مختارات - سعودة وشرقنة وأخونة وفلسطنة- الشوارع في زمن كورونا!؟
سعودة وشرقنة وأخونة وفلسطنة- الشوارع في زمن كورونا!؟
حميد طولست - كاتب وصحافي مغربي
رغم تراكم المعارف في عصر "النت"، تبقى الصُّدفة الفعل السحري الذي لا قدرة للإنسان على التنبّوء به أو السيطرة عليه لوقوعه خارج المتوقّع الذي يصعب معه شرحه أو تفسيره ، ويضع الناس أمام حزمة من الاستفهامات التي قد تُغيّر الإجابات عنها المصائر وتُحدث المنعطفات.
ضرورة هذه المقدمة الوجيزة ، تأتي في سياق الزوبعة التي أثارتها قضية "سعودة أو شرقنة " –إن صح التعبير- التي ملأت ، قبل أيام ، مواقع التواصل الاجتماعي الوطنية ، و احتلت العديد من الصفحات الأولى بالكثير من المنابر الدولية ، والمتمثلة في إطلاق أسماء فقهاء التطرف الخليجي على شوارع وأزقة مدينة تمارة وفق سياسة منهجية تروم وسمها بكل ما يشوه ملامحها الحضارية ويحتقر موروثها الثقافي المميز ، وقضية تعيين ترامب ، رئيس أقوى دولة في العالم ، لعالم مغربي هو الدكتور السلاوي في منصب رئيس للفريق الطبي المعني بالبحث عن لقاح لفيروس كورونا .
الزوبعة التي شغلت الرأي العام الوطني ووضعته أمام عدد من التساؤلات المستعصية ، التي منها على سبيل المثال : هل تزامن الحدثين هو مجرد صدفة من قبيل "رب صدفة خير من ألف ميعاد" كأفضل خيار لدى من لا يرغب في الوقوف على أسباب التصادفات ومعطياتها الأكثر استعصاء على التنبؤ ؟ أم أنه تزامن مُعد سلفاً بضرورة التجاذبات الأيديولوجية والتدافعات السياسية، التي تفرضها المعارك والصراعات الانتخابوية ، التي ليس فيها مكان لتلاقي الأحدات أو تزامنها بمحض الصدفة ؟
وحتى إذا افترضنا جدلا إنتفاء إنتاجية ذلك التزامن بين الحدثين فإنه قد ترك لدى المواطن -العادي قبل المسيس -إنطباعا بأن هناك تعمد في خلق صدفة التزامن التي لم تكن المصادفة غاية بعينها بقدر ما كانت رغبة في فضح حلقة من حلقات إستراتيجية "سعودة أو شرقنة أو وهبنة أو أخونة الدولة والمجتمع ، التي جاءت هذه المرة في شكل إيحاء متعمد بأن الوطن والشعب المغربي عاقر لا يلد علماء ولا مفكرين ولا أعلام ولا مقاومين ولا فنانين ولا كتاب ولا شعراء ولا أسماء وتوايخ ومواقع لمعارك ،تستحق التخليد والاحتفاء بإطلاق أسمائها على شوارع مدن المغرب وساحاته وأزقته !
النازلة/الفضيحة التي لا أرى لها من تفسير غير كونها أخطر جريمة إنسانية في حق الشعب المغربي ، الجريمة التي يحيلنا تزامنها مع نازلة/حدث اهتمام ترمب بنبوغ مهاجر مغربي إلى موضوع هجرة الأدمغة وفداحتها التي لا يُنتبه إليها إلا عند بروز أحد المهاجرين وظهور نبوغه وتميزه في بلاد المهجر، الأمر الذي يحيلنا بدوره إلى الماورائيات المستترة لتلك لفداحة المتجاوزة لكل الحدود ، والتي لم تفضح منها مسألة تسمية الشوارع بأسماء نكرات وهابية متطرفة ، إلا الشجرة دون الغابة، التي لم يعد تحليل شفراتها يتطلب أي جهد أو مشقة ، لوضوح أبعادها التوجهية المتملة في التآمر على النخب والكفاءات ، بعدم الاكتراث بإيجاد الحلول الجدّية لمعضلت الهجرة التي تظل قائمة يتمطط تهميشها الممنهج للنخب والكفاءات المغربية ، تحت غطاء التوافقات السياسية المتلاعبة بمصالح الشعب والمعمقة لمشاكله الوطن ومعظلاته واشكالياته ، التي أظن جازما أن تجاوزها لن يتأتى إلا بسن قوانين تجرم كل أشكال التوافقات السياسية الحزبية والحكومية والبرلمانية المتحكمة في المصائر والمستقبل ، القانون /التجريمي ، الذي لا بد أن يدفع للعودة الى تقييم الأشخاص الذين ثم تعيينهم سابقا في المناصب العليا - سواء في المؤسسات العمومية والشبه العمومية - للوقوف على حقائق تلك التعيينات واعادة الأمور الى نصابها ، عملا بمنطق اتاحة الفرص للنخب الحقيقية من الباحثين وخريجي الجامعات والمدارس العليا وتوظيف طاقاتهم في خدمة وطنهم المغرب، التصرف الذي لاشك سيحد من التمييز الذي يتولد عنه الحقد والكراهية والتطرف والذي تنتجه السياسات الفاشلة المدعومة بالتوافقات السياسية الحزبية والحكومية والبرلمانية ..
الزوبعة التي شغلت الرأي العام الوطني ووضعته أمام عدد من التساؤلات المستعصية ، التي منها على سبيل المثال : هل تزامن الحدثين هو مجرد صدفة من قبيل "رب صدفة خير من ألف ميعاد" كأفضل خيار لدى من لا يرغب في الوقوف على أسباب التصادفات ومعطياتها الأكثر استعصاء على التنبؤ ؟ أم أنه تزامن مُعد سلفاً بضرورة التجاذبات الأيديولوجية والتدافعات السياسية، التي تفرضها المعارك والصراعات الانتخابوية ، التي ليس فيها مكان لتلاقي الأحدات أو تزامنها بمحض الصدفة ؟
وحتى إذا افترضنا جدلا إنتفاء إنتاجية ذلك التزامن بين الحدثين فإنه قد ترك لدى المواطن -العادي قبل المسيس -إنطباعا بأن هناك تعمد في خلق صدفة التزامن التي لم تكن المصادفة غاية بعينها بقدر ما كانت رغبة في فضح حلقة من حلقات إستراتيجية "سعودة أو شرقنة أو وهبنة أو أخونة الدولة والمجتمع ، التي جاءت هذه المرة في شكل إيحاء متعمد بأن الوطن والشعب المغربي عاقر لا يلد علماء ولا مفكرين ولا أعلام ولا مقاومين ولا فنانين ولا كتاب ولا شعراء ولا أسماء وتوايخ ومواقع لمعارك ،تستحق التخليد والاحتفاء بإطلاق أسمائها على شوارع مدن المغرب وساحاته وأزقته !
النازلة/الفضيحة التي لا أرى لها من تفسير غير كونها أخطر جريمة إنسانية في حق الشعب المغربي ، الجريمة التي يحيلنا تزامنها مع نازلة/حدث اهتمام ترمب بنبوغ مهاجر مغربي إلى موضوع هجرة الأدمغة وفداحتها التي لا يُنتبه إليها إلا عند بروز أحد المهاجرين وظهور نبوغه وتميزه في بلاد المهجر، الأمر الذي يحيلنا بدوره إلى الماورائيات المستترة لتلك لفداحة المتجاوزة لكل الحدود ، والتي لم تفضح منها مسألة تسمية الشوارع بأسماء نكرات وهابية متطرفة ، إلا الشجرة دون الغابة، التي لم يعد تحليل شفراتها يتطلب أي جهد أو مشقة ، لوضوح أبعادها التوجهية المتملة في التآمر على النخب والكفاءات ، بعدم الاكتراث بإيجاد الحلول الجدّية لمعضلت الهجرة التي تظل قائمة يتمطط تهميشها الممنهج للنخب والكفاءات المغربية ، تحت غطاء التوافقات السياسية المتلاعبة بمصالح الشعب والمعمقة لمشاكله الوطن ومعظلاته واشكالياته ، التي أظن جازما أن تجاوزها لن يتأتى إلا بسن قوانين تجرم كل أشكال التوافقات السياسية الحزبية والحكومية والبرلمانية المتحكمة في المصائر والمستقبل ، القانون /التجريمي ، الذي لا بد أن يدفع للعودة الى تقييم الأشخاص الذين ثم تعيينهم سابقا في المناصب العليا - سواء في المؤسسات العمومية والشبه العمومية - للوقوف على حقائق تلك التعيينات واعادة الأمور الى نصابها ، عملا بمنطق اتاحة الفرص للنخب الحقيقية من الباحثين وخريجي الجامعات والمدارس العليا وتوظيف طاقاتهم في خدمة وطنهم المغرب، التصرف الذي لاشك سيحد من التمييز الذي يتولد عنه الحقد والكراهية والتطرف والذي تنتجه السياسات الفاشلة المدعومة بالتوافقات السياسية الحزبية والحكومية والبرلمانية ..
=============
تعليقات
إرسال تعليق