القدرات الشفائية الخارقة هل لها علاقة بالأديان ؟

يوجد اناس من كافة الأجناس والديانات والدول والقارات بكل العالم . لديهم قدرات خارقة . في مجالات مختلفة .
ومن بين تلك المجالات : مجال الشفاء من الامراض ..

المقدرة الشفائية يمكن أن نجدها عند اناس يعبدون النار , كما عند آخرين يعبدون إله يسمونه الواحد القهار ..

ويمكن أن نجدها عند أتباع بوذا ..  وعند الايزيديين , والزرادشت ..
ويمكن أن نجد المقدرة الشفائية عند واحد  ممن يقدسون البقرة ..
وكذلك يمكن أن نجدها عند أتباع محمد .. أو اتباع الحسين والامام علي ..
ويمكن أن نجدها عند دراويش السيدة زينب أو السيد البدوي ...
  كذلك يمكن أن نجدها عند أتباع المسيح والعذراء .. ...
وأيضاً يمكن أن نجدها عند الهنود الحمر , وقد نجدها عند الدالاي لاما  -الحالي أو أحد الدالايات لامات السابقين له - بهضبة التبت بالصين - أو أحد أتباعه الحاليين - .
وقد نجدها لدي أحد أبناء قبيلة من قبائل غابات وأدغال افريقيا ..

دعونا نتكلم عن المعجزات الشفائية عند شعوب دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالذات ..
تلك الشعوب التي اعجابها وتهليلها للمعجزات الدينية . لا يضاهيه سوي سكوتها أوتسامحها أو تساهلها مع حكامها الذين يسرقون خيرات بلادهم وينهبونها ويفقرون تلك الشعوب .. ويدمرون الحاضر و الماضي  ويعرقلون ويعطلون المستقبل ..

تلك الشعوب التي يتسابق  متعلموها  مع جهلائها في التهليل الديني في المناسبات وأشباه المناسبات .. وبالطبع المتعلمون  يكونوا هم السابقون الفائزون .. (!) .

فنقول : لماذا من لديه قدرات شفائية خارقة . من أبناء تلك الشعوب  , لا ينسبها لنفسه هو . بل ينسبها  لرمز من رموز ديانته ؟

الجواب : لأن تلك الشعوب قد أغلقت - وأديانها قبلها - أبواب النبوة والألوهية .. وبالتالي , من لديه قدرة شفائية خارقة , لو ادعي النبوة أو الألوهية , بموجب مقدرته الخارقة للعادة .. سيقابل من غالبية الناس بالنكران والاستهزاء .. وسيحاربه رجالات الأديان .. وقد يوقع نفسه تحت طائلة قانون البلاد ...
لذا فان انسب شيء أمام صاحب المقدرة الشفائية الخارقة هو : نسبها   لرمز من رموز ذاك الدين ... ويجني هو ثمار تلك القدرة ,  ثمار أدبية , ما لم تكن لها ثمار مالية أو مادية أو عينية ...

نأتي للشفاء بالأرواح ....

لن نخوض في صحة أو عدم صحة العلاج باستدعاء وبالاستعانة بأرواح  من رحلوا عن دنيانا ..
ولكن ما يهمنا قوله . أن من كتبوا بالعربية عن علم الروح والعلاج بالاستعانة بالأرواح . وأشهرهما : الراحلان " دكتور رؤوف عبيد - عميد أسبق لكلية الحقوق بالقاهرة - " له 3 مجلدات , والدكتور علي عبد الجليل راضي - أستاذ الفيزياء . سابقاً . بجامعة عين شمس " ( معظم مؤلفاتهما منشورة منذ أكثر من 50 عاماً ) .
كتبوا كثيراً عن العلاج بالأرواح . وتجاربها وأبحاثها بالدول الكبري بالذات .. ولكنهما لم يذكرا اطلاقاً أن العلاج بالأرواح له صلة خاصة - ولا عامة -  بدين ما . ولا بأي من الأديان . بل حتي تحضير روح من الأرواح . لا يذكر فيه اسم إله ولا نبي , ولا تلاوة دينية محددة .. كلا .. وانما تلاوة أي شيء يبعث علي الهدؤ والسكينة - أي شيء , ولو موسيقي كلاسيكية  تؤدي لهذا الغرض - .. وهكذا يمكننا أن نفهم منه الآتي :
   ( لو صح وجود علاج بالاستعانة بالأرواح . أو بقدوم روح من الأرواح متطوعة من تلقاء نفسها لعلاج انسان ما ..) .. فقد يحدث ذلك عن طريق روح بوذا .. وقد يمكن عن طريق روح العذراء مريم , أو بروح السيدة زينب , أو السيدة سكينة , أو بروح السيدة نفيسة .
وقد يمكن العلاج عن طريق تحضير روح بطلة مجزرة حرب موقعة الجمل " السيدة عائشة " أو بتحضير روح الأم تريزا .. .. !! سيان .. ما داموا لم  يشترطوا تحضير روح قديس أو شرير .. قد يمكن العلاج بالاستعانة بروح المهاتما غاندي , أو بروح " نيرون - الذي أحرق واستمتع بحرق روما . عاصمة بلاده - ...
أو العلاج بالاستعانة  بروح الفوهرر أدولف ..
وربما يمكن العلاج بالاستعانة بروح شاعر الفلاسفة  أبو العلاء المعري .. أو بروح الشاعر الخلبوص الحسن بن هانيء  الشهير ب " أبو نواس " .أو بالاستعانة بروح الشاعر الذي أشاد بعبادة النار " بشار بن برد " بقوله " الطين ُظلمة والنار نور " .

أو العلاج وتحقيق الشفاء بالاستعانة بروح الامام أبي حامد الغزالي - حجة الاسلام  , أو بروح غريمه - الفيلسوف  العقلاني  " بن رشد " ...

القدرات الخارقة عند مختلف الكائنت الحية , هي كثيرة ومتنوعة ..
والقدرة الخارقة علي الشفاء , عند بعض البشر , مجرد واحدة من الخوارق الكثيرة .. 

وهناك متعلمون وربما مثقفون , ما ان يسمعوا عن حالة علاج منسوبة للدين .. حالة واحدة (لا تتكرر الا نادراً .. ولا يمكن لكل المرضي الاعتماد علي هذا العلاج اطلاقاً والا لأغلقت المستشفيات بكل الدنيا أبوابها منذ عشرات السنين .. حتي يترك هؤلاء المتعلمون والناشطون مشاكل ومعانات شعوبهم وآلام واوجاع بلادهم , والتي لا حصر لها .. ليهللوا لحالة شفاء منسوبة للدين , وهم يعلمون أن كبار رجال ذاك الأديان   لا يعتمدون أبداً علي علاج ديني . حرصاً علي صحتهم .. وانما يهرعون بسرعة عند المرض , للعلاج بدول ينعتونها بالكفر- اوربا وأمريكا - .. وكذلك حال المتعلمين والمثقفين المهللين للعلاج الديني - نفاق ديني - . لا يعالجون أنفسهم بعلاجات دينية . 
وفي نفس الوقت نجد كبار وصغار رجالات الأديان يمتدحون العلاج الديني الذي لا يقرونه لأنفسهم .. - للفقراء  المدروشين بالأديان - .. ويعتبرونه معجزات .. ويشارك رجالات الأديان  , إعلام ونشطاء وأحياناً مثقفون من محبي النفاق العقائدي . الذي يفيد الحكام الطغاة الفاسدين , كآداة لالهاء الشعوب عن مشاكلها الحقيقية التي ترجع أسبابها لوجود هؤلاء الحكام بالسلطة ..

علي كل واحد من رجال الأديان - أو الكتاب والنشطاء الذين ينافقون الأديان ورجالاتها ويداهنون جموع المتدينين .. كل واحد من هؤلاء هلل لحالة شفاء تمت بمعية الدين .. أن يسعي مشكوراً هو ومن عالجوا تلك الحالة .. لشفاء ألف واحد فقط من ملايين المرضي بوباء واحد فقط . من أوبئة كثيرة , تعاني منها الملايين الكثيرة من أبناء بلادهم ....
وعلي أبناء كل طائفة تدعي وجود معجزات تتحقق بمعية أديان طوائفهم , أن يعالجوا بتلك المعجزات مشاكل اضطهادهم من قبل الحكومات والطوائف والديانات الأخري - مجتمعة ضدهم - ...  فلو تحقق علاج من هذا النوع , لكان أولي بكتير من معجزة شفاء حالة مرضية واحدة  يهللون لها . فحاجة طوائفهم للشفاء من انعدام الأمن وفقدان الأمان والشفاء من خلل العدالة وأنيميا المساواة ,, أشد وأولي بكثير من معجزات الشفاء من الامراض ..
دعوكم من مشكلة الشفاء من الأمراض , الناس يمكنهم تحملها ..
الناس في حاجة لمعجزات أخري .. أولي وأهم من معجزات الشفاء من المرض . انهم في حاجة للشفاء من  أوبئة اسمها : حُكام : رؤساء وملوك وأمراء وسلاطين . 
ألا  تحققوا لهم  تلك المعجزات ..  !. 

---- المقال القادم " الخوارق وطاقات الطبيعة المركزة في بعض الكائنات الحية " .
**********