الجوع مؤمن أيضاً

                             
صلاح الدين محسن
17 - 8 - 2015
يقولون الجوع كافر .. ( بل الجوع مؤمن أيضاً )  يقصدون بأن الجوع كافر : الانسان ان جاع , ولم يجد ما ولا من يساعده , فانه قد يكفر .. يكفر بالاله وبالأديان وبالأوطان وبالأخلاق وبالثقافة وبالتعليم .. بكل شيء .. انه الجوع .. 
  وصاحب تلك المقولة " الجوع كافر " لم ينتبه الي ان الجوع مؤمن أيضاً ..
فالجوع الذي قد يجعل الانسان يكفر بكل شيء .. قد يدفعه للايمان بأي شيء لم يكن يقتنع به , ولا يتوقع ايمانه به مستقبلاً ..  ولكن الجوع قد يدفعه لهذا النوع من الايمان ..!!  
 كاتب ليبرالي حر . فصلته حكومة بلده - المجاور للسعودية - من وظيفته ..
اشتغل بعمل يدوي شاق , لا يتناسب مع طبيعة حاجة الكاتب , للقراءة والتأمل والتفكير لزوم الكتابة ...  صبر علي ذاك العمل الشاق , ولكن مجتمعه قاطعه واصفاً اياه بالالحاد ..
سبق أن قدم هذا الكاتب , نداء استغاثة للموقع الذي ينشر فيه مقالاته الغزيرة . وكانت الاستغاثة في شكل مقال بعنوان " الاحتراف بالحوار المتمدن  . 2009 / 6 / 27  " علي أمل أن يضمه الموقع ضمن موظفيه . فيضمن له دخلاً يعطيه قدراً معقولا من حياة كريمة . وكان يجب علي الموقع الاستجابة السريعة لندائه , بل كان عليه أن يُدركه قبل توجيه الاستغاثة .. فهذا الكاتب يستحق , فلعل مقالاته هي أكبر عدد من المقالات الكاتبات والكتاب . المنشورة بذاك الموقع ( أكثر من 2000 ألفي مقال ) , وعدد الزوار هم الأعلي من زوار مقالات أي كاتبة أو كاتب ( أكثر من 11 مليون زائر ) .. والموقع يستفيد من ذلك , ولاسيما بعد تحوله لمؤسسه تدعمها الدولة المضيفة وادخاله نظام الاعلانات  - بالاضافى للتبرعات - .. الا انه يتعامل مع هذا الكاتب باستخفاف وعدم احترام .. لكونه يكتب بالأسلوب السهل البسيط .. وان كان حافلاً بالرؤي والمعرفة والفكر الوثاب - العلماني الليبرالي - وهذا النوع من الكتابة السهلة البسيطة , له قراء لا يستهان بهم . وهو الأقدر علي توصيل الفكرة والرأي للقاصي والداني . لمختلف المستويات التعليمية والثقافية . الا  أن الموقع لم يستجب لندائه ... فلما  اعتصر الجوع بطون أولاده وزوجته .. اضطر لأن يؤمن .. بدين ( بخلاف دين عشيرته وأهله ) .. 

كتب مقالاً يزعم فيه أن سفر - كتاب -  الدين الذي تحول اليه , قد غير حياته ..!- نشره بتاريخ  2012 / 8 / 28 

وهو لو أقسم علي قفة مملوءة بكتاب تلك الديانة ومعه كل كتب الديانات الأخري . علي أن ذاك الكتاب قد غير حياته . لما صدقه أغلب القراء . فهم يعرفون جيداً انه رجل عقلاني , ومثقف جداً . وحاد الذكاء . ومن عاشر المستحيلات أن يؤمن في يوم من الأيام . بأي دين من الأديان .. 
وبالطبع فان أتباع الدين الذي اتبعه , وكطبيعة المؤمنين بالأديان , فرحوا به أشد الفرح ..
ويبدو انه علي الفور جاءه المدد والمساعدات ممن يفرحهم انضمامه لعقيدتهم . ونشر كتابه الأول - حسب علمنا - .. 
  ويبدو أن الدعم والمدد لم يتواصل . فكتب منذ أيام . في 12-8-2015 يقول :
أنا في هذه اللحظة يا يسوع أبحث عنك وصوتي بملء الوادي وثغائي وصل لأعلى الجبل, أنا أمر في أزمة شديدة وفي ضيق شديد, أنا إنسان حطمته أوهام الثقافة (( لاحظوا تعبير " أوهام الثقافة ..! )) وأوهام القوة والنصر.... وبستطرد : 
و أنا إلهي فادي يفدي من يؤمن به بدمه وبروحه, يضمه بين جوانحه وينقيه من الخطايا يخلصه من الشرير الذي يلاحقه, وأنا الآن بأمس الحاجة إلى مخلصي يسوع إلهي وحبيبي قاهر الأشرار وغالب الجوع والشيطان, 
الي باقي المقال ..
 وبينما القراء المنتمون للديانة الجديدة التي انضم اليها يواسونه .. كقول قارئة ( بالفيسبوك ) : 

 لقد سمع صلاتك وأنينك ووجعك وسيستجيب لأنه أله حي فاتح  ذراعيه لأستقبال 

الموجوعين .. الي أن تقول :


ولأنه محبه  وسلام ايمانك العظيم هذا أخي .. سيخلصك من كل ضيقاتك ثق بما أقول 


وأستمر بالطلب وستغمرك نعمه الأله . أبدعت كالعاده بكل حرف خطه يراعك البهي . 



- وتعليق آخر ( بالفيسبوك أيضاً ) يقول له : ستدخل من الباب الضيق إلى الباب 


الوسيع انشالله

ولكننا نجد آخرين يردون عليه ,  يعارضونه .. فتعليق يقول له   

كذاب يا خيشه من يومك

وتعليق آخر يقول له : 

اخى  .. الا تعتقد انه يوجد شئ غريب ,ربما يسوع مشغول جدا لانه لايلتفت الى الصلوات او يستجيب لها ,ايضا منذ حوالى اسبوع تم خطف فتاه مصريه مسيحيه قاصر فى محافظه المنيا بمصر وقد تمت خطبتها قبل خطفها بثلاث ايام ,اهلها فى حاله صعبه جدا ويستغيثوا ,البوليس المصرى فاسد ومتواطئ مع الخاطفين ,يعنى الموضوع هو اسلمه الاقباط بالعافيه ,هل يعقل هذا ؟ هل تعتقد انه يوجد قوه ذكيه تتحكم فى هذا الكون ؟ انا عن نفسى اشك فى هذا كثيرا  ------

  يمكنني أن أفهم اذا مفكر مثقف جداً . قد تحول من الدين والتدين الي الشيوعية أو العلمانية أو الالحاد .. فهذا تطور عقلاني طبيعي متناغم.. قائم علي علم ودراسة .. 

لكنني لا أعرف كيف يكون شخص علي أكبر قدر من الثقافة والوعي - شيوعي , علماني , ليبرالي - , ويعود لاعتناق الخرافة والأساطير .. !  

!! 

مهما تفنن هذا الشخص في تمثيل الدور - كما دكتور مصطفي محمود - ومهما  اندمج شخص آخر في الشغلة تمام الاندماج - كدكتور محمد عمارة - فانني لا أستطيع أن أصدقهما ... فمن ملحد - الأول - وشيوعي - الثاني - . الي مفكر اسلامي ... !!؟

هذا ما لا يمكنني تصديقه أبداً ..

ولكن لا يربك حسابات عقلي حقاً . الا حالة  " سيد قطب " .. فمن رجل علماني , شيوعي .. الي حبل المشنقة . بعد سنوات من السجن والاعتقال .. في سبيل دين ..!  

كيف ..؟!!؟ 

مهما عشق الممثل الدور ومهما تتيم حباً في خشبة المسرح , فلا يمكن أن يصل لقبول تعلقه بحبل المشنقة عشقاً للمسرح وللمسرحية .. لا ,  لابد وأن شيئاً غريباً قد حدث في المخ , فقلبه رأساً علي عقب .. ! كيف !؟ هذا ما لم أتوصل لتفسير له بعد... 
--- 
      لو كان هذا الكاتب يكتب بلغة أخري ببلاد الكفار المتمدينين ولا يتكلمون كثيراً عن الأديان ! لو كان قراؤه  هم شعوب أوربا وأمريكا واليابان .. وشعروا من أول لحظة انه يعيش محنة .. لسارعوا بجمع التبرعات له . وجمعوا له مبلغً محترماً كفيل بأن يهيء له حياة كريمة تليق بهؤلاء القراء وبما يليق ببلادهم وبأخلاقهم   ...   

الكاتب البريطاني " كولن ويلسون " صار مليونيراً  من بيع أول كتاب له .. 
وهذا ما لم يستطع أن يحققه العقاد ولا طه حسين ولا نجيب محفوظ ولا توفيق الحكيم ولا يوسف ادايس , ولا لويس عوض و لا يحيي حقي - ولا غيرهم - .. بعد العشرات من المؤلفات التي اعتصر كل منهم , ذهنه , وأنفق شبابه وكهولته في تأليفها ! . مؤلفات هؤلاء  ,الابداعية , استمتعت بها الشعوب الناطقة بلغة يعرب .. انها الأمة التي امتدحت نفسها بنفسها , بزعم انها خير أمة أخرجت للناس ... (!) 
الجميع يتفرجون فقط علي هذا الكاتب ! الموقع الذي نشر فيه 2000 مقالاً ,والمواقع الكثيرة التي طالما أعادت  نشر مقالاته ! وال 11 مليون زيارة لمقالاته .. والقراء الكثيرون الذين قاموا بتلك الزيارات , وطالما تابعوا ويتابعون ابداعات كتاباته .. !  . الجميع يتفرجون .. (!) .
 -----  

----------- http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard

==============