كتابات مختارة - شاعرة وروائية مبتدئة


مواقع الهلس الاجتماعي!

 الحوار المتمدن  2019 / 12 / 19 

عاشقةُ أنا للقراءة والكتابة.
أشعر وكأنها تغدي الروح ، بل هي الروح في حد ذاتها.
فهل يعيش الإنسان بلا روح؟!!
بالطبع لا.

فكثيراً ما كتب مواضيع جادة وهادفة على الفيسبوك ،
وكثيراً ما نشرت أقوال لفلاسفة ومتصوفة وغيرهم.
وكثيراً ما إقتبست مقاطع من كتب ، سواء لاهوتية ،
او فلسفيّة او روائيّات او أشعار او غيرها.

لكن الإقبال والتفاعل كان أضعف مما تخيّلت وتصورت.
فظنيت أنه ربما الخطأ فيما أختاره للطرح من مواضيع او مقاطع مقتبسة من كتابات أطرحها للنقاش.

لكن حين إتختليت بنفسي لأُحلل هذه الظاهرة الغريبة (أقصد قلة التفاعُل) ، وجدت أنني بالفعل أكتب وأقتبس في/من مجالات عديدة سواء عن الحب او علاقة الإنسان بالله او الإفتخار بالذات ، او اشعار عامّة ، او مقاطع فلسفية او صوفيات او لاهوتيّات او مقاطع من رسائل غسان كنفاني لمي زيادة مثلا (فإني أعشق رسائِله) وغيرها العديد والعديد من الموضوعات.

فخطرت على بالي فكرة ، أن أكتب "بوستات" سطحية وغير هادفة وركيكة ، ولا تعبر عن أي فكر ، بل وليس لها مضمون. 

فكانت الصاعقة التي أحزنتني على حالنا وما وصلنا إليه من سطحية ،
فقد وجدت تفاعُل تخطّى كل التفاعلات التي تحدثت عنها أولاً (اي الموضوعات الجادّة والهادفة) ، بل وأعتبرني البعض إنني جُننت او أن حسابي على الفيسبوك قد تم "تهكيره".
فالتفاعلات على "البوستات" السطحية كان ثلاث او أربعة أضعاف التفاعُل على المواضيع الجادة.

حينها أدركت أننا شعب يعشق التفاهة والسطحية والهلس والهياس.
يكره القراءة والفكير كُراهية التحريم.

وأيقنت وقتها ، إننا شعب هلّاس وان مواقع التواصل الإجتماعي ،
ما هي إلا مواقع للهلس الاجتماعي.
=============عاشقةُ أنا للقراءة والكتابة.

تعليقات