلي وأغمض عيني بعد القراءة , وأعتصم بحائط الغباء .. 
( في نهاية الموضوع سأشرح موقفي من هاتين الآيتين الغريبتين  - مجرد مثالين , فما أكثر الامثلة ) *

في العراق .. علمت بوجود كنيسة للشيطان - قيل لي انها تتبع الايزيديين - .. وفي مكان العمل , كان معنا زميل مهندس . تمنيت أن أعرف منه عن دبانته  وأعيش قريباً من عبدة الشيطان . لأعرفهم علي الطبيعة وأفهم منهم . وليس بالقراءة عنهم فقط .. هناك فرق .
ولكن المشكلة ان نظام الحكم البعثي . كان نظاماً مريباً , ويرتاب بسرعة في الآخرين . مما قد  يضع حولي علامات تعجب واستفهام . ويسبب لي مشاكل .

في عام 1973 .. لا أتذكر قبل أم بعد حرب أكتوبر .. رأيت أن أكمل بحثي في الأديان . وأعرف رأي اليهودية في المسيحية ..
فخطوت خطوة . كلما تذكرتها أقول لنفسي .. لقد كنت أتصرف ببراءة خطرة .. ! 
اذ ذهبت للمعبد اليهودي في القاهرة – شارع عدلي – ودخلت ببراءة . وسألتهم عن كتب تتكلم عن المسيحية والمسيح لأعرف رأي ديانتهم ..
فلاحظت عليهم التوجس .. وطالبوني بالذهاب للمكتبة اليهودية . حسبما أتذكر , في حي العباسية بالقاهرة أيضاً
وهناك بالمكتبة , لم أتوصل لتفاهم معهم ولا حصلت منهم علي شيء ..
كلما تذكرت ذاك الموضوع , أقول لنفسي .. ان الأوضاع بين مصر واسرائيل كانت في غاية السؤ .. وربما كان جهاز الأمن يخصص من يراقب المعبد والمكتبة اليهوديين ..
فتري لو كان مخبراً قد شاهدني خارجاً وطلب مني اثبات شخصية , وسألني عن سبب دخولي هناك , ..
طبعاً سأقول له انني أبحث في الأديان ..
غالباً كان سيسألني : لأية جامعة أنت تتبع ؟ هل تحضر لماجستير أم دكتوراة ؟
طبعاً سأقول له لا أتبع جامعة , ولكنني أبحث بشكل حر ..
هنا قد يجرني من قفاي , الي أحد فروع أمن الدولة .. للتحقيق معي حول سبب دخولي مكان يهودي قد يكون له علاقة بالأعداء ؟؟
وربما يتصادف ان رجل الأمن - لا يجد متهماً يعمل عليه شغل لاثبات نشاطه وهمته في عمله . فيدبر لي تهمة تجسس .. وأروح في مصيبة !! .
كلما تذكرت ذاك الموضوع أعرف انني نجوت من خطر ربما دمر حياتي كلها
وأقول لنفسي : كم أنا كنت بريئاً بريئاً  الي درجة السذاجة .. وأعرف انه الي ذاك الحد يمكن لحُبِ المعرفة أن يقود صاحبه للتهلكة !!.

وقد ساعدتني الظروف علي الاقتراب من البهائيين , - ومنهمم اناس ودعاء طيبون , والاستماع 

اليهم كثيراً فيما يخص عقيدتهم . شاهدتهم عن قرب حيث جمعتنا محنة السجن حوالي عام 

2001 - كانوا معتقلين بسبب انتمائهم للديانة البهائية ! ( أغلبهم ورثها عن أبيه أو عن جده ) - وحضرت بعض المناقشات بين بهائي واسلامي من تنظيم الجهاد .  وكنت أود زيارة ودخول كنيستهم – أو مسجدهم – لأري علي 

الطبيعة , طريقة عبادتهم , وتعاملاتهم مع بعضهم البعض . يسمون المعبد : المحفل – وعرفت 

ان عبد الناصر , كان قد أغلقه في الستينيات 

ولكنني أعتبر نفسي قد زرت معبدهم , بعدما رتب لي أحدهم لقاءً مع كبير الطائفة البهائية . السيد " أمين بطّاح " في بيته , وهو رجل بالغ الأدب كريم الأخلاق ..
هكذا أعتبر نفسي قد دخلت المعبد البهائي . أياً كان اسمه – محفل , كنيسة , مسجد - .
خرجت بصداقات طيبة من كل الديانات والطوائف التي تعرفت عليها . والكثير منهم أحتفظ لهم بالود والاحترام .
لكنني كنت أتمني لو اقتنعت واستقر بي المطاف . وسط أي من تلك الأديان – اسلام أو مسيحية أو يهودية أو بهائية .. لكنني لم أجد ما يقنعني , أنا بطبيعتي عقلاني . أفكر بعقلي لا بعواطفي .
وعقلي قد هداني واستقر بي في اللادينية والعلمانية

وبعد انتشار الانترنت .. قامت حوارات هائلة بين أتباع كل تلك الديانات .. فأخرج مسيحيون ما في خزانتهم عن الاسلام .. ورد عليهم اسلاميون , وفَتَشً يهود ما يحتفظون به عن المسيح والمسيحية , وعن أمه مريم - وهي ابنتهم , فكتبوا عنها أفحش ما يمكن قوله ! باعتبارهم الأدري بابنتهم .. كل هذا نشره الانترنت , ولو في تعليقات قراء يهود ,  من ضمن مناوشات الأديان لبعضها وفضحهم لبعضهم , وانتقد البعض الديانة البهائية وفندوها .. والسنةُ الاسلاميون فضحوا الشيعة والقرآنيين , وبالتالي فضح الشيعة السنة وأبي بكر وعمر وعائشة ..
نعم لقد كشفت الأديان بعضها البعض , عندما تشاجر أهاليها بالانترنت , فمزقوا الملابس الداخلية وانتزعوها عن أديانهم . مما أتاح لكل ذي عقل سليم , شجاع , محايد .. أن يتفرج , ويفهم الحقائق المخفية .. ويبتعد عن كل تلك الأديان .
--
* عن آيتي القرآن والانجيل اللتين توقفت عندهما متعجباً في بداية بحثي في الأديان :
1 - آية القرأن – من التوبة 80 – " الله يكلم محمد , الذي طلب المغفرة للكفار. فرد عليه بالقول " اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) " 
( نبي أكثر رحمة ومغفرة من الإله ؟ نبي يطلب المغفرة , والله الغفار : يرفض الغفران ! .. وكيف يتجاسر نبي ويزايد علي ربه في المغفرة , ليكون هو أغفر من الغفار !؟ وكيف لإله أن يرد علي نبي بمثل ذاك الرد  القاسي الصفيق " ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم " !؟ وباقي الآية " ان الله لا يهدي القوم الفاسقين " !!
اذن تهدي من !؟  تهدي المؤمنين المهتدين ؟! 
وكيف لله أن يقول - كما في القرآن - انه يصلي علي محمد هو ملائكته , ويدعو الناس للصلاة عليه - سورة الأحزاب 56 - , ثم يصده صدعاً صفيقاً في طلب طلبه – المغفرة والهداية للكفار - ؟!؟  .. 
هكذا رأيت الآية القرآنية التي استوقفتني متعجباً  : مليئة بالخروقات والمعايب )) .

2 - أما الآية الانجيلية المماثلة – يوحنّا 3 : 16 - فتقول " هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به . بل تكون له حياة أبدية " .
( لماذا تبذل ابنك الوحيد !؟ ألا يمكنك حب العالم دون التفريط بابنك الوحيد ؟ وماذا لو لم يكن ابناً وحيداً !؟. 
ولم تعط اهتماماً لقلب أمه الذي يحترق علي ابنها ؟ 
بذلت ابنك أضحية !؟ أضحية لمن ؟ اذا كانت الأضاحي تقدم لك . فلمن قدمتك أضحيتك - ابنك ؟ قدمته لنفسك ؟ أم قدمته لإله آخر ؟ أم قدمته للشيطان ؟! ) 

هكذا كنت قد بحثت في الأديان بجدية وباخلاص . عن الدين الصواب لأستقر به .. لأنني نشأت متديناً .. ولكن النتيجة أنني خرجت بمعرفة ناس أعتز بمعرفتهم . من كل تلك الأديان .. لأنني وللأسف , لم أجد الدين الصواب الذي كنت أفتش عنه . أو بتعبير أفضل : وجدت ان الدين الصواب هو : العلمانية ومواثيق حقوق الانسان , الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة .
مع حبي واحترامي لكل من عرفتهم من أهل الأديان - الودعاء الطيبون منهم , والذين ساعدوني علي الوصول للحقيقة وللصواب . ولو ان نهاية الرحلة لم تسرهم . حيث آلت الي : الاستقرار بعيداً عن الأديان .
 وضميري مرتاح لتلك النهاية .
======

تعليقات