بكاء علي مجد ضاع
في مترو مونتريال . صعدت سيدة في حوالي الأربعين من عمرها أو تزيد قليلا .. سمراء , سمارها خمري . وجهها جميل التقاطيع , جسمها ممتليء ومتناسق . جلست علي أحد المقاعد ..
ثم راحت تغني بالانجليزية .. شيء أكثر من رائع , مطربة أوبرالية الصوت . ممتازة الحس , متقنة الأداء .. .. قلت لنفسي : لماذا تغني تلك المطربة القدير ة بالمترو ؟؟؟ ان مكانها أرقي دور الأوبرا العالمية .
ثم .. ما لبثت أن اعتلي صوتها نبرة حزن .. ثم تصاعد الحزن لدرجة نشيج بكاء , ثم ازداد لدرجة الصراخ الهستيري .. .. !
كان واضحاً انها تبكي وتصرخ . علي مجد غنائي , كانت جديرة به .. ولم تنله ....
تذكرت تلك السيدة . عندما شاهدت وسمعت بالانترنت . تلك العازفة التي استضافوها ببرنامج أجنبي . صفق لها الجمهور بحرارة شديدة . وكان تصفيق لجنة التحكيم كبيراً جداً ..
بعدما أنهت العزف .. نزلت دموعها من شدة تصفيق الجميع لبراعتها وموهبتها العالية .. لم تكن دموع فرح , بل دموع فجيعة ضياع مجد فني كانت تستحقه .. دموع حزن علي وصول ذاك التصفيق الحار والاعجاب الشديد بفنها , متأخراً جداً ..
اكتسي وجهها بالحزن والأسي . وراحت تنظر للجمهور بنظرات عتاب عميق .. ثم استدارت تاركة اياهم يصفقون , لتلتقط طفلتها من فوق ذراع زوجها . الذي كان في انتظارها . قبلت ابنتها وضمتها , وعادت لتتلقي باقي تصفيق متواصل من الجمهور والتحكيم . والدموع تهدر من عينيها , مع شعور بالمرارة ! , كما لو كانت تعتذر عن قبول هذا التصفيق !! .
ولسان حالها يقول لهم أيضاً (( أتصفقون لي الآن ؟؟!! الآن ؟؟!! وأين كنتم من سنوات كثيرة كنت أحمل معي موهبتي وفني , وما وجدت فرصتي , ولا سمعت تصفيقاً من أحد ...!!؟ )) .
ثم راحت تستعرض بنظراتها الجمهور من أوله لآخره . و نظرات لومها وعتابها موجهة للجميع . مع الاحساس بالمرارة . كانت واضحة جداً , الي حد أسال الدموع أيضاً من عيون إحدي أعضاء لجنة التحكيم بالبرنامج .
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
=======
تعليقات
إرسال تعليق