روسيا في سوريا .. والعالم الي أين ؟ 1-2
جوزيف ستالين
الأسد الأب - مؤسس الضيعة الأسدية الوارثية -
للوهلة الأولي يبدو الأمر معقولاً ..
ولكن عندما نفكر جدياً سنجد أمامنا أشياءً أخري :
الأمر يبدو عند البعض .. وكأن داعش وباء طبيعي - لا دخل للبشر فيه - وجاءت روسيا بعقاقيرها الطبية للقضاء علي الوباء !
أو كأن داعش مجرد ظاهرة طبيعية كما الاعصار أو الزلزال .. لا دخل لأحد فيها .. ألحقت دمارا وتشريداً وجاءت روسيا للانقاذ واعادة اعمار ما تهدم . وتقديم مساعدات انسانية . وسوف شكرها كل المجتمع الدولي .!
أو كأن داعش نمر متوحش هرب من حديقة الحيوان .. ( هرب من نفسه ولا أحد قام بتهريبه . أو بمساعدته علي الهرب ) , وجاءت قوات روسيا للقبض عليه حياً أو ميتاً .. - مشكورة علي فعل الخير .. - ..
داعش يا سادة يا كرام ... لم تخرج من باطن الأرض فجأة , ولا هبطت من المريخ علي سوريا والعراق ..
داعش عبرت من حدود دولة مجاورة اسمها : تركيا .. ودولة تركيا لا تزال موجودة
...
ان داعش - أيها الكرام , لها من صنعوها في الخفاء - أمريكا وحلفاؤها وفي مقدمتهم اسرائيل - .
داعش لها من مولوها - وفي مقدمتهم قطر , وخليجيون وسعوديون -
ولها من يساعدونها في الخفاء بيد ويلقون لها بالأسلحة بالطائرات , ويضربونها بيد أخري لابراء الذمة - أمريكا وحلفاؤها من فرنسا حتي دول الخليج - ؟؟
كل هؤلاء " صناع داعش " .. وجميعهم موجودون ..
فهل ستسمح كبيرتهم - أمريكا - بسقوط هيبتها الدولية لتفادي حرب عالمية ؟ أم ستخرج من الجعبة الخبيثة لمخططيها.. حيل أخري للحيلولة دون اخراج داعش من سوريا - والعراق - ..؟
روسيا لم تدخل سوريا بقواتها دفاعاً عن بلد وشعب .. فالبلد - سوريا - قد تم دماره تماماً .. والشعب قد تشرد الملايين من أبنائه .. وقضي الأمر ..
وطوال مراحل وخطوات تدمير سوريا وتشريد شعبها كانت القاعدة العسكرية البحرية الروسية موجودة في شواطيء سوريا .. فماذا فعلت ؟ وما فائدة ما ستفعله روسيا اليوم ؟ ان استطاعت أن تفعل شيئاً - بخلاف حرب عالمية محتملة ؟؟ ..
هل بعد قهر روسيا لداعش , سوف تقوم بتجميع السوريين من الشتاات وتعيد اعمار مدنها المهدمة ؟
حسناً .. ليت هذا يتحقق بهدؤ وسلام . ودون كارثة عالمية أو محلية .
وقت بيع النساء جوارياً في سوق للرقيق بسوريا - والعراق - جري ذلك علي مرأي ومسمع القاعدة العسكرية لروسيا في سوريا .. وعلي مرأي ومسمع بلاد " ابراهام لينكولن - محرر العبيد - " أي : أمريكا ... و كذلك علي مرأي ومسمع , والقاعدة العسكرية لأمريكا في العراق ... (!!) .
روسيا لم تدخل جيشها في سوريا , الا لحماية رجل يؤجر لها القاعدة البحرية . اسمه بشار الأسد - وأتباعه - وخشية تمدد حريق الدعشنة حتي داخل دول اتحاد روسيا - لعقر دارها - ..
وقد تركت روسيا . الرجل الذي كان رئيسا لدولة اسمها سوريا , حتي لم تعد له دولة , ولا يحكم الا علي القليل من أراضي بلاده .. ومن هم حوله أغلبهم من طائفته المذهبية. والمؤدلجين المنتفعين , ومن لا حيلة لهم بخلاف البقاء بالأرض والتمسك بها حتي يجدون لهم ملجأً آخر - أو حتي الموت ..
داعش يا حضرات .. ليست وحسب موجودة في سوريا والعراق ..
والعناصر الجاهزة للتدعيش موجودون بالعديد من دول العالم ..
والدول الأخري المراد تدميرها دعشاً , موضوعة علي قائمة التدعيش .. والممولون موجودون ..
ويوجد حكام يسعون لتدعيش بلادهم , علي غرار سوريا والعراق ..- تنفيذاً للمخطط الأجنبي - ولكنهم يطبخون علي نار هادئة .. ويحصلون علي معونات من أمريكا .. ويعملون مثل أمريكا : يضربون الدواعش علي الحدود ضرباً غير قاصم .. ويقدمون ويرعون دواعش الداخل , الذين يحملون أسماء جماعات .. ! ويفسحون ساحة العمل السياسي لاحدي أو بعض تلك الجماعات التي يتخرج منها الدواعش .. ويرسلون أفراداً من تلك الجماعات للتدريب بأمريكا - تحت ستار الدراسة الجامعية. من ميزانية الدولة والشعب ..! .. بل ويسلمون أعلي مناصب الدولة - رؤساء الوزارات و غالبية الوزراء , لشخصيات معروفة بانها داعشية الفكر.. ! كل هذا يجري طبخه علي نار هادئة , مثلما قاموا بتفكيك واهدار ثورة شعبهم , علي نار هادئة , وأعادوا كافة عناصر الفساد الي مواقعهم بهدؤ وبتدرج , وعلي نار هادئة .. وهكذا يقومون باجراءات تدعيش بلادهم - في الداخل - حسب المخطط الأمريكي في التدمير والتقسيم .. بنفس الهدؤ والتدرج وعلي النار الهادئة ..
أما سوريا - والعراق أيضاً - فقد تم الدعش - التدمير والخراب - حسبما كان يهدف المستفيدون الذين لم يعد يهمهم كثيراً شأن سوريا والعراق . بعدما أسكنا فيهما الخراب .. فهم لديهم جدول ومهام لتدعيش دول أخري بالمنطقة .. لكن في الغالب يهمهم ألا يتدخل أحد غيرهم في سوريا - أو العراق - لكشف مؤخراتهم وفضحهم , والاطاحة بهيبتهم العالمية , وبمصداقيتهم الدولية - سيئة السمعة - .
من الأنباء :
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) 4-10-2015 -- شكك المستشار العسكري لـCNN، المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، بصحة خطط موسكو لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا، قائلا إنهم يرغبون بالحفاظ على النظام السوري الذي يضمن لهم بقاء قواعدهم بذلك البلد، في حين حذر خبير روسي بأن الهدف النهائي هو ضمان إسقاط العقوبات الغربية عن روسيا بحلول ديسمبر المقبل.
( أي : كلُ يبحث عن مصالحه ,, سواء روسيا أو أمريكا ,, أو غيرها .. ) .
لو لم تكن الصين قد تحالفت مع روسيا في دخول قوات في سوريا ... لقلنا : " روسيا الي أين !!؟
ولكن ما دامت الصين قد دعمت - أو تحالفت مع روسيا - فهناك احتمال صدام بين دول العالم الكبري ونشوب حرب عالمية .. دمارها أولاً سيكون فوق رؤوس دول قد تدمرت بالفعل وشبعت دماراً وشعوب قد تشرد الكثير من أبنائها - بخلاف المعوقين واليتامي والأرامل - .. لذا وجب أن نسأل : العالم الي أين - بعد تدخل روسيا في سوريا بتحالف مع الصين ؟؟
لو حدثت حرب عالمية انطلاقاً من سوريا .. فعلي اسرائيل أن تتحسس رأسها .. لأن الدمار لن يستثن أحداً ( ولو بدون قصد , ولو بالخطأ ..! ).. وعلي ألمانيا و أوربا عامة وأمريكا , الاستعداد لاستقبال المهاجرين اليهود الفارين من اسرائيل المدمرة . شأنها في الدمار شأن كل دول المنطقة .
لو قامت حرب عالمية بسبب تدخل روسيا في سوريا . وحليفتها الصين . لوقف وباء داعش الذي صنعته أمريكا وحلفاؤها ..لاندري كم هو عدد الشعوب التي ستفر من هول الحرب .. سواء من الشرق أو من الغرب ؟ ولا لأين سيكون المفر !! فالدمار والهلاك لن يكون قاصراً علي دول الشرق الأوسط وحسب ( انها حرب عالمية .. وفي عصر صواريخ عابرة للقارات حاملة لرؤوس نووية , وكيميائية وبكتريولوجية ) حرب لن نعرف لها غالب من مغلوب , ولا رابح أو خاسر .. لن يربح أحد .. والفاعل الأول هو : من صنعوا داعش ( من خططوا .. , ومن مولوها , ومن فتحوا حدودهم جسراً لمرور داعش , الي العراق وسوريا )
وللمقال بقية - جزء 2 ... " روسيا الي أين ؟؟؟ " ..
صلاح الدين محسن
تعليقات
إرسال تعليق