" روسيا الي أين ؟؟؟ "

بريجنيف - رئيس الاتحاد السوفييتي , صاحب القرار المدمر لبلاده : دخول مستنقع حرب أفغانستان
                          بوتن رئيس روسيا الحالي يصافح أوباما فوق خرائب سوريا المدعوشة

داعش التي دخلت روسيا لمحاربتها في سوريا , هي حرب أمريكية - اسرائيلية - ضد دول المنطقة .. ولكن أمريكا لا تخوض تلك الحرب بنفسها . وانما بالوكلاء والعملاء .. نيابة عنها ..
أما روسيا فقد دخلت لتحارب بنفسها ..

بكل المقاييس .. دخول جيش روسيا في سوريا وقيامه بضرب داعش الأمريكية السعودية الخليجية الاسرائيلية .. سوف يغير حسابات أمريكا ومخططاتها نحو تدمير وتقسيم العديد من دول المنطقة  - شرق أوسط جديد - .. فقد تؤجل ضرب , أو ترتيبات وأولوية التدمير للدول الموضوعة بجدول التقسيم بعد التدمير ..
فأمريكا الأن - بعد دخول الجيش الروسي في سوريا وضرب داعش - في حاجة للسعودية - ولآل سعود - لتحرض العالم الاسلامي علي وجود جيش روسيا  في سوريا ..! ..مما يستوجب علي أمريكا تأجيل دور السعودية في جدول التقسيم - بعد التدمير .. وقد تحل محلها في الترتيب , دولة أخري من الدول  المقرر تقسيمها ..
وهناك أخبار عن توافد دواعش انسحبوا من سوريا , الي ليييا .. لفتح جبهة أخري لتنفيذ مخطط تدمير وتقسيم دولة أخري .. من تلك الموضوعة بجدول التقسيم الشرق أوسطي ..

أمريكا لها أصدقاء بالمنطقة - الدول الداعمة والممولة لداعش في السر - دول ذوات أنظمة استبدادية مجافية للديموقراطية ولحقوق الانسان وتدعم الارهاب العالمي .. هؤلاء هم أصدقاء أمريكا بالمنطقة , وسوف يؤلبون أتباع عقيدتهم بالعالم - قرابة مليار وربع المليار . ضد روسيا . وسيدعون لمحاربتها باعتبارها دولة كافرة . بينما أمريكا مؤمنة , قياسا بروسيا - السابقة الشيوعية -..

وأمريكا .. في الغالب سترد علي روسيا . أيضاً بمحاربتها حرباً بالوكلاء وبالعملاء .. فهل سنري قريباً داعش في الشيشان ؟؟,  ولننتظر جبهة حرب تفتح علي روسيا من أوكرنيا .. وغيرها من دول روسيا الاتحادية , وخاصة ذوات الغالبية الاسلامية - حركات انفصالية , مثل حركة انفصال الشيشان التي أخمدتها روسيا  من قبل بتكاليف باهظة ....

هنا ستجد روسيا انها قد فتحت علي نفسها جبهات كثيرة ومتباعدة . من سوريا الي عقر دارها - روسيا الاتحادية - ...
فتري : هل سيتسبب دخول روسيا بقواتها في سوريا . لمحاربة أمريكا المتخفية تحت اسم داعش .. في انهيار روسيا الاتحادية .. وانقسامها .. كما كان التدخل الروسي في أفغانستان , سببا هاماً في انهيار الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفييتي ؟؟؟ يبدو أن تلك المسألة تحتاج من دول الغرب اعداد " جورباتشوف "  آخر . من نوع جديد . يفكك روسيا الاتحادية مثلما فكك الرئيس السوفييتي السابق " ميخايئل جورباتشوف " الاتحاد السوفيتي , وأنهي الشيوعية ..

بوتن يتصرف كما لو كان الاتحاد السوفييتي لا يزال قائماً !! وكأن روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي , واستقلال دوله عن روسيا لا يزال قائماً !!
يبدو أن بوتن - الذي يعتبر من فلول النظام الشيوعي لا يزال نائماً في زمن ما قبل سفوط الاتحاد السوفييتي .. ولا يزال مصراً علي أن تعامله أمريكا باعتباره رئيس ثاني أكبر قوة بالعالم .. ! ( لمجرد أن لديه مخزوناً من أسلحة الدمار الشامل .. !
بوتن يتصرف كما لو كان نظام بلاده لا يزال هو النظام الاشتراكي المعادي لأمريكا - الرأسمالية ..!! بينما الأمر ليس كذلك , وروسيا قد صارت - الي حد كبير - بلداً رأسمالياً - وبه العديد من المليونيرات .. أي أن التناقض الصارخ بين نظام بلاده النظام الرأسمالي بأمريكا وأوربا .. قد تراجع كثيراً .. ولكن بوتن .. الذي كما قلنا من فلول النظام الشيوعي الساقط في روسيا .. لا يزال يعيش ويحكم روسيا بالعقلية القديمة ..

ويبدو أن أمريكا وحلفائها الأوربيين سوف يوقظون بوتن , وروسيا , وسيضعونهم في الحجم الجديد- ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانهيار الشيوعية .. 
بأن يركزوا علي تدعيش روسيا الاتحادية وتقسيمها , لاضعافها , ليعرف بوتن- وروسيا - الحجم الجديد والمتواضع . الذي يجب عليه - وعلي روسيا , التحرك بداخله , و بتواضع يشبه تواضع وقوة ورزانة الصين ...

لايزال الانسان في روسيا يعاني من الفقر وسؤ الأحوال - كما كان في العهد الشيوعي .. وحرص القيادة الروسية علي الاحتفاظ بقواعد عسكرية - مثل القاعدة البحرية في سوريا . ليس له ما يبرره سوي الرغبة في الوجاهة الدولية ! ( فقر وعنظزة  ) فلا يوجد صراع بين شيوعية ورأسمالية - كما كان قبل سقوط الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفييتي .. ولعله لم  يعد هناك مجال للتنافس بين أمريكا وروسيا سوي التنافس السلمي في الاقتصاد والتجارة ..... ولكن كما قلنا " بوتن " لا يزال يفكر بالعقلية القديمة الشيوعية .. ( بلد - وزعيم - رأسمالي بأيدولوجية شيوعية مشاغبة  ! ) ..

ما هو موقف الصين من مساندة - أو محالفة بوتن في سوريا ..؟
هل ستمضي الصين في ذاك الطريق بلا تراجع ؟؟ نشك في ذلك .. فالصين تحرص علي عدم دخول معارك حربية بقدر الامكان , ولا يميلون للاستعراض والوجاهة الدولية - كما بوتن وروسيا - ويبو انهم يصرون علي الانتصار والتفوق علي أمريكا , اقتصادياً وعلميا .. وهم يتقدمون في هذا المضمار , ولا نظنهم علي استعداد للمغامرة مثل بوتن .. بدخول حرب عالمية ..
هذا ما نرجحه .. ما لم يكن قد جد جديد في استراتيجية وسياسة الصين .. تجاه الحماقة السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط - سياسة التدعيش - القابلة للمد حتي تلحق بالأراضي الصينية - والروسية بشكل خاص - ..
ربما جدت لدي الصين سياسة دولية جديدة لمواجهة أمريكا والتصدي لجنونها وحماقاتها المهددة للسلام العالمي ..
لو كان الأمر كذلك . فلابد وانه سيكون للصينيين مفاجآتهم .. وطريقتهم الخاصة لتحقيق الانتصار , بالعمل  الفعال , وبأقل قدر من الضجيج ومن التكاليف أيضاً, وبدون استعراض مسرحي دولي ... ليحققوا ما يريدونه بهدؤ ..
فالي أي مدي يمكن أن يستمر الصينيون بجانب " بوتن " ؟  ولأي حد يمكن ل " بوتن " أن يصغي لرزانة ورصانة السياسية الصينية .. ويتعلم منها  . و يدخر الاستعراض والضجيج . لعمل ناجح بهدؤ يفيد شعبه الذي لم ينعم بعد بثمار تحول بلاده للاقتصاد المفتوح وخروجه من الاقتصاد المغلق .. قبل أن يغرق بلاده في مستنقع آخر شبيه بالمستنقع الأفغاني .. ؟
هل سيؤدي " بوتن " هدفه في سحق داعش بسرعة , وينسحب بسرعة من الأراضي السورية.. ليحقق نجاحاً , ويفضح أمريكا أمام العالم . التي تزعم منذ وقت طويل انها تضرب داعش وتدعي انها تحاربها بتحالف دولي ..!! دون أن يلمس أحد أية نتائج حقيقية تؤكد صدق أمريكا في محاربة داعش .. ؟؟؟

صلاح الدين محسن   7-10-2015
==================

تعليقات