أفيون الصحراء

دخلت كافيتريا في مونتريال لتناول مشروب . فوجدت اثنين مقبلين ويتكلمون اللهجة المصرية . تعارفنا . أحدهما مصري - بلحية خفيفة - والأخر اتضح انه سوري , ولكنه يجيد اللهجة المصرية ..
رحنا نتكلم من هنا وهناك . وجدت المصري بالغ التعصب دينياً .
أما السوري فقد امتدح السعودية وأثني علي مساعداتها لمصر.
فقلت له بل مصر هي التي تساعد السعودية . لأن المليارات  التي تحصل عليها السعودية من المصريين في الحج والعمرة . كل عام . أكثر مما تمنحه السعودية من مكرميات للسلطات , مقابل تركهم للوهابية السعودية تتغلغل بالحجاب والنقاب واللحية . في كل مفاصل البلاد . وإعمال القتل في رجال الجيش والشرطة والأمن علي الحدود وبالداخل . وإشاعة الفزع بالتفجيرات في مختلف أنحاء الدولة ..  وتغول الارهابيين علي الأقليات العقائدية الضعيفة لإجبارهم علي ترك معتقداتهم  ..
بدا المصري الأصل .. منزعجاً مما أقوله ..
حتي اقترب موعد المغرب . قال لي السوري الأصل . لماذا لا تأتي معنا لصلاة المغرب في المسجد ؟
( عادة أقول أنا علماني .. لكنني رأيت انه ليس من الحكمة أن أتناطح مباشرة , مع كباش حادة القرون ) ..
فقلت له : انني أصلي في البيت ..
( هنا جن جنونه .. وكأن عقرباً قد لدغه . فراح يردد عدة مرات باستنكار مخبول : تصلي في البيت !!؟ تصلي في البيت !!؟ تصلي في البيت !!؟ ) 
حتي أحسست من لهجته  , انه يكان يمد أصابعه في عينيّ , أو يطبق بكلتا يديه علي عنقي حتي الموت...  ,,, !
فقلت له : أصلي معكم بالجامع ؟ .. - وأنا أضغط علي حروف كلماتي - ولكن ماذا سنفعل بعد الصلاة في الجامع ؟؟؟!  هيه ؟ ماذا سنفعل ؟!
هزه السؤال .. فلم يجب
فواصلت : هل سنخرب كندا , مثلما خربنا بلادنا . ودمرناها ..!؟
واستطردت أسأل : وبعد أن نخرب كندا أيضا .. الي أين سوف نذهب !؟ هيه ؟! الي أين ؟؟
و أكملت , بينما هو لا يتكلم , ولا رفيقه - المصري الأصل - لا ينطق بكلمة ...
فقلت : من هؤلاء الذين يفجرون بالعراق , وبسوريا وباليمن وبمصر وبليبيا وبتونس .. - وبغيرها من الدول - ؟؟ من هم ؟؟  ليسوا من يصلون في بيوتهم .. بل هم من يصلون بالمسجد ..
لم يتكلم المصري الأصل - كان ساكتاً علي مضض . ولكن السوري الأصل . حوّل الحديث . وبمودة لا أدري ان كانت مصطنعة , سألني عن اسمي . فقلت له : أبو فلان
فرد بنفس المودة : وأنا أبو محمود ..
أنا : أهلا أبو محمود
أبو محمود : أهلا بك ..
( المصري الأصل , لا يتكلم )
واستأذنا للانصراف
= مع السلامة .
--------- حكيت ما حدث لصديقة , فقالت :
أصابه جنون لأنك قلت له : أنا أصلي بالبيت - وليس بالمسجد - !! فماذا لو قلت له انك ملحد ؟؟ أو انك علماني ...؟؟ !! 

= لا أحد من الكنديين سألني عن الديانة .. بل فقط  من جاءوا من الدول المتعوسة .. من الشعوب المنحوسة بمعتقداتها .. هم الذين بمجرد أن تتعرف علي أحدهم ممن هاجروا أو لجأوا لكندا .. يسألك عن ديانتك ؟؟ !! 
                                 
===========

تعليقات